أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سهيل قبلان - غاية الشيوعية تحويل الصحارى الى جنائن خضراء















المزيد.....

غاية الشيوعية تحويل الصحارى الى جنائن خضراء


سهيل قبلان

الحوار المتمدن-العدد: 6080 - 2018 / 12 / 11 - 10:15
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    




الصحراء بالنسبة للانسان عدو لدود لانها لا تعطي الغلال والثمار والمناظر الخلابة الممتعة للنظر والمنعشة للنفس والمضمخة للمشاعر باطيب الروائح والضامنة البقاء الدائم لحاسة الشم دون ان تنعس ولو لثانية واحدة، ولكن لو فكر الانسان خاصة من ذوي العلوم والمسؤولين في الحكم، وقرروا ان يحيلوها الى صديق سخي وكريم وخصب لهم فبامكانهم ترويضها وتحويلها الى جنة عامرة بالاطايب والشهد وشتى انواع الاطيار المغردة والمزقزقة والهادلة باراغيلها وشباباتها وناياتها ودفوفها وهذا يتعلق بماذا يهتم ويبالي ويحلم وطالما لم تتملكه ارادة السيطرة عليها وانه قادر على تحويلها الى جنة خصبة فستبقى هي المسيطرة عليه بجفافها وقحلها ولكن عندما يصغي جيدا الى توسلها اليه وان يصمم على جعلها خضراء يتحول الى العمل، وانتصاره نجاحه او فشله وخيبة امله يتوقف على ارادته هو ومدى قناعته بالاولوية.
واي المواضيع تكون في مقدمتها كضرورة حياتية كالماء والغذاء والهواء، وهل هي لتحويل الصحراء لصالحه ام جعلها قاعدة حرب، وبالتالي مدى شعوره بالواجب المستمد من قانون الضرورة، وميزته الاولى الجمال والبهاء الجمال الذي هو رمز الخصب والطمأنينة وهذا يتطلب التعلق والتمسك والالتصاق بالجمال وحب ان تكون كل اعماله جميلة وخيرة وطيبة وصالحة ومفيدة وعابقة بالمحبة الصادقة لضمان استمراريته على الارض وعندها يثبت فعلا انه ارقى الكائنات ويعشق الجمال وينبذ القبح والبشاعة فالانسان هو مقياس الاشياء والطبيعة مجال لفعله ومرآة لتجاربه فعندما يرتبط بشياطينه الخاصة ويتملكه حب الذات وان كل شيء له تكون اعماله ويلات ومصائب وجرائم، ولا شك انه عاش كثيرا لحظات وحالات غبطة وفرح وسعادة وذوت اهمية لحظة الحضور والسيطرة للفرح والبهجة بنجاح ما او مناسبة ما وخاصة مناسبة زواج وولادة طفل او بناء مدرسة وشراء قلم وكتاب او التعرف على اصدقاء جدد او العمل في الارض او الحصول على شهادة تقدير وثناء واجزال شكر له على ما بادر اليه وعمل جاهدا للنجاح متمسكا دائما بقول : "وللناس ان يجتهدوا فمن اجتهد واصاب فله اجران ومن اجتهد وأخطأ فله اجر " وبالمقابل عاش لحظة وحالات لوعة والم وندم لغياب الفرح وبالتالي غياب التفكير الصحيح وعدم تحمل المسؤولية والمبالاة والاصرار على تغيير الواقع الذي هو نتيجة حتمية لما يفعل في كل مكان وكل مجال، فقد آن الاوان لان يسأل: لماذا هذا الواقع وهل هو حتمي منزل لا يمكن تغييره، وهنا اسمح لنفسي كانسان بسيط لا يملك الا قوة عمله وارادته وحبه للقراءة والسير على الاقدام ودائما الى الامام، بالاجابة على السؤال كواحد من هذا العالم وابداء رأي حول امكانية تغيير العالم وتحويل الصحارى والبيد القاحلة الى رياض ضاحكة وثرية بعطاء غلالها الوفيرة من شتى الانواع، وكانسان شيوعي منذ يفاعتي اقول نحن الذين نضمن تحقيق الحلم المعجزة بجعل الصحارى بساتين وحقولا وكروما ورياضا وجنائن ليس للطيور فقط وانما للبشرية جمعاء، وبالنسبة للفاعلية الشيوعية الهدف خلق الواقع من جديد واخراجه من معاناته وآلامه واحزانه، وهي تهتم وتبالي بمعاناته والسعي لالغائها وابادتها دون الخوف من تقديم لائحة اتهام ضدها على ما اقترفته من جرائم دافعة الناس الى تأييدها بقولهم يا ريت كل هالجرائم مثل هالجريمة التي اثمرت لنا السعادة والافراح والهناء والمتعة والرفاه في كنف السلام الراسخ فالحياة بالنسبة للشيوعية هي فرح مقبول سلفا وتسعى لتحقيقه وترسيخه ليغمر الجميع في العالم الرحيب وليتصور كل واحد وواحدة فينا للحظات، ماذا لو جرى تحويل مئات تريليونات الدولارات التي احرقتها الويلات المتحدة الامريكية على مدى قرن في سعيها للسيطرة على العالم وتركيع من يرفض الخضوع لها والسير وفق املاءاتها، وهل من المقبول فرض العقاب وتعذيب شخص تهمته انه لم ينحن امام الطغاة وتمرد عليهم وقاوم بكل شموخ انساني ظلمهم في كل مكان.
والتاريخ بسجلاته الكثيرة حافل بأسماء هؤلاء والواقع القائم حافل ايضا بهؤلاء الابطال، ماذا لو حولت تلك الجبال من الدولارات التي ذهبت هباء لتحويل الصحارى القاحلة الى جنائن خضراء والى مدارس وجامعات ومصانع وملاعب ونواد ثقافية ومنازل سكنية ومكتبات وثقتي بقدرة الشيوعية على تحويل الحلم الى حقيقة ملموسة لا تتزعزع ولنستخلص العبر جميعا من خطوة الصين في هذا المجال التي حولت صحارى الى مروج خضراء تموج بالسنابل، وكل واقع نتجاوزه يوصلنا الى واقع آخر اغنى واسمى واجمل وهذا البحث عن الواقع الآخر وعن الممكن هو ما يعطي الامل للتغيير بشرط التصميم والمثابرة والقناعة وهذا الامر الرائع بمثابة غنائية عذبة وممتعة للشيوعي الحقيقي الاصيل والعاشق للانسان وحقه الاولي في العيش الكريم في كنف السلام المسلح بصرخة محمود درويش الخالدة والنابضة ابدا والهاتفة بقوة: على هذه الارض ما يستحق الحياة وفي اعتقادي تتجسد في الواقعية الانسانية الكونية وهي التعبير الاسمى عن تحقق الانسان الواحد والكل ويبدو انه تنبت للكلام اجنحة لذلك نطير حاملين الامال الخضراء للانسانية جمعاء وحثها على السعي لتغيير الواقع المر الناجم عن الجشع الرأسمالي الفتاك.
فهل من العدالة ان يملك حفنة من الحيتان اكثر مما تملكه غالبية البشرية وهل من الطبيعي مواصلة حرق الاموال هباء على الحروب ووسائل القتل والتدمير بهدف تملك وسيطرة الحيتان فيما المليارات يعانون من العراء والتشرد والتسكع والبطالة والبؤس والجهل والآلام والجوع وبالتالي انتشار آفات الاجرام والعنف والامية، ولانني آمنت وبقوة ان الخير هو المنتصر الدائم باهله على الشر واهله وكما ياتي الربيع بعد الشتاء والرعد بعد البرق لا بد ان ينتصر مع قيم الحرية والمساواه والعدالة الاجتماعية والسلام فالشيوعية هي مستقبل الانسانية جمعاء انها اسمى المثل وتضمن سوامق القيم وغمرها لكل العقول والقلوب والمشاعر في كنف السلام الجميل الضامن تعميق المحبة بين الجميع والبناء والعمران والسعادة والرفاه والهناء والفرح بتحقيق حلم تحويل الصحارى القاحلة الى حدائق وجنائن غناء تعزف اروع انغام والحان وكلام المحبة الاممية وليس صدفة ان اول مرسوم اصدره لينين الانسان العظيم هو مرسوم السلام ثم مرسوم توزيع الارض على الناس بعد مصادرتها من الاقطاعيين ويبقى الاهم تحويل صحارى القلوب القاحلة الى جنائن وواحات من المحبة الدافقة كالنبعة الفوارة لري الجميع بالود المؤكد، انه على هذه الارض ما يستحق الحياة.



#سهيل_قبلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روعة المرأة تكمن في قدرتها على العطاء والإبداع والقيادة، ورو ...
- تبًّا للحروب ومشعليها القساة المجرمين
- أبدًا على هذا الطريق
- الصوت الشيوعي هو البوصلة الضامنة لايصال الجماهير الى الغد ال ...
- منهمكون في تعميق العسكرة والتهيؤ للحرب ورفض السلام
- المطلوب اغلاق الابواب امام الفاشية وليس فتحها
- وضع حد للاحتلال يضمن زوال الواقع السيء في البلاد
- قاتل المرأة قاتل للانسانية
- الانتصار على النازية شهادة شرف للشيوعية
- المطلب الروسي-السوري يفضح النوايا الأمريكية!
- من يترحم على المظلومين لا يقترف الجرائم والتسبب بظلمهم
- حبيبتي انسانة كاملة
- بوضع حد للبون الشاسع بين السياسة والاخلاق يكسب شعب اسرائيل ا ...
- صيانة مصير الحضارة البشرية مسؤولية مشتركة للجميع
- نيل المرأة لحقوقها كاملة يكون فقط في كنف الاشتراكية
- طروحات الجبهة وعمودها الحزب الشيوعي: برنامج الواقعية والموضو ...
- المستقبل للاشتراكية
- تقوية الصوت الشيوعي يعني تقوية تغريد البلبل
- المطلوب في يوم الطفل العالمي
- اليهودي عاشق الحياة واليهودي عاشق الموت


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سهيل قبلان - غاية الشيوعية تحويل الصحارى الى جنائن خضراء