أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - في الثابت و المتغير














المزيد.....

في الثابت و المتغير


علجية عيش
(aldjia aiche)


الحوار المتمدن-العدد: 5979 - 2018 / 8 / 30 - 15:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سؤال يتجدد مع اقتراب موعد سياسي حساس فيه يقرر الشعب الجزائري مصيره في ظل دعوات التغيير لاسيما المعارضة التي عبرت عن رفضها لعهدة خامسة، سواء كانت حركة مواطنة أم بقية الأحزاب الإسلامية، هذه الأخيرة كلما جاء ذكرها إلا و أعادت إلى الذاكرة الحرب الأهلية التي وقعت في الجزائر في بداية التسعينيات، من أجل إقامة دولة إسلامية دستورها القرآن ( إن صدقت النوايا طبعا)، ما دفع بالديمقراطيين إلى القول: أن الإسلام غير قادر على الممارسة الديمقراطية، و كانت هناك نقاشات عميقة حول الثنائي " الدين و السلطة"، و هو ما أدّى إلى نشوء صور مختلفة لتنظيم الدولة، و الاثنان كانا يسيران على منهج المعارضة، و لكلّ رؤيته الخاصة في بناء أرضية صلبة في ترسيخ الهوية و تكوين الأمّة و حماية الشباب من التفسخ، و وضع حد لكل أشكال الهيمنة، من جهتهم يمكن القول أن الإسلاميين بالغوا في فرض أفكار متشددة و بعيدة عن الواقع، لدرجة أنهم كفروا بالديمقراطية و كفّروا أصحابها، هذه الديمقراطية التي حظيت باهتمام الكثير من المفكرين في كتاباتهم، و من بينهم المفكر الجزائري مالك بن نبي الذي تحدث في كتيب له باللغة الفرنسية عن الديمقراطية في الإسلام، في ما وصف دعاة الانفتاح الإسلاميين بأسماء عديدة منها الرجعية، الأصولية و غيرها، يقول محللون أن الحرب الأهلية في الجزائر كانت عبارة عن حرب دينية مضادة، حرب بين الدولة و المسجد، حيث كان الدين له أهمية كبيرة في الخطاب السياسي الذي كان يمهد لميلاد دولة جديدة تلغى فيها القوانين الوضعية و النظام العلماني و يطبق فيها شرع الله، و تعتبر المجتمع تبعا للتصور الديني، و اعتبروا أن القوانين التي جاءت بها الشريعة الإسلامية قوانين مطلقة لا ينبغي أن تناقش، و واجب تطبيقها حتى لو كانت عن طريق العنف باسم "الجهاد"، كانت الحرب الأهلية في الجزائر حرب الداخل مع الداخل و ليس حرب الداخل مع الخارج، و لو أن محركها من الخارج ، و ظهر ما يسمى بالإسلام المسلح، لم تنته هذه الحرب إلا بعد لقاء روما.
هذه القراءة ليست من أجل إحياء البغضاء و نحن نعيش المصالحة الوطنية، و إنما الهدف منها هو تحديد الصراع القائم ، و هو من دون شك صراع بين الثابت و المتغير، صراع بين الأصالة و الحداثة، بل كان صراع أجيال، بحيث يريد الجيل القديم أن يفرض سيطرته على الجيل الحالي ، و هو جيل الإنترنت جيل وجد نفسه مجبر على التكيف مع العولمة، و مسألة الثابت و المتغير هي قضية محورية و أساسية في موضوع التجديد ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها)، و التجديد لا يعني التخلص من القديم الذي يتحول إلى موروث تعتز به الأمم، أو محاولة هدمه و محوه، إلا أن الإسلاميين أصحاب الفكر التطرفي لا يقبلون فكر التجديد، لأنهم ينظرون إلى الأمور من زاوية دينية فقط، و يرون في دعاة التجديد أنهم يريدون إلغاء الدين و استبداله بدين جديد، و كان الشيخ الغزالي من دعاة التجديد من خلال كتابه بعنوان: "جدد حياتك"، و إنما التجديد هو إعادة النظر في الحياة الدينية للمسلمين، و تصحيح أخطاء ارتكبت بعد وفاة الرسول انطلاقا من موقع السقيفة، و الواقع أنه مع ما تشهده الأمة من استيلاب حضاري، بدأ نفر من أبناء هذه الأمة يتناولون النص الشرعي بقراءة عرفت بـ: " الحداثية" أو القراءة الجديد للنص القرآني، و هي كما يقول محللون قراءة تأويلية، و تسعى هذه القراءات الحداثية لإحداث القطيعة مع القراءات التراثية، و إلى أن تفهم النص الذيني فهما مزاجيا متلونا متقلبا مع كل عصر و ظرف بدون ضابط أو رابط، و من هذا المنطلق دأب الباحثون على تتبع مفهوم الحداثة و سياقها التاريخي لدى المثقفين العرب و مقارنتها مع الحداثة الغربية للنص الديني، و الوقوف على مختلف جوانبها ( ثورية النص، عقلية النص و أنسنة النص)، و الحداثة كمصطلح يعني الجِدَّةُ ، و هي لفظ أوروبي المنشأ، ففي الإنجليزية نقرأ modernisme و modernity و في العربية نجد المفهوم مختلف فمن حداثة إلى عصرنة و معاصرة، و المعاصرة تعني إحداث تغيير و تجديد في المفاهيم السائدة و المتراكمة عبر الأجيال نتيجة تغيير اجتماعي أو فكري أحدثه اختلاف الزمن، في حين يرى بعض المفكرين أن الحداثة مذهب أدبي أو نظرية فكرية تدعو إلى التمرد على كل ما هو ثابت، و الانقلاب على القديم الموروث بكل جوانبه و مجالاته، يبقى السؤال المطروح هو: هل كل ما ثابتٌ مقدسٌ؟ و هل كل ما هو متغيرٌ مُدَنَّسٌ؟ تلك هي المشكلة..



#علجية_عيش (هاشتاغ)       aldjia_aiche#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات الرئاسية في الجزائر ( 2019 ) و الخطر القادم
- رحيل -رجل بوزن أمة- المجاهد محمد الصالح يحياوي خسارة كبيرة ل ...
- إيران ليست وهّابية
- الصَّمْتُ مَوْتٌ في الزَّمَنِ النَّازِي
- بحث في فائدة المرجعية الثقافية في الجزائر؟
- خطة إسرائيل في تقسيم العالم العربي
- الوهّابية بين الأصولية و الحداثة
- الملحدون يشككون في ولادة المسيح
- أسباب تفوق الرّجل على المرأة
- دساتير الجزائر من أحمد بن بلة إلى عبد العزيز بوتفليقة
- القطيعة.. و حديث عن -الكوسموجونيا-
- في بيوت الله تسفك الدماء..
- رد على تعليق
- دور النخب العربية في تصحيح صورة العرب و الإسلام أمام الآخر
- الانفجار القادم هل هو إعلان عن نهاية التاريخ العربي؟
- بلجيكا و الحرب القادمة على الإسلام
- -خبزنا كفاف يومنا-
- الوطن لمن؟
- حُمَّى رئاسيات 2019 ترتفع في الجزائر
- رئيس حزب التجمع الوطني الجمهوري ( الجزائري) يطالب بحلّ الأحز ...


المزيد.....




- خامنئي يؤكد رفض إيران -الإذعان- للولايات المتحدة داعيا إلى ت ...
- إسرائيل تقصف مدينة غزة وسكانها يستعدون لهجوم وشيك.. إليكم آخ ...
- غرق 3 شقيقات صغيرات وإنقاذ العشرات من قارب يقل مهاجرين لإيطا ...
- كارثة إنشائية بالصين.. مقتل 12 عاملا جراء سقوط جسر ضخم فوق ا ...
- كاتب إسرائيلي يحذر من تداعيات -تسونامي الاستيطان الصامت- بال ...
- كاتس يتوعدها.. تعرف على مخيمات الضفة الغربية
- أوكرانيا تعلن استعادة قرى في دونتسك وروسيا تحدد شروطها للسلا ...
- قمّة ألاسكا: صراع وتحالفات جديدة من أجل إعادة اقتسام العالم ...
- فلترفع الامبريالية الأمريكية يدها عن فنزويلا وشعبها
- سائق شاحنة ينعطف بطريقة مخالفة ويتسبب بحادث مميت.. شاهد لحظة ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - في الثابت و المتغير