أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهور العتابي - في الذكرى الاليمة لانستحضر إلا من وقف إلى جانبنا وكان بحق بلسما لجراحنا....شكرا أبا فااالح















المزيد.....

في الذكرى الاليمة لانستحضر إلا من وقف إلى جانبنا وكان بحق بلسما لجراحنا....شكرا أبا فااالح


زهور العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 6101 - 2019 / 1 / 1 - 06:01
المحور: الادب والفن
    


تمر اليوم الذكرى الثانية عشر لرحيل الغالي ولدي البكر الطبيب الحبيب فرات الذي لم يمهله القدر طويلا فمات في ريعان شبابه تاركا في القلب غصة عميقة وفي الروح حسرة لاتنتهي أبدا...كنت ولسنين طويلة وفي هكذا يوم ارثيه بقصيدة ما أو خاطرة لكن هذه المرة استوقفتني محطة لم اك اطرقنا من قبل ولي معها ذكريات موجعة اخذتني بعيدا لأقف عليها الآن...اذكر يوم أن ذهبت واياه للأردن اخذته سائرا على قدميه وعدت به فاقد الوعي !!! لقد أرتايت وبدفع من أكرم الناس ان اذهب به الى عمان لعلي اجد له العلاج هناك بعد ان يئست تماما من الاطباء ...كنت قد عرضته على مجموعة من الأطباء هنا في العراق وللاسف الشديد البداية لم تكن موقفه ابدا ..حيث أن بعض من أطباء الجملة العصبية واحدهم كان مشهورا جدا لا أريد أن أذكر اسمه كان تشخيصه للمرض خاطأ جدا ..قال إنه يعاني من الأكتئاب والحالة النفسيه...وكم عجبت وقتها بل عارضت بشدة لانني اعرف ولدي جيدا شاب منتهى النشاط والحيوية والتفائل مبتسما دوما ومشحون بالطاقة الايحابية والامل فانا أمه وحتى اخوته..أصدقاءه بل كل من كان حوله يستمد القوة منه فكيف لهكذا شاب أن يصاب بالاكتئاب او ان يكون مريضا نفسيا !؟ كان رحمه الله شعلة من الذكاء طبيب مندفع..مجتهد رغم سني تخرجه القليلة ..لذا انا اجزم لو ان المرض لم يكن في رأسه لكان هو من شخص حالته فقد كان جميع الاطباء الكبار الذبن يعمل معهم يشيدون بكفائته واندفاعه وحرصه رحمه الله ..فهمنا فيما بعد أن الفايروس اللعين كان قد هاجم اولا ذاكرته وهنا تكمن الخطورة !؟ بدأ ينسى مالديه من معلومات ومن ثم بدأ ينسى شيئا فشيئا كل الاشياء ...أذكر انه دخل علي يوما يشتكي وصوته متهدج ويقول ماما هذه الساعة كم هي الآن لا أعرف !! هكذا كانت بدأية مرضه وكان على الأطباء أن يغهموا ويدركوا مابه لكنهم أصروا على أنه مرض نفسي..والذي زاد من إصرارهم هذا ظهور نتائج المفراس الموجبة ولم نك نعلم وقتها نحن عائلته أن هناك جهاز اضبط من هذا بكثير الا وهو الرنين !! فلو أخذ له رنين وقتها لكانت النتائج غير ..عالعموم لا افسر ما حدث الآن إلا أنه القدر والنصيب الذي شاء أن يكون التشخيص خاطئا لتكون نهابته الموت !! نعم لقد دفع فرات سوء التشخيص ودفعه المسكين غاليا فتاثير أدوية الأكتاب اخذت منه ماخذا كبيرا وصلت إلى الحد الذي أعطيت له اكثر من مرة تلك الابر النفسية ذات التأثير العالي وتبين لاحقا انها كانت سببا كافيا في تردي حالته... اه ثم اه..ماذا عساني أن أقول الان سوى...سامحهم الله جميعا.....اقسم بالله اني كنت اشعر أن تشخيصه كان خاطئا منذ الوهلة الأولى وهذا مادفعني لأن اذهب به لطبيب آخر مشهودا له بالخبرة وهو الدكتور عبد المطلب عبد الصمد الذي شخص حالته وقال إنه مصاب بفيروس الحصبة وفند انكم كنتم تسيرون في الاتجاه المعاكس تماما وان المرض الان قد تمكن منه واستفحل وما زاد حالته سوءا هي تلك الأدوية النفسبة التي كان يتعاطاها.....الله وحده يعلم كم كانت معاناتنا وقتها..إنه الألم والنكبة الكبيرة التي لاتنسى ابدا !!! بعدها قررنا أن نأخذه للعلاج خارج العراق رغم ان الطبيب قال لإفادة من هذا الآن...لكننا عزمنا (فالغركان يتشبث بقشة) كما يقال ...لكن للاسف لم تكن أمورنا المادية وقتها كما يجب فلجات وعبر الانترنيت واتصلت بكثير من المسؤولين لاسيما بمن بعملون بالصحة ولكن للأسف الشديد جاءني الرد بلا... مع العلم أن ميزانية العراق كانت بخير بعد السقوط وان المريض طبيب فاولى بهم الاهتمام به ورعايته !!اتصلت بعدها بأكبر المراجع الدينية وكتبت لهم ( عريصة تبجي الصخر ) مع التقارير فجاءني الرد بالاعتذار وحرفيا قالوها ( لايوجد لدينا إمكانية لهكذا حالات...لايمكن تسفيره لخارج العراق)......إلى أن جاء اليوم الذي خدمتنا فيه الصدفة لاغيير....ففي أحد الأيام اتصل بنا صديق مقرب لنا ..رجل أعمال عراقي استقر بالاردن بعد السقوط اتصل لبعض الأمور الخاصة به حيت كان الزوج هو المحامي له يتابع اموره ومصالحه هنا في العراق ..سأل عن البيت والأولاد و..و ..فذكرنا له حالة فرات ..ما ان سمع فقد الرجل صوابه لانه كان يعتز جدا بفرات ...غضب جدا كيف أننا لم تبلغه بذلك من قبل ..وطلب منا على الفور أن نعد جواز السفر لي وله وقرر ان يشرف هو على علاج فرات في عمان ..ولا أنسى مقولته ماحيييت ( سأضع كل ما أملك لإنقاذ فرات ..ليهمكم ) انه عصام الدليمي الرجل الغيور الطيب الكربم...وفعلا اعددننا كل شيء على عجالة وذهبت وفرات إلى عمان ......
وهناك كان عصام الدليمي باستقبالنا ومباشرة وبعد أن أخذنا قسط من الراحة كان قد اختار لنا أشهر طبيب جملة عصبية في عمان وهو جودت الصناع ...وفي اليوم الثاني ادخلنا للمستشفى الأهلي الذي يعمل به لتبدأ رحلة العلاج ...قاموا بكل التحاليل اللازمة وكان كل يوم يأتي أبو فالح الله يذكره بكل خير ليسأل الطبيب عن آخر مستجدات العلاج ولم يكتفي بهذا بل أتى ب(أشرف الكردي) طبيب ياسر عرفات شخصيا وجاء به الى المستشفى ليشرف على علاج ولدي واتصل أيضا بأكبر طبيبة جملة عصبية ..الدكتورة ماريا التي جائت على الفور من لندن ...والكل اجمعوا أن هناك نوع من الفايروس سيطر على جل دماغه ...منهم من قال فايروس الهيربس وآخر قال جنون البقر و....و ...المهم أعطيت له كل أنواع الأدوية ولكن للأسف الشديد كانت دون جدوى .. في البداية لاحظنا أن هناك نوع من التحسن ربما كان بتأثير الكورتيزون ولكن ما أن خففت جرعاته فيما بعد حتى بدأت حالة ولدي تسوء يوما بعد بوم ...ما يؤلمني جدا ويحز في نفسي الى الان أني كنت حينما يسألونه الأطباء وهو لايجيب كنت اتضجوز من هذا وأحيانا كنت الومه وهذا ما يؤرقني لحد الآن ...كلما أتذكر كيف كنت أقول له ابني لماذا لا تجيب على الأطباء !؟ كم أتألم لانني ادركت فيما بعد وبعد مصاحبتي له طوال سنتين وهو غائب عن الوعي في مدينة الطب أدركت كم كنت غبية لانني لم افهم مابه وقتها لأنه ببساطة كان لايقوى على الرد...كان رحمه الله لآخر لحظة قبل غيابه عن الوعي كان يكابر ويخفي مابه ...يعز عليه انه طبيب لايفهم علته !! فقد كل شيء إلا هذه سبحان الله !! فقط النظر ولكنه كان يظهر العكس و....ولايقوى على الكتابة ويبدي وكانه يكتب.. ولاشي يكتب !! يااااويحي !! اين عقلي وقتها حينما قلت له ( ليش اتزعلني منك فرات ومتجاوب عالاطباء !؟ ) لما كنت الومه !؟ لماذا لم أفهم مابه !؟...هذا فقط ما يجعلني اموت كل ليلة ...وليتني مت لكان ارحم علي والله ... احاول مرارا أن أنسى تلك الأيام لكنها تنتمي الي عنوة لتطوقني بقسوة ..تسيطر على تفكيري تماما ...تشعرني بالذنب....رغم أني لم أتركه يوما ابدا كنت معه طيلة فترة مرضه واعتني واسهر على راحته لكن الشعور بالذنب لازال يحتويني .....كانت ايام قاسية موجعة ...مكثنا في عمان خمسة و عشرون يوما في ضيافة الرجل الطيب عصام الدليمي ...كان كريم جدا معنا جند كل ما عنده من ستاف ممن يعملون معه جندهم جميعا لخدمتنا ..كان يأتينا سائقه الخاص كل يوم ليملأ (الثلاجة ) بأنواع الأطعمة والفواكه ..أما حسابنا ( العلاج ) في المستشفى فكان حسابا مفتوحا ويوم أن خرجنا من المستشفى ورأى الأطباء أن نبقى أسبوع آخر في عمان لنستكمل العلاج أجر لنا افخر شقة بأفضل الاحياء... ويوم طلبت منه قريبتي في عمان أن نكون في ضيافتها عارض بشدة وقال لا هناك شقة تنظرهما ليكونوا اكثر راحة وانا دفعت اجرتها خلاص ... وكان هو وزوجته يعودونا كل يوم ليقفوا على احتياحاتنا ..ترى ؟ اي أكرم هذا !! واي رجل !! وكم صدمتني قريبتي حينما جاءتني بمعلومة مؤكدة ان حسابنا في المستشفى كان (ثمانون مليون دينار عراقي ) هالني ماسمعت..ماذا عساني ان أقول وسط هكذا موقف وهكذا كرم !؟ كل كلمات الشكر والثناء مهما كان كبيرة راقية تقف عاجزة تماما عن ايفاء هذا الرجل حقه ومكانته !! هدية بسيطة منحتها لزوجته...ماذا تعني ...ماهي اصلا !؟ لا شيء ابدا...لاتساوي قطره في بحر عطائه العظيم.....
أجمل ما سمعته منه يوم أن ودعنا وتأثرت كثيرا له وبكيت ...هو يوم أن شكرته على وقفته ومعروفه قال متاسفا وفي ظل عينيه دمعة..ما الفائدة اختي العزيزة وفرات لم يشفى !؟ وأردف اقسم بالله (وبداعة اولادي) لا ابالي لو وضعت كل أموالي شرط أن يشفى فرات ويعود كما كان..(حرامات مسويت شي ) !!! هذا هو الدليمي فعل ما لم يفعله الاخرون ممن حولي .ومن أبناء مذهبي...من مراجعي ..الرجل السني وعذرا أقولها أبا فالح الشهم الذي كان ولايزال بالف الف رجل...
من هنا اقول له بل ساتصل به كما في كل عام وفي هذا اليوم تحيدا ..أقول له ومن كل قلبي كل عام وانت بالف الف خير ابا فالح ...أسأل الله أن يحفظك ويرعاك.ويسعدك ويحفظ لك زوجك واولادك ويفتح لك الخير والرزق ومن أوسع الأبواب لأنك بحق تستحقه ومثلك وعلى شاكلتك والله لا ..ولن يتكرروووون .....
بقي أن اختم لأقول أن كل من ساعدني ووقف إلى جانبي بمحنتي مع ولدي من رعاية قل نضيرها واهتمام سواء كانوا من الكوادر الطبية أو غيرهم كان أغلبهم من أخوتنا السنة سبحان الله ..وعذرا أقولها اذ لا فرق بيننا أبدا فكلنا عراقيون ..ولعن الله الف مرة من ينادي ويشعل فتيل الطائفية في العراااق من جديييد ....



#زهور_العتابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متَيهيْن جِنّه ياحِزن ...وألَكْ رَدينَه !!
- لا وقت للمزاح !!!
- صديقات في المهجر ....قصة قصيرة !!
- الحزب الشيوعي العراقي ..أين هو الآن !؟ وأين دوره في العراق ا ...
- شكرا لصالون الكتاب والمبدعين !! شكرا للحوار المتمدن ....
- مانِحبّك يا شهر كانون !!
- ( طشاري ) رواية لانعام كججي....تستحق القراءة والتأمل !!
- موعد مع الحزن !!! قصة قصيرة ...
- حلو ..من الأخُو يفكَدَك ...!!
- ( loving ) فيلم لقصة حقيقية عن (الزواج بين الاعراق) في اميرك ...
- كان مهرجانا شعريا ثقافيا بحق وليس عزاااء .....!!
- أجمل (لا ) وأهمها تلك التي قالتها المرأة الأمريكية السوداء ( ...
- كي تكوني أجمل ..سيدتي ...كوني أكثر هدوءا !!!
- وداعا عريااان ...ياصوت الوطن الحر والوجدان !!!
- هل نحتاج لرجل سلام ك نيلسون مانديلا لينتشل العراق من كبوته ! ...
- أوراق مبعثرة .....!!
- هل الأحزاب الدينية وحدها سبب فشل الحكومات المتعاقبة في ظل ال ...
- عندما تتمكن منك المتاعب والهموم ...اجعل دليلك الله عز وجل فه ...
- متى تكتمل الكابينة الوزارية لحكومة عبد المهدي !؟وهل نعقد الا ...
- قصة قصيرة .. موضوع للنقاش !!


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهور العتابي - في الذكرى الاليمة لانستحضر إلا من وقف إلى جانبنا وكان بحق بلسما لجراحنا....شكرا أبا فااالح