أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل قبلان - من يترحم على المظلومين لا يقترف الجرائم والتسبب بظلمهم















المزيد.....

من يترحم على المظلومين لا يقترف الجرائم والتسبب بظلمهم


سهيل قبلان

الحوار المتمدن-العدد: 5827 - 2018 / 3 / 26 - 19:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



المعروف ان الموت نهاية كل حي من النبات والشجر والاسماك والبشر ولا سيطرة للانسان على منعه وتلافيه مهما اتخذ من وسائل الحماية والاحتياط، ولكن هناك الموت الاشنع والابشع الذي يمارسه الانسان بنفسه ولنفسه، وهو بكامل قواه العقلية لتلبية شهواته المحدودة في مختلف المجالات غير آبه لنتائج ممارساته المخطط لها عمدا ولاهداف معينة، فعندما يُميت المسؤول ضميره ومشاعره واخلاقه وحنانه ويتصرف انطلاقا من ذلك غير ابه للضحية من الطفل الى الكهل وحتى الى الجنين في رحم امه، خاصة عندما يكون من قومية اخرى ودين آخر، وكم من حامل بقروا بطنها ونقطة انطلاق القاتل عنصرية وينظر الى من قتله كأنه ذبابة او بعوضة او صرصار ولا يستحق الحياة. وهكذا يطال الموت ضمائر وحنان ومشاعر مسؤولين في مجالات اخرى كالثري الذي هدفه الاوحد تكديس الاموال بغض النظر عن الوسائل والاساليب لتحقيقه وكأصحاب المصانع الذين يشرعنون نهج الاستغلال المشين للعاملين لدرجة اعطاء العاملة اجرا اقل رغم انها تعمل العمل ذاته وتنتج الكمية ذاتها وتعمل الساعات ذاتها كونها انثى.
فمنذ وجد الانسان على سطح الكرة الارضية حتى يومنا هذا، عصر غزو الفضاء وانشطار الذرة والاختراع في مختلف المجالات وشتى الابداعات، لم يعجز عن حل اية مشكلة واكتشاف اسباب اية ظاهرة الا انه وهذا غير مفهوم بالنسبة لي على الاقل عجز ولا ابرر عجزه عن حل العلاقة بين الرجال والنساء وتعامل الرجل مع المرأة كنصفه الآخر وكانسان كامل بكل معنى الكلمة، وهذا في اعتقادي يعود الى موت الاخلاق والضمائر والتعامل الانساني الانساني المنور والمضمخ للحياة. فالموت لا يأتي قبل الغرق لمن يركب البحر ولا يأتي قبل حمل البندقية والضغط على الزناد او زرع عبوة ناسفة او القاء قنبلة على دار مأهولة وكثرة من الاطفال يلهون في ساحتها. فليس كل من ركب البحر مات ولكنه معرض لخطر الموت اكثر من غيره خصوصا اذا كان على ظهر السفينة مع مجموعة اخرى واقدم احدهم باسم الحرية والدمقراطية على حفر ثقب كبير في السفينة، ووقف من معه يتفرجون عليه ولم يردعوه.. فمتى يذوّت طغاة الاحتلال انهم باستمراره وبإصرارهم على ترسيخه ورفده الدائم بالاموال والارواح فذلك بمثابة مقبرة لاخلاقهم الانسانية ومزرعة خصبة لاخلاقهم البهيمية القذرة فيقدمون على اقتراف الجرائم وزرع الموت في البشر والشجر وفي الضمائر والمشاعر وعندما يقترفون الجرائم مفاخرين بموت ضمائرهم واخلاقهم فهم كمن يسقي ويروي اشواك مزرعة موت اخلاقهم البهيمية ليحفظوا بقاءها رغم بشاعتها واوساخها.
وعندما اغروا اليهود في العالم للهجرة الى بلادنا قالوا لهم انها بلاد الامكانيات غير المحدودة وبلاد الشهد والعسل، وفعلا هي اليوم كذلك ولكن في مجالات القتل والعنصرية والسلب والرشى والفساد والغلاء والاجرام ومصادرة الارض والكرامة والحقوق والدوس على الانسانية للعرب ولكل من له ملامح عربية. وبذلك تبوأت اسرائيل مركز البطولة وفازت بالمرتبة الاولى في كل شيء قبيح ولا انساني وخاصة في ممارسة العنصرية وشرعنتها واقتراف جرائم القتل والاستيطان والمصادرة للمحبة وللكرامة والتضخم اللا اخلاقي والفقر الاخلاقي ودوس الحقوق وبراءة الطفولة، وخسرت البطولة في كسب احترام الغير والتمتع بالاخلاق ومكارمها والحفاظ على حسن الجوار ونبذ الحروب والاستعلاء العنصري وبكل وقاحة تريدنا في وطننا الذي ولدنا فيه ولم نأت من شتات ان نردد اسرائيل اكبر بدلا من الله اكبر خلال الصلاة.. هناك ناس يعيشون ليأكلوا فقط وهمهم الوحيد ان تكون بطونهم ملآنه لذلك لا يبالون بسلوك مرفوض وسقوط في الحفر وبيع الكرامات وخاصة السذج منهم والذين على قناعة ان هكذا اراد الله والمكتوب ما في منه مهروب والحذر لا يمنع القدر وكل شيء قسمة ونصيب.. فيستغل من ماتت وتحجرت ويبست ونتنت ضمائرهم امثال نتن ياهو وملوك وامراء النفط وقادة الدول الاثرياء خاصة اصحاب مصانع السلاح وكل وسائل القتل والتدمير، وفي مقدمتهم رأس الحية ترامب المكشر عن انيابه السامة والمصر على حمل المدفع وليس البندقية في تعامله مع باقي دول العالم رغم فشله في سوريا والعراق، ورافض التذويت عن غباء لعبر نهج دولته الذي فشل خاصة في فيتنام وكوبا وفشل اترابه المستعمرين في نهجهم الدموي في كل اصقاع الارض، ويتصرفون من هذا المنطلق لان اخلاقهم وضمائرهم ومشاعرهم ماتت وتعفنت ويرفضون رغم روائحها الكريهة واخطارها الكارثية السير في الطريق الضامن للبشرية وصولها الى فجر المحبة والسلام والتعاون الانساني البناء والزاهر.
فهناك ناس يعيشون ليس ليأكلوا فقط فهناك من يعاني ويتعرض للملاحقات والطرد لكنه لا يستسلم رغم سلب الرغيف منه واحلام الطفولة وبالتالي الحياة الانسانية الكريمة. وهناك المختالون الكبار والذئاب الاشرس من يترحمون من خلال بسمات واعمال وكلام الزور والاحتيال على الجياع والفقراء والمظلومين والبائسين والتعساء واللاجئين والمحرومين من مباهج الحياة، ويذرفون الدموع ويصولون ويجولون وكان قلوبهم محروقة عليهم ويعقدون الاجتماعات ويقيمون اللجان بحيلة المساعدة.. والسؤال يا ايها المحتالون والمجرمون من خلق هذه الاوضاع القائمة في العالم وخاصة في سوريا واليمن والعراق، وللتغطية على هزيمتكم وفشلكم الذريع تحاولون خداع البشر، فمن يترحم لا يقتل ولا ينهب ولا يشرد ولا يصادر حريات وكرامات وانسانيات ولا يميت ضمائر ومشاعر ولا يبرر اقتراف جرائم ولا يدعم ويرفد الاحتلال وجرائمه واستيطانه وقادته بالاموال ولا يقيم المناورات العسكرية الهادفة الى توجيه الانذار لسوريا ولبنان وفلسطين والقول اياكم والحديث مع ايران واذا اردتم الامن فاسرائيل اكبر ولها يجب ان تصغوا وتنفذوا ما يصدر عنها لكم من اوامر والا فان رفضكم بمثابة برهان على تمسككم بكرامتكم وحقوقكم وهذا يؤكد رفضكم للسلام، ومن يكثر الحديث عن التسامح لا يصلب الناس على صلبان العذاب ومن يحرقه قلبه على الفقراء لا ينهب ويبذر الاموال بالاطنان على تفاهات بدون وازع او رقيب.
ولكن متى يذوت الطغاة في كل مكان ان من تعود على زرع الاهوال واقتراف الجرائم لا بد ان يتفولذ ويتحجر شعوره وبالمقابل هناك الضحايا لنهجهم الكارثي الذين عندما يسيرون على الشوارع لا ينظرون اليها مجرد زفت وتحته كركار وانما مسارات ملتهبة تعج بالثوار الذين صمموا على معانقة فجر التحرر من نهج موت الضمائر والمشاعر وهم يصيحون هذه الشوارع لنا وسنبقى عليها الى ان نحقق امانينا وكذلك نشعر بكل بحصة انها بمثابة نافورة عشق وضياء وعبير للسلام وبالتالي العالم الخالي من الفحشاء ومن كل فكر الامبريالية الاستغلالي النهاب العابد للجرائم والتمتع باقترافها وبالتالي انتصار فكر الاممية.



#سهيل_قبلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبيبتي انسانة كاملة
- بوضع حد للبون الشاسع بين السياسة والاخلاق يكسب شعب اسرائيل ا ...
- صيانة مصير الحضارة البشرية مسؤولية مشتركة للجميع
- نيل المرأة لحقوقها كاملة يكون فقط في كنف الاشتراكية
- طروحات الجبهة وعمودها الحزب الشيوعي: برنامج الواقعية والموضو ...
- المستقبل للاشتراكية
- تقوية الصوت الشيوعي يعني تقوية تغريد البلبل
- المطلوب في يوم الطفل العالمي
- اليهودي عاشق الحياة واليهودي عاشق الموت
- شجرة الحياة الشيوعية
- حرية الفوضى وقتل الفلسطيني!
- للشيوعية رسالة تاريخية
- إلى أين يقودنا نتنياهو
- استمرارية الكرة الأرضية خضراء بانتصار الشيوعية
- الاغنياء والفقراء
- تساؤلات؟
- للمرأة في يومها العالمي تحية احترام وتقدير
- الحزب الشيوعي في مواجهة الشيطان الحكومي
- الاشتراكية مستقبل الشعوب الجميل
- العنصرية مستنقع في اسرائيل!!


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل قبلان - من يترحم على المظلومين لا يقترف الجرائم والتسبب بظلمهم