أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نغم المسلماني - أنصاف الحلول














المزيد.....

أنصاف الحلول


نغم المسلماني

الحوار المتمدن-العدد: 5529 - 2017 / 5 / 23 - 23:31
المحور: الادب والفن
    


غريبة هي الحياة وقاسية، والأكثر قسوة هي تلك الغصة التي نشعر بها أمام أناسٍ بنوا صروحهم التي تقزمنا أمام هيلمانها وعظمتها؛ ممن لسنا أقل منهم في شيء سوى ثبات العقيدة.
والغريب في الأمر أن هكذا أشخاص يولدون ويعيشون مع فوجٍ من أمثالهم، فعندما نذهب بحثاً عما ورائهم وما تركوه نشعر بهزيمة اكبر ونمتعض من ذواتنا، فنتيقن أن وراء كل رجلٍ عظيم امرأة تآزره وتشد عزمه وتدفع بهمته إلى الأمام، زوجة كانت أم أو أخت أو كل الأمثلة مجتمعة معاً بفكر واحد.
كيف ذلك؟ وكيف يحدث أن كل من يخصه يسير على نفس الخطى دون تخاذل او تقاعس؟ حتى الهواء والطبيعة وكأن كل شيء انصاع لرغبة النصر، فما أحوجنا لهذه الأمثلة وما أصعب موقفنا لا موقفهم من هذا كله .
إذاً ما دورنا نحن؟ أين وجودنا؟ في أي مكان طبعنا بصمةً لا تُنسى؟ أنا أبحث فلا أجد.
نحن من نشيد بانتصاراتهم، يقتلنا الحنين ويتملكنا الامتنان! ماذا فعلنا؟!.
لا شيء إلا النظر من خلف الكواليس، كمن يضم انتصارات غيره في قائمةٍ يظن أنها دليلُ فخره لا هزيمته كي يريح ضميره فحسب!.
إن الفتوى كانت بالجهاد الكفائي نعم أعلم، كما كان عبد الجبار يعلم ذلك، ويعلم انه جهاد كفائي وليس عيني، ولم ينسى أبداً أنه أبٌ لأحد عشر طفلاً أكثرهم إناث، والبنت دوماً هي الأحوج لعطف أبيها! وكان يعلم أن والدته بحاجته فهي تسكن معه وتحتاج لبره في فصول عمرها الأخيرة، فقد تكالب الشيب على قواها.. من سيمد يد البر إليها بعده؟ ويعلم جيداً أنه لم يترك لهم المال الكافي! ولم تسعفه سنواته الخمسة والثلاثون على بناء بيت يحمل كل وسائل الراحة والرفاهية لعائلته كان يعلم كل شيء ويعي تماماً ما سيحدث بعده.
لماذا رحل إذاً وهو واجبٌ كفائي؟ لماذا لم ينظر خلفه ليرى ما ترك ورائه؟ لماذا كانت والدته تتجسد بهيئته حين تتكلم أمامنا وكأننا نحدث عبد الجبار بشحمه ولحمه؟
فنراها تقول: " أن هذا المصير هو جل ما أردته لولدي " فتشكر الله وتحمده على " أن دمه إنما سال على طريق الفتوى في سبيل الحفاظ على مقدسات الوطن ".
نعم.. تملكتها لحظات ضعف لثوانٍ فقط... سألت نفسها: " ماذا سأفعل ورمضان على المشارف يدق الأبواب؟ وكيف سأعتني بزوجته وأطفاله مع صعوبة الحياة؟ وهل سأتم واجبي قبل أن يُختم أجلي في موعدٍ معلوم؟
تتكلم بلسان حالها دون شعور حتى ظننت أنها لم تعد ترانا! نسيت وجودنا! وغاصت بهمومها، لكنها وقبل أن تكمل ما جال في قلبها من تساؤلات رأيتها تسرع الى الاستغفار وتقول لِمَ أبالي والله يرزق ويدبر الأمور ولا تخفى صغيرة وكبيرة عن علمه؛ تسأل نفسها وتجيب بحزم، ثم أغمضت عينيها وعادت تتكلم عن ولدها عبد الجبار وكأنها تستحضره في ذاكرة القلب والعقل، تحدثنا عن دينه وخلقه، عن حنانه وعطفه على أحبابه؛ وقسوته وإباءهُ أمام أعدائه.
ارتحل دوماً ممتلئة بالمشاعر والتناقضات، وكثيراً ما خرجت ألوم نفسي على نقصها وتقصيرها وأتساءل.. هل سأفعل ما فعلته هذه الأم؟ هل سأحث زوجي على الخروج؟ أخي.. ابني؟ هل سأقنع نفسي كما حاولت من البداية أن الجهاد كفائي وما من داعٍ لخروج الجميع؟ التحاق الجميع ؟ استشهاد الجميع؟
كلا.. لم يعد هناك مفرٌ من المراوغة، والرضا بأنصاف الحلول، بل لا بد من تحشيد الفكر والعمل لعقيدة واحدة وهدف مدعاة للفخر، هذا ما أراد البطل عبد الجبار أن يوصله لعقولنا وسواعدنا.



#نغم_المسلماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة على الذات
- لغة السكر
- أكف الرحمة
- أوراق متساقطة
- إشعار بالحياة
- همس
- حلم أزرق
- تستحق الاهتمام
- رحيل
- بقايا نقود
- منزل بلا روح
- شراكة من نوع خاص
- خلف العتمة
- كلمة واحدة لا تكفي
- طوق ذهبي
- اعترافات خفية


المزيد.....




- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نغم المسلماني - أنصاف الحلول