أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - المرأة المصرية: السماء لم تعد تمطر ذهبا ولا فضة














المزيد.....

المرأة المصرية: السماء لم تعد تمطر ذهبا ولا فضة


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 3726 - 2012 / 5 / 13 - 03:13
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



لم المس خلال حضوري لاجتماع الاتحاد النسائي العربي العام، الذي عقد لنقاش آثار الحراك الجماهيري على المرأة العربية، بأن هذا الحراك قد دفع القيادات النسائية العربية، ونحن من ضمنهم، الى نزع القرص الصلب وتغييره بقرص جديد.
تأثير انهيار قطع "الدمينو" وصل للانظمة الحاكمة قبل ان يصل المجتمع المدني، فسارع بعضها الى إحداث اجراءات طفيفة على واقع النساء، بينما المجتمعات في بيت النساء العربيات ذو الصفة الرسمية: اما متباكيات او راضيات..
أستثني مما سبق المرأة المصرية والتونسية بشكل رئيسي، حيث بدت معالم التغيير الشامل على برامج العمل وكذلك على أساليبه وآلياته، حيث تحولت المرأة التونسية في الاتحاد الوطني للمرأة التونسية الى معارضة للنظام بعد أن كانت محسوبة عليه. كما تم تغيير قيادة المجلس القومي للمرأة لتحضر وجوه جديدة وأداء مختلف كليا. وأعادت نساء من ثلاثين جمعية نسوية مصرية الاعلان عن عودة العمل باسم اتحاد نساء مصر الذي كان الرئيس جمال عبد الناصر قد جمده بذريعة أن الحكومة ستتصدى لمعالجة قضايا المرأة ووضع الحلول لإشكالاتها.
كيف تغير واقع المرأة المصرية وكيف انعكس على تغيير ذاتها..؟ انه سؤال يستلزم العودة خطوات الى الخلف: لتحليل العوامل التي أدت الى تشكيل فجوة وحالة من العداء بين منظمات المرأة وبعض فئات المجتمع، الأمر الذي قاد الى النكوص سريعا عن مكتسباتها المتحققة.. والمشهد الذي تمخض عنه المشهد المصري بعد الثورة وعودة السلفيين والوهابيين الى مصر التي غادروها الى دول الخليج بعد ثورة عام 52 !
بالعودة الى الماضي، ولدى صدور تقرير التنمية العربية الذي وصف وضع المرأة المصرية بالتخلف، معتبرا حالتها كأحد ثلاث مشكلات تعيق عملية التطور. لقد وضعها في مرتبة متدنية مقارنة بدول أخرى من بينها بعض الدول العربية. الا انه لدى قيام النظام باجتراح الحلول لردم الفجوة والتحاق النساء بعجلة التطور والتنمية، وضع معالجات بعيدة عن المتطلبات الحقيقية.. دون استهداف الشرائح المحتاجة في المجتمع، لذلك كانت الحلول لا تؤدي الى النتيجة المتوخاة إضافة الى سطحيتها التي تموه على الاحتياجات التنموية والواقع الصعب. ومن جانب آخر لعب الاعلام الرسمي دورا تجميليا في خلق الفجوة بتركيزه على القشور والزخرفة، حيث بسط مساحة واسعة للتركيز على "السيدة الاولى" مما خلق فجوة بين العمل النسوي وتطوير المرأة وبين الرأي العام اجمالا..
في ذات المرحلة تم وضع تدخلات قانونية محدودة تنصف النساء كقانون الخلع او قوانين الحضانة.. وتم تخصيص "كوتا" محدودة لمشاركة المرأة في مجلس الشعب، او من خلال تعيينات رمزية في المستوى الحكومي.. دون التفات ووضع الخطط للمشاكل المستفحلة المسؤولة عن تخلف المرأة كالأمية، ناهيكم عن سياسات لمعالجة الفقر والبطالة ومسؤليتهما عن ارتفاع نسبة النساء المعيلات للاسر الى أكثر من الربع، الأمر الذي أدى الى تغيير مراكز المسؤولية والأدوار في العائلة تبعه تلقائيا أزمة حادة بين أفراد الاسرة وفي المجتمع أيضا..
مع تحقيق الثورة لاهدافها المباشرة بإسقاط رأس النظام والتي ساهمت المرأة فيها بشكل مباشر، بانخراطها منذ اليوم الأول في ميادين التحرير، مساهمة في صياغة الحدث بدءا من نظمه وشعاراته وتشريعاته وقوانينه وإعلامه وكذلك في الحشد لمليونياته.. لكن مع بداية السير في المرحلة الجديدة المزدحمة بالعناوين، تفاجأت المرأة المصرية بوضعها خارج عضوية اللجان والاجهزة المشكلة لوضع الخطط ونقاش القوانين والدستور وغيرهما. وفي محصلة تغير موازين القوى تراجعت مشاركة المرأة في مجلس الشعب الى تسع عضوات بسبب الغاء "الكوتا" من قانون الانتخابات، واقتصرت مشاركتها بالحكومة الجديدة على حقيبة واحدة عوضا عن ثلاث وزارات شغلتها في آخر حكومة.. دون التغاضي عن آثار الفتاوى الممهورة بختم الفكر الوهابي التي تحط من كرامة المرأة وآخرها فتوى "مضاجعة الوداع"..
المرأة المصرية التقطت أنفاسها سريعا لتلتقط طبيعة المرحلة واستحقاقاتها والمطلوب تغييره. لقد أدركت بأن السماء لم تعد تمطر ذهبا ولا فضة، وبأن زمن المكاسب السريعة قد ولى الى غير رجعة، وبأن عليها إعادة النظر ببرامجها وأساليب عملها وآلياته بما يخاطب هموم القاعدة النسائية، والتصدي الى مشكلة الامية التي تعمي عيون المجتمع عن الرؤية الصحيحة ، وتجعل النساء نهبا للقوى العدمية التي تستغل البسطاء وتدعي النطق والدفاع عن وجعهم، وفي الحقيقة تهدف الى تكريس تبعيتهم مانعة تحولهم من مفعول به الى فاعل ..
الوطن العربي وبسبب نسيجه الثقافي والاجتماعي الموحد تقريبا، من الطبيعي أن تنتقل التغيرات الاجتماعية وتجد صداها في ارجائه الممتدة وتحديدا على صعيد وضعية المرأة وحقوقها. والمرأة الفلسطينية ليست بمنأى عن التغيرات الحاصلة على هذا الصعيد على الرغم من تمايزها كامرأة مناضلة ضد الاحتلال التي منحتها خصوصية الا انها معنية بإجراء المراجعة على برامجها وآلياتها وحضور دورها باتجاه العودة لتزخي حضورها الوطني لتحصين دورها، فهو خط هجومها ودفاعها الاستراتيجي عن تمثيل المرأة. ففي فلسطين كذلك ستتوقف السماء عن امطارنا بالذهب والفضة لذات العوامل الذاتية والموضوعية التي تشهدها المنطقة العربية..



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رنا: حكاية وطن جاءها في حقيبة
- عندما تحل ذكرى -ريشيل كوري-
- تماهي الهوية الفكرية اتجاه المرأة في الاحزاب
- استبعاد المرأة عن لجان المصالحة وتفعيل منظمة التحرير
- المراوحة النسائية والثورة على الذات
- الخلاف بين جيش الاحتلال والمستوطنين!
- حلقات العنف المتدحرج في المجتمع الفلسطيني
- النصف الفارغ من كوب المرأة
- الحزن والفرح في فلسطين
- نصف -دزينة- من النساء
- خطاب الرئيس: الى نيويورك
- التأجيل الرابع للانتخابات المحلية..
- هل سيتم الالتفاف على قرار محكمة العدل العليا..!
- ظاهرة اغتيال الشخصية الناجحة
- المصالحة من منظور نسوي
- جمعة هدم الجدار في بلعين
- على هامش -من أوراق العمر-..
- خمس وعشرون عاما على فراق خالد نزال، عن تجربة التعايش مع الفق ...
- مقترحات -توماس فريدمان- من ميدان التحرير
- القتل دفاعا عن -شرف العائلة- يقتل العائلة..!


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - المرأة المصرية: السماء لم تعد تمطر ذهبا ولا فضة