أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام محمد المزوغي - كَهِينَا (2)














المزيد.....

كَهِينَا (2)


سلام محمد المزوغي

الحوار المتمدن-العدد: 6034 - 2018 / 10 / 25 - 04:08
المحور: الادب والفن
    


القادم هضمه عسير، مع بعض الجعة المحرمة أظنه سيمر.. ومع بعض الكولا لمن يأكلون "حلال"...

.......

الثاني: (ازداد مقتي للرجال في تلك الفترة لأني شعرت بالضعف وبالحاجة إليهم، رأيت ذلك لاعدلا أن أُجبر على النوم مع أحدهم لأحقق ما أريد؛ تمنيت لو لم تكن عندي تلك الرغبة وحاولت جاهدة كبتها والقضاء عليها لكني لم أستطع، كان حلما لم يفارقني منذ أن كنت صغيرة ولا أعلم لِمَ كنت أتمنى إنجاب طفل لا طفلة.... كريمة لم تكن عندها أي رغبة في الإنجاب، ووافقت بعد عناء شديد على أن أنجب فكانت موافقتها لحظة البداية في البحث عن رجل لأتزوجه. تمنيت أن يحصل الحمل أول مرة فتكون....أول وآخر مرة، فتحقق ما تمنيت وحصل الحمل كما أردت.. بعد أن تأكدت من الحمل، شرعنا في التفكير في الطلاق، اقترحت كريمة أن أفتعل قصة خيانة مع أحدهم لكني لم أحتج لها لأن حادث مرور أخذه وأراحني بعد شهرين من زواجنا.. بعد وفاته قطعت كل صلة مع عائلته التي لم أعلمها بحملي، وعند الولادة سجلت الطفل باسمي الذي سيناديه به الله يوم القيامة ولا حاجة له لاسم أبيه....رحمه الله وأسكنه جناته وأشبعه من فاكهتها ولحومها المشوية والنيئة!)

لم أستطع أن أقرأ أكثر لأن كهينا وصلت، أعدت الكراس إلى مكانه وخرجت مسرعا من غرفتها إلى غرفتي واستلقيت على السرير. يفصل بين غرفتي وغرفتها جدار كان صديقي طوال فترة سكن خالتي كريمة معنا، كهينا كانت تقول للناس أنها فقدت كل أفراد عائلتها ولم يبق عندها إلا أخت وحيدة، ولحسن حظها لم يحصل أن عرف أحد أصل القصة؛ كنت الوحيد الذي يعرف.. الحائط أيضا كان يعرف وكان شريكي في التنصت، كان يُسهل علي سماع كل شيء حتى اكتشفت كهينا سرنا فشرحت لي ما تبقى من القصة.. كنت في التاسعة عندما بسطت لي ما يحدث بينهما، فطلبت منها أن لا تنجب لأني لا أريد إخوة فقبلت بطلبي ووعدتني أنها لن تنجب من كريمة.. وقد صدقت ووفت بوعدها لي؛ لم تعدني بشيء قط ولم تحققه، لم تكذب لحظة واحدة عليّ بل كانت صادقة في كل شيء....

قبل أن تمر لغرفتها، دخلت غرفتي سلمتْ وسألتني هل حضرتُ العشاء، فأجبتها أني أردت أن نفعل ذلك معا، أرسلتني للمطبخ لأبدأ ثم تلتحق بي هي بعد تغيير ملابسها فلم أجب وسكت.... طريق المطبخ كان عن يمين باب غرفتي وغرفتها إلى اليسار، وقفتُ عند الباب لحظة ثم اتجهت شمالا، الباب لم يكن مغلقا فوقفت ناظرا إليها.. كانت بصدد تغيير ملابسها، نظرت لي وسألتني لم لم أذهب للمطبخ فأجبتها أني أردت رؤيتها فسكتت وواصلت. لم تكن تلك أول مرة، ولن تكون الأخيرة لا مني ولا منها.. لا أرى غضاضة في ذلك وهي أيضا لا ترى، لأنها كثيرا ما تفعل نفس الشيء عندما أغير ملابسي وعندما سألتها أول مرة وقفتْ تنظر لي ردتْ بأنها لا تحب الرجال إلا واحدا؛ لحظتها كانت سعادتي لا توصف بقولها ذاك، كنت في الخامسة عشرة ولم تزل سعادتي كما هي لم تتغير حتى الآن.

معا ذهبنا إلى المطبخ، وعندما همت بتحضير العشاء طلبت منها أن تجلس لأني سأتكفل بكل شيء، تكلمت عن كريمة بعد ذلك وقلت أني أفتقدها في بعض الأحيان، كانت لطيفة معي وكنت أحبها بالرغم من غيرتي منها.. سكتتْ كهينا بعض الوقت ثم قالت أنها رحلتْ لأن الظروف وقتها لم تسمح ببقائها..
مضى على رحيلها خمس سنوات، ولم تعلمني كهينا بوجود غيرها، فسألتها عن الأمر فأجابتني أن قلبها منذ رحيل كريمة لم يعد فيه مكان للنساء بل فيه مكان وحيد لرجل وحيد.. عندما قالت ذلك كنت بصدد وضع الصحنين على الطاولة، ارتبكت حتى أسقطتهما على الأرض وكسرتهما فضحكت ساخرة مني وقالت: لم أندم لحظة واحدة على إنجابك ولا على حبك كما أفعل منذ زمن.. ابتسمت وقلت: قولي هل يوم القيامة سيناديني الله باسمك؟ سكتت قليلا وقالت: المفكرة موضوعة تحت ملابسي الداخلية يا ولد! كيف فعلت لتجدها؟ .. قلت: ماما أفتقد بابا؟ قالت: قبل أن تُحشر في جهنم، حاول تذكر اسم جدتك ربما رأيته وقتها.... ضحكتْ وضحكتُ، أكلنا ثم بقينا معا قليلا حتى اتصلت بي رفيقتي تريد أن نلتقي، لم أقل شيئا، نظرت لكهينا أستأذن منها للخروج فرفضتْ، فتكلمتُ:"عزيزتي، ماما مريضة، لن أستطيع الليلة".

............
مجهولٌ منبوذٌ ممنوعْ
كَهِينَا بحرُ أشلاءٍ ودُموعْ
كَهِينَا وجهُ عزيز ذُلّْ
قَمَرُ ليلٍ هُجِرَ ومُلّْ
مُزارِعٌ يبكي نهرَهُ وسَهْلَهُ
كَهِينَا وطنٌ غريبٌ يبكي أهلَهُ
............



#سلام_محمد_المزوغي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كَهِينَا (1)
- كنزة (3)
- كنزة (2)
- كنزة (1)


المزيد.....




- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس
- منع إيما واتسون نجمة سلسلة أفلام -هاري بوتر- من القيادة لـ6 ...
- بعد اعتزالها الغناء وارتدائها الحجاب…مدحت العدل يثير جدلا بت ...
- ترشيح المخرج رون هوارد لجائزة -إيمي- لأول مرة في فئة التمثيل ...
- توم هولاند -متحمس للغاية- لفيلم -Spider-Man 4-.. إليكم السبب ...
- 100 فيلم لا تُنسى.. اختيارات نيويورك تايمز لسينما الألفية ال ...
- الحكم على ثلاثة بالسجن لمساعدتهم في جريمة قتل مغني الراب سي ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام محمد المزوغي - كَهِينَا (2)