أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - لا خيار أمام الفلسطينيين سوى وحدة الصف والهدف















المزيد.....

لا خيار أمام الفلسطينيين سوى وحدة الصف والهدف


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5880 - 2018 / 5 / 22 - 15:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كل من يأمل خيراً ، او يعّول على الأنظمة العربية الحالية ، باستثناء قوى محور المقاومة ، بالتصدي للهجمة الصهيونية ، أو الوقوف في وجه سياسة الولايات المتحدة الاحادية الجانب ، أو أن تقوم هذه الأنظمة بإصلاحات جذرية داخل الأقطار العربية ، مثل اطلاق سراح الحريات من اسرها والسماح بالتعددية والانفتاح الفكري ، كل من ينتظر ذلك في عصر الظلمة هذا ، فهو كالذي يراهن على وقف الزوابع الرملية في صحراء الربع الخالي .
نعم لم يشهد التاريخ اسوأ من غالبية الأنظمة العربية ، انها تستورد المهانة والتواطؤ من الدول الامبريالية ، تتبرع بخدمة المصالح الصهيونية والامبريالية دون مقابل ، بل أصبحت تشتري حياتها ، هذه الأنظمة اختارت ان تحاصر نفسها وتكبل قدميها بالنسبة للقضية الفلسطينية ، بدأت مصر السادات بهذا الحصار وفقدان الارادة ، عندما تبرع السادات الاعتراف باغتصاب فلسطين ، وبشرعية قيام اسرائيل ، دون أن يقلق لحل القضية الفلسطينية ، هذا بدوره شجع منظمة التحرير الفلسطينية الى القيام بحذو السادات بالتوقيع على اتفاق اوسلو عام 1993 . واعقبتها العائلة الهاشمية في عمان ، التي انتظرت هذه الفرصة للاعتراف باسرائيل منذ عشرات السنين ، حتى يصبح اللقاء مكشوفاً بين الحركة الصهيونية والعائلة المذكورة ، لأنه بدأ منذ عشرات السنين . هذه الاتفاقيات وغيرها ، زادت من اليأس في نفوس الفلسطينيين خاصة بعد أن ساعدت على فتح أبواب التطبيع مع أنظمة عربية أخرى ، كما أن مردود هذه الاتفاقيات ، أدى الى اخراج أقوى دولة عربية وهي مصر من المعركة ، فتحولت من مصر الشريك في كفاح الشعب الفلسطيني ، الى مصر الوسيط والمتخصص بإطفاء نيران الكفاح الفلسطيني . من خلال موقفها الجبان ، ومن خلال اغلاق معبر رفح ، كي تساهم في المزيد من قهر الشعب الفلسطيني كي يستسلم ، ان خروج مصر من المعركة مع اسرائيل ، يعتبر من أكبر المكاسب التي كسبتها هذه الدولة منذ قيامها ، لأن هدف الصهيونية الأول باعتراف قادتها كان ولا زال ، منع قيام أية نوع من الوحدة ، أو التعاون بين كل من مصر وسوريا والعراق ، والعمل على اخراج هذه الدول من المعركة .
وفي كامب ديفيد مع مصر حصلت اسرائيل على مرادها ، وحصلت على مرادها بتدمير العراق من خلال العدوان الامريكي عام 2003 .
بعد العدوان فقد العراق هويته القومية ، وحل مكانها هويته الطائفية ، كما أن العراق فقد هويته السياسية المعادية للامبريالية كعهده ، أصبح يدور في فلك امريكا واتباعها ، والكل يعرف بأن الانقسام الطائفي في العراق ما هو الا قنبلة موقوتة ، باستطاعة امريكا تفجيرها في كل وقت .
حصلت اسرائيل على مرادها أيضاً في سوريا ، بدعم الدول الامبريالية والانظمة العربية الرجعية ، التي عملت على تدمير هذا البلد ، واعادته الى الوراء سنوات طويلة ، لكنه سينهض لان سوريا استمرت في سياستها التقدمية والمعادية للنفوذ الامريكي الصهيوني في المنطقة .
اعتقد كل الذين وقفوا وراء الاتفاقيات المذكورة ، وكل الذين فتحوا أبواب التطبيع مع اسرائيل ، أن هذه الدولة وقادتها سوف يتغيرون ، وان اسرائيل سوف تتنازل عن سياستها العدوانية ، لكن أثبتت هذه الاتفاقيات وكل أنواع التطبيع ، أن اسرائيل كالأفعى السامة ، لا يمكن ائتمانها ، أو ترويضها ، مهما قدمنا لها من رعاية وتودد وتدفئة ، كل هذا لم يمنعها من الغدر .
الدفء الذي قدمه الفلسطينيون في اوسلو ، زاد من خطورة السموم في رؤوس قادة اسرائيل السياسيين والعسكريين ، لأنهم اعتبروا جنوح السلم مع اسرائيل والتقرب منها ، اما واجب واما ضعف ، لذلك نجد ان حكومات الاحتلال استغلت هذا الدفء بمضاعفة الاستيطان في الأراضي المحتلة ، واستغلته اكثر من خلال محاولاتها مصادرة هوية مدينة القدس – عاصمة فلسطين ، كما زاد من شراستها وعدوانيتها ، هذه هي نتيجة قيام الفلسطينيين بالاعتراف بوجود اسرائيل رغم عدم شرعيته .
الانظمة العربية اصبحت في حالة تراجع يومي والابتعاد عن محور الاهتمام ودعم القضية الفلسطينية ، هناك سباق بين الانظمة العربية ، سباق في ميدان التنازلات والتفريط بأقدس قضية عربية عرفها التاريخ ، وهي القضية الفلسطينية ، يشمل هذا السباق دولاً خليجية ، أصبحت تقف في الصف المتآمر على فلسطين وشعبها ، ما يطمئن كل فلسطيني ان هذا التطبيع مع الانظمة وليس مع الشعوب العربية ، لأن غالبية الشعوب العربية رغم سباتها ، الا أنها مستعدة للتضحية من أجل فلسطين ، بالتأكيد أن الشعب في البحرين وفي جزيرة العرب قاطبة غير موافق على ما قاله وزير خارجية البحرين بأن ( اسرائيل عدو مظنون .. أما ايران فعدو مضمون ) هذا كلام هراء ، المؤسف انه لا يوجد مؤسسات قوية تمثل القطاع الرسمي المدني في معظم الأقطار العربية كي تكون بديلة لهذه الأنظمة المتآكلة ، كما هو الأمر في الكثير من دول العالم ، جميع النقابات اذا وجدت والمؤسسات والاتحادات النقابية والطلابية ، جميعها فاقدة لارادتها وحريتها والعمل والتعبير .
مثلاً في الماضي ليس البعيد ، كان الأزهر في مصر يعتبر منبراً للحشد الشعبي والتعبئة الوطنية ، منه أو بفضله انطلقت المظاهرات التي كانت تندد بالاحتلال البريطاني ، وتندد بفساد السلطة والنظام الملكي .
من علماء الأزهر كان المعارضون للفساد والتبعية في مصر ، يستوحون قوتهم والدليل على ذلك ، ان الرئيس جمال عبد الناصر ، لم يجد أفضل من الأزهر كي يوجه خطابه التاريخي من داخل حرمه . مع بداية العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 . أعلن عبد الناصر في هذا الخطاب بايحاء من الأزهر بأن مصر لم ولن تستسلم ، وردد كلمته المشهورة " حنحارب .. حنحارب " نتساءل اليوم .. أين هذه المؤسسة التاريخية الهامة من الأحداث ، من فساد الأنظمة والخنوع لامريكا واسرائيل ، والعدوان على سوريا واليمن . صمت هذه المؤسسة الهامة ، يؤكد أنها أصبحت جزء من تواطؤ النظام في مصر ، ولا يختلف عن عجز أية وزارة مصرية ، الكل انتظر موقف الأزهر لادانة انفلات النظام في السعودية ، ودول الخليج خاصة في ولاء نظامها المطلق لامريكا .
لم يتفوه الأزهر بكلمة واحدة بعد اعلان السعودية بأن اسرائيل لا تشكل أي خطر على الأمن القومي السعودي ، وصمت صمت أهل القبور ، ولم يعبر عن احتجاجه على قيام الارعن ترامب بنقل سفارة بلاده الى القدس المحتلة ، واصراره على أن هذه المدينة هي عاصمة اسرائيل .
هذا يؤكد ان الازهر كغيره من المؤسسات المدنية في مصر وغيرها ، في حين فإن العديد من المؤسسات والكنائس المسيحية العربية عبرت عن رفضها لهذه الخطوة غير المنطقية ، نذكر من هذه الكنائس قيام راعي كنيسة الروم الكاثوليك ، في كفر كنا د سيمون خوري الذي رفع علماً أسود على سطح الكنيسة حداداً على ارواح شهداء غزة ، أما الأزهر ، فإن غزة وشهداؤها والعدوان عليها خارج اهتمامه .
الأزهر لا يختلف عن جامعة الدول العربية ، التي دخلت مرحلة الاحتضار وتحولت الى مؤسسة تديرها وكالة الاستخبارات الامريكية .
يجب أن تكون هذه المواقف مؤشر للفلسطينيين ، وعليهم أن لا يعولوا على أحد ، بل الاعتماد على الكلي على قوتهم وتضامنهم وتوحيد كلمتهم ، هذا هو الخيار الوحيد امامهم أن ارادوا تحقيق آمالهم .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتنياهو في أسواق العنصرية
- عندما تكون المرأة مقاومة وسجينة
- امرأة تعيش خارج الذاكرة .. لماذا ؟؟
- هنا القاهرة من دمشق
- صور من حالات التعليم في زمن الانتداب - الحلقة الاخيرة
- صور من حالات التعليم في فلسطين زمن الانتداب 5
- صور من حالات التعليم في فلسطين - 4 -
- صور من جالات التعليم في فلسطين زمن الانتداب -3-
- التعليم في فلسطين زمن الانتداب
- موقف حزب مباي من المواطنين العرب (2)
- من ارشيفات حزب مباي
- كفى .. لقد شبعنا مزايدات
- الحصان الفلسطيني بقي وحيداً
- مائة عام على ميلاد جمال عبد الناصر
- زمن خريف التساقط العربي
- نتنياهو يرى القشة في العين الايرانية ولا يرى الخشبة في العين ...
- هنا محطة الشرق الأدنى للإذاعة العربية
- هنا القدس (2) سيرة حياة بلاد ومثقفين وحياة اجتماعية واعدة
- الاذاعات العربية في فلسطين زمن الانتداب
- موقف الصحافة المصرية من الصهيونية في الفترة الواقعة ما بين س ...


المزيد.....




- لأول مرة.. لبنان يحذر -حماس- من استخدام أراضيه لشن هجمات على ...
- انتشار قوات الأمن السورية في جرمانا بعد اتفاق مع وجهاء الدرو ...
- الجيش الأمريكي يتجه لتحديث أسلحته لأول مرة منذ الحرب الباردة ...
- العراق.. هروب نزلاء من سجن الحلة الإصلاحي في محافظة بابل وال ...
- مشروبات طبيعية تقلل التوتر والقلق
- هل تقبل إيران بإدمان استيراد اليورانيوم؟
- وقوع زلزال بقوة 7,5 درجة قبالة سواحل تشيلي وتحذير من تسونامي ...
- المجلس الأعلى للدفاع في لبنان يحذر حماس من تنفيذ -أعمال تمس ...
- غارة إسرائيلية على منطقة مجاورة للقصر الرئاسي بدمشق.. ما الذ ...
- من السجن إلى المنفى : قصة صحفية مصرية ناضلت من أجل الحرية


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - لا خيار أمام الفلسطينيين سوى وحدة الصف والهدف