أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد حسن - نقد النقاد - مدخل.














المزيد.....

نقد النقاد - مدخل.


احمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6086 - 2018 / 12 / 17 - 10:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فخ جديد يسقط فيه العديد ممن اسموا أنفسهم يساراً او اشتراكيين ذات يوم. ثمة انتاج نظري مبالغ فيه يسعى لتذويب الوحدات المفهومية التي أدركت العالم كبنيات طبقية وأدركت الافكار كمنظومات أيدلوجية ومن ثم ساعدت كثيرا على ابداع خطوط اجتماعية ومعرفية فاصلة، ودرجات لون بينية بين القوى الاجتماعية ذات الاتجاهات المتعارضة. تبدأ عملية التذويب بالتنظير لمصطلح شعب اولا لجعله هلاماً عاما يحل محل التشكيلات الطبقية، ثم تنتهي الى تذويب مفهوم الشعب نفسه لتحيله الى افراد وذرات صغيرة تتحرك في اتجاهات عشوائية، يمينا ويسارا دون ان يكون لها وجهة محددة. تمجد ما اصطلح على تسميته بالعفوية لتحوله الى فضيلة - لا تحتاج تنظيمات او أيدولوجيات. هكذا يتاح للقوى المنظمة في "الدولة" والشركات، وبيوت المال والبنوك واتحادات الصناعة ان تنفرد بالهيمنة على مسرح التبلور والتنظيم وتدير دور نشر ومطابع ش عشرات الالاف من النسخ من ادوات التذويب الطبقي والسياسي على مستوى الوعي والحركة.
حتى الثورات لم تسلم من تلك الشبكة الخبيثة. اختلطت بشدة بالحركات المطلبية والاحتجاجات واختزلت اليها. أطلق عليها تسميات كرنفاليه - مثل الربيع والبرتقال وما شابه. جرت تلك الشبكة الى خيوطها أكاديميون كانوا بالأمس يسارا وتحولوا الى كرنفالين في هذا المشهد (الايدلوجى) التصفوى. البعض استهوته تلك الموضات الفكرية فأطلق مفاهيم مرتبكة تارة يمينية وتارة يسارية وفى الاخير تفتقر الى الانسجام المنهجي. اخرون عقدوا نوعا من المصالح المشتركة مع الناشرين والمراكز البحثية والحقوقية وتحولوا الى جهاز تسويق وتبرير لتلك الفوضى المتعمدة.
ثمة عملية تجري ايضا لنزع المفاهيم المستقرة (التي تنتسب الى منظومة الافكار الثورية) من ثوريتها. تحويلها الى حليب بلا دسم يسهل التعامل معه.
ثمة غبار قديم جديد يجري اطلاقه دائما، انه تلك التهم الهزلية بالجمود والتخلف عن التطورات وحدوث نقلات كونية غيرت خريطة الصراع والقوى وكلاسيكية الطرح. الخ.
وفي 99% من الحالات لا يفعل هذا الغبار شيئاً سوي اثارة الاتربة حول القضايا الجذرية.. فلم يقدم احداً من تلك الشبكة نقداً يعترض بحق الادوات المنهجية التي يستخدمها ماركس على سبيل المثال. بل لم يجرؤ أحداً على انكار ازمات الرأسمالية العضوية وجريان الصراع الاجتماعي مجري الدم في شريان كل الصراعات حتى تلك التي تبدو كصراعات هوية او جندر. لم يدخل أحد منهم في نقاش جدي حول تلك القضايا.
ويكفي لتلك الشبكة البائسة ان يطلق أكاديمي غربي واحد اصطلاحا جديدًا، مجرد اصطلاح.. ليلتفوا حوله بتوق مراهقة الى أحدث الازياء. يتلقفوه ويكرروه كماسة مكتشفة في ظلمة التاريخ الحديث.. وللأسف دون أدني اعمال للعقل النقدي حول ماستهم التي لا تضيء الا لأنهم سلطوا عليها كل المصابيح الممكنة في الصحافة والمؤتمرات ودور النشر. هل يذكر أحدنا نكتة "نهاية الأيدلوجيا" وكيف تم تلقفها وتسويقها. هل نتذكر ذلك الكتاب الذي دخل غياهب النسيان بعد سنوات قليلة من التهليل والتفخيم له كمدخل لعلم اقتصاد جديد "رأس المال في القرن الواحد والعشرين" كيف تبخر تماماً.. هل نجح درديدا.. وهو مفكر اصيل نوعا ما، في صرف اشباح ماركس عن ان تحوم حول أوربا..
بالمقارنة نجد انتاج الشبكة أفقر وأكثر بؤساً بكثير.. بكل فقاعاته التي ما ان تتعرض للهواء حتى تنفجر.
نتعرض في الكتابة التالية الى نماذج عينية نبدأها بحوار مع الايطالي - جورجيو أجامبين- تحت عنوان : ما الشعب؟ ونترك للقاريء مقدماً رابط الحوار ليتمكن من التفاعل بشكل أسهل.
الرابط - https://www.medinaportal.com/agamben/



#احمد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرافعة ليون تروتسكي أمام محكمة القيصر في 1907 - دفاعاً عن ال ...
- الانتخابات الرئاسية – مشاركة أم مقاطعة.
- الاسلام لم يحرر العبيد - المسلمون تاجروا فى العبيد .
- يا فلسطينية نعتذر - مابدنا نسافر حداكوا
- لم يزدنى البحر الا عطشا
- فانتازيا مصر الصبح والحرية
- لحن الثورة الجماهيرية الخالد .... توصيات
- الضرب في اتجاهين معا
- ملاحظات نقدية حول رفيق اشتراكي
- وماذا تريد التفكيكية . ؟
- التفكيكية والثورة المصرية .. نقد مقدمة محمد نعيم –أو – نقد أ ...
- في العلة القدرية ، والعلة المادية
- نقاط عن المثلية والجنس ..
- الإمام على
- قاعة خالية
- أمهات المؤمنين - بين البشرية والعصمة
- لا لتلك الدعوة المزرية الي الوحدة
- الإسلام وإشكالية تحرير العبيد
- محنة العقل الدينى
- معالم ومنعطفات الثورة المصرية - الجزء الاخير ورابط تحميل الك ...


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد حسن - نقد النقاد - مدخل.