أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أحمد أبو مطر - الأردن و حماس..العلاقة والهدف















المزيد.....

الأردن و حماس..العلاقة والهدف


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 1475 - 2006 / 2 / 28 - 10:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



لا أعتقد أن هناك علاقة بين قطرين عربيين ، إختلطت فيها الرؤى والمواقف كما هو في حالة العلاقة بين الأردن وفلسطين ، وذلك بسبب خصوصية هذه العلاقة وتداخلها وصولا إلى نسيج المجتمعين حيث لم يتداخل وينصهر شعبان كما هو في حالة الشعبين الأردني والفلسطيني ، وهذا الإنصهار وفر منذ عام 1950 حياة كريمة للفلسطينيين حقيقة وقياسا بالعذابات التي عاشوها في غالبية الأقطار العربية ، وهذه الحياة الكريمة التي إستندت إلى القانون المدني والدستور اللذين منحا الجنسية الأردنية تلقائيا لكل سكان الضفة الغربية طالما أصبحت جزءا مما أطلق عليه (المملكة الأردنية الهاشمية ) ، ومن باب المقارنة لبيان الفروق الهائلة من المهم أن نتذكر الآلآم والمصاعب التي عاشها اللاجئون الفلسطينيون من حملة الوثائق خاصة اللبنانية والمصرية ، وحتى هذه اللحظة بما فيها زمن المد القومي الناصري ، حيث كانت الوثيقة المصرية لللاجئين الفلسطينيين وما زالت لا تسمح لحاملها بالعودة إلى جمهورية مصر العربية إلا بعد الحصول على تأشيرة دخول مسبقة ،ومن المخجل أن القانون اللبناني منذ عام 1948 يمنع اللاجىء الفلسطيني من العمل في عشرات المهن والوظائف .

هذه العلاقة المميزة في الإنصهار في نسيج مجتمع وشعب واحد ، يحاول البعض خاصة في صفوف فصائل المقاومة الفلسطينية إثارة بعض ملفاتها بطريقة لاتخدم النضال الفلسطيني قبل غيره ، فبعد فوز حركة حماس في الإنتخابات التشريعية الفلسطينية ، إستغل البعض هذه الإنتصار بشكل سيء لخدمة أغراض خاصة ضيقة ، وخير دليل على ذلك تصريحات محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة حماس ، الذي أعلن قبل أيام قليلة ( أن حركة حماس لا تعترف بفك الإرتباط بين الضفة الشرقية والضفة الغربية ، ولهذا فإن الحركة ترفض أن يتخلى قادتها عن الجنسية الأردنية ). وهذا التصريح يكشف عن حمى التخبط السياسي الذي أصابت بعض قيادة حماس من جراء فوز إنتخابي لم يكن يتوقعوه ، وبهذه الطريقة لن يحافظوا عليه طويلا ؟؟؟ . فهل هذا التصريح يخدم النضال الفلسطيني الذي تبلور من العام 1987 في إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967 ؟؟ ، علما أن قرار فك الإرتباط بين الضفتين الذي إتخذه الأردن عام 1988 ، كان محل ترحيب منظمة التحرير وكافة المنظمات الفلسطينية ، لأنه كان قرارا حكيما وشجاعا على طريق السعي للوصول للدولة الفلسطينية المستقلة ، لأنه كان يعني للأصدقاء والأعداء أن الضفة الغربية أرض فلسطينية محتلة ، وهي هدف من أهداف النضال الوطني الفلسطيني لتكون جزءا من الدولة الفلسطينية التي نادى بها المجلس الوطني الفلسطيني عام 1987 من جانب واحد ، وقبل سنوات من الإعتراف المتبادل بين منظمة التحرير ودولة إسرائيل . وبالتالي ما معنى هذا الإعلان الآن ، أن حماس لا تعترف بالقرار الأردني بفك الإرتباط بين الضفتين ؟. إذا كانت حماس تعني ذلك حقيقة ، فعليها أن تعلن ذلك صراحة وهي الحكومة والمجلس التشريعي الفلسطيني الآن ، وهذا يعني العودة لصيغة وحدة الضفتين ضمن إطار المملكة الأردنية الهاشمية ، وبالتالي على حماس أن تعلن : ماهو مصير قطاع غزة ؟. وهل يعني ذلك إقتصار الدولة الفلسطينية على ذلك القطاع ، لأن القطاع منذ عام 1948 وحتى إحتلال عام 1967 كان تحت الإدارة العسكرية المصرية ، أي أنه لم يكن له أية علاقة بصيغة المملكة الآردنية الهاشمية التي تشكلت من الضفتين ، واعترفت بها رسميا الجامعة العربية والأمم المتحدة!!!. إن عدم الإعتراف بفك الإرتباط بين الضفتين لا يعني مطلقا إلا هذا الفهم ، وإن أعلنته حماس رسميا ووافقت علية المملكة الأردنية ،يكون عندئذ من حق قادة حماس العودةإلى المملكة كمواطنين أردنيين لهم كافة الحقوق وعليهم كافة الواجبات ، ويخضعون للقانون الأردني الذي لا يسمح للمواطن الأردني أن يكون عضوا في أي تنظيم أو حزب غير أردني ، وهو عرف وقانون في كافة دول العالم الديمقراطية والديكتاتورية ، المتقدمة والمتخلفة ، وهذا يعني إنسحابهم رسميا وعلنيا من عضويتهم في حركة حماس الفلسطينية . إذا أردنا الإحتكام لمنطق القانون وكافة دساتير العالم ، لا يوجد سوى هذا الفهم !!. أما إذا كان محمد نزال ومعه قيادة حركة حماس ، يقصد الفهم القائل أنه من حقه أن يكون أردنيا وفي الوقت نفسه عضوا في المكتب السياسي لتنظيم غير أردني ، فهذا فهلوة سياسية وتنظيمية يفترض أن الأحزاب الأردنية المرخص لها ترفض هذا الفهم قبل الحكومة الأردنية . إن منطق الخلط هذا لا يخدم حاضر النضال الفلسطيني ولا مستقبله ، وهو نفس الخلط الفهلوي الذي نشبت عنه أزمة حركة حماس مع الحكومة الأردنية عام 1999 والتي إستغلتها أطراف إقليمية لتوتير علاقاتها مع الأردن ، لأنه ما كان يمكن السماح لخالد مشعل ورفاقه بالإستمرار في حمل الجنسية الأردنية وفي نفس الوقت هم قيادة لحركة حماس الفلسطينية ، فهذا الخلط ليس من مصلحة الأردن ولا فلسطين ، ولا يستطيع الأردن تحمل تبعاته ، بدليل أن قيادة حركة حماس في منتهى التهذيب والطاعة في دمشق ، عاصمة الصمود العربي ، وصاحبة أقوى قوة عسكرية في مواجهة إسرائيل ، فما إن طلبت منهم القيادة السورية قبل شهور أن يغادروها إمتثالا للتهديدات الإسرائيلية حتى غادروها ، وأعلنوا رسميا إغلاق مكاتبهم وأن نشاطهم كان في عاصمة الصمود والتوازن الإستراتيجي إعلاميا فقط ، والدليل على ذلك أيضا أن حماس وكافة التنظيمات الفلسطينية بدون إستثناء ، لم تطلق رصاصة على إسرائيل من الحدود السورية منذ عام 1967 ، إمتثالا وطاعة عمياء لتعليمات الضابطة الفدائية السورية التي كانت تقول لهم علنا وصراحة : من يريد إطلاق الرصاص على إسرائيل فليذهب إلى جنوب لبنان ، ونحن نسهل وصوله ، وأصدروا لهم فعلا اللافتات الخاصة بسياراتهم التي تسمح لهم بالدخول إلى لبنان والخروج منه بدون توقف أو تفتيش في نقاط الحدود السورية واللبنانية ، عندما كانت المخابرات السورية الآمر الناهي في عموم لبنان !!!.وكذلك ينطبق نفس التحليل والمحاججة على مصر من زمن القائد العظيم جمال عبد الناصر ، لماذا لم تطلق المقاومة الفلسطينية رصاصة على إسرائيل من الحدود المصرية ؟ وحماس بكل ثقلها في قطاع غزة، لا يدخل قادتها مصر إلا بتصريح وموافقة مسبقة ، وبعض هذه القيادات كانوا وما زالوا يحملون الوثيقة المصرية للاجئين الفلسطينيين ، فلماذا لا يحاججوا الحكومة المصرية بنفس المنطق ؟؟.

إن هذا ليس دفاعا عن الأردن فهو ليس بحاجة لدفاعي ، ولديه من الإعلاميين والسياسيين من هم أقدر مني للدفاع عن وطنهم ، وأنا لا تربطني أية علاقة بالأردن بفضل جنسيتي النرويجية ، ولكن هذا دفاع عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ضمن الحدود التي أعلنتها الأطر التشريعية الفلسطينية وهي حدود عام 1967 ، وإن أرادت حماس تحريرها من النهر إلى البحر واستطاعت ذلك ، لن يرفضه أي فلسطيني... وكذلك كي يعرف الشعب الفلسطيني ماهي سياسة حماس بعد أن أصبحت في مركز القرار الفلسطيني ؟. هل تريد حماس دولة فلسطينية مستقلة ؟ وما هي حدودها إن أرادت ذلك ؟. أم تريد العودة إلى صيغة المملكة الأردنية الهاشمية التي تتكون من الضفتين ، فلتعلن ذلك رسميا ، وتقول لسكان قطاع غزة ماهي خطتها لهم ، العودة لحكم الإدارة العسكرية المصرية ، أم دولة فلسطينية في القطاع فقط كما تطرح بعض الأوساط الإسرائيلية !!. أما إن كانت تصريحات نزال تهدف فقط لتواجد حماس وقيادتها في الأردن ، مواطنين أردنيين يعملون من أجل دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة ، فهذا خلط لا يقبله الأردنيون والفلسطينيون ، لأنه لن يؤدي إلا إلى العبث بأمن الأردن وسيادته ، وتمييع أهداف النضال الوطني الفلسطيني ، ويخدم أصحاب نظرية الوطن البديل في الجانب الإسرائيلي ، وهو ما يرفضه الفلسطينيون قبل الأردنيون ...فهل تعي قيادة حركة حماس خطورة تصريحات عضو قيادتها محمد نزال ، وتجيب على كل الأسئلة التي تولدت من تصريحاته هذه ، كي يعرف الشعب الفلسطيني إلى أي هدف تقوده حماس بعد أن أصبحت صاحبة الحكومة والمجلس والسلطة ؟؟!!!.وذلك أيضا من مصلحة الحركة كي يكون وضوحها من عوامل إستمرارها في قيادة الشعب الفلسطيني وكي تكون محل ثقة الشعب الذي إنتخبها بالأغلبية للمجلس التشريعي الفلسطيني .
[email protected]
www.dr-abumatar.com



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة إبن فضلان..الحلقة الثانية
- بداية نهاية العقيد
- رحلة إبن فضلان في بلاد الصقالبة
- ماذا خسرنا وماذا ربحنا
- هل كان ذلك إنتصارا للرسول؟
- وصلت الرسالة الدانمركية...وماذا بعد؟؟؟
- عن مؤتمر فيينا والمقاومة والعنف والإرهاب !
- حركة حماس : الغاية تبرر الوسيلة
- قيس عبد الكريم : الفلسطيني العربي
- المسلمون في أوربا : كيف يمارسون وجودهم ، تعايش أم صراع ؟؟
- إدانة القرضاوي وفقهاء قطر..هل تشمل الأعمال الإرهابية في العر ...
- جنازة الحريري إستفتاء شعبي لبناني على رفض الوجود السوري
- حول البرنامج السياسي لحزب الوحدة الديمقراطي في سوريا


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أحمد أبو مطر - الأردن و حماس..العلاقة والهدف