التكاثر العذري لدى اناث بعض الفقريات هو تقهقر للجنس

فاضل فرج خالد

الحوار المتمدن-العدد: 4888 - 2015 / 8 / 5 - 02:32
المحور: الطب , والعلوم
    

يقصد بالتكاثر العذري هو تحول البيوض التي تنتجها اناث بعض تلك الفقريات الى اجنة ثم الى افراد كاملة دون حاجة الى وجود نطف ذكرية تخصبها وهي ظاهرة كذلك موجودة في قسم من اللافقريات كما في تكوين ذكور النحل وتكوين اجيال من اناث حشرة المن خلال فصل الصيف فقط

وتنحصر هذه الظاهرة التي تم التعرف عليها علميا في اواخر القرن الثامن عشرعلى مجاميع معينة من الفقريات كما في بعض انواع اسماك القرش(اناث قرش ذي راس المطرقة) وكذلك في اناث بعض انواع من رتبة الحيات والعظايا من صنف الزواحف(كافعى الحفر وانواع من افعى ذات الراس النحاسي وكذلك اناث تنين الكومودو(عند ما يتم اسرها) والذي هو نوع من العظايا المفترسةبطول 3م ووزن قد يصل 90 كغم) وكذلك في اناث الديك الرومي من صنف الطيور





















واغلب اناث تلك الفقريات المذكورة سابقا يعتمد حصول هذه الظاهرة فيها خاصة عند الاسر وعزلها جنسيا وحتى البعض منها عندما تعيش بصورة حرة في الحقول( كما هو حاصل لدى اناث بعض انواع الافعى ذات الراس النحاسي حيث يعلل العلماء حصول التكاثر العذري في البعض منها عائد الى صغر اجسام تلك الاناث بصورة طبيعية فتهملها الذكور ولا تتزاوج معها)

ولكن العلماء والباحثين قدعثروا مؤخرا في مياه فلوريدا الامريكية على سبع سمكات صغيرات من نوع احد الاسماك الغضروفية وهي سمكة( ابو منشار) قد تمت ولادتهن من بيوض غير مخصبة كما نشر ذلك في القسم العربي من البي بي سي في موقعه حيث اشار الخبر الى مايلي (

أصبحت سبع سمكات منشار في فلوريدا أول حيوانات تخرج من ولادة عذرية (بدون تخصيب من ذكر) في بيئتها الطبيعية وبدون مساعدة البشر.




ويشير هذا الاكتشاف إلى أن طرق التكاثر تلك ربما تكون رد فعل طبيعي لتراجع أعداد واقترابها من الانقراض.

وتوصل علماء البيئة إلى هذه النتائج أثناء دراسة التنوع الوراثي في أنواع مهددة بالانقراض.




وقال العلماء إن هذه الولادات ربما تكون أكثر شيوعا مما كان يعتقد في السابق، ونشرت النتائج في دورية كورنت بيولوجي












.

ويعزي اغلب العلماء الى مقدرة خلية البويضة على الانقسام دون اخصاب وتكوين جنين الى تحفيزها اما بواسطة انتقال المادة الوراثية لاحدى خلايا البويضات الشقيقة لها او لاندماج المادة الوراثية لخلية الجسم القطبي المهملة معها

اذن فالتكاثر الجنسي في جميع اصناف الفقريات قائم على مبدأ ان افراد النوع الواحد منها تتمايز جنسيا الى ذكور واناث ،فالذكور تنتج الخصى فيها عندما تنضج جنسيا خلايا جنسية ذكرية متخصصةتعرف بالحيامن او النطف الذكرية واما الاناث بعد وصولها مرحلة البلوغ الجنسي فتنتج مبايضها خلايا جنسية متخصصة تعرف بالبويضات وباتحادالنطفة الذكرية مع خلية البويضة الناضجة تتكون( البيضة المخصبة )قتنطلق لديها عمليات النمو الجنيني التي تنتهي الى تكوين جنين ينمو بعد ذلك الى فرد كامل والمعروف عن النطفة الذكرية بالاضافة الى انها تعطي للفرد الناتج من عملية التكاثر الجنسي النصف الآخر من عدد الكروموسومات المميز للنوع فانها ايضا تطلق قابلية خلية البويضة على الانقسام ومواصلة عملية الجنيني ،

وكذلك اصبح للتكاثر الجنسي اهمية قصوى في احداث التغايرات الوراثية التي هي اساس عملية التطور العضوي التي سببت تنوع الاحياء منذ نشوء الحياة على سطح الارض قبل اكثر من مليارين من السنين

اما في التكاثر العذري الذي هو نوع من التكاثر اللاجنسي ولغياب الكروموسومات الذكرية ومادتها الوراثية فأن التغايرات الوراثية سوف تختزل وفرصة تكوين فرد جديد بصفات مقاومة للتغايرات البيئية تكون ضعيفة اي انه اقل تكيفا للبيئة وهذا ما يفسر لنا اعتبار التكاثر العذري في الفقريات هو عملية تقهقر للجنس لا تقدما له وقد شوهدت على ارض الواقع ان الافراد الناتجة من هذا النوع من التكاثر على الاغلب تكون امامشوهة او لا تعمر كاعمار الافراد الناشئة من التكاثر الجنسي الاعتيادي وبعض الباحثين يعتبرونه نصف استنساخ اشارة الى عملية الاستنساخ التي ظهرت في اواخر العقد التسعيني الماضي وابتدأت باستنساخ النعجة دوللي

#فاضل_فرج_خالد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات