أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - سوق عكاظ في الأمم المتحدة














المزيد.....

سوق عكاظ في الأمم المتحدة


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6011 - 2018 / 10 / 2 - 16:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة والتي تعقد مرة كل سنة - اذا لم تكلف بالانعقاد بصورة طارئة - خلال هذه الاجتماعات تتحول هذه المؤسسة الدولية القوية والضعيفة في آن واحد الى سوق عكاظ خطابي سياسي ، يتبارى ويتنافس عشرات الخطباء ، كل واحد منهم يمثل دولته . من هذه الخطابات ما هو استسلامي ضعيف مشبع بالنفاق ، خاصة لامريكا وغيرها من الدول ، ومن بين هذه الخطابات ما يكون متزناً قوياً رصيناً معبراً ، ينم عن التحدي للقوى العالمية المهيمنة .
كل السنة لا بد أن يكون هناك وجوهاً تقف على شفرة التحدي، مثلاً هذه السنة الخطاب الذي القاه الرئيس الايراني ، حيث تحدى فيه الغطرسة الامريكية ، وأبلغها ان ارادة الشعوب لا تكسر .
لكن بكل أسف نقول بأن غالبية القادة العرب الذين تحدثوا منذ سنوات سابقة، وهذه المرة داخل هذا السوق عكست خطاباتهم مواقفهم وشخصياتهم المتآكلة الهشة ، عبروا في كلماتهم عن طاعتهم للمحور الامريكي ، كما عبروا عن عجزهم وخداعهم لانفسهم ولشعوبهم ، أوكلوا الحكم على ما تحدثوا به لامريكا وليس لشعوبهم ، وقد أعدوا اعلامهم لاجترار ما جاء في هذه الخطابات لنفخها مع أنها خالية من كل مضمون ، نستثني من هؤلاء وزير خارجية سوريا ، احدى دول محور المقاومة ، فقد تحدث بلغة المجرب القوي الرافض للاستسلام ، المدافع عن حقه في الاستمرار بمحاربة الارهاب ، وتحرير الجولان المحتل .
أما كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس فقد كانت المفاجأة للهشاشة والدوران في دائرة الضعف ، حتى أن بعض المواقع سارعت الى نقل ما قاله وزير خارجية فنزويلا الذي عبر عن حزنه عندما استمع الى خطاب محمود عباس رئيس دولة فلسطين ، فهمس في اذن زميله متسائلاً : هل من جديد في خطاب عباس ، ماذا يريد ؟ كما ان الوزير الفنزويلي انتقد السيسي لأنه لم يذكر فلسطين ومأساتها في خطابه .
حقيقة ان خطاب رئيس دولة فلسطين لم يكن على مستوى الأحداث ، ولم يصل الى قاع المأساة التي يعيش بها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة المحتلة ، وفي كل مكان اجمع الكثيرون من أصدقاء الشعب الفلسطيني على ذلك ، حتى ان صحيفة " هآرتس " الاسرائيلية كتبت مقالاً في عددها الصادر يوم الجمعة تحت عنوان 28/9 ( هكذا لا يمكن بناء دولة ) وصف هذا الخطاب بأنه ضعيف هزيل بعيد عن اية روح ثورية ، لا يمثل مطالب شعب يطالب منذ خمسة عقود ونيف من الاحتلال ، مقال لا يوحي ويقر قيام هبة شعبية وانتفاضة مقبلة ، لأن المتحدث غير معني بذلك ، ونسي أو تناسى ان الحق ينتزع ولا يُعطى .
والشيء بالشيء يذكر، فخطاب محمود عباس في الأمم المتحدة ، ذكرنا بخطاب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ، من فوق المنصة ذاتها ، في شهر تشرين الثاني عام 1974 ، لقد اعتلى ياسر عرفات منصة الأمم المتحدة قوياً شامخاً ، لأنه كان لا يزال يمسك الثوابت التي تحدد مصير الشعب ، وقف وفي يده الكثير من آليات الضغوط والقوة التي يملكها الشعب الفلسطيني مثل قدرته على الاستمرار بإشعال فتيل الثورة في كل مكان ، وقف ياسر عرفات وهو يدرك بأن القضية الفلسطينية تحتل الأولويات من الاهتمام في اذهان الشعوب العربية وغير العربية .
اعتلى عرفات المنصة لإسماع صوت فلسطين لأول مرة ، ليس من داخل مغارة أو موقع عسكري بل من فوق اهم منصة دولية عالمية ، الجميع رأى به ثائراً قبل ان يكون سياسياً يرتدي زي الثورة ، وأهم ادواتها على خاصرته . لا زالت كلماته خالدة اشتقها من قاموس جمال عبد الناصر عندما قال أمام الملأ أثناء العدوان الثلاثي على مصر سنقاتل و سنقاتل ومن رمز الثورية جيفارا والبطل كاسترو ، والجنرالات السوفيات الذين قاتلوا في مدينة ستالينغراد .
عند خطاب ياسر عرفات كانت قاعة الاجتماعات غاصة بالحضور وممثلي الاعلام ، الكل جاء يسمع رمز فلسطين لأول مرة في التاريخ ، اضطر العالم الى سماع هذا الصوت الذي يجمع ما بين القوة والسياسة .
وقف متحديا الصهيونية ومن يقف وراءها وقال موجهاً حديثه الى رئيس الجمعية : جئتكم سيدي الرئيس : أمسك بندقية الثورة في يد وأمسك في اليد الثانية غصن الزيتون رمز السلام ، ردد هذه العبارة ثلاث مرات قائلاً ( لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي يا سيادة الرئيس ) لا زالت هذه العبارة محفورة في أذهان العالم حتى اليوم .
اذا قارنا خطاب عرفات مع خطاب محمود عباس الأخير وغيرها من الخطابات ، نترحم على انفسنا وقياداتنا .
مضى على خطاب عرفات 44 عاماً ، تراجع خلالها الشعب الفلسطيني بدلاً من أن تتحسن حالته ويحصل على المزيد من الانجازات ، الشعب الفلسطيني أصبح الوحيد في العالم الواقع تحت الاحتلال ، يلعب بمصيره الدول العربية والدول الغربية وجامعة الافلاس العربي ، وقياداته المتباينة.
أجمع كل المراقبين أن خطاب عباس ما هو الا تكرار لخطاباته السابقة ، خطاب يعبر عن حالة الافلاس وفقدان البوصلة ، لأن القيادة الفلسطينية فرطت بالكثير من الثوابت الضاغطة الهامة ، تخلت عن المقاومة المسلحة بعد اوسلو ، وبعد الانتفاضة الأولى والثانية رفعت شعاراً مبهماً الدعوة للانتفاضة الشعبية ، لكن كيف ؟ لا أحد يعارض الكفاح السلمي ، ولكن يوجد قواعد وأسس ومعايير لمثل هذا النضال ، من ينادي بها عليه ان يفتح لها الآفاق ، عليه ان لا يقمع المظاهرات المعارضة ، عليه ان لا يتعاون مع الاحتلال ، الانتفاضة الشعبية كلمة حق لكنها لا زالت مع وقف التنفيذ .
أعلن في خطابه أنه على استعداد للعودة للمفاوضات السؤال مع من ؟ على أن تكون تحت مظلة دولية ، هذا حلم ، انها اقتراحات سريعة الذوبان كما يذوب السكر في حليب فاسد ..لا أحد يهتم بها .
حاول ان يستل من سلة الثوابت المتبقية بين يديه ، التراجع عن الاعتراف باتفاق اوسلو ، الكل يعرف بأن هذا التهديد أجوف وان عباس عاجز عن تنفيذه ، وان الأوصياء عليه في الجامعة العربية لم ولن يسمحوا له بذلك .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الاتحاد السوفياتي والاتحاد الروسي
- هجرة الشوام إلى مصر
- الى متى ستستمر القيادة الفلسطينية في سياسة الدهن والمدارة
- روايات من ممارسات القهر القومي -2-
- روايات من ممارسات القهر القومي
- التضامن و السلاح الوحيد للتصدي لكل قوانين العنصرية
- استقالة أعضاء الكنيست العرم تخدم العنصرية الاسرائيلية
- وايزمن والعرب 3 الحلقة الأخيرة
- وايزمن والعرب 2
- وايزمن والعرب 1
- رايخ العنصرية لن يستطيع قلع ذورنا
- طالت طريق الانتصار يا شعب الجبارين الحلقة الأخيرة
- طالت طريق الانتصار امام شعب الجبارين (3)
- طالت طريق الانتصار امام شعب الجبارين (2)
- طالت طريق الانتصار يا شعب الجبارين
- لا خيار أمام الفلسطينيين سوى وحدة الصف والهدف
- نتنياهو في أسواق العنصرية
- عندما تكون المرأة مقاومة وسجينة
- امرأة تعيش خارج الذاكرة .. لماذا ؟؟
- هنا القاهرة من دمشق


المزيد.....




- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - سوق عكاظ في الأمم المتحدة