أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر عبد زيد - انصهار آفاق التراث والمعاصرة - بمناسبة احتفال الجامعة الكوفة بيومها -














المزيد.....

انصهار آفاق التراث والمعاصرة - بمناسبة احتفال الجامعة الكوفة بيومها -


عامر عبد زيد

الحوار المتمدن-العدد: 6106 - 2019 / 1 / 6 - 15:29
المحور: الادب والفن
    


في بحثنا عن الفضاء الثقافي والحضاري الذي ظهرت به جامعة الكوفة نجدها قد ظهرت في هذا المثلث الحضاري (الحيرة والكوفة والنجف).
أمّا الحيرة فهي الحاضرة عندما يتم الحديث قبل تشييد الكوفة ، إذ من المعروف أنّ العرب في بداية الاسلام يدينون للحيرة بمشاركتها الفعّالة في الكتابة العربية ، وكانت هي الحضارة الآراميّة القديمة (كوثا ) أو في جوارها ؟ إنّ الحضارتين الإسلامية والآرامية كانتا في أرض بابل في سواد العراق كما يقول ياقوت الحموي في معجمه.
الا أنَّ أهمية الحيرة قد تضاءلت شيئاً فشيئا، بعد أن مُصِّرت الكوفة واستقرَّ كثير من العرب والمسلمين فيها، ومن ثمَّ أضحت مدرسةً للعلوم الإسلاميّة وعلوم اللغة العربية وآدابها؛ لذا بدأ مصطلح (ظهر الكوفة)يحلُّ تدريجياً محلَّ مصطلح (ظهر الحيرة)؛ ليدلَّ على (النجف) التي كان بعضهم يسمّيها بـ(نجف الكوفة) و (نجف الحيرة).
وجاء في (لسان العرب) و (القاموس المحيط): أنَّ الظهر من كلِّ شيء خلاف البطن، والظهر من الأرض: ما غلظ وارتفع . ويلحظ القادم إلى منطقة النجف من مدينة الحيرة أو الكوفة هذا الارتفاع، كلّما تقدّم نحوها حتّى يصل إلى مرقد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي يمثّل قمّة المرتفع.
وكانت الكوفة المدينة التي عبّرت عن التنوع الثقافي ، وكانت هذه الأرض هي الجسر الرابط بين الشرق والغرب اذ تمّ بها ترجمة كتب الفلسفة مثل كتاب (الأدركانون) لأرسطو. ولعل المسيحيين قد أدّوا دوراً في النهضة الفكريّة التي شهدتها مدينة الكوفة مركز الخلافة الجديدة.اذ كان السريان كانوا وثيقي الصلة بالثقافة الإغريقيّة، وإنَّ كثيراً من عرب الحيرة قد نفذوا إلى هذه الثقافة، بعد أن تعلّموا السريانية ومن ثمَّ انتقلت هذه الثقافة إلى الكوفةوكانت المناقشات المذهبيّة والدينيّة بين المسلمين تمتاز بالتنوع في التفكير والتوجهات.
بعد أن اتخذها الإمام علي (عليه السلام) عاصمةً للدولة الإسلاميّة، وأسّس في مسجدها المعظّم أوّلَّ مدرسة تُعنى بعلوم : (الشريعة والفكر واللغة والأدب.(من هنا عُدّت النجف ـ وما زالت تُعدُّ ـ إحدى الحواضر العربيّة والإسلاميّة التي أسهمت، عبر تاريخها الطويل، في إحياء التراث العربي والإسلامي ورفد حركة الفكر والثقافة، بما تمتلكه هذه المدينة المقدّسة من مقوّمات علميّة وثقافيّة واجتماعيّة واقتصاديّة .
لا شكَّ في أنَّ ذِكْر أمجاد الماضي، والبكاء على الأطلال لا يشفي أمراضَ المُجتمع المسلم، وإنَّما يكون بالأخذ بأسباب النَّهضةِ والتمكين، من دون أن يكون هناك تَجاوز للماضي الذي يشكِّل مصدرًا للعِبَر والعظات؛ بمعنى أنَّ القراءة الحقَّة إنَّما تكون من خلال الرُّؤية الجامعة بين عظات الماضي، وتلَمُّس الحاضر، واستشراف المستقبل.
ومن هنا جاء ت جامعة الكوفة من أجل استثمار موقعها الحضاري اذ لابدّ منأن يكون له حضور بوصفه رأسمال رمزي في الدرس الحديث في جامعة الكوفة وهي تعمل على انصهار الآفاق بين الماضي والحاضر في رؤية تاريخيّة تنطلق من الحاضر صوب الماضي في قراءة حضاريّة تنشد خلق مستقبل ؛ ولعل هذا ما نجده في الاستراتيجيات المعلنة من قبل الجامعة، منذ تأسيسها في عام 1987م، و هي وتحتوي على عشرين كليّة ملحقة بالجامعة. وقد جاءت إستراتيجيتها القائمة على وضع خطط استراتيجيّة الطويلة والقصيرة الأمد؛ من أجل تطوير الواقع العلمي و الثقافي و انطلاقاً من حرصها على الحفاظ على هذا الارث الحضاري و التاريخي , فكان لزاماً عليها ارساء قواعد ثابتة في البحث الأكاديمي السليم و الجودة و الاعتماد الأكاديمي , و الارتقاء بالدراسات العليا الى الأصالة و الابتكار و الإبداع ؛ لتغدو الجامعة بمستوى علمي مقارب الى الجامعات العالمية المتقدِّمة . وهي تسعى في عهدها الجديد الى توسيع آفاق التعاون مع الجامعات العربية و الاسلامية و العالمية بعقد الاتفاقات العلميّة و تبادل الزيارات للأساتذة و الطلاب و تشجيع البحث و التأليف.
فضلا عن ذلك فإنّ الجامعة تؤمن بأهمية تنشيط الحركة البحثية سواء بين منتسبيها من التدريسيين أم بين الطلبة أنفسهم ؛ لذلك أخذت في تنفيذ برنامجها المعلن مسبقاً من قبل رئاسة الجامعة في عقد المؤتمرات النوعيّة والمؤتمرات الفعالة وورش العمل و بث روح البحث العلمي وطباعة الكتب العلميّة المهمّة . من جهة أخرى, اهتمت رئاسة الجامعة باعتماد منهج التخطيط الاستراتيجي عبر إعداد إستراتيجيّة جديدة للجامعة بنيت على أساس المشاركة الواسعة من لدن أصحاب المصلحة، فيما سعت خلال العام المنصرم على الانفتاح على العالم و المؤسسات الأكاديميّة الرصينة و ليكون حافزاً للعاملين فيها على بذل المزيد من الجهد بما يخدم مسيرة البحث العلمي في بلدنا العراق .



#عامر_عبد_زيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب الالهي والأنوثة بين الاسطورة والتصوف
- - نقد الخطاب الاعلامي الغربي عند محمود حيدر -
- - الحادث الإجرامي ضد يونس قنديل -
- مؤتمر الفلسفة بين الرهان السياسي وآفاق المستقبل
- عمارة ما بعد الحداثة (زُها حديد أنموذجاً)
- يوليانا واستعادة الذات
- الخطاب التربوي النبوي
- الهوية واليات التلفيق
- هوامه الهوية واليات الصراع على الاصول
- انفتاح المعرفة ضرورة اليوم
- الارهاب والقوة الناعمة في الفن في أعمال صفاء السعدون
- مكارمُ الأخلاقِ - قيمةٌ العدلِ أُنموذجًا -
- الشك المنهجي لدى فلاسفة اليونان
- المعرفة عند افلاطون
- المعرفة عند أرسطو
- المعرفة في الفلسفة الاسلامية
- الهويّة وتحوّلاتها في السرد مقاربة في روايّة (يحدُث في بغداد ...
- التأويل ورهانات السياسة في التراث الإسلامي
- الانسان الكوني مقاربات في فضاء التواصل
- الاطروحة المرفوضة والاطروحة المقبولة


المزيد.....




- باب الفرج في دمشق.. نافذة المدينة على الرجاء ومعلم ناطق بهند ...
- ربما ما تتوقعونه ليس من بينها.. كوينتن تارانتينو يكشف عن -أف ...
- كلية الفنون الجميلة في دمشق تمنع الموديل العاري.. فهل سيؤثر ...
- رحيل الفنانة السورية إيمان الغوري.. وداعًا -خيرو-
- مراسم وداع في كييف لفنان أوكراني قُتل على الجبهة في زابوريجي ...
- إطلالة أنيقة للممثلة المصرية دينا الشربيني خلال العرض الأول ...
- وفاة الشاعر السعودي سعود القحطاني بعد سقوطه من أعلى جبل في ع ...
- اشتهرت بدورها في -أحلام أبو الهنا-.. وفاة الفنانة السورية إي ...
- جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال.. أدب الرحلات بوابة للخي ...
- تطبيق -ترجمة غوغل- يحصل على مزايا معززة بالذكاء الاصطناعي


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر عبد زيد - انصهار آفاق التراث والمعاصرة - بمناسبة احتفال الجامعة الكوفة بيومها -