أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طارق المهدوي - بعض المحطات التاريخية للفاشية التركية















المزيد.....

بعض المحطات التاريخية للفاشية التركية


طارق المهدوي

الحوار المتمدن-العدد: 6073 - 2018 / 12 / 4 - 15:08
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بعض المحطات التاريخية للفاشية التركية
طارق المهدوي
أولاً: المحطة الأرمينية
خلال القرن السابع عشر وقعت أرمينيا تحت الاستعمار الاستيطاني لثلاث إمبراطوريات هي العثمانية التركية والصفوية الإيرانية والروسية حيث اقتسم المستعمرون الثلاثة فيما بينهم أراضيها البالغة نصف مليون كيلو متر مربع وسكانها البالغين خمسة عشر مليون إنسان، فدخل الأرمن كشعوب المستعمرات الأخرى دوائر الاضطهاد العرقي أو الديني أو كليهما معاً بما أنتجته لديهم من ردود فعل استقلالية عن مستعمريهم الذين يضطهدونهم، على نحو كان يختلف شكلاً وموضوعاً وجملةً وتفصيلاً ليس فقط تبعاً للاختلافات العرقية والدينية بين المستعمرين الثلاثة لكن أيضاً تبعاً لاختلاف عناصر القوة والضعف لدى كل مستعمر فيهم على حدة بمرور الزمن، ومع حلول القرن التاسع عشر كانت الإمبراطورية العثمانية قد ضعفت إلى درجة استثمرتها من جهة بعض شعوب مستعمراتها كالأجاريج والرومانيين والبلغار والصرب لانتزاع استقلالهم، بينما استثمرتها من جهة أخرى الجماعات الفاشية العسكرية التركية وعلى رأسها جمعية تركيا الفتاة لسحب البساط تدريجياً من تحت أقدام سلاطين آل عثمان بدعوى إعادة قوة الدولة المفقودة، لذلك فإن الأرمن عندما حاولوا انتزاع استقلالهم عن الإمبراطورية العثمانية عبر الاستعانة بالقوى العالمية والإقليمية المؤثرة كغيرهم من شعوب المستعمرات اصطدموا مع الفاشية العسكرية التركية المتحفزة لذبحهم، فذبحتهم عدة مرات كانت أولاها المذبحة الحميدية الممتدة من سنة 1894 إلى سنة 1896 ثم مذبحة أضنة سنة 1908 ثم المذبحة الكبرى التي استمرت من سنة 1915 حتى هزيمة الدولة العثمانية بنهاية الحرب العالمية الأولى سنة 1918، خصوصاً وأن الإمبراطورية الروسية قد دخلت تلك الحرب ضد الإمبراطورية العثمانية في حين التزمت الإمبراطورية الصفوية الإيرانية بالحياد بينهما، هذا وقد ارتبطت بالمذابح الثلاث الكبرى المذكورة وتفرعت عنها عشرات المذابح الأخرى الأصغر قبلها وأثنائها وبينها وبعدها ارتكبها بعض عوام المسلمين من الأتراك والأكراد والعرب التابعين للدولة العثمانية ضد الأرمن المسيحيين، لاسيما في ظل إهدار دمائهم وعرضهم وحرياتهم وأموالهم وأملاكهم بمعرفة دولة الخلافة العثمانية وجيشها ومؤسساتها العرقية والدينية، ليبلغ عدد الأرمن الذين تمت إبادتهم في الإمبراطورية العثمانية خلال مذابح تلك السنوات الخمس وعشرين حوالي مليون ونصف المليون قتيل، ليس لهم بواكي بالمعنى الفعلي حتى الآن رغم مرور مائة عام على انتهاء تلك المأساة!!.
ثانياً: المحطة الكردية
يبلغ تعداد الشعب الكردي حالياً حوالي خمسين مليون كردي ينقسمون كغيرهم من الشعوب إلى عدة ثقافات متداخلة فيما بينها أبرزها الكرمنجي والكلهر واللوري والجوراني، كما ينقسمون كغيرهم من الشعوب إلى عدة ديانات متداخلة فيما بينها أبرزها الإسلام السني والإسلام الشيعي والمسيحية واليهودية، وقد شملت الأراضي الكردية فيما شملته على مر التاريخ عدة أقاليم تمتد فوق مساحة جغرافية تبلغ حوالي نصف مليون كيلو متر مربع واقعة بين جنوب شرق تركيا وشمال غرب إيران وشمال العراق وسوريا وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط عبر إقليم الإسكندرون، وهذه الأقاليم هي زيفان وأرضروم وأرزينجان وكيماخ وأربغير وباسني وديفريقي وحران وجبل سنجار وتل الأصفر وأربيل والسليمانية وسنانداج ورافندز وباش قلعة ووزير قلعة ووان وساسون وأغري وموش ومرسين وطرسوس وقليقية وأضنة وعنتاب وكلس ومرعش وأورفة وماردين ونصيبين وديار بكر وجزيرة ابن عمر وهاتاي وجبل آرارات وغيرها، وفوق هذه الأراضي ظهرت تاريخياً أول دولة كردية مستقلة في منتصف القرن السابع قبل الميلاد وهي إمبراطورية ميديا التي رأسها الإمبراطور فرورتيش مع ولي عهده وخليفته الذي هو ابنه هوخشترا، ثم تعاقبت الممالك الكردية المستقلة عبر التاريخ من مملكة كوردوخ إلى البرزيكانية إلى الشدادية إلى الدوستكية إلى العنازية إلى الأردلانية إلى السورانية إلى البهدينانية إلى البابانية حتى وقعت الدولة الكردية تحت احتلال الإمبراطورية العثمانية بقيادة السلطان سليم الأول سنة 1514، ليدخل الأكراد كغيرهم من شعوب المستعمرات دوائر الاضطهاد العرقي الممنهج بما أنتجته لديهم من ردود فعل استقلالية عن مستعمريهم العثمانيين الأتراك رغم استخدامهم على نطاق واسع من قبل الإمبراطورية العثمانية لقمع شعوب مستعمراتها الآخرين، وفي سنة 1916 أبرم المستعمرون الجدد البريطانيون والفرنسيون اتفاقية سايكس بيكو لإعادة توزيع تركة الإمبراطورية العثمانية التي كانت توشك على الانهيار أثناء الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918)، حيث شملت الاتفاقية ضمن ما شملته الأراضي الكردية المحتلة التي تم انتزاع بعض أجزائها من الإمبراطورية العثمانية لإعادة توزيعها على إيران والعراق وسوريا وهي الدول التي كان قد تم توزيعها سابقاً بين بريطانيا وفرنسا، وعقب انتهاء الحرب العالمية الأولى بهزيمة الإمبراطورية العثمانية أجبرها البريطانيون والفرنسيون خلال سنتي 1919 و1920 على توقيع عدة معاهدات مهينة لإعلان استسلام المنهزمين مع تسليمهم تركاتهم الاستعمارية السابقة إلى المستعمرين الجدد المنتصرين، مثل معاهدات فرساي وسان جرمان ونوي وتريانون ومعاهدة سيفر التي تم بموجبها نزع أي أراضي يقطنها غير الأتراك من الإمبراطورية العثمانية المنهزمة لصالح المستعمرين الجدد، إلا أنه مع ظهور الدولة الفاشية العسكرية التركية الجديدة تحت رئاسة مصطفى كمال أتاتورك تمكنت تركيا من تعديل شروط استسلامها لمنتصري الحرب العالمية الأولى بمعاونة روسيا التي كانت ضمن أولئك المنتصرين عبر معاهدة دولية جديدة هي معاهدة لوزان الموقعة سنة 1923، والتي بموجبها أقرت تركيا بجميع تنازلاتها السابقة عن كافة مستعمراتها السابقة في شرق وجنوب أوروبا وفي الوطن العربي لكنها استعادت بموافقة المنتصرين سيطرتها ونفوذها على معظم الأراضي الكردية، مما ترتب عليه اندلاع عدة احتجاجات كردية كالثورة التي قادها الشيخ سعيد النقشبندي سنة 1925 ثم الثورة التي قادها الجنرال إحسان نوري سنة 1927 ثم الثورة التي قادها سيد رضا بين سنة 1936 وسنة 1938، والتي تم قمعها كلها بوحشية بالغة أصبحت هي السمة المميزة للتعامل التركي مع الأكراد حتى اليوم، ورغم تكرار سوابق استخدام الفاشيات العثمانية والتركية المتعاقبة لتوابعها الأكراد على مر التاريخين الأوسط والحديث في الغالبية العظمى من مذابحها، ليس فقط ضد المعارضين الأتراك ولكن أيضاً ضد الاستقلاليين الأرمن والأشوريين والعرب والأجاريج والصرب والبلغار والرومانيين وغيرهم، فقد انقلبت الفاشية التركية عليهم في التاريخ المعاصر وأذاقتهم ومازالت تذيقهم مذابحها حتى اليوم ليبحث الأكراد حالياً بين من ذبحوهم سابقاً لصالح الفاشية التركية عمن ينصرهم في مواجهة مذابح الفاشية التركية الحالية!!.
طارق المهدوي



#طارق_المهدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيما يختلف الإسلاميون عن المسلمين؟
- الإسلاميون ليسوا بمسلمين (2)
- وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت
- سبحة عدنان خاشقجي
- الإسلاميون ليسوا بمسلمين
- أمريكا شيكا بيكا (الدلالات والمدلولات)
- أمريكا شيكا بيكا (الحكاية الكاملة)
- أمريكا شيكا بيكا (5)
- أمريكا شيكا بيكا (4)
- أمريكا شيكا بيكا (3)
- أمريكا شيكا بيكا (2)
- أمريكا شيكا بيكا (1)
- عن العصابات التي تهدد الدول التي تديرها العصابات
- تلامس معي من فضلك
- إيه يابلاد ياغريبة...عدوة واللا حبيبة
- بعض حيثيات قضية الفنانة ميمي شكيب
- أجهزة الأمن التوربيني
- آفة حارتنا النسيان
- شيخ القبيلة وشيخ الطريقة وشيخ المنسر
- فوبيا التحرش الجنسي


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طارق المهدوي - بعض المحطات التاريخية للفاشية التركية