أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - روسيا تلوي عنق اسرائيل














المزيد.....

روسيا تلوي عنق اسرائيل


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 6019 - 2018 / 10 / 10 - 09:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأمر لا يحمل أي مبالغة ، فلم يسمع العالم منذ تاريخ اسقاط الطائرة الروسية بواسطة صاروخ سوري بعد تمويه اسرائيلي خبر قصف الصواريخ أو الطائرات الاسرائيلية للأراضي السورية . ومعلوم ان روسيا اتهمت في الحين القوات الاسرائيلية بالمسؤولية المباشرة . ورغم محاولات المسؤولين الاسرائيليين تغيير الحقائق فان القيادة الروسية تمسكت بموقفها ولم تتزحزح عنه .
حاول الجانب الاسرائيلي اطفاء نار الغضب الروسي بتوجيه وفد عسكري واستخباري الى روسيا اثر اسقاط طائرة ال -20 ، وهي ذات وظيفة انذارية . لكن الرئيس بوتين رفض استقبالهم ، كما نشب شجار قوي بين وزير الدفاع الروسي والوفد الاسرائيلي . وقد اعتبرت روسيا على لسان الناطق الرسمي باسم الجيش الروسي الحدث على كونه تصرفا عدوانيا ، أي انه موجه من قبل دولة عدوة . وبالمجمل رصدا لجميع ردود الفعل الروسية وتحاليل الخبراء والسياسيين الاسرائيليين ، يمكن الجزم أن شرخا كبيرا قد حدث في جدار الشراكة المتينة بين اسرائيل وروسيا الى حدود اسقاط الطائرة وقتل 15 ضابطا روسيا . فمن بين أعنف ردود الفعل الروسية تصريح وزير الدفاع الروسي كون اسرائيل دولة جاحدة ، وهذا التصريح وحده كاف للوقوف على مدى خيبة أمل الروس في التعاون مع اسرائيل مع العلم أن روسيا كانت من بناة ورعاة الكيان الصهيوني ، ولعبت دورا كبيرا في مناوءة الوجود الانجليزي بفلسطين قبيل الحرب العالمية الثانية وبعدها ، بل هناك دراسات تذهب أن المخابرات السوفياتية السابقة كانت وراء تفجير فندق داوود سنة 1946 الذي أودى بالعديد من كوادر الجيش الانجليزي .
لكن صدمة روسيا الحالية كانت كبيرة برغم تعاونها الوثيق مع اسرائيل ضد سوريا التي تحميها روسيا مباشرة . اذ صار من المعلوم أن اسرائيل قامت ب 200 غارة جوية وأطلقت ما يقرب من 800 صاروخ وقذيفة مدفعية على الأراضي السورية ، ضد تعهد روسيا بحماية سوريا ، والدفاع عنها في المحافل الدولية . وهو تكتيك جيواستراتيجي جد معقد .
لكن حادثة اسقاط طائرة ال- 20 كان المنعطف الخطير الذي جعل روسيا تقرر منح سوريا منظومة الدفاع الصاروخية "اس 300 " ، وهو ما عارضته اسرائيل منذ سنة 2015 واستجابت له روسيا ، ومنحت اسرائيل هوامش كبرى لضرب أي هدف تراه مناسبا لها دون الاقتراب من مراكزها وقواتها . لكن اسرائيل خذلت روسيا في النهاية وجرحت كبرياءها كدولة عظمى أثبتت جدارتها منذ دخولها سوريا واطباقها على ملفها وتبنيها لها ونسج علاقات استراتيجية مع ايران ، وما يعنيه ذلك من بسط هيمنتها وتأثيرها على منطقة ومساحة هامة في الشرق الاوسط. فالخبراء الاستراتيجيون يدركون أن أي شراكة مع ايران تعني شراكة غير مباشرة مع أربع دول محورية بالمنطقة هي ، لبنان ، سوريا ، ايران ثم العراق ، بالاضافة الى الأذرع الممتدة داخل لبنان والعراق واليمن والبحرين . علاوة على دول كعمان والكويت . فالمجال الحيوي للعب السياسي والاستراتيجي ممتدد بدرجة جد معقولة في المنطقة ، وهذا ما انتبهت اليه روسيا وأغفلته الولايات المتحدة الأمريكية المنهكة من حروبها الفاشلة عبر التاريخ والجغرافيا .
يرى بعض المؤرخين الروس أن اسرائيل خذلت الاتحاد السوفياتي منذ نشاة اسرائيل ككيان دولي معترف به في الأمم المتحدة ، فاليهود القادمون من جمهوريات الاتحاد السوفياتي المنحل شكلوا العمود الفقري للكيان الصهيوني ، ومنحتها كل الدعم الاستخباري والعسكري ، وكانت أول دولة تعترف بهذا الكيان . وزودها ستالين بمجموعة من الطائرات والعتاد الحربي سنة 1948 . لكنها سرعان ما تنكرت لهذه التضحيات ومالت كليا الى الولايات المتحدة الأمريكية غادرة بالدولة التي منحتها كل مقومات الوجود الأولي ، من سكان ومعلومات وعتاد وأسلحة . هذه المعلومات الخفيفة عن قوة الارتباط الروسي باسرائيل ومدى الخيبات التي تلقتها روسيا من هذا الكيان تمنحنا رؤية واضحة التفاعلات الخفية للعلاقات الروسية الاسرائيلية ، هذا دون الغوص في التاريخ القديم لما صنعه اليهود بروسيا القيصرية ، وبالثورة البشلفية .
ان النظر الى هذه العلاقات المتوترة بين روسيا اليوم واسرائيل منذ قيامها يهيئ لنا المجال لفهم الرد العنيف لروسيا بوتين على الكارثة الكبيرة التي تسببت فيها اسرئيل عبر اسقاطها للطائرة الروسية . ما جعل قرار تزويد سوريا بمنظومة صواريخ "اس300 " قرار جاهزا .
فما هي خصائص منظومة هذه الصواريخ ؟؟ وكيف يمكنها لجم تفنجات واستقواءات اسرائيل.
تتميز صواريخ اس 300 التي تعتبر جيلا جديدا من نفس الصناعة السوفيتية ، لكنه اكثر تطورا وتعديلا .وهي صواريخ يمكنها تدمير الطائرات الحربية والصواريخ المجنحة والطائرات دون طيار ، كما تتصف بميزة التثبيت أو الحمل فوق مركبات متحركة ، وهي قادرة على استخدام رأس حربي وزنه 133 كغم، شديد الانفجار، يمكنه تدمير الهدف دون الحاجة إلى الاصطدام المباشر.
ويتم تجهيز منظومة "إس — 300" الروسية بـ3 أنواع من الصواريخ يصل مدى أحدها الأقصى إلى 47 كم، ويصل مدى الصاروخين الآخرين إلى 75 كم، و150 كم على التوالي، بينما يمكن لأي منها إسقاط أهداف في مدى قصير يصل إلى 25 كم. وتراوح طول أنواع الصواريخ الثلاثة بين 7،25 الى 7،5 متر ، وقطر كل منها هو 51 سنتم .ويمكنها اسقاط صوارخ او أي هدف متحرك بسرعة قد تصل الى 4300 الى 10 ألف /كم في الساعة .
كما تتميز بقدرتها على الصواريخ البالستية . بالاضافة الى امكانية اطلاق صاروخ كل ثلاثة ثواني ، مع ميزة توجيه أكثر من صاروخ في حيز زمني متقارب . وهي تتوفر أيضا على منظومة التشويش الراداري . ويمكن طيها وفتحها خلال خمس دقائق فقط . وهي مجهزة برادارات بمكنها تتبع مائة هدف في نفس الآن ، والاشتباك مع 12 هدفا في الوقت عينه .
هذه الخصائص والمزايا التي تتوفر عليها صواريخ اس 300 ستكون حتما أهم رادع للتحرشات والعربدة الاسرائيلية بالمنطقة . خاصة اذا علمنا ان اسرائيل في عقيدتها العسكرية تكره أن يصيب جيشها أي خدش او ومكروه ، فما بالك بالقتل واسقاط الطائرات والصواريخ ؟ .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهيار الديبلوماسية المغربية
- قضية توفيق بوعشرين والتوظيف السياسي
- لا أمل ...
- صناعة الشرق الأوسط من جديد
- بين اللورد بايتس ووزراء كلينكس
- هل يمكن أن أخالف السيد حسن نصر الله ؟؟
- لو كنت مثلي
- من الأسلمة الى الأنسنة
- تعويم الدرهم المغربي ، نحو غرق أعمق واحتجاجات ضخمة
- النظام المغربي أمام حقائقه
- تحليل استخباري لأحداث ايران الأخيرة
- احتجاجات ايران تحت مجهر احتجاجات المغرب
- لا تركعوا لهبل
- أول صفعة عربية للبيت الأبيض من أضعف خلق الله
- قراءة جيوستراتيجية في قرار ترامب نقل السفارة المريكية الى ال ...
- اللعب خارج الملعب ؟ المملكة العربية السعودية نموذجا
- هذه موانع الحرب العشرة في الشرق الأوسط يا عطوان
- بنكيران ينسف بروج الدكاترة والمحليين العاجية
- مقارنة عابرة بين ديمقراطية الكيان الصهيوني وبين ديمقراطية ال ...
- أزمة الثقافة في طنجة ، هل من منقذ ؟


المزيد.....




- الكونغرس الأمريكي يكشف عن شرط لتدخل الولايات المتحدة عسكريا ...
- مينسك تحذر من استمرار تمركز قوات -الناتو- في ممر بين بيلاروس ...
- ملكة الأردن: استمرار حرب غزة يفقد الولايات المتحدة مصداقيتها ...
- قتلى وجرحى جراء هجمات روسية على مدينة خاركيف في شمال شرق أوك ...
- ?? مباشر: 16 قتيلا من عائلتين في غارات إسرائيلية على رفح ولا ...
- تساؤلات قانونية وإنسانية حول قانون الترحيل -الطوعي- من بريطا ...
- صحيفة: -قضية فساد جديدة- في وزارة التموين المصرية
- فوائد التدليك العلاجي للجسم
- نسخة صينية مقلدة من شاحنة ماسك المثيرة للجدل
- Beats تعلن عن سماعاتها الجديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - روسيا تلوي عنق اسرائيل