أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمار ابراهيم عزت - رواية شرايين رمادية بمسوييها الحكائي والخطابي














المزيد.....

رواية شرايين رمادية بمسوييها الحكائي والخطابي


عمار ابراهيم عزت

الحوار المتمدن-العدد: 4794 - 2015 / 5 / 2 - 22:37
المحور: الادب والفن
    



كما نعلم انه ليس من اليسير ضبط عمل روائي نقديا في عدة صفحات ، الا ان هذا لايمنع من تقديم اضاءة تكون بمثابة مفاتيح لقراءة الرواية ، ولا ادعي انها مفاتيح نهائية فالقراءة فعل منتج لا يمكن تقييده بمحددات ، من هنا يكون لكل منا قراءته التي قد تتوافق او تختلف كليا او جزئيا مع الاخر ، لكنها – القراءة – حتما لاتهدف الى الوصول الى قصدية الروائي لحظة انشاء عمله ، لذا اقترح ان نتحرك على مساحة رواية حامد المسفر " شرايين رمادية بالذاكرة المرة " بمستويين : مستوى الحكاية ومستوى الخطاب
-مستوى الحكاية : ويقصد به المتوالية الحدثية كما وقعت على المستوى الواقعي او التخيلي قبل تدخل الراوي في سردها ، حيث تتمحور الحكاية حول محنة انور ماشين "الممتدة بين جنوب الوطن "الناصرية " وصولا الى "اوتاوا " كندا في زمن يختزل ذاكرة التعسف في الممارسات اللا انسانية للسلطة وتقييد الحريات انتهاءً بالموت المجاني مما يجعل الوطن جحيما وموتا مؤجلا وهاجسا مقلقا لم يتخلص منه بطلنا حتى في منفاه ، فها هو يقول معلقا على نشرة الاخبار "وكأن قنبلة اليوم التي انفجرت في بغداد هي ذاتها قنبلة الامس التي انفجرت في عصر الانسان الاول ، وملحمة الضد والنقيض والرفض ورفض الاخروالتعصب والتعصب المقابل فلم يعد هناك فرق بين الاسود والاسود الاخر "، انتهى ، وكانما هي حياة سوداوية منذ النشأة الاولى يؤكدها في مشهد اعتقال " غافل حسين مطرود بقوله " يذهب مستسلما معهم بقدميه الى حتفه الذي كان ينتظره منذ عهد الابجدية " ص29
فلم تكن لماشين بالرغم من حصولة على وطن بديل القدرة على الاندماج في المجتمع الكندي حتى حينما مارس الاحتفال بعيدهم الوطني على طريقتهم الخاص وهذا مايعمق صراع الهوية الذي تحول الى انشطار على المستوى الشخصي لماشين الذي ينازع بين ثقافين ويتشظى الى شخصيتين واحدة تعيش الواقع وذاكرته المرة والاخرى كما يصفها تعيش :"احلاما واوهاما وخيالات متعاقبة تختلج بالرأس فلا تترك غير علامات استفهام كاعناق طيور اللقلق "
ولا يتعلق فشل ماشين بالاندماج بالمجتمع الكندي فحسب بل يتعدها الى عدم قدرته على اقامة علاقة مع الجنس الاخر تنتهي الى احتفال اللذة والدهشة فمرة ينتهي عرض " روزي " الانثى ذات الاصول القوقازية باغتصابها من قبل متسولين كما سبق وانتهى اللقاء الحميم الاول لمانع شهري اتفق ان يأتي هذا اليوم ، ومثله لقاءه مع صاحبة المطعم الارملة اللبنانية "ثريا " الذي انتهى قبل ان يبدأ لاسباب تتعلق بمزاج غامض دفع ثريا الى المغادرة .
تبعا لذلك كان حلم اليقظة معوضا مهما للفراغ العاطفي والذي نتج عنه علاقته براشيل" المرأة الوهم " التي ترفض ايضا الاتصال لانها تؤمن ان الصداقة اجدى من الحب ، لكن الغريب في ذلك ان قصة الحب الخيالية انتهت بانسحاب راشيل لعودة حبيبها الجندي مارسيل من حربه في افغانستان بعد ان شيع انه فقد في تلك المعارك .
هذا وغيره فضلا عن مرضه المزمن الخطيرا كان دافعا للعودة الى مدينته (الناصرية ) بعد سقوط الصنم ليجد الناصرية اليوم كحالها بالامس " كما يصرح ويجد هؤلاء القادمين الجدد" وقد جاءوا من كل الاجناس والملل يتصارعون على فقدان الهوية "

اما على مستوى الخطاب : ويقصد به معمارية تشييد الرواية التي تتضمن تقنيات السرد والوصف التي انجزت به هذه الرواية وهي بايجاز كما يلي
1-اوكلت مهمة السرد الى راو عليم تحكم في استمرار السرد وتوقفه لانجاز الوصف او الاسترجاع الذي كان تقنية فاعلة فضحت ما اختزنته ذاكرة ماشين من خلال تجربة فردية او من خلال ذاكرة جمعية ، تخللها بعض الحوارات التي مارست الايهام بالواقع من خلال حضور الشخصيات المتحاورة حيث يتطابق زمن القص مع زمن الخطاب .
2- يتقدم السرد بضمير الغائب لاضفاء الموضوعية والحياد على ما ينقل من احداث ومشاهد الا ان المتمعن يرى ان مايسرد هو من منظور ماشين وهذا يدفعنا الى القول بان اختفاء الراوي خلف الشخصية كان تقنية سردية لها مبرراتها كما سنبين لكن ذلك لا يمنع من ان تقدم الرواية بضمير الانا فيحول الصوت والرؤية الى ماشين وتترك للشخصيات الاخرى ان تعلن حضورها في السرد وبذلك تتحول الرواية الى رواية حوارية متعددة الاصوات . واعتقد على الارجح ان ميل المسفر الى سادر خارجي يمنحه حرية اكبر في تقدم سرده ورؤاه عن الشخصيات الاخرى وغيرها مما يستلزم الاخبار عنه
3- كان التداعي الحر فاعلا في كسر رتابة السرد و كسر افق انتظار القارئ فضلا عن كونه محفزا للمشاركة في اعادة تركيب المتوالية الحدثية من قبل المتلقي الحقيقي
4- لم تنجر الرواية كمتوالية حدثية متسلسلة وانما اعتمد على تحريف الزمن فلايتطابق زمن الحكاية مع زمن الخطاب وهذا مما يحسب للرواية كونه من شعريات انتاج الخطاب الروائي
5- حاول الروائي واقصد المسفر توظيف السيناريو مما دفعه الى عناية في رسم المكان وتشكيل الوصف، بيّنت براعة الكاتب لكنه لم يتعالق مع تطور الفعل الروائي بشكل فاعل في اغلب مقاطعه حتى من الممكن القول ان بعضه فائض لغوي لا جدوى من وجوده
6- تمتعت الرواية بلغة رشيقة اعتمدت المجاز في اغلب مساحتها بل وضمنت مقاطع شعرية .. اعتقد ان غايتها تبريز مقدرة الكاتب وما يمتلكه من مساحة لغوية لانتاج نص ادبي
7 – اذا تعاملنا مع الشخصية ككائن ورقي ، فان الروائي سيكون معني الى درجة كبير في تمرير وثيقة وهذه الوثيقة هي ذاكرة العراق بين اجيال بل وتمتد الى غابر الامم كما في اشارته الى اورنمو على سبيل المثال لا الحصر
ختاما : تعد هذا الرواية عملا كبيرا لا مقارنة بغيره من الاعمال بل على المستوى الشخصي للروائي لانه نقله في الاتجاه الصحيح ومحاولة جادة من المسفر اتوقع انه لو تجاوزها لانتج رواية بخواص حداثوية بعيدة عن البطل الاشكالي والعقدة ومما يعد من خصائص الرواية التقليدية ، واجزم ان ماسجل من مآخذ من السهل انجازها مع مايمتلكه الروائي من امكانيات ..


بقلم الناقد الأديب الاستاذ : عمار ابراهيم عزت



#عمار_ابراهيم_عزت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا سأكتبك يا عراق
- السفارة وسط العمارة
- أحلام معطلة


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمار ابراهيم عزت - رواية شرايين رمادية بمسوييها الحكائي والخطابي