أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة22














المزيد.....

ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة22


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 6055 - 2018 / 11 / 16 - 08:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


رائحة الرحيل
عيون مريم تراقبهما طيلة الوقت ..تلتصق بظهرها تريد ان تتفحصها جيدا ..كلما عاد باكرا كلماابتسم امامها ..ناولها قطعة حلوى صنعها فى الدكان ..تعرف عيناه ..تعرف عين مريم ثقل لسانها لم تعد تتكلم لكنها لاتزال هنا تراهم تشعر بهم ..كلما اقترب هو منها هربت ..فى المساء تغلق الباب جيدا لاتستجيب لاى نداء..كلما نظرت لها بادلتها النظرات ..الخيانة فعل ليس بالجديد بينهم ..لققد خانتها من قبل عندما وافقت ان تاخذه لها وخانها هو من قبل عندما اعطاه اختها وابقاها هى لديه..ومن قبل خانتهم الام عندما رحلت فجأة دون وداع او تحضير مسبق ووفاء عندما قررت الموت بعيدا..الاخت الكبرى خانت الاصغر منها واستدارت لها لم تفى بالوعد وحصلت لنفسها على حياه جديدة لم ترد ان تحظى بمثلها اختها ..لكن الان شىء يمنعها حد ما وضع وجب عليها عدم الاستسلام ..تخبرها كل ليلة انها لن تخنها ابدا، ستفعل شىء لم تفعله اى واحدة اعطاها هذا شعورا اخر..جعلها تشعر بانها كيان اخر اخذت تفكر ما عن اسمها من جديد تريد ان تتذكره ان تنسى لقب الخادمة ..تنسى سنوات طويلة لاتذكر ما كان من قبلها جيدا!! تسمع صوتها تزمجر فى الليل من الالم وكانها تشعر بظله يقترب من غرفه الخادمة من جديد يحاول الدخول لكن الباب موصد جيدا ..عيناها ثالثتهما وهو يتحرك من امامها يقدم لها الفستان تلو الاخر يحضر لها من الطعام ما تشتتهيه ،يصطحبها والصغير الى الخارج ..انفاس مريم الثقيلة تعبر فى كل مكان لكنها لم تمنع اليد التى احاطت بها فى المطبخ المظلم ..تريد ان تلغى تلك الذكرى وهى تساعد مريم على الاستحمام تتحس تقرحات الفراش التى اصابت جسدها الترهل اسفل معدتها ..الشعيرات البيضاء التى احاطت بالسواد..لم تلحظ كم تشبه الام من قبل ربما لم تشبهها من الفتيات سواها ..الهذا كان يتركها لتكن ما تريد ليست مثل الاخريات أكان هذا الحديث عن مريم انها الاصلح لك من تناسبك الخادمة لاتناسب احدا صدقنى ..الصوت يتردد صداه فى اذنها باستمرار.يزيدها غضبا وحنقا تاره وشفقة عليها حينا اخر..لم تعد تعرف هل تستمع الى صوت عقلها وتريحها من الام ببضع جرعات لن تشعر بهاالا وهى تسكن انات الجسد الى الابد..عينه تستحثها لتفعل لما لايدقر على فعلها هو ولكن لايقدر على فعلها فى وجودها انها من تحمى مريم حتى وان فعلتها فلكى تحميها ..هل تعرف مريم بهذا ؟هل تريد منها فعل هذا ايضا؟هل تصدق اشارات العين وصوت العقل الذى يخبرها بضرورة فعل هذا ؟ان يعود الكل صحيحا من جديد مريم ليست من هذا العالم كانت تنتنى للسماء منذ البداية وعليها الرحيل اليها بينما تنتمى هى للظل الذى يحيمها دوما ..الصوت يخبرها ان الصغير لها وحدها هى فقط من حملته من اجلها ولكنه مقسم منها ومنه انها جسد دخيل بين الاثنين ..اصبح الباب مفتوحا لم تعد تغلقه باحكام ..لاتستمع الى نداءات مريم ولا الصوت ..فى ذلك الصباح قررت ان تفعل الصواب لاجلها ساعدتها على النهوض حممتها جيدا بالماء الدافىء تركتها تستمع بالبخار طيلة الوقت الذى ارادته ..حضرت لها العسل والزبادى الذى تحب طلبت ان يحضر لها القرنفل لانها تحب رائحته جعلته بالقرب من فراشها المفتوح تركت الشمس تعبر لجسدها وشعرت برعشه الراحة من جراء الدفء للجسد البارد طويلا معها ..والان حان وقت الرحيل كان الطعام يحوى المحلول الزائد راقبتها وهى ترقد فى هدوء ..حان الوقت ليتوقف هذا الجسد عن التضخم من جديد سيعود لحالته الاولى التى كانت لمريم ويرحل عنها ذلك الجسد الثقيل ..ابعدوا الصبى حتى انتهت مراسم العزاء ..كان شجار االاخت الكبرى والاصغر منها حديث النسوه ..شعرت بالزهو لانها فعلت شىء لاجل اختها لم تحاربها بل ساعدتها لتستعيد جسدها الجميل من جديد وان تترك البيت الذى تكره ربما الان هى سعيدة تفعل ما تريد فى مكان اخر ..هو ايضا كان هادىء ياخذ مراسم العزاء ويتجه للاعلى يراقبها والصبى ..لم يبالى بحديث النسوه لم يجعلها تغادر الى غرفة فى احدى بناياته التى اصبحت له ،كان كل شىء على ما يرام، هو ايضا يعرف ان الكنز مقدر له ..كل شىء يصير لان ميراثه يعود اليه من جديد انه حقه الذى حاولت زوجة الحلوانى تحويله الى اولادها ..ينتظر الوقت الذى يصبح فيه البيت له بفعل الجدود سيكبر رزق وله عائلة ممتدة ليس لاحد من الحى يملك ان يكون مثله ..يراقب نمو جسده ومرور الايام ..لاتزال هناك معهم تعيش ولكن ليس كالسابق ربما وجود مريم لم يمنعه الان شىء اخر مجهول يراه فى تلك الغرفة ..وكأنها زوجة الحلوانى واحيانا الحلوانى بذاته يريده دائما ان يتذكر ..منذ صغره وهو يرى الخيالات تحيط به من كل جانبه ولم يخف منها مطلقا بل اعتبرها هبه تخصه بمفرده لم يخبر عنها احدا حتى لاتزول انها تريد خطواته وترشده ..خيالات الحلوانى جعلته يعلم ان هذا البيت لم يعد يليق به وبها قريبا ستصبح عروسة كما كان عليه فى السابق الان يعود..



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية كالام – إم. تي. فاسوديفان ناير
- ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة19
- ابقي معي – أيوبامي أديبايو كتب اثرت في حياتي
- ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة20
- ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة17
- ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة18
- ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة16
- كتب اثرت في حياتي سجين السماء
- ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة15
- ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة14
- ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة13
- ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة12
- كتب اثرت في حياتي إبادة الكتب: تدمير الكتب والمكتبات
- ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة10
- ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة11
- ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة8
- ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة9
- كتب اثرت في حياتي خارج المكان
- كتب اثرت في حياتي كيف يمكن لبروست أن يغير حياتك – آلان دو بو ...
- كتب اثرت فى حياتى ماركس والدمية


المزيد.....




- فضيحة كبرى تهز بلدا إفريقيا.. اتهام مسؤول بمعاشرة 400 امرأة ...
- الوكالة الوطنية للتشغيل تكشف شروط التسجيل في منحة المرأة الم ...
- “فرحي ولادك وسليهم طول اليوم” ثبت الآن تردد قنوات الاطفال 20 ...
- العلاج السلوكي المعرفي للأرق أثناء الحمل يقلل اكتئاب ما بعد ...
- يعني إيه لا ج-نسانية؟
- تقرير جديد: نصف المجندات في الجيش الدنماركي تعرضن للتحرش.. س ...
- مصر.. تحرك عاجل بعد قرار سفر النساء للسعودية بشروط معينة
- جرائم الحرب ضد القطاع الطبي.. تدمير سبل الإغاثة في السودان
- عزل، تجويع، وتعذيب، جرائم الانتقام من الأسيرات في السجون الص ...
- -خلال عزاء مصطفى فهمي-.. مرتضى منصور يفتح النار بسبب فنانات ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة22