ماذا تفعل أمريكا الترامبية ..

حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 6031 - 2018 / 10 / 22 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الرئيس الأمريكي ترامب صرح بأنه يريد الإنسحاب من معاهدة الحد من الصواريخ النووية القصيرة والمتوسطة التي أبرمت مع الإتحاد السوفيتي السابق في 1987 وتلتزم بها روسيا حتي الآن ..

وهو بذلك يريد - إن فعل - أن يعيد أوربا إلي سابق عهدها في الحظيرة الأمريكية أثناء عقود الحرب الباردة ، وبذلك يقضي علي بعض النزعات الإستقلالية في السياسة الأوربية وخاصة تجاه روسيا والصين، بما يجعل من السهل فرض الإلتزام بحصار روسيا إقتصادياً ، ومحاولة إفساد مسيرة الصين التي بدأت في إعادة طريق الحرير التجاري بتبني مشروع عصري طموح هو (الحزام والطريق ) ،الذي يربط بين آسيا وأفريقيا وأوربا إقتصادياً ..

وفي نفس الوقت يريد إستنزاف روسيا إقتصاديا عبر جرها إلي سباق جديد للتسلح ..

وهكذا ليصل إلي هدف تجريد الصين من حليف إستراتيجي مهم ، في صراعه معها من أجل الإنفراد بقطبية العالم ..

دونالد ترامب هو الرئيس الذي صعد كتعبير عن مرحلة إنتهاء القطبية الأمريكية الأحادية علي العالم ، وبدايات دخولها عصر تآكل الهيمنة الأمريكية ، وأفول الحلم الأمبراطوري الأمريكي ، وهي مسألة لن تسلم بها أمريكا بسهولة ، بل أنها ستكون أكثر شراسة وعدوانية من ذي قبل ..
فهل سيعود العالم إلي سباق محموم للتسلح النووي كان قد توقف عنه نسبياً منذ ثلاثة عقود ؟

وماهو موقف أوربا (خصوصاً ألمانيا وفرنسا) من الإنسحاب الأمريكي من المعاهدة المذكورة إذا ماتقرر فعلاً ؟

وماهو رد الفعل الروسي عندئذ
إذا ماقبلت روسيا أن تكون في دائرة رد الفعل
، وهل ستنجر روسيا إلي سباق مسلح جديد قد يستنزف مواردها ؟
أم أن أمامها خيارات أخري أفضل ، ولديها مبادرات ستتطوق بها هذا الإستنطاع الأمريكي ..؟

وماهو موقف الصين من هذا الإنسحاب الذي قد تهدد نتائجه مشروعها الطموح (الحزام والطريق) ، والذي قد يدق تحققه ونجاحه المسمار الأخير في نعش الهيمنة الأمريكية ؟

أم أن ترامب التاجر البلطجي يريد أن يبدأ جولة جديدة من حروب الإبتزاز التي يمارسها من حين إلي آخر ؟

لنري ..
ــــــــــــــ

#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل