أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ريما كتانة نزال - تماهي الهوية الفكرية اتجاه المرأة في الاحزاب














المزيد.....

تماهي الهوية الفكرية اتجاه المرأة في الاحزاب


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 3639 - 2012 / 2 / 15 - 10:32
المحور: حقوق الانسان
    


لا تكمن المشكلة في تقدم وتطور موقف الشباب اتجاه ارتفاع تأييد قضايا المرأة الاجتماعية عن تأييدهم ونظرتهم لحقوقها السياسية، بل كان التماثل والتماهي في مواقفهم، من مختلف التنظيمات السياسية، اتجاه تلك الحقوق هو مصدر الاستغراب والاستهجان.
في استطلاع مركز أوراد" الأخير، أيد ثلاثة أرباع الشباب الفلسطيني إلغاء البند القانوني المتعلق بالعذر المخفف لمرتكبي جريمة القتل على خلفية "الشرف"، بينما أيد نصفهم فقط تولي المرأة المؤهلة لمنصب الرئيس، وفي تفاصيل الاستطلاع، لم تظهر أية خلافات في وجهات نظر قواعد الأحزاب والتنظيمات حول المادة الخلافية في قانون العقوبات، حيث أظهر الاستطلاع ارتفاع تأييد المستقلين، من الشباب والشابات، لإلغاء تخفيف عقوبة جريمة "الشرف" وبواقع 77% من العينة البالغة ألف ومائتي شخص من الجنسين، في الوقت الذي أيد 74% من قواعد حماس وفتح وأحزاب اليسار إلغاء ذات البند. ولمزيد من توضيح التجانس والتشابه الثقافي والفكري بين الأحزاب، من اليمين والوسط واليسار، فقد عارض أكثر من نصف العينة تبوء امرأة مؤهلة لمنصب رئيس الدولة، دون لمس فروق جدية في نسب التأييد بين التيارات المختلفة.
لا شك بأن عملية التوعية التي قامت بها المنظمات النسائية والمجتمعية في مجال تعزيز حقوق المرأة قد فعلت فعلها، وأدّت وظيفتها المنشودة من أجل نبذ ظاهرة قتل الفتيات والنساء بذريعة "الشرف"، وفي كشف الغطاء عن التباس مفهوم "الشرف" في معرض القتل، نظريا وفي الممارسة، وفي تناقضه مع سلّة الحقوق والتعهدات المسجلة في المرجعيات والوثائق لجهة المساواة وتبني وثائق حقوق الإنسان. لقد اعتبرت المنظمات المجتمعية بأن المزيد من التوعية عبر المنابر المختلفة، وبواسطة وسائل الإعلام والاتصال العديدة ستلقي بثمارها وتعطي أكلها بالتراكم، ولا شك بأن كشف المستور عن عديد الجرائم المرتكبة باسم "الشرف"، وأكثرها وضوحا مقتل الفتاة "آيات برداعية، التي هزت الضمير الإنساني، وساعدت في إسراع الرئيس الى إصدار قراره بتعليق العمل بأحكام البند القانوني، مما أدى الى تحقيق المزيد من نشر الوعي الحقوقي وفي صنع الرأي العام، وبما يمهّد الطريق لكي يرى القانون النور الذي طال انتظاره.
لا أفضل أن أسترسل في مفصلية وأهمية عمليات التوعية وأثرها في عملية التغيير الاجتماعي أو في تغيير القوانين المتعلقة بالمرأة، ليس عندنا فقط بل وفي عموم المنطقة العربية المتشاركة في الخصوصية الثقافية. كما لا أفضل التعويل كثيرا على نتائج المسوح في تحديد الجاهزية لطرح القانون، وتحديدا تلك المسوح التي تعتمد منهجية إجراء المقابلات وتعبئة الاستمارات وجها لوجه.. عوضا عن المسوح النوعية التي يتم تعبئتها بشكل مختلف ولتعطي نتائج أكثر دقة لتحديد مدى جاهزية المجتمع لإصدار القانون أو لوضع السياسات والخطط. فالمستطلَع قد لا يكون مرتاحا للإجابة على الأسئلة الدقيقة المتعلقة بالقضايا الاجتماعية، التي يعتبرها من وجهة نظره، ذات طبيعة خاصة وشخصية، وتحديدا إذا ما لمس خلال المقابلة انحياز الباحث لموقف ما، أو لدى تلمسه بأن المسح يبحث في موقفه الخاص في قضية من عيار ووزن العلاقات العاطفية بين الجنسين ومترتباتها، فنوعية الإجابة قد يترتب عليها النظر اليه: كمجرم محتمل أو كمشجع على ارتكاب الجريمة..
يطرح الاستطلاع على بساط البحث والتفكير، قضية أصبحت ضاغطة في هذا السياق تتمثل في حقيقة تأثر الأحزاب العلمانية بالثقافة المجتمعية التقليدية السائدة، حيث ظهر بشكل جلي اهتزاز الأسوار الاجتماعية فيما بينها، وبما خلق التماهي في الحدود الفاصلة بين أعضائها على صعيد التوجهات الاجتماعية العامة، وذلك دون أدني تمايز ملحوظ ما بين مواقف أعضاء ومؤيدي حركة فتح وكذلك اليسار بشكل اكثر وضوحا عن الرؤية الثقافية والمجتمعية العامة السائدة.
لقد تدفقت المياه تحت جسور الخصوصية الفكرية للأحزاب الوطنية واليسارية على وجه الخصوص، حيث قامت بتقديم تنازلات فكرية واجتماعية لأسباب ودواعي غير مبررة، ودون القيام بوقفة فاحصة وجدية أمام تماهي هويتها الفكرية مع الهوية التقليدية، الأمر الذي جعل المجتمع الفلسطيني يتراجع إلى الخلف، وكأنه سائر بعكس عقارب الزمن والتاريخ نحو فقد وغياب الفوارق في الهوية الفكرية والاجتماعية بين الأحزاب المختلفة، وتحديدا إزاء حقوق المرأة على الصعيد الاجتماعي والسياسي، وهو الغياب الذي لا يلمس فقط في الاستطلاعات والمسوح بل كذلك في مجال الدفاع عن حقوقها لدى المساس بها وانتهاكها.
نحن بحاجة إلى المزيد من الاستطلاعات الراصدة للتغيرات الحاصلة على المواقف الاجتماعية للناس، لكننا بحاجة أكثر إلى المسوح النوعية العميقة التي تساعد على التحليل العلمي ولا تقدمها كأحجية، بل كأداة مساعدة في تحديد موقف المجتمع لاشتقاق السياسات وتحديد المهام..



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استبعاد المرأة عن لجان المصالحة وتفعيل منظمة التحرير
- المراوحة النسائية والثورة على الذات
- الخلاف بين جيش الاحتلال والمستوطنين!
- حلقات العنف المتدحرج في المجتمع الفلسطيني
- النصف الفارغ من كوب المرأة
- الحزن والفرح في فلسطين
- نصف -دزينة- من النساء
- خطاب الرئيس: الى نيويورك
- التأجيل الرابع للانتخابات المحلية..
- هل سيتم الالتفاف على قرار محكمة العدل العليا..!
- ظاهرة اغتيال الشخصية الناجحة
- المصالحة من منظور نسوي
- جمعة هدم الجدار في بلعين
- على هامش -من أوراق العمر-..
- خمس وعشرون عاما على فراق خالد نزال، عن تجربة التعايش مع الفق ...
- مقترحات -توماس فريدمان- من ميدان التحرير
- القتل دفاعا عن -شرف العائلة- يقتل العائلة..!
- رمزية حضور المرأة في مشهد المصالحة
- حركة التضامن الدولية مستمرة في فلسطين
- أهمية قيام حركة اجتماعية للنساء الفلسطينيات


المزيد.....




- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ريما كتانة نزال - تماهي الهوية الفكرية اتجاه المرأة في الاحزاب