أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - 2- البرابرة قادمون و خلفهم الزواحف !















المزيد.....

2- البرابرة قادمون و خلفهم الزواحف !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 430 - 2003 / 3 / 20 - 04:37
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


-  البرابرة قادمون و خلفهم الزواحف !
                                                                    
  وأخيرا وبعد طول تمحيص  قرر الإمبراطور جورج الثاني بوش تكسير الجرة على رأس العالم  وتحويل  هيئة  الأمم المتحدة الى مجرد سطل  رمادي اللون تحت ضوء القمر !
- رجل واحد في مواجهة العالم ؟
- نعم ،إنه بوش الصغير !
-  وثمة رجل واحد آخر  في مواجهة شعب كامل ؟
- نعم إنه صدام  مائة بالمائة !
- وماذا عن الشعب العراقي ؟
- سيعيده الأمريكان الى العصر الحجري بسرعة البرق ،ومن هناك  سينقلونه بسرعة الكارثة الى الحداثة والديموقراطية وحقوق الإنسان .
- الإنسان النيئ  أم المشوي ؟
- كلاهما ، ويستحسن أن يكون أبيض البشرة ليدخل لجنة الأمريكية دون ضرائب أو رسوم  إضافية .
- هل يمكن أن أطرح سؤالا سياسيا ؟
- نعم، تفضل .
- بعد أن نقل الأمريكان رهانهم من حصان الحاكم العسكري "تومي فرانكس"  الى الحكومة المدنية التي  يبشر بها الجلبي باشا قردار وهاهم أخيرا ينقلون الرهان ويضعونه على حصان  مؤسسة الجيش العراقية ممثلة ببعض الضباط المنشقين على النظام والذين لا تخفي المملكة السعودية غرامها المشبوب بهم لأسباب طائفية بحتة  ، أي  دور سياسي سوف  يتبقى إذن  للزواحف السياسية المدربة جيدا و للضباع ،والمسعورين ،و قناصة الرتب والامتيازات، وتجار السجاد الإيراني والنوايا السرية ،وأصحاب محلات بيع الذهب في دمشق وقبرص ،  ومهندسي حكومات المنفى ، وجامعي الطوابع والعقارات من أموال الحقوق الشرعية، وباعة المضخات الحكومية والمولدات الكهربائية للجيران ،والمبشرين بإلقاء زهور الذلة وحلويات الضعة و رياحين الانحطاط على عسكر الغزاة ؟
- أي دور سيحلم به  بعض المثقفين العراقيين تحت قيادة "حرامي الحزب " المعروف ، والذين استيقظوا بعد نوم طويل  و قبل سقوط القنابل الأخيرة على رؤوس أمهاتهم  بدقائق  فخرجوا من كهفهم و صاغوا عريضة على شكل قصيدة نثر مجوفة وموجهة الى الجلاد عساه يوافق على الرحيل الى " المنفى " بشرط أن يبقوا هم أيضا فيه  ليمارسوا هواياتهم الحداثوية خارج العراق فالعودة إلى هذا البلد ستظل مستحيلة حتى بعد رحيل النظام لأسباب مناخية طبعا،  فمن يمكنه أن " يبدع" شعرا أو بطيخا في درجة حرارة بغدادية لعينة  لا تقل عن الخمسين مئوية  ؟ 
-  أي دور أو مكافأة سيتلقاها حملة المعلومات العسكرية وملفات الأسلحة الكيمياوية في بطون  عمائمهم السوداء أو البيضاء أو الكمثرية ؟
-  أي دور أو فتات سيظل على طربيزة الحكومة للهاشين الباشين بوجه دستور عزة الدوري المنقوع بزيت التربنتين ومساحيق المصالحة الملونة والمهرولين خلف كل ناعق ؟
- أي دور سيتبقى للراقصين على الحبال التركية والإيرانية والأمريكية والسورية معا وفي نفس الوقت وحتى انكسار عظم الترقوة  على إسمنت حق تقرير المصير اليتيم  ؟
- أي دور أو مصيبة معتقة ستحل بالمصفقين والمصفقات ، والرادحين والرادحات ، والقابضين والقابضات ، والمدلسين والمدلسات ، والغائبين عن الوعي والغائبات ،والديموقراطيين نمرة صفر والديموقراطيات  .. أي دور لكل هذه الزواحف تركته أيها الإمبراطور ذو الكلبين  ؟

   أختم أخيرا بهذه المقاطع المنتقاة من قصيدة  شهيرة  للشاعر اليوناني الضرير ومواطن  مدينة الإسكندرية  قسطنطين كفافي كان قد ترجمها الى العربية صاحب " عرس بنات آوى " الشاعر العراقي الكبير  سعدي يوسف  سنة 1979  لما لها من  وشيجة مذهلة بالراهن المعاش  :

مقاطع من " بانتظار البرابرة "
                                   قسطنطين كفافي
                                   ترجمة: سعدي يوسف

ما الذي ننتظره مزدحمين ؟
البرابرة سيصلون اليوم .
ولـمَ مجلس الشيوخ معطل ؟
الشيوخ لا يشترعون القوانين
فلِـمَ هم جالسون هناك إذن ؟
لأن البرابرة يصلون اليوم .
أي قوانين سيشترعها الشيوخ الآن ؟
عندما سيسنون هم القوانين .
لـمَ  يستيقظ إمبراطورنا ، مبكرا هكذا ؟
ولِـمَ يجلس الآن معتليا عرشه ، معتمرا تاجه
عند البوابة الكبرى للمدنية ؟
لأن البرابرة يصلون اليوم .
والإمبراطور ينتظر استقبال قائدهم .
والحق أنه تهيأ ليوجه إليه خطبة
خلع عليه فيها كل الأسماء والألقاب .
............
............
لـمَ لمْ يأتِ الخطباء ، المفوهون ، هنا ، كالعادة
ملقين خطبهم ، قائلين ما ينبغي أن يقولوا ؟
لأن البرابرة سيكونون اليوم ، هنا
وهم يسأمون البلاغة والفصاحة .
لـمَ هذا الضيق المفاجئ ، والاضطراب ؟
لـمَ غدت  عابسة وجوه القوم ؟
لـمَ تخلو الشوارع والساحات ، سريعا ؟
والكل يعود الى داره ، غارقا في الفكر ؟
لأن الليل قد هبط ، ولم يأت البرابرة .
ولأن أناسا قدموا من الحدود
وقالوا أن ليس ثمة برابرة .

والآن ... ماذا نفعل بدون برابرة ؟
لقد كان  هؤلاء  نوعا من الحل .

 

 

 

الحلقة الثانية من سلسلة " يوميات المجزرة الديموقراطية " .
( بزعم إيقاف المجزرة الدكتاتورية البعثية التي بدأت منذ أكثر من ثلاثة عقود يرتكب الهمج الأمريكان اليوم مجزرة "ديموقراطية " بواسطة الأسلحة الذكية والزعماء الأغبياء ، وفي كلا المجزرتين الصدامية والبوشية  ، تسفك دماء الشعب العراقي والشعب العراقي فقط ! في هذه السلسلة من المقالات سنتابع المجزرة الراهنة عن كثب وفي كل ما سنكتب سيكون ولاؤنا الأول والأخير لشعب العراق ..)

وللحديث صلة ..



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات المجزرة الديموقراطية /1
- أرض السواد - برسم معشر الحربية و ضباع السياسة الزاحفة خلف ا ...
- قصيدة عراقية صفراء !
- حوار مع زميل صحافي كردي : في وجوب عدم التفريق بين الغزاة ووج ...
- هل للسجال أصول ؟ رد غير مباشر على حزب - حرب التحرير الأمريكي ...
- المثقفون العراقيون وفن القفز على الحرب العدوانية باتجاه - ال ...
- حول مزاعم واتهامات عبد الحسين الحسيني :لماذا لا يسبح البعض ب ...
- التكتيك الأمريكي الجديد : يصرخون -حاكم عسكري أمريكي- ليمرروا ...
- أحمد النعمان و الجمع بين الصلاة خلف علي والجلوس الى مائدة كن ...
- مسئولية النظام العراقي عن الكارثة المحدقة : الأوهام الاستبدا ...
- نداء السيد نصر الله للمصالحة الوطنية في العراق وغياب الأسئلة ...
- بائعو الخس حين ينقلبون الى السياسيين !!
- تعقيبا على مقالة الأخ عبد المنعم القطان : لا ثقة لنا بالنظام ...
- حقائق وتفاصيل جديدة :التيار الوطني الديموقراطي وراهن المعارض ...
- حقائق وتفاصيل جديدة :التيار الوطني الديموقراطي وراهن المعارض ...
- الانحطاط المضموني لخطاب دعاة الحرب ضد العراق ! - لذكرى مؤسس ...
- مقالتان من ملف مجلة - الآداب - عن الحرب على العراق
- توضيح حول ما نشره أحد المواقع العراقية على الإنترنيت : محاو ...
- رفيق شرف وتخوم الكتابة الأخرى !
- مربد الموتى ومربد الأحياء !


المزيد.....




- بالأسماء.. أبرز 12 جامعة أمريكية تشهد مظاهرات مؤيدة للفلسطين ...
- ارتدت عن المدرج بقوة.. فيديو يُظهر محاولة طيار فاشلة في الهب ...
- لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب ...
- جرد حساب: ما نجاعة العقوبات ضد إيران وروسيا؟
- مسؤول صيني يرد على تهديدات واشنطن المستمرة بالعقوبات
- الولايات المتحدة.. حريق ضخم إثر انحراف قطار محمل بالبنزين وا ...
- هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأ ...
- هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة.. ويكشف عن مكانه
- Polestar تعلن عن أول هواتفها الذكية
- اكتشاف تأثير صحي مزدوج لتلوث الهواء على البالغين في منتصف ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - 2- البرابرة قادمون و خلفهم الزواحف !