أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - سِرُّ المباحثات التي دارت بين الجنرال ديغول والحبيب بورقيبة















المزيد.....

سِرُّ المباحثات التي دارت بين الجنرال ديغول والحبيب بورقيبة


علجية عيش
(aldjia aiche)


الحوار المتمدن-العدد: 6029 - 2018 / 10 / 20 - 04:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تترك فرنسا الفرصة لإجهاض أي مخطط يخدم القضية الجزائرية ومساعي الدول في الإعتراف بها، فراحت تنشر الإشاعات لتأخير مناقشة القضية الجزائرية في الأمم المتحدة والقائلة بوجود مفاوضات سرية بين الجزائر والولايات المتحدة، في الوقت الذي تحاول فيه إخفاء ممارساتها القمعية من تعذيب وتقتيل ضد السكان، ويذكر بعض الباحثين مساعي فرنسا في إنشاء حلف البحر الأبيض المتوسط ولكن المشروع قوبل بالرفض، خاصة بالنسبة للحكومة التونسية بقيادة الحبيب بورقيبة التي وقفت إلى جانب الجزائر، وقدمت لفرنسا تنازلات من أجل استقلالها
-------------------------------------------------------

ارتبطت الجزائر بجيرانها من الشمال الإفريقي، فمنذ عهد نجم شمال افريقيا وحتى اندلاع الثورة الجزائرية، أعطت حركة الإنتصار للحريات الديمقراطية بعدا مغاربيا لكفاحها السياسي إيمانا منها بوحدة نضال الشمال الإفريقي، وتحقيق وحدة شمال إفريقيا في إطارها الطبيعي العربي الإسلامي، وكان موقف جبهة التحرير الوطني أن الحركات في الجزائر وتونس ومراكش ماهي إلا تعبيرا عن وطنية إفريقية الشمالية، وستحاول الثورة الجزائرية الوصول إلى وحدة الكفاح ضد سياسة فرنسا في الشمال الإفريقي، الرامية إلى التفاوض مع تونس طمعا في إخضاع ثورة الجزائر، كان اجتماعا قد عقدته الكتابة العامة للمغرب الكبير في 15 أكتوبر 1958 بالرباط، حضرها ممثل عن المغرب وتونس، أما الجزائر فقد مثل جبهة التحرير الوطني كل من أحمد بومنجل وأحمد فرنسيس، وكانت أهم نقطة أدرجت في جدول أعمال الندوة تطور القضية الجزائرية بعد إعلان الحكومة المؤقتة ومضاعفة التعاون بين شعوب وحكومات المغرب العربي، كان مؤتمر طنجة الذي انعقد في أفريل 1958 قد رسم مضمون واضح لوحدة المغرب العربي بإنشاء وحدة فدرالية بين الأقطار الثلاثة، لكن المشروع واجهته عدة عراقيل ولم يعرف سبيلا إلى التطبيق، خاصة بعد مجيئ ديغول بسياسته التقسيمية، وليس من السهل أن يتنكر أحد للجهود التي بذلتها دول المغرب العربي وبخاصة تونس أيام الرئيس لحبيب بورقيبة، وما قدمته من تنازلات من أجل القضية الجزائرية، وفي مقدمتها التنازل على مدينة بنزرت السياحية لفائدة فرنسا، رغم أنها تحتل موقعا استراتيجيا، مقابل الاعتراف بحق الشعب الجزائري بتقرير مصيره ووضع حدا للحرب الجزائرية، لم تقبل فرنسا بالعرض الذي تقدم به بورقيبة، فاضطر هذا الأخير إلى تدويل القضية الجزائرية والتوصل إلى مفاوضات بين الحكومتين الفرنسية والجزائرية بقيادة فرحات عباس وكريم بلقاسم، كما عقد اجتماع بين فرحات عباس والرئيس بورقيبة بحضور لخضر بن طوبال وعبد الحميد مهري، وخرج المجتمعون بمشروع إنشاء وحدة تونسية جزائرية، وذلك في إطار التنسيق التونسي الجزائري.

وبالنظر إلى ما قامت به الحكومة التونسية من دعم للثورة الجزائرية بقيادة الحبيب بورقيبة، إلا أن هناك رأي آخر مناقض للرأي الأول، إذ يرى أن الموقف السياسي للحكومة التونسية لم يرق إلى مستوى أهداف ومبادئ الثورة الجزائرية، نظرا لإختلاف التوجهات السياسية وتباين طبيعة القضية الجزائرية من طبيعة القضية التونسية، وقال بعض الباحثين أن المشكل الجزائري في نظر الحبيب بورقيبة ينم عن تجاهل لحقيقة الثورة الجزائرية، إذ لم يكن بورقيبة يسلم بأن الجزائريين أدرى بخلافاتهم وأعرف بحلول قضيتهم، خاصة وأن بورقيبة أنه حاول تسوية المشكلة الجزائرية في إطار الجامعة الفرنسية-الشمال افريقية، التي تمخضت عنها ندوة تونس، كان بورقيبة ومحمد الخامس ياملان في عقد لقاء ثلاثي، لكن كانت النتيجة القرصنة الجوية للطائرة المقلة للزعماء الجزائريين الخمسة وهي في طريقها إلى تونس، وفيها تم اعتقال أحمد بن بلة ورفاقه، وعلى إثرها قامت احتجاجات شعبية عارمة في تونس، ولجأت الحكومة التونسية إلى استدعاء سفيرها في باريس، لم يقف الجنرال شارل ديغول موقف المتفرج وهو يتابع تحركات الدبلوماسية التونسية لنصرة القضية الجزائرية، خاصة بعد البرقيات التي كان الحبيب بورقيبة يرسلها للأمين العام للأمم للمتحدة ورؤساء الدول بالتركيز على الولايات المتحدة لشرح تطورات القضية للجزائرية، فقد قام بدعوة بورقيبة لزيارة فرنسا، والتقى الطرفان، ودارت بينهما مباحثات ومشاورات، وفي رده على بورقيبة عندما طالبه هذا الأخير بالتخلي عن الغرور والكبرياء والدخول في مفاوضات مع الحكومة الجزائرية والإفراج عن أعضاء الحكومة الجزائرية المؤقتة الخمسة الذين قدموا للمشاركة في ندوة تونس، وغلق المحتشدات قال ديغول: إذا لم يتسن التعايش بين العرب والفرنسيين بعد التحرير فإنه مستبعد إجلاء الأوروبيين والفرنسيين، ومما لا شك فيه أن اختطاف القادة الجزائريين الخمسة كان بهدف إفشال ندوة تونس التي انعقدت في قصر السعادة بالمرسى في شهر أكتوبر كما تم ذكره آنفا، والقضاء على الثورة الجزائرية، رغم أن الندوة كانت بموافقة فرنسا، وقد نددت جبهة التحرير الوطني بقوة ضد إيقاف القادة وطالبت برد فعل إيجابي وحاسم وإقرار السلم والأمن في الشمال الإفريقي، وهو ما أكده أحمد فرنسيس في تصريح له بأن الجزائر جزء من شمال إفريقيا وإفريقيا وحدة لا تتجزأ، وقد أعرب عن أمل الجزائر في إنشاء اتحاد فدرالي لدول شمال إفريقيا، علما أن الندوة تمخضت على نتائج ذات أهمية لربط المصير المشترك بين الجزائر وتونس والمغرب وتوثيق روابط الدين والثقافة والتاريخ والمصير المشترك.

لقد أعطت ندوة تونس القضية الجديدة دفعا جديدا، المشار هنا أن فرنسا ارتكبت جرائم بشعة في حق الشعب الجزائري من قتل وتعذيب ولم تكتف بذلك بل قامت بهدم سكناتهم، واغتصاب أراضيهم، وتهجيرهم، والحقيقة أن مأساة اللاجئين بدأت منذ 1955 بعد إنشاء المناطق المحرمة، وما تزال قضية اللاجئين مطروحة ولا تنزع منها الضبابية إلى اليوم، تشير الأرقام أن عدد اللاجئين الجزائريين يتراوح بمئات الآلاف موزعين بين تونس والمغرب، وقد عانوا آلام التشتت والضياع بسبب الإجراءات القمعية التي تعرضوا لها من قبل الفرنسيين، بيوم واحد بعد مجزرة 17 أكتوبر 1961 عندما خرج الجزائريون في مظاهرات سلمية تنديدا بقرار فرنسا المتضمن حظر التجول على الجزائريين في باريس عام 1961، كانت لرئيس الحكومة المؤقتة فرحات عباس لقاءات مع رؤساء الدول ومنهم ليوبولد سنغور رئيس السينغال، وكان هذا الأخير قد قام بزيارة إلى تونس بحضور سعد دحلب وأمحمد يزيد تناول الطرفان المفاوضات الفرنسية الجزائرية، والملاحظ أن تدخل تونس يدخل في إطار وحدة شمال افريقيا، والتي تضم تونس، المغرب والجزائر.



#علجية_عيش (هاشتاغ)       aldjia_aiche#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نادية مراد إنسان قبل كل شيئ
- العولمة في قصيدة للشاعرة الجزائرية لوازنة بخوش
- التعذيب أداة حرب أم جرائم دولة؟
- لهذه الأسباب طلق الشّباب السِّيَّاسَة (الجزائر نموذجا)
- في الثابت و المتغير
- الانتخابات الرئاسية في الجزائر ( 2019 ) و الخطر القادم
- رحيل -رجل بوزن أمة- المجاهد محمد الصالح يحياوي خسارة كبيرة ل ...
- إيران ليست وهّابية
- الصَّمْتُ مَوْتٌ في الزَّمَنِ النَّازِي
- بحث في فائدة المرجعية الثقافية في الجزائر؟
- خطة إسرائيل في تقسيم العالم العربي
- الوهّابية بين الأصولية و الحداثة
- الملحدون يشككون في ولادة المسيح
- أسباب تفوق الرّجل على المرأة
- دساتير الجزائر من أحمد بن بلة إلى عبد العزيز بوتفليقة
- القطيعة.. و حديث عن -الكوسموجونيا-
- في بيوت الله تسفك الدماء..
- رد على تعليق
- دور النخب العربية في تصحيح صورة العرب و الإسلام أمام الآخر
- الانفجار القادم هل هو إعلان عن نهاية التاريخ العربي؟


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - سِرُّ المباحثات التي دارت بين الجنرال ديغول والحبيب بورقيبة