أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي سيدو رشو - رسالة مفتوحة إلى الفاضلة نادية مراد















المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى الفاضلة نادية مراد


علي سيدو رشو

الحوار المتمدن-العدد: 6087 - 2018 / 12 / 18 - 14:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رسالة مفتوحة إلى الفاضلة نادية مراد،
تحية وتقدير وبعد/
من صميم القلب أتقدم إليكِ بخالص التهاني لنيل جائزة نويل للسلام، التي تعد أعلى وسام عالمي يمنح لمن بذل الجهود المضنية لخدمة الانسانية في جميع المجالات العلمية والادبية والانسانية. هذه الجائزة لا تمنح إلا في الظروف النوعية من المجالات المذكورة، وبخاصة الإنسانية منها والتي لها مساس مباشر بحياة الملايين من الناس. فالشعب الإيزيدي، كما وصفتي حاله هو أقلية عرقية، كان منسياً حتى بالنسبة لغالبية الشعب العراقي بشكل عام إلا في الوصف المتدني (مع الأسف)، أو على أقل تقدير لم يكن يحسب له على أنه جزء من الشعب العراقي، علماً أنه تحمّل عبء ومعاناة هذا البلد كغيره من الفئات الإجتماعية الأخرى. ولقد تعرّف العالم عليه من خلال معاناته بشكل واسع بعد أقتراف عناصر دولة الخلافة الاسلامية (داعش)، جريمته الكبرى من القتل والسبي والتهجير في الثالث من اب 2014. وأنكِ أول من رسمتي صورة تلك المعاناة في لوحة تاريخية ألهبت حماس الناس على مدار الكرة الأرضية بتلك العبارات التي كانت تخرج كالبركان من بين شفايف ضحية منهكة الجسد والنفس ولكن قوية الإرادة والشكيمة وبإصرار على الخوض في غمار معركة غير واضحة النتائج أو المعالم. فمهما نختار من عبارات أو تعبيرات، فقلما توصل الكثيرين من اصحاب البلاغة إلى التأثير الذي أوقعته تلك العبارات وعلى مدى أربعة أعوام لتستقر في قلب المتلقي كما هو موقفكِ.
لقد هزمتي (مع زميلاتكي في المحنة)، هذا الفكر المتطرف بقوة الكلمة والإرادة بالعزيمة على مواصلة الكفاح السلمي إلى جانب أسود جبل سنجار من المقاتلين الإيزيديين لتحقيق العدالة على مستوى العالم عِبر بوابة محنة الإيزيديين، التي باتت على لسان معظم سياسيي العالم ومنظماته الحقوقية. وهنا نبارك لكِ للمرة الألف هذا التكريم الذي أضاف ثقلاً إضافياً على كاهلكِ المنهك لتصبحي أيقونة عالمية بضحايا بني قومكِ الإيزيديين، مع عدم نسيان أو تناسي معاناة بقية الفئات الضعيفة والمهمشة من الاقليات الدينية والنساء والاطفال الذين يعتبرون الحلقة الأضعف في الاتجار بهم في حالات الحروب والنزاعات.
عزيزتي نادية،
حسب قراءتي لواقع حال مجتمعاتنا، فإنه يجب عليكي التحسب لكل خطوة تخطينها ما بعد اليوم وبخاصة التحسب للفشل لا سامح الله، فاللفشل أسبابه ومسبباته كما هو للنجاح والسمو. هنا لا أود التعرج على ما ذكرتيه في الكلمة القيمة التي القيتيها في مناسبة منح الجائزة. ولا على الكلمات أثناء اللقاءات مع القادة والرؤساء والمسئولين. ولا مع أبناء عمومكتي في لالش النوراني، ولكن ساركز فقط على عبارة واحدة، ألا وهي: (على سماحة بابا شيخ أن يعطي قيمة لمكانته ولا يتجاوب مع كل المواقف والصعود الى الطيارة بناء على رغبة هذا السياسي او ذاك ليحضر مؤتمرا هنا أو هناك). لقد فشل المجلس الروحاني لعدم منحه قيمة لمكانته السامية بحيث وضعوه تحت خدمة هذه الجهة أوتلك. كما وفشل سمو الأمير تحسين بك لعدم إعطائه قيمة لمكانته ومقامه والاعتماد على مجموعة لا ترتقي إلى مستوى المسئولية الملقاة على مكانته. وفشل السياسيين الايزيديين لتخوفهم على مصالحهم الشخصية ومراكزهم السياسية. وهكذا فشل المثقفين في بلورة خطاب موجه ليصبحوا شموعا تنير الدرب امام الاخرين كما هو مطلوب لأسبابهم الخاصة بهم أيضاً. وفشل كذلك رؤساء العشائر ،في سنجار على وجه الخصوص، فهم الذين لم يتعظوا من تجارب التاريخ المأساوي لبني جلدتهم بحيث وضعوا ثقتهم بالكامل في الاخر وعدم التحسب لما قد يحصل بسبب المصالح السياسية. والقائمة طويلة ولا اريد الخوض فيها أكثر من هذا.
الغرض من هذا السرد يا عزيزتي نادية هو، أبتغي القول بأنه لا يوجد إنسان متكامل وبسبب التجربة القصيرة لفتاة منهكة وحاملة لمعاناة تفوق قدراتها بمئات المرات، فمن الطبيعي أن تنسي بعض المواقف أو القضايا التي يجب التركيز عليها في المواقف المهمة كما هي مناسبة منح جائزة نوبل للسلام. لقد تابعنا الامر باهتمام بالغ ولكننا لم نجد أية إشارة تشير إلى وجود التراث الإيزيدي بين الحضور من حيث التواجد بالملابس التي يظهر من خلالها التراث الايزيدي من النساء والرجال. لم نتلقَ كذلك دعوة لبعض الشخصيات أو المنظمات الإيزيدية كما في حال سنترال رات الايزيديين في المانيا أو منظمة يزدا التي عملتي معهم منذ البداية، فإننا نجهل الأسباب ولكن كان الواجب يقتضي ارسال دعوات لهم بحيث يعملون على تظاهرة تليق بمقامكِ ومقام نيل الجائزة. فالكلام هنا كثير ولكني ساقتصر على ذكر بعض ما أراه مفيداً لكِ، حيث لم يعمل بها أحد من المسئولين الإيزيديين من قبل وتسببت في فشلهم ألا وهي التي ستقودكِ إلى النجاح أو لا سامح الله إلى الفشل.
1. عليكي أن لا تعتمدي فقط على أي قريب منكي في كل شيء (مع كامل الاعتزاز برأيكِ وتضحيات مُن معكي)، بل تعملي على إنشاء مكتب خاص يشمل على الأقل على ثلاثة شخصيات لهم إلمام بالوضع المحلي والدولي والقانوني وسكرتارية تقوم بالرد على المخاطبات وتبويب اللقاءات وترتيب المواعيد والزيارات والسفر بشكل يليق بمقامكِ لأنكي أصبحتي محط أنظار مضطهدي العالم كله وخاصة من النساء والاطفال.
2. كما أنه الفرصة كبيرة في ايديكي في أن تقومي على الإعداد والترتيب لعقد مؤتمر مصالحة بين أبناء جلدتكي من الإيزيديين في الاول والوقوف على الاولويات التي يجب من خلالها التعامل مع المحيط العربي والتركماني حول سنجار، لأنه سيأتي اليوم الذي يجب الجلوس فيه على مائدة التفاوض من أجل مصالحة وطنية وحينذاك يجب أن تكون الأمور جاهزة والكلمة موحدة ومهيأة ومدروسة بعناية بحيث لا تقبل التأويل وتركز على أهم القضايا الرئيسية لحقوق الايزيديين المهدورة من خلال لجنة من الخبراء وذوي الضحايا بشكل أساسي وتحديد شروط الإيزيديين في المصالحة مع المحيط العربي والتركماني والكردي، بمعنى اختيار لجنة من المؤتمر للتفاوض.
3. التركيز على إعمار سنجار (ثانية بجانب القديمة)، وجعلها محافظة بذاتها لكي يكون لها وضع إداري خاص بها من حيث التربية والتعليم العالي والصحة والمرور والزراعة والبلدية والقضاء .... إلخ، بحيث يبقى المواطن الإيزيدي آمناً على السفر وقادراً على تنظيم وثائقه، تحاشياً لتكرار مشاكل السفر والخطورة التي تعتري طريقهم من وإلى الموصل أو كردستان.
4. بما أن جميع الفئات العسكرية التي تتواجد على أرض سنجار هم من الايزيديين سواء من هم في الحشد الشعبي او البيشمركة او اليبشة أو القوات المستقلة التابعة للمقاتل حيدر ششو وبقية القوات الايزيدية، تحت أمرة واحدة مرتبطة بوزارة الدفاع لتصبح القوة الايزيدية الوحيدة وتحت أمرتهم لحفظ الأمن والدفاع (الشرطة والجيش وقوى الامن الداخلي بمختلف تشكيلاته)
5. المطالبة بالتوقف عن التغيير الديموغرافي في الشيخان حيث وصلت درجة عالية ومتقدمة بحيث شكلت ظاهرة خطيرة يجب التوقف عليها وجعلها مطلباً إيزيديا عاماً وملحاً. وفقكم الله وشكرا


علي سيدو رشو
المانيا في 18/12/2018



#علي_سيدو_رشو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الاستعجال بالحكم على الاتهام؟
- وما أدراك ماهو شهر آب بالنسبة للإيزيديين!!
- عفرين بعد سنجار
- رسالة مفتوحة ثانية إلى السيد رئيس الوزراء العراقي،
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر الع ...
- حول تداعيات الاحداث الاخيرة في العراق
- سنجار وكركوك وما بينهما!
- الموقف الاخير للأمير تحسين بك والمجلس الروحاني بشأن الاستفتا ...
- ماذا يريد المجتمع الدولي من الدلائل أكثر من هذه؟ الحلقة الثا ...
- ماذا يريد المجتمع الدولي من الدلائل أكثر من هذه؟
- فيما يخص الادارة الذاتية التي اٌعلنت عنها مؤخراً في سنجار
- شهر آب من كل سنة!!!!
- لماذا هذه الحملة ضد زيارة نادية مراد إلى إسرائيل؟
- مَن الذي ينفخ في لهيب الشرق الاوسط؟
- ترحيل عوائل الإيزيديين الملتحقين بالحشد الشعبي وقوات البككا
- الايزيديون والاستفتاء!!!
- عندما يبكي الكبار!!!!
- حول الاوضاع الجارية في سنجار
- ماذا يجري على ارض سنجار؟
- لماذا يزدا الآن؟


المزيد.....




- رصدته كاميرات المراقبة.. شاهد رجلًا يحطم عدة مضخات وقود في م ...
- هل تعلم أنّ شواطئ ترينيداد تضاهي بسحرها شواطئ منطقة البحر ال ...
- سلطنة عُمان.. الإعلان عن حصيلة جديدة للوفيات جراء المنخفض ال ...
- في اتصال مع أمير قطر.. رئيس إيران: أقل إجراء ضد مصالحنا سيقا ...
- مشاهد متداولة لازدحام كبير لـ-إسرائيليين- في طابا لدخول مصر ...
- كيف تحولت الإكوادور -جزيرة السلام- من ملاذ سياحي إلى دولة في ...
- محاكمة ترامب -التاريخية-.. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحل ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي سيدو رشو - رسالة مفتوحة إلى الفاضلة نادية مراد