لحن الثورة الجماهيرية الخالد .... توصيات

احمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5531 - 2017 / 5 / 25 - 10:24
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

سيدى المناضل المستقيم .. ان الالفاظ الثورية جذابة ولها جرس موسيقي رنان ، وتظهرك مستقيم كعود من الصلب الذي لا ينحنى ولا ينحرف ، يكفي ان تقول انا متمسك بالطريق الثوري ولا بديل الان وفي كل وقت ، ويمكن ان تضيف انك تراهن على الجماهير وان الجماهير دائما تنتصر ، وهاجم بغضب كل من يفكر في طريق اخر للثورة غير قيام الثورة الان ، اتهمهم بالانحراف والانتهازية والجبن ، ارسم صورة للجماهير تناسب تفكيرك ، اجعلهم مستعدون او جاهزون او حتى في الميادين والطرقات ، استدعى من الذاكرة اللحظات المجيدة للجماهير وتغافل بأصرار عن حال الجماهير الأن ، ولا تنتظر بناء منظمات او نقابات او حتى روابط وحلقات ، فالجماهير ستكون قادرة دائما على صناعة المستحيل دون حاجة لتنظيم او نقابة ، وابتعد بحرص عن تحليل اسباب هزيمة الثورات او تراجعها ، تمسك فقط ودائما بصورة الجماهير كما رسمتها مخيلتك ، وبطريق الثورة المستقيم الذي تتصوره ، بالغ بقدر الإمكان في تقدير قوة الجماهير مجردة حتى تجعلها مكتفية وقادرة بذاتها وفي ذاتها ، وثق في قرارة ذاتك بهذا السيناريو العبقري والمستقيم لمسار الثورة وجماهيرتها ، حتى السيناريوهات الطبقية " القديمة " ارفضها بلا تردد ، رد عليها جميعا بأن الجماهير ستبدع طريقا جديدا غير تلك السيناريوهات ، ومن ثم تحرر السيناريو من تعقيدات البناء والتمهيد وقياس الاستعدادات وانتهازية التكتيكات وفكرة الخطوات والتراجعات المؤقتة وكل هذه الانتهازية التى لا تؤمن بالجماهير والثورة ، اكثر من الفاظ نحن كثوريين فهي كالبسملة تصرف شياطين التفكير الانتهازى ، اجعل الجماهير في صورة مثالية دائما ، وراهن على وعى سيهبط عليها من السماء كمعجزة ، او قل ان معاركها تعلمها دون حاجة لمثقفين او ثقافة سياسية او كل خرافات اعداد وتربية الكوادر فهى تفكير انتهازي كما تعلم ، اعتبر اى مشاركة فى انتخابات مؤامرة على ثورتك ، وان قال احد الانتهازيين ، اين هى الثورة ، لا تنظر حولك ولكن قل فورا بأن المشاركة مؤامرة لقطع الطريق على الثورة ، ولا تشغل بالك بالفرق بين الاثنين فتلك فروق تافهة كما تعلم ، انزع دائما اى شرعية للنظام ، ولا تهتم بالكيفية او الواقع الفعلى ، يكفي ان تقرر بأنه غير شرعي ، ذلك سيتيح لك ان تكشف اى مشاركين فى معارك انتخابية - ايا كانت اهدافهم من المشاركة - باعتبارهم يدعمون النظام ويعطونه الشرعية التى نزعتها انت عنه ، قرر - نيابة عن عشرات الملايين - المقاطعة ، ليس فقط بالنسبة للأن ولكن ايضا في المستقبل ، ولا تقلق فالجماهير نادرا ماتهتم بالشأن السياسي واغلبها لا يشارك فعلا لا فى انتخابات ولا فى اى ممارسة سياسية اخري ، سر كقطار سريع فى طريق ممهدة على قضبان مستقيمة ، رغم ان القطار كثيرا مايمضي في منعطفات ، لكن كن انت اشد استقامة منه ، هكذا هو الثوري الحقيقي ، لن تقابلك حواجز او سدود فطريق الثوري ممهد دائما وابدا ولا ينعطف او ينحرف مهما حدث . سيدى المناضل المستقيم .. هذا السيناريو رائع ومريح ومستقيم ومبهج ولا يتطلب شيء على الاطلاق ، فعلى طريق الاستقامة والصلابة والمبدئية والثورة ، ولا تزعج نفسك بما يدور في العالم حولك ، يكفيك شرفا أن تسمع لحن الثورة الثابت وإيقاعها ... في الأذن اليسري ، وان تستحضر دائما في روحك هدير أصوات الجماهير .

#احمد_حسن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل