أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - طارق المهدوي - فوبيا التحرش الجنسي













المزيد.....

فوبيا التحرش الجنسي


طارق المهدوي

الحوار المتمدن-العدد: 5967 - 2018 / 8 / 18 - 11:38
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


في كل الكائنات الحية ومن ضمنها البشر يختلف الذكر والأنثى عن بعضهما وظيفياً وبنائياً وهو اختلاف يترتب عليه بشكل موضوعي ميل جنسي متبادل بينهما يزيد أو يقل من شخص لآخر حسب ظروفه الذاتية، وإذا كانت الثقافة هي إحدى المنظومات التي يتميز بها البشر عن بقية الكائنات الحية فإن كل واحد من ذكور وإناث البشرية يقوم بترجمة ميله للجنس الآخر حسب ثقافته، في ترجمة يجب ألا تتعدى حدود اللغة عن بعد سواء عبر لفظ منطوق أو عبر الابتسام أو الغمز أو عبر إشارة حركية باليد أو ما شابه، ويتمثل رد الفعل الطبيعي الأصلي في قبول الطرف الآخر لميل الطرف الأول إليه بينما يتمثل رد الفعل الطبيعي الفرعي في رفض الطرف الآخر بوضوح معلن أن يتجاوب مع ميل الطرف الأول الذي يضطر للانسحاب، وإذا كان إصرار الطرف الأول على مواصلة ترجمته لميله إلى الطرف الآخر بعد إعلانه الواضح لرفضه إياه، أو كان قيامه ابتداءً بترجمة ميله إلى الطرف الآخر عبر أفعال احتكاكية معه دون انتظار الحصول على موافقته يعبران عن مرض نفسي هو التحرش، فإن اتهام الطرف الآخر للطرف الأول بالتحرش لمجرد ترجمته ميله نحوه عن بعد دون انتظار لكيفية ومدى تجاوبه مع رفض الطرف الآخر يعبر عن مرض نفسي مختلف هو فوبيا التحرش، ورغم أن ظروفي الشخصية على امتداد عمري قد أنقذتني من الوقوع في مرض التحرش إلا أنها لم تنقذني من الوقوع في مرض فوبيا التحرش الذي واجهني مبكراً عدة مرات سأحكي لكم إحداها، في بداية ثمانينيات القرن العشرين أي قبل حوالي أربعين عاماً نشرت لي مجلة "الثقافة الجديدة" التابعة لهيئة قصور الثقافة قصة قصيرة، وأبلغني القائمون على المجلة بالتوجه إلى الخزينة الموجودة داخل مبنى ديوان الهيئة كي أحصل على مكافأة النشر، علماً بأن هيئة قصور الثقافة كانت آنذاك هي المسؤولة عن بعض الأنشطة الثقافية والتي من ضمنها مسؤوليتها الحصرية عن عروض الفنون الشعبية الغنائية والراقصة، وعندما توجهتُ إلى خزينة الهيئة لصرف مكافأتي وجدتُها مفتوحة لكني لم أجد بداخلها الصراف، مما أربكني ومنعني من اتخاذ قرار بالانتظار أو الانصراف فاتجهتُ للمكتب المجاور سائلاً عن موقف الصراف الحاضر الغائب، قالت لي السيدة الجالسة على مكتبها باللهجة العامية المصرية "هو في الهيئة بس جاي هنا على واحدة ونص" فقلت لها باللهجة العامية المصرية "ده لازم ييجي على هنا رأساً"، ظاهر القول أنها تتحدث عن مجيئه عند الساعة الواحدة والنصف وأنا أتحدث عن ضرورة مجيئه بشكل مباشر لكن باطن القول ينطوي على بعض الكوميديا غير المسيئة لأحد، فالمصريون الذين يقولون "على واحدة ونص" بمعنى الرقص الشعبي هم أنفسهم الذين يقولون "رأساً" كمنطوق لكلمة "رقصاً" فكأنني أنا والسيدة الجالسة على مكتبها نقصد بالتورية أن الصراف سيأتي راقصاً، طمأنني كلامها فعدتُ لأجلس داخل خزينة الهيئة منتظراً مجيء الصراف لكن كلامي أثار مرض فوبيا التحرش لديها فاتصلت برئيس قطاع أمن الهيئة وحررت له مذكرة أنني تحرشت بها، منع رئيس الأمن وهو ضابط جيش الصراف من العودة إلى الخزينة وأرسل بدلاً منه بعض مرؤسيه لاصطحابي إلى مكتبه لسماع أقوالي فيما هو منسوب لي، وكاد أن يتطور الأمر لولا تدخل صديقي القيادي في الهيئة علي أبو شادي الذي سألتُه عن هوية السيدة الغاضبة وأسباب غضبها مني فشرح لي أنها مدير إدارة الرقص الشعبي بالهيئة لذلك فقد مس ردي عليها عقدتها الوظيفية أي أنه أثار مرض فوبيا التحرش الكامن لديها!!.
طارق المهدوي



#طارق_المهدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قتل المخرج علاء كريم؟
- من قتل ليلى وهيام المغربي؟
- لقطة من جنوب الوادي
- بروتوكولات
- الحب في زمن العسكر
- براغيت وسط البلد
- العائلة المصرية السعيدة
- علم اللوع أضخم كتاب في الأرض
- ألاعيب رؤساء
- بديهيات جدلية تاريخية
- محاولة لتمييز الحابل عن النابل
- انتبهوا يا مكافحي الاستبداد
- من يزحزح معنا ألغام العلمين؟
- من قتل فؤاد مرسي؟
- طبيب العيون الروسي فيودورف خائن خانه شركاؤه
- مع سبق الإصرار والترصد
- إنما الأعمال بخواتيمها
- الجدع جدع والجبان جبان...في المصريين أو الأمريكان
- السلوك الاجتماعي للنبات
- حفاضات كبار المسؤولين


المزيد.....




- جريمة غامضة والشرطة تبحث عن الجناة.. العثور على سيارة محترقة ...
- صواريخ إيران تتحدى.. قوة جيش إسرائيل تهتز
- الدنمارك تعلن إغلاق سفارتها في العراق
- وكالة الطاقة الذرية تعرب عن قلقها من احتمال استهداف إسرائيل ...
- معلومات سرية وحساسة.. مواقع إسرائيلية رسمية تتعرض للقرصنة
- الفيضانات في تنزانيا تخلف 58 قتيلا وسط تحذيرات من استمرار هط ...
- بطائرة مسيرة.. الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال قيادي في حزب ال ...
- هجمات جديدة متبادلة بين إسرائيل وحزب الله ومقتل قيادي في الح ...
- مؤتمر باريس .. بصيص أمل في دوامة الأزمة السودانية؟
- إعلام: السعودية والإمارات رفضتا فتح مجالهما الجوي للطيران ال ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - طارق المهدوي - فوبيا التحرش الجنسي