أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - تاملات !














المزيد.....

تاملات !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6082 - 2018 / 12 / 13 - 12:55
المحور: سيرة ذاتية
    


تاملات !

سليم نزال

من عادتى ان اول شىء اقوم به حين اتى من سفر ان اجلس فى الحديقة اشرب فنجانا من القهوة و ادخن سيجارة و انظر للحى كانى اعيد اكتشافه .
من المفترض ان يعيش المرء فى مكان اى وطن يشبه و كلما ازدادت درجة التشابه كلما ازداد انسجام المرء مع المكان و ثقافة المكان و العكس صحيح .و هذا التشابه اما لان يكون بفعل عامل الوراثه اى ان يولد المرء فى مكان تمت صناعته ثقافيا من اجيال سابقه و لا فضل له فى هذا لان كل شىء من عناصر الثقافة بما فيه الغة تكون جاهزة لكى يتعلمها المرء و يتبنى منظومة قيمها او ان يقوم هو بصناعة التشابه عبر عمليات معقدة من التكيف .

اما الامر الذى يثير التامل هو حين يسمع المرء كلمات من نوع اهلا بك فى بيتك او وطنك.اول ما سمعتها كانت من اليزابيث التى رايتها فى الطريق و هى زوجة احد معارفى من الجيران.ثم اضافت اليس امرا رائعا عودة المرء الى بيته .قلت لها و انا افكر فى اقدار جيلنا فعلا انه لامر رائع !

ما يثير التامل هنا انى كنت فى الاردن و ليس فى كندا مثلا و هو المكان الاقرب ثقافيا لفلسطين .بل حتى كلمة الاقرب تبدو كاننا نتحدث عن امرين مختلفين بينما فى الواقع كما اختبرته هو تطابق فى المعظم و تشابه كبير فيما ما تبقى .اتحدث هنا عن العادات و التقاليد و عن الاجتماع لانها امور ثابته بينما السياسة امر متحرك .

.الاردن هو المكان الوحيد فى راى خارج فلسطين الذى يشعر الفلسطينى فيه انه لم ينتقل من وطنه و ذلك بفضل التداخل الكبير بين الشعبين و اضع كلمة شعبين بين قوسين لانهما فى الحقيقة شعب واحد فى كل التفاصيل تقريبا .
و اقصى شىء سمعته هناك حول لهجتى, تساؤل ان كنت من عمان او من منطقةالشمال الاردنى .و مسالة ان المرء من اصل اردنى او فلسطينى لا تعنى احدا و هذا يدل فى راى على نضج مجتمعى .و الفلسطينى هناك لا يعرف عن نفسه انه فلسطينى بل يكتفى بالتعريف عن الهوية الجانبية اى انه جنين او من نابلس و هذا يكفى تماما كما يعرف المصرى عن نفسه للمصرى الاخر على سبيل المثال انه من الاسكندرية او من بور سعيد.

و انا اعتقد ان المجتمع الاردنى هو اكثر المجتمعات فى المشرق تصالحا مع النفس و هذا بالطبع لا يعنى انه لا يوجد مشاكل كما فى كل مجتمع.

.وهذا التجانس المجتمعى لا بد انه لعب دورا فى راى فى تجنيب الاردن الامراض التى انتشرت فى المنطقة.
ان يعود المرء من مكان يشبهه بحكم الميراث التاريخى الى مكان يشبهه بحكم الجهد الفردى فى التكيف يثير فى النفس اسئلة كثيرة حول الحياة و حول التاريخ و المستقبل.



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن للقاتل و المقتول ان يعيشا معا ؟
- ناس تاتى و ناس ترحل و تستمر الحياة !
- فيرونيكا تستعد للسفر !
- حان الوقت ان نتغير !
- صورة قاتمة و لكن هناك امل !
- البرتو مانغويل و ذلك العشق العظيم !
- حول المسالة الفلسطينية
- بيت برناردا اخر مسرحيه كتبها غارسيا لوركا فى مقاومه طغيان ال ...
- من اى وطن انت؟
- فى زمن الصمت !
- بعض من السيرة الذاتية
- محاولة لفهم الوضع الراهن فى فلسطين و الاقليم
- لماذا انتشرت ثقافة التعصب الدينى بين ابناء المهاجرين العرب ف ...
- لا تثقوا بهذا الرجل !
- المطلوب التفكير لمعرفه الى اين نحن ذاهبون !
- خبط عشواء !
- لماذا اختفى صوت لجان حق العوده فى اوروبا؟
- عن عالم الكثرة !
- عن سينيكا الفيلسوف الرومانى فى مسرحية الطرواديات !
- عندما تتهاوى الاساطير !


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - تاملات !