أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - كان ياما كان فى قديم الزمان !














المزيد.....

كان ياما كان فى قديم الزمان !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6094 - 2018 / 12 / 25 - 07:58
المحور: الادب والفن
    


كان ياما كان فى قديم الزمان!

سليم نزال

القارىء لكتاب (حكايات جدتى) لمؤلفه الصديق الدكتور خليل حسونة لا بد ان يستوقفه اولا الهدف الذى يهدف اليه حسونة و هو يرو ى حكايات استقاها من المرويات الشعبية او قصص الجدات .و هى قصص كما يقول حسونة موجهة لللاطفال من اجل المساهمة بتعميق قيم الحب و التسامح و العدل و الحق و السلام بين البشر.و هو لذا يرى انه من الطبيعى ان يتوجه الى النشء الجديد لكى يغرس فيهم هذه القيم التى يتمنى لها ان تسود بلادنا و العالم .

و بالفعل ان ما استعرضنا العشرين حكاية التى رواها حسونة سنجدها حافله بالقصص التى تنتهي بانتصار الخير على الشر .و لعل هذه القصص التى كانت غالبا تروى فى الليالي عندما لم يكن هناك اى وسيلة تسلية اخرى , كانت تلعب دور المدرسة لللاطفال .و بهذا المعنى كان لهذه الحكايات المروية وظيفة تعليمية كونها كانت تحذر الاطفال من التهور و الخروج ليلا حيث تنشر الغوله و الجن الخ من المخلوقات التى اخترعها الخيال الشعبى او تحذر من حيوانات مفترسة .و بهذا الصدد كانت تلعب دورا رادعا لاطفال و تحثهم على الاستماع لنصائح الاهل لكى لا يتعرضوا لللاخطار .كما انها كانت تتضمن على مفاهيم لها علاقة بالحكمة و التصرف العاقل و تقوى قيم العدل و انتصار الخير على الباطل و هو امر نراه بوضوح فى ختام كافة الحكايات العشرين فى الكتاب .

اما لى مستوى البناء للغوى فان حسونة يسعى ان يقدم قصصه باسلوب لغوى يخلط فيه الفصحى مع العامية لكى يقربنا اكثر من نفس اللغة و المناخ الذى كانت تحكى فيه هذه القصص .و نلمس هذا الامر فى استخدام الكاتب لتعابير شعبية متوارثة مثل كان يا ما كان فى قديم الزمان و سالف العصر و الاوان او عبارات مثل يحكى او مثل تقول الحكاية , و هذه الحكايات لا مرجع لها لان ليس لها مؤلق بل هى ا حكايات شعبية كانت تروى من جيل الى جيل .

و على سبيل المثال يلجا حسونة الى اللغة المحكيه احيانا لكى يقترب من لغة الطفل و يعطى الحكاية بعدها الشعبى كما كانت .و نحن نرى هذا فى العديد من الحكايات منها مثلا حكاية (العنزة العنزية )حيث يبدا الكتب القصة باسلوب قريب من للغة المحكية كما فى هذا الحوار

قال الهم (لهم )
طيب شو رايك(رايكم )و ندور النا على قطعة ارض و نزرعها شعير و نسترزق من وراها .قول وافقوا .و راحوا نقولهم(انتقوا ) قطعة ارض عجبتهم جنب البحيرة .سهمدوها (نظفوها لتكون صاتلحة للزراعة ) و نظموها .

يمكن القول بكل تاكيد ان كافة شعوب الارض عرفت الوانا من الحكايات و القصص الشعبية التى كانت تروى من جيل لجيل .و لعل حكاية السندريلا من اشهر القصص التى كانت تروى فى العصور الوسطى فى اوروبا الى جانب حكايات اخرى مثل قصة الملك الضفدع لخ التى كانت تروى للاطفال فى تلك الازمان ..و حكايات الف ليلة و ليلة و الزير سالم الخ فى الثقافة العربية .

و من خصائص الحكاية الشعبية انها تروى قصصا عن اشخاص قد يكون لهم وجود تاريخى لكن الخيال الشعبى منحهم الكثير من الصفات الخارقة كما فى مثل نص انصيص و هو بطل شعبى تتردد قصصه عبر العصور و عنتر ابن شداد الخ .و لهل هذا هو الفارق الجوهرى الحكاية و الاسطورة .

الحكاية قد يكون لها اساس تاريخى ما و كل جيل يضيف اليها من خوارق .

و قد لعبت دورا مهما فى نقل منظومة القيم فى حضارات ما قبل الكتابة .اما الاسطورة فهى عبارة عن بناء خيالى محض و غالبا ما تتحدث عن الاشياء .و كان الانثروبولوجى ستراوس اول من اشار ان الاساطير تحمل فى طياتها الروية للكون لشعب من الشعوب مثل اسطورة الخلق .حيث نجد اسطورة للخلق لدى البابليين و لدى
المصريين و لدى الكنعانيين الخ من الشعوب .اذن تكشف الاساطير رغم سذاجتها الظاهرة عن مفاهيم عامة للمجتمعات و رؤيتهم للكون .

يبقى القول ان حكايات جدتى عمل مبدع سعى فيه حسونة الى غرس القيم العظيمة لاطفال اليوم عبر كتابة الحكايات باسلوب شيق من اجل اعادة توظيف المرويات الشعبية فى عالم اليوم الذى تكاد تختفي فيه االحكايات الشعبية لصالح قيم العصر الرقمى . .و هو عمل ابداعى يستحق عليه المؤلف كل ثناء و تقدير



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احاديث نهاية السنة !
- لقاء مع صديق اوغندى!
- الباحث حين يصبح شاعرا !
- هل يمكن تفسير السلوك الحضارى ؟
- هل ستعود الحضاره الى ا المنطقة العربية ؟
- تنتهى الطريق و لا تنتهى الاغنية !
- حول الاخر !
- مجتمعات بلا هوية !
- الامور مترابطة!
- حول جمعية مع اسرائيل من اجل السلام النرويجية!
- نهايه العالم القديم!
- العقل الجمعى او الذات الجمعية !
- تاملات !
- هل يمكن للقاتل و المقتول ان يعيشا معا ؟
- ناس تاتى و ناس ترحل و تستمر الحياة !
- فيرونيكا تستعد للسفر !
- حان الوقت ان نتغير !
- صورة قاتمة و لكن هناك امل !
- البرتو مانغويل و ذلك العشق العظيم !
- حول المسالة الفلسطينية


المزيد.....




- توم يورك يغادر المسرح بعد مشادة مع متظاهر مؤيد للفلسطينيين ف ...
- كيف شكلت الأعمال الروائية رؤية خامنئي للديمقراطية الأميركية؟ ...
- شوف كل حصري.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على القمر الصناعي ...
- رغم حزنه لوفاة شقيقه.. حسين فهمي يواصل التحضيرات للقاهرة الس ...
- أفلام ومسلسلات من اللي بتحبها في انتظارك.. تردد روتانا سينما ...
- فنانة مصرية شهيرة تكشف -مؤامرة بريئة- عن زواجها العرفي 10 سن ...
- بعد الجدل والنجاح.. مسلسل -الحشاشين- يعود للشاشة من خلال فيل ...
- “حـــ 168 مترجمة“ مسلسل المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقة ال ...
- جائزة -ديسمبر- الأدبية للمغربي عبدالله الطايع
- التلفزيون البولندي يعرض مسلسلا روسيا!


المزيد.....

- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - كان ياما كان فى قديم الزمان !