أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام محمد المزوغي - (صداقة) خطرة (1)














المزيد.....

(صداقة) خطرة (1)


سلام محمد المزوغي

الحوار المتمدن-العدد: 6038 - 2018 / 10 / 29 - 04:36
المحور: الادب والفن
    


دارت الأحداث في بلد متخلف يُرى أنه الأكثر "تفتّحا" بين "إخوانه" و"أخواته" في التخلف..

إلى هـ . م

...............

كان الحق معي لأن ضوئي كان برتقاليا، ولم يكن معها لأن ضوءها كان أحمرا، لكننا اتفقنا فيما بعد على أن الحق لم يكن لا معي ولا معها!

عندما شرعتُ في قطع الطريق بدأ ضوئي يرفرف، المسافة التي تنتظرني كانت أطول من التي تركتُها ورائي، فقررتُ المواصلة، كنت على عجل وكذلك كانت هي، قالت أنها انشغلتْ عن الطريق للحظة وعندما انطلقتْ لم تستطع تجنبي فصدمتني.. الصدمة لم تكن عنيفة لكن أضرارها كانت جسيمة:

الضرر الأول كان خسارتي للقهوة التي بسببها غادرتُ مكان عملي لأحضّرها، لا أحد يستطيع أن يصنع لي قهوة كما أريد، عليّ بنفسي تعديل نسبة القهوة مع نسبة الحليب لتكون النتيجة كما أريد، لم أكن أستطيع القبول بأن تتكفل أحد المقاهي بإرسال الحليب والقهوة لمكتبي لأني جربت ذلك مرتين وكان الثمن باهظا جدا، حيث طلبت مني خدمات من المسؤولين عن تلك القهوة وعن ذلك الحليب؛ خدمات كتلك التي يطلبها صديق مقرب أو أخ أو أخت....

الضرر الثاني كان كسرا في يدي اليمنى، وذلك يعني أني أصبحتُ معاقا ولن أستطيع العمل لشهر ونصف على أقل تقدير.. لم تكن تلك اليد مُؤَمَّنَة وبذلك أصبحتُ بعد الصدمة مباشرة عاطلا عن العمل والتحقتُ بالعاطلين عن العمل أو كما يطيب لهم تسمية أنفسهم: "المُعطَّلون عن العمل"

تلك المرأة حرمتني من قهوتي التي تعبتُ من أجل جلبها، وركلتني في صف العاطلين..

بعد أن سقطتُ، فهمتُ أن يدي اليمنى قد كُسرتْ، حاولتْ المرأة مساعدتي على القيام لكني دفعتُها.. اعتذرتْ وعرضتْ عليّ أن تحملني لمشفى أو مصحة فرفضتُ وقلت أني سأتكفل بكل شيء بمفردي، وعندما سألتُها عن عدم انتباهها قالت أنها على عجلة ولم تنتبه وأقرتْ بخطئها الكامل فيما حصل، أحد المارة سألني هل يتصل بالإسعاف أو بالشرطة فقلت أني بخير، طلبتُ من المرأة بياناتها فمدّتني ببطاقة زيارة.. قلت لها أني سأتصل وتركتُها وغادرتُ..

لا أستطيع تفسير الهدوء الذي نزل عليّ وقتها، ولا أفهم كيف لم أصرخ ولم أُنزل السماء على رأسها.. أضراري كانت كبيرة والعدوان وقع عليّ في حيّي في ملعبي وأمام جمهوري! كنت حكيما وشهما! على غير عادتي!

قمت بأشعة، يدي كُسرت كما رأيتُ بعد سقوطي.. لم أُعلم زوجتي مباشرة، الكسر بسيط لا يستحق لكن نتيجته ستُغضبها وربما رفعتْ قضية ضد من صدمتني، لم أرد أن يحصل أيّ ضجيج وقررتُ أن أقول لها أني سقطتُ وحدي.. أما بطاقة المرأة فقطعتها.. لا قيمة لأي اتصال بها، فلا حاجة لي بأن تتكفل بثمن جبس وبعض مسكنات، ولا امكانية لي أن أجعلها تدفع ثمن إعاقتي المؤقتة كما لو كانت شركة تأمين.. هكذا رأيتُ.

في الغد، اصطحبتني زوجتي إلى مكتبي، كلفتُ المعينة أن تعتذر من الحرفاء ذلك اليوم وبأن تُلغي مواعيد الثلاثة أيام القادمة حتى أستطيع العثور على زميل يُعوِّضني فترة غيابي.. بقيت في المكتب حتى منتصف النهار، حالفني الحظ فاستطعتُ العثور على معوّض بسرعة وأعلمني بأنه سيحضر في الغد، اتفقنا على أن يبدأ العمل في الغد بعد الزوال وأن يحضر صباحا لأشرح له كل ما يلزمه.. المعينة أعادت الاتصال بمن ألغتْ مواعيدهم وشرحتْ لهم السبب، ولُملم الموضوع بسرعة..

قبل مغادرتي بقليل، حضرتْ المعينة لتعلمني أن مرأة الأمس تريد مقابلتي.. دخلت المرأة، صرختْ في وجهي تلومني عن عدم اتصالي، قالت أنها فهمتْ أني لست في حاجة لأي تعويض منها لكن كان من اللباقة أن أتصل وأطمئنها على الأقل..
لم أقل حرفا وبقيت أنظر لها متعجبا وفي نفسي أقول: "حتى زوجتي لم تُكلمني بهذه الطريقة!".. قالت أنها عادت لمكان الحادث وسألت فدلوها عليّ، الأمر لم يكن صعبا لأن المكان بجانب العمارة التي فيها مكتبي..
لم أقل شيئا، فقط قلتُ: "أعتذر لأني لم أتصل!! أضعت بطاقتكِ.. أنا بخير وشكرا على القدوم والسؤال.. أعتذر منك الآن لأني سأغادر"..

هي: لكنك لن تستطيع العمل وذلك بسببي
أنا: لا تهتمي لذلك، ستكون عطلة إضافية لي
هي: أريد لو سمحتَ أن أقوم بأي شيء.. لا أعلم ماذا بالضبط لكن أي شيء تطلب لأعتذر عن خطئي.. أعلم أنك لن تستطيع العمل فترة الجبس وسيكلفك ذلك الكثير..
أنا: سيدتي، لا أريد منكِ أي شيء، أحترمُ موقفك النبيل لكني لست في حاجة لأي شيء.. أما العمل فزميل سيأخذ مكاني غدا.. شكرا لكِ
هي: كما تريد.. أعتذر مرة أخرى.. أرجو أن تشفى يدك بسرعة وأن تعود لعملك في أقرب وقت..

مشت نحو الباب ثم استدارتْ.. اقتربتْ وقالتْ: "ذكّرتني بزوجي.. كلكم متكبّرون عنجهيون حمقى!"
أجبتها: "أشكركِ.. سيدتي من فضلكِ عليكِ المغادرة الآن.."
وهي تغادر، قالت: "ومنافقون!".



#سلام_محمد_المزوغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبيبتي متى ستستيقظينْ؟ (فل وياسمين!)
- كَهِينَا (9)
- حبيبتي متى ستستيقظينْ؟
- كَهِينَا (8)
- كَهِينَا (7)
- كَهِينَا (6)
- كَهِينَا (5)
- كَهِينَا (4)
- كَهِينَا (3)
- كَهِينَا (2)
- كَهِينَا (1)
- كنزة (3)
- كنزة (2)
- كنزة (1)


المزيد.....




- الان Hd متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر ...
- تابع حلقات Sponge BoB تردد قناة سبونج الجديد 2024 لمتابعة أق ...
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- بتهمة -الغناء-.. الحوثيون يعتقلون 3 فنانين شعبيين
- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى
- “أنا سبونج بوب سفنجة وده لوني“ تردد قناة سبونج بوب للاستمتاع ...
- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...
- -انطفى ضي الحروف-.. رحل بدر بن عبدالمحسن


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام محمد المزوغي - (صداقة) خطرة (1)