أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - المراوحة النسائية والثورة على الذات














المزيد.....

المراوحة النسائية والثورة على الذات


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 3601 - 2012 / 1 / 8 - 09:22
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


سابقا وفي الماضي القريب، خرجت المرأة الفلسطينية الى ميدان النضال لتعبر عن رؤيتها لدورها في المجتمع الفلسطيني تحت الاحتلال، ولتعلن بنزولها الى الشارع عن قرارها المساهمة في تغيير قواعد اللعبة، وعن تعبير ملح، بطريقة ما، للثورة على الذات.
أنجزت المرأة الفلسطينية عندما قررت أن تخرج بتفكيرها من إطار العلبة، وفي المرحلة التي تلت عام 1978 ولدى اتخاذها القرار بالتوجه إلى تأسيس أطرها النسائية، وهكذا عبرت بجدية صاخبة عن تكثيف إرادتها واخذ المبادرة إلى إظهار حضورها وثقلها ضد الاجحتلال كأولوية للشعب الفلسطيني، وبما يمكنها كذلك من المساهمة في رسم معالم وملامح دور جديد لذاتها في الملعب. لكنها ومنذ تركت الشارع وتعاملت معه بموسمية، أصبحت تقوم بدور الكومبارس المكمل للمشهد العام، واتسم حضورها العام في الملعب الفلسطيني بالضبابية أو كإضافة المنكهات للقِدر الفلسطيني.
يعود الفضل في تحقيق بعض الوصول المميز الى مراكز مميزة ومستجدة في صنع القرار، أو تلك الانجازات المتعلقة بالمصادقة أو إقرار بعض الوثائق والتشريعات، يعود الى مشهدها وحضورها التاريخي الماضوي في الميادين الوطنية ولمساهمتها الشجاعة في مختلف أشكال النضال. لكننا وإن قمنا بتقييم موضوعي لأشكال المشاركة المتحققة بالسنوات العشر السابقة، سنجد بأن التطور المستحدث قد تحقق بواسطة التدابير والإجراءات المحدثة من قبل صانع القرار وفقا لرؤية مبدئية أو للضغوط من قبل الحركة النسائية، مستوعبا عدم إقرار واعتراف المجتمع الفلسطيني بأحقية أو بأهلية المرأة لذلك، واقتصار الاستثناء على بعض الحالات الرمزية التي حازت على اقرار عام بجدارتها.
لأن المنظمات النسائية ذات الطبيعة الجماهيرية تراوح حول ذاتها، وتعيش مؤخرا على أمجاد الماضي، بل تسحب ممن رصيدها النضالي الذي يقترب من الثبات قبل أن يبدأ العد العكسي بتآكله..!
انحسار المرأة وضمور حضورها، المنهجي الفاعل، في ميادين الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال وإفرازاته، هو المسئول عن مراوحة المرأة في مكانها، وعن انحصار تحقيق المكاسب عن طريق التدخل الايجابي لصانعي القرار. ليس تقليلا من أهمية ومحورية استخدام ديناميات التدابير في الحالة الفلسطينية التي لا تشهد مدا ثوريا، بل تنبيها لمخاطر تأبيد استخدام التدابير والمنح كشكل وحيد وطريق أوحد لجني المكاسب، بديلا لسياسات واستراتيجيات التغيير الاجتماعي والثقافي، وبديلا للتجربة الفلسطينية الخاصة في إثبات الحضور دخولا من البوابة الوطنية التي توصل نحو فتح الأبواب النوعية على مصراعها. وتنبيها وانتباها إلى محاذير تحول الإجراء المؤقت كعامل مساعد إلى إجراء دائم ومدمن عليه، ويتم اعتماده كممر إجباري وحيد نحو تحقيق الانجازات والمكاسب، الأمر الذي سيكرس أيضا في الوعي الثقافي الجمعي صيغة الإنصاف للمرأة عوضا عن تكريس ثقافة المساواة. هذه السياسة الاتكالية حتما ستقود إلى إحداث اختلال في هياكل منظمات المرأة وبناها الجماهيرية، كما أنه سيؤدي إلى وقوع مزيد من التفتت والشرذمة والتشتت وإلى فقد مشروعية الأداة التنظيمية الموحدة، لتتحول إلى أيقونة من الماضي ويفتح الطريق إلى تشريع البدائل الأخرى المتقدمة لتعبئة الفراغ.
مؤخرا، شهدت الاجتماعات النسائية ثورانا على إقصاء المرأة عن الحوار الدائر لترجمة اتفاق القاهرة، وبسبب استبعادها عن اللجان المنبثقة عن مؤتمر القاهرة ، والتي من وجهة نظري كان حريا بهم أن يأخذوا بالاعتبار مشاركة المرأة، وبشكل رئيسي في لجنة المصالحة المجتمعية وكذلك في لجنة الحريات العامة. ان تجاوز حق المرأة لجان المصالحة تفسير لما تقدمت به سابقا، حيث أصبحت "الكوتا" سيدة الموقف في المشاركة النسائية في مركز القرار..
أعتقد بأن المرأة بحاجة إلى تصويب عملها وإدخال الاصلاح اللازم على برامج عملها، بما يلبي وجودها حيثما يتطلب منها التواجد في ساحة الاشتباك والصرع مع الاحتلال وفقا لأولوياتها النظرية، والتواجد بزخم في الشارع مدافعة عن حقوقها الاجتماعية لتفرض ذاتها في الصورة. لقد آن الأوان لاعمال التفكير من خارج العلبة التي تقيدنا وتحولنا إلى أيقونات ومنكهات. والسؤال الذي سأطرحه الذي يمتلك إجابته: لماذا تعتبر المرأة بأن مشاركتها لا تتحقق إلا عبر التواجد في البنى القيادية رغم عدم تنكري لها وأدعو لها بقوة.. ولماذا لا تقوم المرأة بصنع طاولة سياسية موازية لنقاش مختلف القضايا العامة وفي رأس سلمها قضايا الخلاف والمصالحة.. ولماذا لا نثور على الذات قبل أن نتباكى ونشكو من الإجحاف والإقصاء



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلاف بين جيش الاحتلال والمستوطنين!
- حلقات العنف المتدحرج في المجتمع الفلسطيني
- النصف الفارغ من كوب المرأة
- الحزن والفرح في فلسطين
- نصف -دزينة- من النساء
- خطاب الرئيس: الى نيويورك
- التأجيل الرابع للانتخابات المحلية..
- هل سيتم الالتفاف على قرار محكمة العدل العليا..!
- ظاهرة اغتيال الشخصية الناجحة
- المصالحة من منظور نسوي
- جمعة هدم الجدار في بلعين
- على هامش -من أوراق العمر-..
- خمس وعشرون عاما على فراق خالد نزال، عن تجربة التعايش مع الفق ...
- مقترحات -توماس فريدمان- من ميدان التحرير
- القتل دفاعا عن -شرف العائلة- يقتل العائلة..!
- رمزية حضور المرأة في مشهد المصالحة
- حركة التضامن الدولية مستمرة في فلسطين
- أهمية قيام حركة اجتماعية للنساء الفلسطينيات
- لقاء رئيس الوزراء مع ممثلات من قطاع المرأة الفلسطينية
- الشعب يريد إنهاء الانقسام والاحتلال-


المزيد.....




- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - المراوحة النسائية والثورة على الذات