أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - الميتادور نتنياهو يلوح للثور ترامب















المزيد.....

الميتادور نتنياهو يلوح للثور ترامب


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6072 - 2018 / 12 / 3 - 18:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الميتادور نتنياهو يلوح للثور ترامب
تميم منصور

عندما وجه أحد رموز العنصرية العالمية في عصرنا هذا بنيامين نتنياهو أشد انتقاداته الى وكالة غوث اللاجئين – الاونروا - كان يعرف أين يوجه سهامه السامة ، ولكن لماذا الى هذه المنظمة بالذات ؟!
لقد ادعى أن استمرار هذه المنظمة بالوجود والعمل في خدمة اللاجئين الفلسطينيين ، يعني يُعتبر بالنسبة للصهيونية عامة وإسرائيل بشكل خاص لعنة دائمة ، ادعى نتنياهو ان استمرار نشاط ووجود هذه المنظمة سيبقى يُذكر الفلسطينيين ، خاصة الأجيال التي تلت جيل النكبة بالجريمة التي ارتكبتها الحركة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني ، وان هذه الأجيال لا تزال تجلس فوق حقائب حق العودة ، من هنا فإن نتنياهو طالب وبإلحاح تجفيف موارد هذه المنظمة المالية ، كي تختفي من الوجود ، وبما أن الرئيس الأمريكي الحالي ترامب يتصرف بالنسبة لإسرائيل كالثور الهائج في حلبة المصارعة ، وأنه يعتبرها قطعة القماش الحمراء التي يحملها نصارع الثيران – الميتادور - ، فأي كلمة أو حركة أو خدمة لمصلحتها تجعله يثور الى درجة الجنون ، فقد اعتبر ترامب مطالب نتنياهو بالنسبة لوكالة الغوث اللاجئين قطعة القماش الحمراء الذي جعله يفقد صوابه ، وسارع الى المطالبة بوقف نشاط وعمل هذه المنظمة ، دون أي اعتبار للخدمات الإنسانية التي قدمتها ولا تزال تقدمها لكل شعب مغلوب على أمره ، وفي مقدمة هذه الشعوب الشعب الفلسطيني المنكوب .
وعندما رفض العالم بأكمله مطالب نتنياهو ، ومطالب ترامب بوضع حد لنشاط وعمل وكالة الغوث ، قرر ميتادور إسرائيل السياسي ترامب ، وقف الدعم الأمريكي لهذه المنظمة ، على أمل أن تعلن افلاسها ، وتتوقف عن العمل وترضى إسرائيل ، ، لأن ترامب شبه الاونروا كالحشرة الطنانة التي لا يتوقف طنينها داخل أذن كل إسرائيلي ، مع ذلك فان حقد نتنياهو وترامب على الاونروا لا ينبع من تشويش طنينها ، ولا من كونها احدى ثوابت النكبة وشاهد عليها ، واحدى أوجه هذه النكبة .
سبب هذا الحقد أيضاً يعود الى دور هذه المنظمة في المحافظة على ذاكرة الشعب الفلسطيني ، ومساعدتها له على التصميم على حق العودة ، لأن هذه المنظمة أقيمت بعد أن قبل اقتراح الوسيط الدولي " الكونت برنادوت " الذي اغتالته منظمة " ليحي " الإرهابية عام 1949 بوجوب عودة اللاجئين ، وعندما رفضت إسرائيل هذا القرار ، قررت الأمم المتحدة إقامة وكالة غوث اللاجئين كي تقدم الحد الأدنى من الدعم الإنساني لمئات الألوف من اللاجئين ، كما ساهمت باعتراف عدد الدارسين الفلسطينيين بالمحافظة على الارتباط والتواصل بين اللجوء والهوية الفلسطينية .
اعترفت الباحثة الإسرائيلية " مايه روز نفيلد " من خلال البحث الذي أجرته عام 1990 حول دور الاونروا في تبني والأخذ بظاهرة رغبة الفلسطينيين في التعويض عن الوطن الذي حرموا منه ، باللجوء الى مقاعد الدراسة ، في كل مكان وصلوا اليه ، خاصة في مخيمات اللاجئين والقرى والمدن الفلسطينية .
تقول الباحثة " مايه روز نفيلد " بأنها أجرت دراسة داخل مخيم الدهيشة الفلسطيني القريب من مدينة بيت لحم ، لاحظت خلال دراستها أن البيوت التي يقيم فيها اللاجئين داخل المخيم غير متشابهة ، واتضح أنه يوجد بيوت صغيرة متواضعة ، أقامتها وكالة الغوث الاونروا في بداية الخمسينات من القرن الماضي ، كي تأوي اللاجئين الذين شردوا من مدنهم وقراهم ، وأصبح الاسم الدارج لهذه البيوت بيوت الوكالة .
اما النوع الثاني من بيوت السكن في المخيم المذكور ، فهي أكثر حداثة واتساعاً ، تتكون غالبيتها من طابقين أو ثلاثة طوابق ، وكشفت في بحثها أن البيوت الصغيرة المتواضعة وما تم عليها من بعض الإضافات تابعة لمواطنين يعملون داخل إسرائيل ، في النظافة وأعمال البناء ، أما البيوت الأكثر حداثة ، فتتبع للعائلات التي يعمل عدداً من أفرادها في التدريس في السعودية وبعض الدول الخليجية ، خاصة الكويت .
واتضح من خلال البحث ان ما يقارب من80% من المعلمات اللاتي يعملن في مدارس السعودية فلسطينيات ، والفضل في وصولهن الى هذه المهنة يعود الى منظمة الاونروا ومما هو جدير بالذكر اعتماداً على الكثير من المعطيات أن منظمة الاونروا عملت ثورة تعليمية بين صفوف اللاجئين الفلسطينيين ، لأن الفلسطيني يرى بالتعليم ضرورة من ضروريات الحياة ، تحتل الأولويات في حياته ، لأن التعليم مهنة لها مكانتها بين الشعوب العربية ، تدعى الباحثة " مايه روزنفيلد " بأن هذه الثورة في حقل التعليم خففت بعض الشيء من آلام وجرح النكبة التي لا زالت تنزف حتى يومنا هذا .
كان الشعب الفلسطيني سباقاً في هذا المجال ، حتى أن البعض جاز له أن يطلق لقب " اللاجئون المثقفون " اعترفوا ان الفضل يعود في النهضة التعليمية في الأردن في سنوات الخمسين والستين وما بعدها ، يعود الى الفلسطينيين لقد فتحوا المدارس في مضارب البدو في الأردن ، كما فتحوها في السعودية والكويت ودول الخليج الأخرى ، وفي الجزائر بعد الاستقلال .
لقد تخطى الشعب الفلسطيني حواجز الأمية بفضل الاونروا ، لم تحلم بهذه القفزة النوعية اية دولة عربية ، أو ايه دولة في آسيا وافريقيا .
تشير الباحثة المذكورة ان مطالبة نتنياهو وترامب بوقف نشاط هذه المنظمة هي نوع الانتقام من هذه المنظمة ، التي ساعدت في منع الشعب الفلسطيني من الاندثار ، بفضل التحصيل العلمي الذي حصل عليه .
ان تاريخ إقامة وكالة غوث اللاجئين الاونروا ، وما قدمته من خدمات حتى اليوم ، فيه تباين وتناقض بين موقف أمريكا السابق من هذه المنظمة وموقف الرئيس الأمريكي الحالي ، فامريكا نفسها ساعدت في إقامة هذه المنظمة ، حتى تخفف من الضغط العالمي على إسرائيل بعد ان رفضت إعادة اللاجئين الى مدنهم وقراهم ، كانت أمريكا الممول الرئيسي لهذه المنظمة ، ليس شفقة أو محبة بالفلسطينيين ، الأسباب التي دفعتها أيضاً لتمويل منظمة الاونروا ، خشيتها من استغلال الأحزاب الشيوعية في المنطقة وخارجها للكارثة لتي حلت بالشعب الفلسطيني كما تدعى ، فالفقر والجوع يساعد على نش الفكر الشيوعي بين شرائح اللاجئين الفلسطينيين أينما تواجدوا .
ان أمريكا اعتبرت أو رأت بالاونروا واقامتها ودعمها حاجزا يمنع انتشار الفكر الشيوعي بين الفلسطينيين ، خاصة اللاجئين في سوريا ولبنان والأردن وأماكن أخرى ، هذا ما كان يقلق أمريكا ، وهذا يذكرنا بالاحلاف التي اقامتها أمريكا وحليفاتها في الشرق الأوسط لمحاربة الشيوعية مثل حلف بغداد الذي أقيم عام 1955 وحلف جنوب شرق آسيا .
في سنوات عمل الاونروا الأولى ، قدمت الخدمات الإنسانية لللاجئين ، اقامت أيضاً عشرات المخيمات لللاجئين لايوائهم ، في الأردن والضفة الغربية وقطاع غزة ، وقي سوريا ولبنا ن، اقامت داخل هذه المخيمات العيادات الطبية والمدارس في كل مخيم ، كما قامت بتزويد اللاجئين بالمواد الغذائية الأساسية ، بما فيها الحليب للأطفال ، لكن هذه المواد الغذائية لم تكن كافية ، وقد اعترف رئيس الاونروا الدكتور " جوهان ديفيس " بأن هذه المنظمة بطيئة في خدماتها وليس باستطاعتها ان تكون السقف الذي يحمي اللاجئين من الهلاك ، لذلك قرر بين عامي 1959-1960 تحويل هذه المنظمة من منظمة للإغاثة الى منظمة هدفها الأول التقدم العلمي للأجئين ، لأن ديفيس آمن بأن أفضل ضمان لمستقبل أبناء اللاجئين هو تسليحهم بالعلم وتعليمهم المهن المواتية للعصر
يتبع



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواسم أعراس التطبيع
- أنا جاسوس إذن أنا موجود
- مقاومة الاحتلال فرض عين وليس فرض كفاية
- لسان محمد بن سلمان القصير في زمن لسان ترامب الطويل
- سوق عكاظ في الأمم المتحدة
- بين الاتحاد السوفياتي والاتحاد الروسي
- هجرة الشوام إلى مصر
- الى متى ستستمر القيادة الفلسطينية في سياسة الدهن والمدارة
- روايات من ممارسات القهر القومي -2-
- روايات من ممارسات القهر القومي
- التضامن و السلاح الوحيد للتصدي لكل قوانين العنصرية
- استقالة أعضاء الكنيست العرم تخدم العنصرية الاسرائيلية
- وايزمن والعرب 3 الحلقة الأخيرة
- وايزمن والعرب 2
- وايزمن والعرب 1
- رايخ العنصرية لن يستطيع قلع ذورنا
- طالت طريق الانتصار يا شعب الجبارين الحلقة الأخيرة
- طالت طريق الانتصار امام شعب الجبارين (3)
- طالت طريق الانتصار امام شعب الجبارين (2)
- طالت طريق الانتصار يا شعب الجبارين


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - الميتادور نتنياهو يلوح للثور ترامب