ما الدلالات وراء انتاج صغار من فأرتين بدون حاجة لذكر؟

فاضل فرج خالد

الحوار المتمدن-العدد: 6022 - 2018 / 10 / 13 - 00:03
المحور: الطب , والعلوم
    

هذا ما صرح به باحثون من الاكاديمية الصينية للعلوم مؤخرا من انهم تمكنوا من انجاب صغار للفئران من اناث دون حاجة للذكور .وان هذه الطريقة التي استخدمت فيها الهندسة الوراثية خارج المالوف من تكاثر مجموعة صنف اللبائن (الثدييات ) وقبل ان ندخل بتفاصيل هذه التجربة والتي هي ايضا نوع من الاستنساخ التكاثري ولنتذكر استنساخ النعجة دوللي الذي جرى في النصف الثاني من العقد التسعيني الماضي والذي تم فيه انتاجها من خلية بويضة لانثى افرغت من نواها وتم نقل نواة خلية جسمية ثنائية المجموعة الكروموسومية من ضرع انثى ثانية الى خلية البويضة الاولى المفرغة من النواة وحثت على الانقسام بطريقة تعريضها لتيار كهربائي محدد وتم زرعها في رحم انثى حاضنةلتولد لنا النعجة الشهيرة دوللي . ان ملخص ما قام به الباحثون الصينيون يمكن تلخيصه كما يلي : حيث اخذوا بويضة ناضجة من احدى الفارتين اي انها تحمل تصف العدد الاصلي المميز للنوعلتلك الفأرة ومن الام الثانية اخذوا خلايا جذعية تحمل ايضا نصف العدد الاصلي للنوع المميزوتم الجمع بينهما بطريقة اسموها(تحرير الجينات)Gene Editing , والتي تساعدهم على الفصل والحصول على ثلاث مجموعات جينية متجانسة ومتساوية. ولقد قاموابتجربة اخرى اجريت بنفس الطريقة السالفة الذكر على ذكور من الفئران باخذنطفة ناضجة
من احدهم وكذلك اخذوا خلايا جذعية جنينية احادية المجموعة الكروموسومية من ذكر آخر وتم نقل المجموعتين الى خلية بويضة افرغت من محتواها الجيني ولكن رغم ولادة الصغار لكنهم ماتوا بعد ايام قليلة.انهم اي الذين قاموا بهذه الابحاث يحاولون ان يجدوا طريق لتكاثر مجموعة اللبائن خارج مادرجت عليه اللبائن في تكاثرها منذ ان نشأت قبل اكثر من 200 مليون عاما وهو التكاثر القائم على وجود ذكر وانثى واتحاد نطفة الذكر مع بويضة الانثى واخصابهالتنمو البيضة المخصبة الى جنين داخل الرحم .لقد نظروا الى عدد من الحيوانا ت من اصناف اخرى من الفقريات بامكانه ان تنمو البيوض في البعض منها الى صغار دون حاجة الى نطف من ذكورها اي بطريقة تعرف باسم التكاثر العذري (Parthenogenesis) كما في البعض من اناث كل من الاسماك والبرمائيات والزواحف (ومن امثلة الزواحف انثى احد انواع اضخم العظايا وهو التنين المعروف باسم كومودو فعند الاسر يمكن ان تنتج بيوضها صغارا دون حاجة للذكر ) وكذلك من الطبور ما يحصل لاناث الديك الرومي فهي قد تتكاثر عذريا ايضا .وانعكس هذا العمل على تصريح البرفيسور(روبين لوفيل باج) من معهد فرنسيس كريك حيث صرح هذا البروفيسور قائلا(انهم بعملهم هذا يحاولون ارجاعنا كما لو تتكاثر طيور اليك الرومي وبدون اخصاب ). في الحقيقة والواقع ان هذا النوع من التكاثر العذري لا اعتقد انه في صالح ارقى صنف من اصناف الفقريات وهو صنف اللبائن وبعملهم هذا يحاول من قام بالتجارب الآنفة الذكر ان يختزل دور احد الوالدين اللذين قام التكثر الجنسي على اكتافهما ، ونحن نعلم ما للتكاثر الجنسي من دور واهمية في احداث التغايرات الوراثية في الاجيال الجديدة تلك التغايرات التي قام ويقوم عليها التطور العضوي من اجل انتاج افراد متكيفة تمام التكيف مع البيئات المتنوعة والمختلفة في ظروفها المناخية والجعرافية على سطح كوكبنا الارضي والتي ستصبح متلائمة مع مبدأ الانتخاب الطبيعي الذي تقوم به عادة المؤثرات البيئية المتنوعة التي تتعرض لها الكائنات الحية خلال معيشتها . فالتكاثر العذري هو تقهقر للجنس واختزال لتلك التغايرات الوراثية وسبب الاختزال هذا يعود الى ان عملية العبور(Crossin over) والتي تحصل عادة اثناء الانشطار الاختزالي التي تعانيه الخلايا الجنسية عند تخصصها ولاجل اكتمال نضجها حيث في عملية العبور تتبادل القطع الكروماتيدية بين كل كروموسومين مثماثلين (احدهما من الاب والآخر من الام ) ضمان لحصول التغايرات الوراثية المهمة. ولو عدنا الى استنساخ النعجة دولي ايضا كان هو نوعا من التكاثر العذري لذلك نراها قد دخلت مرحلة الشيخوخة وامراضها وهي لازالت في عمر السبع سنوات وتوفيت عام 2003 .

#فاضل_فرج_خالد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات