أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - صرخة النساء ضد شرعنة العنف














المزيد.....

صرخة النساء ضد شرعنة العنف


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6082 - 2018 / 12 / 13 - 01:24
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    





أحدث مضمون المقابلة التلفزيونية التي أجراها قاضي قضاة فلسطين الشرعيين صدمة في الوسط الحزبي والحقوقي والنسوي. قطعت ارتدادات التصريحات مسار الحراك النسوي المنظم في إطار حملة مناهضة العنف ضد المرأة، لتطرح الأسئلة الملحة نفسها، حول تناقض مضمون تصريحات مسؤول له صفة رسمية مع موقف وهوية وسياسة الدولة المعلنة، المعبَّر عنها في إرادة الدولة المتجسدة من خلال انضمامها إلى المعاهدات والمواثيق والوكالات الحقوقية الكونية.

وإنْ كانت التصريحات قصدية في إطار تنازع الصلاحيات بين بعض المؤسسات الرسمية حول إصدار القوانين، ومنها قانون حماية الأسرة الجاهز تقريباً للتوقيع..؟!

المقابلة باعثة على القلق. كونها تُشرِّع ضرب الزوجات والبنات. تضعنا أمام دعوة صريحة إلى ممارسة العنف الأسري، على أساس أنه جزء من العملية التربوية والتأديبية، تضع له إطاراً فلسفياً، كون الضرب من وجهة نظر المقابلة يحقق مصلحة للمرأة، بشرط ألا يكون مؤذياً، تفاصيل حجم ومكان ونوعية الضرب!

متى كان الضرب غير مؤذٍ؟ تجاهل الإيذاء النفسي والمعنوي. إنه منطق التمييز ضد المرأة على أساس الجنس، تشييء المرأة.. إنه المنطق الذي يقف خلف إصدار قوانين قاضية بتخفيف عقوبة الجناة من مرتكبي جرائم قتل النساء. تخفيف الضرب وتخفيف عقوبة القتل.

وقع التصريحات على المجتمع ومؤسساته النسوية والحقوقية لم يكن متوقعاً، تميز بالسرعة والجرأة، ما يؤكد أن الكيْل قد طفح بما فيه. لقد تصدرت مضامين المقابلة جميع الفعاليات اللاحقة متصدية لما انطوى عليه محتواها. لقد تعدى الخطاب حدود الإهانة لنصف المجتمع من جهة، ولتعارضه مع سياسة الدولة في عملية الإصلاح القانوني وتوجهاتها في ضمان مأسسة أدوات وآليات الوصول إلى العدالة.

تتعارض المقابلة مع منهج الدولة على أكثر من صعيد، تتعارض مع مبدأ تشكيل وحدات حماية الأسرة في جهاز الشرطة، لتقوم باستقبال التظلمات والشكاوى من ضحايا العنف الأسري. ومن البديهي أنها تتعارض مع سياسة الحكومة في مواءمة التشريعات، مع انضمام الدولة إلى الاتفاقيات الدولية والمعاهدات الحقوقية، بدءاً من اتفاقية حقوق الإنسان وانتهاء باتفاقية القضاء على التمييز ضد المرأة والإعلان العالمي للقضاء على العنف، والبروتوكول الإضافي لاتفاقية سيداو.

لكل فعل رد فعل، لقد أحدثت التصريحات ارتداداتها المتناسبة معها بالشكل والنوع على جميع الأنشطة المتواصلة، بيانات وتحركات مستنكرة للتفوهات. لتضيف إلى البرنامج المنظم ما بين الخامس والعشرين المميز بصدور الإعلان العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، والعاشر من كانون الأول المميز بصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان قيمته العملية المضافة على صعيد العنف المحلي الذكوري. شوش على الرسالة التوعوية حول مركبات العنف ومصادره ضمن الخصوصية الفلسطينية، العنف القومي والداخلي، عنف الاحتلال والعنف الذكوري.

تصريحات قاضي القضاة تُسهم في ترسيخ أيديولوجية التمييز ضد المرأة، تُشجع عليه وتشرِّع ممارسة العنف الأسري المستند إلى علاقات القوة والسيطرة، معادلة السلطة والهيمنة والخضوع، إبقاء الاضطهاد والاستعباد.

ليس هذا قدر المرأة الفلسطينية المناضلة.

صرخة النساء ضد تفوهات قاضي القضاة لها ما يبررها، فالتوقيت المختار بينما تنخرط الوزارات والجهات الحكومية ذات الصلة في وضع اللمسات الأخيرة على قانون حماية الأسرة لصالح تطويره وكفالته وحماية المرأة والطفل، من أجل أسرة آمنة ومستقرة خالية من التهديد، سينعكس سلباً على عملية الحوار الدائر بين الأطراف ذات العلاقة، بين المجتمع المدني والحكومة، بينما المقابلة تحاول إقناع المرأة بأن في الضرب مصلحة وغاية!
وأخيراً، خطاب المقابلة ترسيخ للعنف الثقافي وهو الأسوأ بين أنواع العنف.. تكريس للاستبداد الفكري ضد المرأة، وتشجيع على ممارسة سلوكيات استقوائية ضدها وتعريض عقول المواطنين إلى غزوة فكرية مهينة للمرأة وأدوارها وحقوقها، وتشجيع على الخضوع والخنوع والانقياد.

بعيد كل البعد عما ننتظره من خطاب مواطني يرقى بمجتمعنا ويحصنه من العنف والتمييز



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيرة -سارة وهاجر- واختراق الوعي
- المنطقة الرمادية في رؤية حقوق المرأة الفلسطينية
- تجربة المرأة الفلسطينية في تطبيق قرار مجلس الأمن 1325
- من -مخيم قلنديا- خرجت جنازة للمفاوضات
- كسر الجمود والتطبيع
- تقدم نسبي على مشاركة المرأة في المجالس المحلية الفلسطينية..!
- القوائم النسوية في انتخابات المجالس المحلية
- نطفة تهرب من السجن
- الانتخابات المحلية ما بين التجارب السابقة والانتخابات القادم ...
- عرفات يُقتل لكنه لا يموت..
- المرأة المصرية: السماء لم تعد تمطر ذهبا ولا فضة
- رنا: حكاية وطن جاءها في حقيبة
- عندما تحل ذكرى -ريشيل كوري-
- تماهي الهوية الفكرية اتجاه المرأة في الاحزاب
- استبعاد المرأة عن لجان المصالحة وتفعيل منظمة التحرير
- المراوحة النسائية والثورة على الذات
- الخلاف بين جيش الاحتلال والمستوطنين!
- حلقات العنف المتدحرج في المجتمع الفلسطيني
- النصف الفارغ من كوب المرأة
- الحزن والفرح في فلسطين


المزيد.....




- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - صرخة النساء ضد شرعنة العنف