أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - بداية نهاية العقيد














المزيد.....

بداية نهاية العقيد


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 1472 - 2006 / 2 / 25 - 07:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تصاعد المظاهرات الشعبية في مدينة بنغازي الليبية في الأيام القليلة الماضية ، ووصولها إلى مستوى إنتفاضة جماهيرية ، يؤشر على أمور عديدة أهمها الإعلان الشعبي الليبي للعالم أجمع ، أن الحكم الشمولي الديكتاتوري الفاسد للعقيد القذافي ليس مرغوبا إستمرار تسلطه على قلوب الليبيين بعد عقود أربعة بالتمام والكمال ، سرق فيها البلاد والعباد وحوّل ليبيا إلى دولة (عظمى) إسما ، ومن أفقر البلاد فعلا رغم أنها دولة منتجة للنفط ، لأن العقيد عميد الحكام العرب حوّل الثروة النفطية الليبية لتمويل عملياته الإرهابية في مختلف أنحاء العالم قبل عام 2003 ، وبعد سقوط نظيره المجرم صدام حسين ، بدأ يسدد فواتير إرهابه هذه فكانت فاتورة عملية لوكربي فقط أكثر من ثلاثة مليارات من الدولارات ، وما زالت فواتير أخرى في طريقها للتسديد من ثروة الشعب الليبي المنهوبة من العقيد وإسرته والزمرة الفاسدة من حوله ، خاصة أجهزة المخابرات التي لا مثيل لها إلا في النظام الصدّامي المقبور والنظام السوري على الطريق .

هذه المظاهرات الشعبية العنيفة التي كانت الرسوم المسيئة للرسوم ( ص ) الدافع الأساسي لها وبترتيب من النظام وبعلم أجهزتة الأمنية ، وتحديدا أمام القنصلية الإيطالية لأغراض قذافية بحتة لا علاقة لها بالإنتصار للرسول الكريم ، تحولت بفعل غضب الجماهير إلى مواجهة مع النظام وقواته العسكرية من مختلف الصنوف والمستويات بما فيها الطائرات والدبابات ، لأن النظام القذافي المجرم أدرك أن هيبته المسخة هي المقصودة ، وبالتالي وكأن الشعب الليبي المقهور يستعيد المثل العربي القائل ( المسألة مو رمانة..المسألة قلوب مليانة ). إن الوصف الذي أوردته وكالات الأنباء لتحركات جيش العقيد لقمع التظاهرات الشعبية التي أحرقت العديد من المكاتب الرسمية ، يجعل المراقب البعيد يعتقد أن هذه الجيوش ذاهبة لمواجهة مع عدو خارجي وليس مع شعب ليبيا المقهور. والمؤلم للشعب الليبي وقواه المعارضة في الداخل والخارج هو سكوت الإعلام العربي والقوى السياسية العربية على جرائم هذا النظام ، ويكفي ذكر نماذج نوعية منها ، كخطف الإمام موسى الصدرمؤسس حركة أمل اللبنانية عام 1978 وهو في زيارة رسمية لحضور إحتفالات ذكرى إنقلاب القذافي ، وتزوير جوازات سفر بإسمه وإسمي مرافقيه ، سافر بها عناصر من المخابرات القذافية إلى روما ، ليدّعي بعد ذلك أن الإمام الصدر غادر ليبيا إلى روما وبالتالي فإن إختفاءه تمّ فيها وليس في طرابلس القذافية . وكذلك عملية خطف وقتل وزير الخارجية الأسبق منصور الكخيا من القاهرة عام 1993 أثناء وصوله للمشاركة في ندوة ، وتم خطفه من الفندق الذي ينزل فيه ، وأقتاده عملاء القذافي إلى ليبيا حيث تمّ إعدامه ، وأعقبها إختطاف الصحفي المصري رضا هلال عام في الحادي عشر من أغسطس لعام 2003 ، في ظروف لها علاقة بكتابات صحفية عن صفقة لوكربي ومحاولة القذافي إغتيال ولي العهد السعودي التي إعترف بها الناشط الإسلامي عبد الرحمن العامودي المسجون في الولايات المتحدة الأمريكية . ومقارنة بهذه الجرائم فإن الطريقة التي واجهت فيها أجهزة القذافي الأمنية تحركات جماهير بنغازي المناهضة له ولنظامه تدلل على أن هذا العقيد لن يستمر في حكم ليبيا إلا بالقمع والقتل الفردي والجماعي ، لأن أية إصلاحات ديمقراطية تتيح للشعب الليبي قول رأيه صراحة ، لن يكون هذا الرأي سوى كنس هذا النظام المقيت ، لأنه ليس من المنطقي ولا الأخلاقي أن يستمر هذا الكابوس طوال أربعة عقود حوّل ليبيا إلى مزرعة شخصية له ولإبنه سيف الإسلام وهوالبعيد عن كل سلوكيات الإسلام ، ولإبنته عائشة المعجبة بالمجرم صدام والفخورة بأنه كان يناديها ( إبنتي ) وانه كان لها كالوالد ، وهي محقة في ذلك وصادقة ، فوجه الشبه بينه وبين أبيها العقيد متطابقة في القمع والقتل والسجون وإغتيال المعارضين !!، لذلك رعت في طرابلس منذ شهور قليلة مؤتمرا لأصدقاء وعملاء ومحامي المجرم ، منفقة عليه من أموال الشعب الليبي المنهوبة من والدها وزمرته .
تظاهرات وتحركات الشعب الليبي في مدينة بنغازي رغم عدم تسليط الضوء عليها إعلاميا ، إلا أنها محطة نوعية في مواجهة الشعب الليبي لنظام العقيد الشمولي التسلطي ، الذي هوعلى إستعداد كامل لبيع ليبيا ورهنها لمجرد بقاءه في السلطة ، فعندما واجهته الولايات المتحدة بعد سقوط نظيره الصدامي ، باع كل شعاراته ومسرحياته البهلوانية ليظهر على حقيقته كنظام ديكتاتوري ، يدفع ثمن كل جرائمه في العديد من عواصم العالم من ثروة الشعب الليبي ، وفي الوقت ذاته يتاجر بالقضية الفلسطينية حسب المصالح والمواسم الخاصة بنظامه ، فمن ينسى طرده في العام 1997 الجماعي لآلآف الفلسطينيين الذين ظلوا عدة شهور على الحدود المصرية ، ويرسل من حين إلى آخر رسائل التقرب والمودة لدولة إسرائيل ، ويصف الفلسطينيين بالغباء ، وهكذا يستمر هذا العقيد في اللعب بليبيا شعبا ووطنا وثروة ، والأمل في التخلص منه الآن معقود على تصعيد إنتفاضة الشعب الليبي أولا والرفيق عزرائيل ثانيا !!!، فأيهما سينجح أولا؟؟.
[email protected]
www.dr-abumatar.com



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة إبن فضلان في بلاد الصقالبة
- ماذا خسرنا وماذا ربحنا
- هل كان ذلك إنتصارا للرسول؟
- وصلت الرسالة الدانمركية...وماذا بعد؟؟؟
- عن مؤتمر فيينا والمقاومة والعنف والإرهاب !
- حركة حماس : الغاية تبرر الوسيلة
- قيس عبد الكريم : الفلسطيني العربي
- المسلمون في أوربا : كيف يمارسون وجودهم ، تعايش أم صراع ؟؟
- إدانة القرضاوي وفقهاء قطر..هل تشمل الأعمال الإرهابية في العر ...
- جنازة الحريري إستفتاء شعبي لبناني على رفض الوجود السوري
- حول البرنامج السياسي لحزب الوحدة الديمقراطي في سوريا


المزيد.....




- بايدن يعلق على تصريح ترامب بشأن رفض التعهد بقبول نتائج الانت ...
- الاستخبارات الأمريكية تحذر من خطط إيران بشأن حرب غزة
- أمريكا: ننتظر رد -حماس- على مقترح وقف إطلاق النار.. والحركة: ...
- الجيش الأمريكي يكشف ملابسات قتل مدنيا في غارة على سوريا -عن ...
- مربو الحشرات يلجأون للذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في خفض التكال ...
- فيديوهات مضللة ترافق احتجاجات الجامعات الأميركية
- تايوان: رصدنا 26 طائرة و5 سفن صينية في محيط الجزيرة
- المغرب يستعد لتسليم أحد أخطر زعماء العصابات المطلوبين لفرنسا ...
- خبير بريطاني: تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا تظه ...
- سيناتور أمريكي ينتقد تصرفات إسرائيل في غزة ويحذرها من تقويض ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - بداية نهاية العقيد