أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق المهدوي - من قتل المخرج علاء كريم؟














المزيد.....

من قتل المخرج علاء كريم؟


طارق المهدوي

الحوار المتمدن-العدد: 5965 - 2018 / 8 / 16 - 10:54
المحور: الادب والفن
    



حصل صديقي علاء كريم على دبلوم الإخراج من معهد السينما المصري عام 1978 فعمل كمساعد لبعض كبار المخرجين في أفلامهم، مثل المخرج سيد طنطاوي في فيلم "خدعتني امرأة" عام 1979 والمخرج يوسف شاهين في فيلم "حدوتة مصرية" عام 1982، كما أخرج بنفسه عدة أفلام تسجيلية وثائقية مميزة بين عام 1983 وعام 1985 أشهرها أفلام "القلعة" و"الإسكندرية" و"رشيد"، وفي عام 1987 حصل علاء كريم على ماجستير الإخراج من جامعة كاليفورنيا الأمريكية ثم عاد إلى القاهرة لاستئناف مشروعه السينمائي، حيث قام بإخراج عدة أفلام من تأليفه هو أشهرها أفلام "اشتباه" عام 1991 و"الجراج" عام 1995 و"زنقة الستات" عام 2000، كما قام بإخراج عدة أفلام أخرى لمؤلفين آخرين أشهرها أفلام "85 جنايات" عام 1993 و"امرأة وخمسة رجال" عام 1997 و"أول مرة تحب يا قلبي" عام 2003، شارحاً لي أنه يسعى أولاً لتحقيق الانتشار الجماهيري حسب قواعد السوق المصري كي يستثمره لاحقاً في طرح مشروعه السينمائي التقدمي الذي طالما حدثني عنه، وهو المسعى الذي اقتضى منه العمل في الدراما التليفزيونية حيث قام بإخراج عدة مسلسلات وسهرات متنوعة الأفكار والمجالات، إلا أن النجاح الجماهيري الكبير الذي حققته الدراما التليفزيونية الوطنية المنتجة بمعرفة الأجهزة السيادية مثل مسلسل "عيون في دموع وقحة" عام 1980 ومسلسل "رأفت الهجان" عام 1988 أغراه بطرق أبواب تلك الأجهزة في أوائل تسعينيات القرن العشرين، لتصدمه حقيقة أن توابع الأجهزة السيادية في الوسطين الفني والأدبي هم وحدهم الذين يحتكرون عبور أبواب الدراما التليفزيونية الوطنية دخولاً وخروجاً فطلب مساعدتي، نصحتُه بالتحرك على ثلاثة محاور في الوقت ذاته كمحاولة طرق أبواب دون أي ضمان مسبق مني لنجاح تحركاته فقبل نصيحتي ونفذها حرفياً، كان التحرك الأول هو إعادة إخراج دراما وطنية سبق إخراجها في الإذاعة فاختار مسلسل "عذراء وادي فيران" من تأليف المراسل الحربي عبده مباشر حول بطولات أهالي سيناء أثناء الاحتلال الصهيوني، وكان التحرك الثاني هو اختيار أحد توابع الأجهزة ضمن فريق العمل وطرق أبوابها من خلاله فاختار مطيع زايد منتجاً للمسلسل، وكان التحرك الثالث هو استخدام قناة الاتصال الرسمية مع تلك الأجهزة والمتمثلة في اللواء علاء بسيوني وكيل أول وزارة الإعلام التي يتبعها اتحاد الإذاعة والتليفزيون ورئيس قطاعات الأمن بالاتحاد، ورغم أن مسلسل "عذراء وادي فيران" الإذاعي قد تم بمعرفة جهاز المخابرات العامة المصرية تماماً مثل المسلسلين التليفزيونيين "دموع في عيون وقحة" و"رأفت الهجان" باقتدار ودون أي شكوى من أي نوع، فقد تقرر منح سلطات الإشراف الحصري على المسلسل التليفزيوني الجديد الذي شرع علاء كريم في إخراجه تحت اسم "وادي فيران" إلى جهاز الاستخبارات العسكرية، الذي طلب مبلغ مليون جنيه من المنتج مطيع زايد الذي رفع الطلب إلى رئيس قطاع الإنتاج التليفزيوني ممدوح الليثي الذي رفضه لضخامته غير المبررة، فتم التشهير الإعلامي الواسع بممدوح الليثي على خلفية بعض الممارسات الشخصية لبعض الفنانات اللواتي ينتج لهن القطاع بعض أعمالهن الفنية، ثم تم الزج به في عشرات المنازعات القضائية المفتعلة قبل إبعاده عن رئاسة قطاع الإنتاج بتصعيده إلى موقع رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون ثم عزله من موقعه الجديد بعد أيام، ليدفع خلفاؤه إلى مطيع زايد ومنه لجهاز الاستخبارات العسكرية مبلغ المليون جنيه المطلوب عن يد وهم صاغرون، في نفس الوقت الذي قام فيه ضباط الجهاز بجميع التفاصيل الإخراجية لمسلسل "وادي فيران" التليفزيوني على هواهم هم وحسب خبراتهم العسكرية، بتعالي شديد ودون أدنى مراعاة لوجود مخرج محترف لم تسمح له كرامته أن يكون دوره هو مجرد محلل زواج، وإزاء فشل كافة مجهوداتهه لمنع تدخلاتهم حاول علاء كريم وقف المسلسل دون جدوى فأعلن عدم مسؤوليته عنه شكلاً ومضموناً ومع ذلك تم عرض المسلسل في التليفزيون المصري تحت اسمه كمخرج عام 1999، وهو ما وصفه عبده مباشر المراسل الحربي التابع للأجهزة السيادية بصفته مؤلف المسلسل في مقال نشره بجريدة الأهرام الرسمية يوم 15/12/2002 تحت عنوان "قصة تستحق أن تروى"، قائلاً "كان من الممكن أن يمتثل علاء كريم للأمر الواقع الذي فرضته عليه الاستخبارات العسكرية إلا أنه سلك كل السبل المشروعة للدفاع عن اسمه وتاريخه الفني لكن الطرف الآخر رد عليه بالقوة"، وهكذا وجد علاء كريم نفسه أمام عشرات المنازعات القضائية المفتعلة التي تداولتها مختلف المحاكم المصرية سنين طويلة وعندما انتهت جميعها لصالحه فوجئ الوسط الفني بإعلان وفاته عام 2006 عن سبعة وخمسين عاماً، فمن الذي قتل المخرج علاء كريم؟



#طارق_المهدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قتل ليلى وهيام المغربي؟
- لقطة من جنوب الوادي
- بروتوكولات
- الحب في زمن العسكر
- براغيت وسط البلد
- العائلة المصرية السعيدة
- علم اللوع أضخم كتاب في الأرض
- ألاعيب رؤساء
- بديهيات جدلية تاريخية
- محاولة لتمييز الحابل عن النابل
- انتبهوا يا مكافحي الاستبداد
- من يزحزح معنا ألغام العلمين؟
- من قتل فؤاد مرسي؟
- طبيب العيون الروسي فيودورف خائن خانه شركاؤه
- مع سبق الإصرار والترصد
- إنما الأعمال بخواتيمها
- الجدع جدع والجبان جبان...في المصريين أو الأمريكان
- السلوك الاجتماعي للنبات
- حفاضات كبار المسؤولين
- هل أصبح سارق مال الحكومة بطلاً شعبياً في مصر


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق المهدوي - من قتل المخرج علاء كريم؟