أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمار ابراهيم عزت - الأنا والآخر في الخطاب الطائفي














المزيد.....

الأنا والآخر في الخطاب الطائفي


عمار ابراهيم عزت

الحوار المتمدن-العدد: 6032 - 2018 / 10 / 23 - 01:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" قراءة في كتاب الطائفية في الإسلام للصدر الثاني "
في البدء علينا الاعتراف ان أي دراسة لا تُؤتي أُكلها مالم تُشفع بقراءة فاحصة ومتأنية لأعمال المفكر كلها، فالقصور لا يمكن اخفاؤه حين تُقدَّم رؤية ما على مُؤلَّف واحد، وأكثر تقصيرا ان اعتمدت الدراسة على وريقات كتبها الصدر الثاني في شبابه. لذا فإن ما سنعرضه لا يمثل بأي شكل من الاشكال رأي الشهيد وغايته، بقدر ما يعبر عن رأي متواضع توصلت اليه من قراءة سريعة لهذا الكتيب. وقد قسمت ورقتي الى ثلاثة محاور:
المحور الأول: الأنا والآخر في الخطاب الطائفي
إن الطائفية في أهم شكل من اشكالها هي محاولة إثبات هوية (الأنا) من خلال اقصاء (الآخر). بمعنى إن الشيعي او السني الطائفي – على سبيل المثال – لا يسعى الى برهنة صحة اعتقاده واثبات وجوده بوساطة منظومة معرفية تتقبل (الآخر). منظومة تمتلك إمكانية التعديل والتبديل في سننها، ولها قدرة الانفتاح من حدودها العقدية المغلقة بإتجاه عقيدة (الآخر) لإنتاج ذلك التلاقح الفكري المنتج، بل على العكس من ذلك، يمارس الخطاب الطائفي حالة الانغلاق على ذاته ضمن أشرطة حمراء لا يُسمح بتجاوزها من الداخل أو من الخارج.
يسعى الخطاب الطائفي الى فرض هيمنته من خلال النظام أو المؤسسة المهيمنة على مقاليد السلطة، وذلك بهيكلة المفاهيم والممارسات بما يتلاءم مع أيديولوجيتها، وبالأخص في أهم مؤسساتها، واقصد المؤسسة التعليمية والتشريعية والقضائية.
لقد اهتم الكتاب الذي نحن بصدد تحليله بمفهوم الخطاب الطائفي وتصنيفه الى عدة مستويات أهمها:
1- انه خطاب أجنبي عن الإسلام يستثمر لغايتين وهما
- الهيمنة من خلال بث روح التفرقة والتشتت في جسد الأمة.
- تسويق خطاب جذاب وبراق يؤثر به على منظومة المسلم الذي يعاني من حالة النفور من الطائفية التي تشعر الفرد بالتناقض والتضاد والتقاطع مع مجتمعه وقيمه الرفيعة. من هذه النقطة يقدم الصدر رؤية استشرافية بقوله " ولا يخفى خطورة هذا الخلاف الطائفي – بشكل خاص – على الإسلام وعلى سائر مذاهبه [...]، فإنه لو قدر له – لا سمح الله-أن يدوم وأن يستفحل، يترتب عليه قائمة ضخمة من الآثار السيئة السوداء التي تجر على الإسلام ومذاهبه، بل على مصالح هؤلاء المتخاصمين أنفسهم الشر والدماء.
2- ان الخطاب الطائفي خطاب مصلحة، المستفيد منها الافراد لا الجماعات المنتمية الى طائفة ما. بمعنى إن أفرادا في سلطة ما أو جماعات تتبنى ايديولوجية معينة تحاول استثمار هذا الخطاب المقيت لتحقيق مكاسب لضمان بقائها وفرض قوتها وهيمنتها على الطوائف المتصارعة.
المحور الثاني: مثالية الحلول وواقعية الأزمة الطائفية
يعمد الصدر الثاني الى تقديم حلول تستند الى جملة من المشتركات أهمها: ان كلمة " الإسلام " هي هوية كل مسلم مهما اختلف مذهبه وانتماؤه، وبذلك فمن الممكن نبذ الطائفية بالعودة الى منظومة القيم السامية بعيدا عن " الجدل العقيم "-كما يسميه الصدر-الذي لا يثمر الا عن تصدع الامة وتشظيها، كما وتحولها الى لقمة سائغة لأطماع خارجية تحاول نخر الإسلام وتدميره.
تنحى الحلول المطروحة في الكتاب الى البعد المثالي لا الواقعي، فضلا عن تجاهلها عمق الجدل التاريخي للمذهبين – السنة والشيعة – كما وتركن الخلاف العقدي الماثل، كبنية حتمية لا مناص منها، على رف الارجاء والتناسي، فكما نعلم إن ترك الاعتقاد معناه فساد العقيدة وبالتالي فساد اسلام المرء وعدم صحة اعماله، وبالتالي فان هذا الجدل العقدي التاريخي يعد مفصلا حيويا في تاريخ الطائفية او كما يصفه الصدر " شرارة الطائفية "
السؤال هنا: لماذا تغاضي الصدر عن هذا المحور المفصلي الفاعل وما هي إمكانيات المتاحة لإقصائه من فكرنا المذهبي؟ (اتركه للقارئ)

المحور الثالث: تماهي الخطاب ام خطاب التماهي
هناك أسئلة كثيرة راودتني وانا اقرأ هذا الكتيب منها على سبيل المثال لا الحصر:
-هل أراد الصدر تذويب الخطاب الشيعي في خطاب أوسع؟
-كيف سيمرر الصدر خطابنا الشيعي دون ان يحمل بصمة طائفية؟
-ما هي الوسائل المتاحة لتحقيق انسجام يتجاوز التناقض في التشكيل الاعتقادي لكلا المذهبين؟
-هل الصدر سيتغاضى – ولو مؤقتا – عن الخطاب الشيعي لتمرير خطاب لا طائفي ولو مؤقتا؟
هذه الأسئلة وأخرى دفعتني للوقوف عند محطات نستشف منها تصوره لخطاب التشيع، أذكر بعضها:
1-اقتران وجهة نظر الإسلام بوجهة نظر أئمة الهدى عليهم السلام وانهم هم القادة المؤسسون (ص43)
2-مذهبنا هو الإسلام الحق (ص 67 – 68)
3-إن الائمة سلموا الدولة القائمة على انحرافها وفسقها، وعدم رضاهم عنها، حقنا لدماء المسلمين (انظر ص43 -44)
3-على الشيعي في الحكومة ان لا يفكر في حدود مصلحته، وان يستغل "الفرصة لخدمة دينه ومذهبه "
4-الدعوة الى جهاز قضائي متعدد، وأقول هذا انما يدل على اختلاف لا اتفاق المذاهب في مرجعياتها الإسلامية، ليس على مستوى الخلاف العقدي وانما على مستوى التشريع أيضا. (ص56)
5-وقوله: "نأخذ بما يوافق عقيدتنا وديننا ونطرح ما عداه بوصفه ينتمي الى مبدأ معاد للإسلام". (ص64)
بعد ما تقدم يدعو الصدر الى (اسلام مجرد)، ونتساءل ما هو شكل الإسلام المجرد؟
يتضح مما تقدم ان الخطاب الشيعي لا يتماهى مع خطاب الطوائف الأخرى، بقدر ما يدعو خطاب الصدر الى تماهي الخطابات الإسلامية الأخرى في خطابنا الشيعي بوصفه " الإسلام الحق "

محاولة تركيب:
ينطلق خطاب الصدر بالنظر الى الطائفية في الإسلام من مسلمات مذهبية شيعية خالصة، تحاول ان تثبت وجودها وتحقق هويتها وتحصل على امتيازاتها لا بوصفها فكرا وكيانا شيعيا بل بوصف التشيع (الخطاب الإسلامي الحق) لامتلاكه منظومة من القيم المستقاة من سلسلة متصلة من المشرعين والتشريع المستلة من روح الإسلام واخلاقياته. والله اعلم



#عمار_ابراهيم_عزت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة أبو علاّكَة بين المسرح والواقع
- جمالية التجريد وضبابية التلقي
- سلطة التقويض وتقويض السلطة
- مغارة الجنس ومعاول الرغبة
- الكتابة عند خط المحنة
- رواية شرايين رمادية بمسوييها الحكائي والخطابي
- هكذا سأكتبك يا عراق
- السفارة وسط العمارة
- أحلام معطلة


المزيد.....




- -سلوشنز- تجدد تسهيلات بنكية إسلامية قيمتها 1.5 مليار ريال
- المصارف الإسلامية في سوريا تنتزع الريادة من نظيراتها التقليد ...
- إسرائيل قاتلة الأطفال تحاول بث نار الفتنة الطائفية
- سلي أطفالك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- ماذا يعني اعتراف روسيا بإمارة أفغانستان الإسلامية؟
- “بدون تشويش أو انقطاع” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة 2025 ...
- بابا الفاتيكان يدعو لوقف ’وحشية الحرب’ في قطاع غزة
- الرئيس الروسي يلتقي في موسكو كبيرَ مستشاري قائد الثورة الإسل ...
- هآرتس: تصدع في دعم الإنجيليين الأميركيين لإسرائيل بسبب استهد ...
- بابا الفاتيكان يدعو لإنهاء -وحشية الحرب- ووقف العقاب الجماعي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمار ابراهيم عزت - الأنا والآخر في الخطاب الطائفي