أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نغم المسلماني - رسالة الى معالي الوزير














المزيد.....

رسالة الى معالي الوزير


نغم المسلماني

الحوار المتمدن-العدد: 6105 - 2019 / 1 / 5 - 21:32
المحور: حقوق الانسان
    


بقلم :نغم المسلماني

رسالة الى معالي الوزير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جناب الوزير ... أني طفل صغير أعيش في فاقة مذ أبصرت حواسي هذه الدنيا، فهمت ذلك من عيني والدي المنهكة وهي تروي لي حكايات مسافرة عن يومه المليء بالشقاء، ومن صبر أمي الذي لا زال ينازع اليأس يوماً بعد آخر على اعتاب أيامنا الثكلى، كعجلة صدأت منذ زمن ... لا تحنو الى الامام الا بشق الأنفس، فتراها تدور إلى الأمام مرة ثم تخور قواها لتتراجع آلاف الاميال الى الخلف، وهكذا أصبحنا نتغنى بعظمة الماضي كون حاضرنا لا يذكر ومستقبلنا مفقود .
معالي الوزير ... إسمي عبد الله وأنا الابن البكر لوالدي وثمرته الأولى تلاها ثلاث ثمار يانعة، والان وقد دخلت عامي العاشر ملأني الحماس وتملكني الحافز في أن أكون عضواً مغايراً في مجتمعي المغلوب على أمره، لا اعرف أي بذرة تحركني لكنني لم اخلق لاستسلم كما هو حال الجميع من حولي، فهناك حزمة من العناد تعصب رأسي الصغير وكتلة كبيرة من الطموح تملأ جوف قلبي اليافع، لذا بدأت أفكر فيما لو أحدثت فارقاً كبيراً يسابق فيه الانجاز الزمن بيد أن أناملي لا تقوى على رفع قوالب الطابوق والوقوف لساعات طويلة تحت سياط الشمس لمساعدة أبي، ولم أعرف بداً من كفكفة دموع أمي في ليالي الجوع والعوز، وأيضاً لا أملكُ عصا سحرية تكسر صورة البؤس المرسومة في أحداق أخوتي، بينما نغفو جميعاً تحت جنح الليل المخيف، منذ أن خنقنا احلامنا في أحضان خيمة (للاجئين أو المهجرين) فهكذا بتنا نُعرف وتلك هي هويتنا الحالية .
سيادة الوزير ... أنا اليوم أقف حائراً بين العجز والطموح، أرفض الاول قطعاً، بيد إن التطلع للمجهول أمر مخيف، لذا ها أنا ذا من داخل تلك الخيمة البائسة بأهلها، أطالبكم بحق مشروع بات أمنية صعبة المنال، أطالب باسترجاع حقوقي الضائعة متمنياً أن تحفظوا تحت جفونكم الهانئة صور عظامنا وهي تكاد تتكسر من وطأة النوم على الحجارة والرمل، وأن تشعروا بنا بينما تكاد جلودنا تحترق من اشعة الشمس التي لا يفصلنا عن نيران صيفها اللاهب سوى خيمة كانت ارق من قلوبكم على شيوخنا ونساءنا، بعثتُ لكم حروفي آملاً أن تفيقوا من سكرة السلطة والمال وكي لا تكونوا حجر العثرة في طريق أحلامي، فلولا جشع عقولكم وغفوة انفسكم في جنة الرفاهية لعدت الى بيتي الذي طالما اشتقت الى اركانه المليئة بالذكريات السعيدة، ولنزع أبي عن جسده المتهالك غبار العمالة كي يعيش كريماً في بلد النفط، ولكانت امي عروساً مدللة وامرأة مكرمة في دار خير وبركة، ولكنت عدتُ الى مدرستي بحقيبة متسلحة بالكتب والمناهج الدراسية، ولهنأت جفوني بالاحلام المرسومة بفراشات البراءة ولنبض قلبي بالأمان، ولولاكم انتم لما هرعت خوفاً كل ليلة خشية غرابيب تخطف الحياة كلمح البصر، وبفضلكم أنتم باتت الكوابيس المفزعة تسكنني وأصبحت الأيام رتيبة والساعات قاسية والخوف متلازمة الجميع، كأخطبوط كبير بأيدٍ متشابكة كل واحدة منها ترسم الخوف بلونها الخاص، فواحدة لداعش وثانية للمستقبل المجهول وأخرى للجوع والمرض وهكذا بات يلون مصائرنا بعدة ألوان قاتمة .
سيادتكم ... أنا أحاول جاهداً طرد الماضي بكل بشاعته بعيداً ، كي أبدأ من جديد أرشفة الذاكرة بمحو صور الاحبة وهم يذبحون كالنعاج واستبدالها بصور بناء شامخ بهيئة نصب تذكاري في مستقبل لا يقل طهارة ونقاء من دمائهم الطاهرة، أما أنتم فدوركم أن تكتبوا لنا مستقبل لا يشبه يومنا البائس، مستقبل يضمن لنا حق الامان وحق التعلم وحق العيش بكرامة لا بالمساعدات والمؤنات التي قد لا تسد الرمق .

وآخر كلماتي أن دمتم بخير في رفاهية حياتكم المغالية .

التوقيع
عبد الله وكل طفل يعيش لاجئاً على هامش وطنه بينما ينتظر شروق شمس الغد من ثقب خيمة

خمس نسخ منها :
نسخة الى وزير الداخلية.
نسخة الى وزير الدفاع.
نسخة الى وزير التربية والتعليم.
نسخة الى رئاسة الوزراء .
نسخة الى كل من يهمه الأمر.



#نغم_المسلماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غارقةٌ هي ...
- لأنها أنثى
- أوسمة فخر على جيود الحرائر
- أنصاف الحلول
- ثورة على الذات
- لغة السكر
- أكف الرحمة
- أوراق متساقطة
- إشعار بالحياة
- همس
- حلم أزرق
- تستحق الاهتمام
- رحيل
- بقايا نقود
- منزل بلا روح
- شراكة من نوع خاص
- خلف العتمة
- كلمة واحدة لا تكفي
- طوق ذهبي
- اعترافات خفية


المزيد.....




- اعتقال المتهم الـ12 بالهجوم الإرهابي على مجمّع -كروكوس- في م ...
- غزة.. فضحت -حرية التعبير- الغربية وسخّفت تهمة -معاداة السامي ...
- -حماس- تحذر من وصاية أي جسم دولي على -الأونروا- كبديل عن الأ ...
- حماس تحذر من أي بديل عن الأمم المتحدة للإشراف على الأونروا
- حملة اغتيالات واعتقالات جديدة في الضفة الغربية
- قصف واشتباك مسلح.. ارتفاع حصيلة القتلى في غزة واعتقالات بالض ...
- اعتقال 8480 فلسطينا بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر
- اليونيسف ترصد ارتفاع عدد الأطفال القتلى في أوكرانيا
- -أدلة- على -انتهاك- وحدات من الجيش الإسرائيلي حقوق الإنسان
- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نغم المسلماني - رسالة الى معالي الوزير