أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمار ابراهيم عزت - رمزية القص بين الواقعي والخيالي (بنات الخائبات) للقاص علي السباعي نموذجا














المزيد.....

رمزية القص بين الواقعي والخيالي (بنات الخائبات) للقاص علي السباعي نموذجا


عمار ابراهيم عزت

الحوار المتمدن-العدد: 6035 - 2018 / 10 / 26 - 12:52
المحور: الادب والفن
    


إن تجاوز الخيال والواقع معا إلى التخييل وخلق عوالم افتراضية وممكنة قائمة على الترميز والانزياح والمفارقة وتجاوز الوعي والواقع إلى اللا واقع واللاوعي يعد سمة في النص القصصي وفي الأجناس الأدبية الأخرى. فاذا تفحصنا قصة (فرائس بثياب الفرح) من مجموعة (بنات الخائبات) نجدها تختلق ثلاثة عوالم وهي:
1-العوالم الحقيقية القائمة على مماثلة مرجعية بين النص والواقع. وهي مكانية زمانية مثل (مدينة الناصرية-المدرسة المركزية-الفرات-11- آب-1999، دولة اسرائيل)، ومنها شخصية مثل (كاظم الساهر، ناصر الأشقر، كاظم الحلو الحباب، كامل الدباغ، الفنان وفيق المنذر، وأيضا علي السباعي الشخصية داخل القص بعيدا عن المطابقة مع الكاتب التي تمنعها عوامل التخييل) وغيرها.
2-العوالم الممكنة القائمة على الافتراض والاحتمال النسبي. متمثلا بفضاءات الخرافة (قصة الجد علي السباعي مع الطفلة، والوحم الذي على صدرها كسمة فارقة، حلم الصغير على السباعي برأس الحسين) هلم جرا، من العوالم التي تمزج الواقعي بالمتخيل عن طريق الحلم.
3- العوالم المستحيلة أو عوالم (انتهاك المماثلة) التي تستند إلى الغرابة وتجاوز الواقع والممكن والخيال والافتراض. وتتمثل في (حكاية عتوده ومحاولة اغتصابه للعذراء ناصرية) حيث يتمحور السرد حول هذه الحكاية، فهي النواة المشفرة التي تتراكم حولها الدلالات الفرعية الأخرى ويكون ما قبلها طرقاً ومسالك للوصول اليها. وما بين ممانعة (ناصرية) ورغبة عتوده الجامحة في انتهاكها وانتصار علي السباعي بوصفه مشافياً لناصرية بعدم تحفيز ذكورة عتوده لإنهاكها، يحصل الصراع والتوتر السردي والدلالي الذي يفضي الى قطع رأس السباعي لخيانته لعتوده فتمتثل صورة الحسين المعلق على الرماح رامزة الى رحلة الشهادة من أجل المبدأ، أما ناصرية فتكون تحت حماية أسد بابل الذي حركة السرد ليعرض مشهدا تمثيلاً وتعبيرياً لوقفته الشهيرة. أما عتوده فإنه وإن فقد فحولته لكنه سيحاول ان يفض بكارة ناصرية بإصبعه.
ان هذه العوالم بمجموعها تكتسب بفاعلية التخييل بعدا رمزياً، اذ "تعد الرموز من مكونات النص البنائية"، وواحد من عناصره العضوية المؤسسة لشكله فضلا عن محتواه ودلالته الظاهرية والضمنية والاحالية على حد سواء. اذ تتسلل البنى الرمزية الى النص، بوصفها صيغ مشفرة ومحملة بدلالات، الى الشخصيات والإشارات المكانية والبنية الحدثية والصيغ التعبيرية والتقنيات السردية ذات الدلالة المحددة وفقاً لعلاقة تفاعلية يكمل بعضها الآخر بالشكل الذي يتيح قراءات متعددة وأفق توقع منفتح على تعدد الاحتمالات للمضامين السردية الجزئية وللثيمات الكلية للقصة وللنهايات المفتوحة بفعل إعادة القراءة والتأويل المستمر.
لذا فان قراءة قصة بكثافة قصص السباعي تحتاج الى تسلح بمرجعيات ثقافية تراثية وأسطورية ومعاصرة، عربية وغير عربية فالنص حافل بالهوامش والإشارات فضلا عن بعض التضمينات النصية التي تمارس وظيفة تناصية تخدم بناء النص كما تسهم في نموه دلالياً ومنها على سبيل المثال( قصة طارق بن زياد وبينوشيت وبيكايسي وحكاية الثعلب والفيل وقصة ناصر الأشقر وبنائه للناصرية ووفاة كاظم الحلو واسطورة فينوس وميداس وبرومثيوس وسيزيف ولوحة كيمورا ودون كيشوت ... وغيرها الكثير) مما يتطلب قارئاً استثنائياً حذرا تريبه كل مفردة لأن وراءها مقصد دلالي مضمر لا يفضحه النص.
أما التقنية التي اعتمدها السباعي في انجاز حبكته فهي ذات وظيفة (ميتا سردية) تعرض الحكاية داخل الحكاية بواسطة الحلم أو التذكر والاسترجاع يكون (السارد البطل) علي السباعي راويا أولا لحكايته ومن ثم لحكاية الجد ومن ثم لقصة عتوده وفضائها الأسطوري. ينتج عن ذلك تشظي المحكي الذي نؤوله بتشظي الواقع وضبابيته التي دعت القاص الى المطابقة الشكلية والدلالية لقصته مع الواقع المعيش لتصوير مأزق الانسان والمدينة في ظل مفاهيم استبدادية تنتهك عذرية الحياة والفرد والمجتمع والوطن على حد سواء ويكون عتوده رمز الدكتاتور متناسلا بصراصيره (حيامنه)كما يصفه الراوي.
أن ولع الكاتب بالتأثيث الرمزي لقصصه دفع الناقدة د. سناء الشعلان الى ان تصفه بأنه «ينقل لنا الفجيعة كما يراها ويدركها ويفهمها؛ ولذلك فهي تأخذ الكثير من الأشكال على وفق مفهومه، وزوايا نظره. فتارة نراها فجيعة واقعية مؤسفة، وتارة أخرى نراها فجيعة في ثوب فنتازي مغرق في الدهشة والألغاز، وتارة ثالثة نراها مقدّمة في شبكة معقدّة من التكثيف والترميز الذي يتحايل على الإنسان حتى في لحظات صفوه وضحكه، ويتسلل إلى قهقهاته، ويسلبها لونها وطعمها وصوتها، ليهبها بدلاً منه سوداويته المفرطة في الكآبة والإحباط».
أما الناقد (عباس داخل حسن) فيصفه بقوله "يضمن علي السباعي ويستدعي رموز تاريخية وميثولوجية. يوظفها ويستخدمها في الصراعات الانسانية والــواقع المعيش كنوع من التحايل على الواقع الذي يعج بالمحرمات والممنوعات التي لا تعد ولا تحصى، أومن خلال المونولوج والحوار الوجداني لأبطال قصصه الذين يعانون ذات المفارقات القدرية عبر الـــتاريخ الإنساني".



#عمار_ابراهيم_عزت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا هذا لا تحلم
- جماليات الحذف في شعر يحيى السماوي
- فاعلية نسق المفارقة في انتاج الدلالة
- القصة القصيرة جدا ورهان الحداثة
- المرأة وتحديات العصر
- الأنا والآخر في الخطاب الطائفي
- محنة أبو علاّكَة بين المسرح والواقع
- جمالية التجريد وضبابية التلقي
- سلطة التقويض وتقويض السلطة
- مغارة الجنس ومعاول الرغبة
- الكتابة عند خط المحنة
- رواية شرايين رمادية بمسوييها الحكائي والخطابي
- هكذا سأكتبك يا عراق
- السفارة وسط العمارة
- أحلام معطلة


المزيد.....




- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمار ابراهيم عزت - رمزية القص بين الواقعي والخيالي (بنات الخائبات) للقاص علي السباعي نموذجا