أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مظهر محمد صالح - اليابان تتقدم نحو الساعة ٢٤














المزيد.....

اليابان تتقدم نحو الساعة ٢٤


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6019 - 2018 / 10 / 10 - 14:54
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ليابان تتقدم نحو الساعة٢٤

مظهر محمد صالح

في العام 1867 اعتلى عرش اليابان الامبراطور ميجي، مبتدئاً عصراً جديداً من الحداثة والتقدم والنماء، سمي بعصر الميجي الذي كان شعاره (بلاد غنية.. وجيش قوي).
تفوّه الامبراطور ببضع كلمات أمام حاشيته وهو يلتهم في نفسه أجمل أسرار الحياة حول مستقبل اليابان المزدهر لينطلق لسانه مردداً: إن الدولة اليابانية معبد الله على الأرض، فيها تستقر مكانتنا في الدنيا والآخرة.
وبهذه الكلمات استمد الامبراطور من طواياه القوة والشجاعة والتفاني من أجل الأمة اليابانية، متخذاً من نظامه الجديد خطوات إصلاحية واسعة غيّرت مذاق الدنيا في هذه البلاد، يومها خضعت الاقطاعيات الزراعية كافة لقوة الدولة وأصبحت جزءاً لايتجزأ من أراضي الامبراطور، وصار بمقدور أي فرد حرية العمل حيثما يشاء، وأمسى الفلاحون حائزين حقاً لأراضيهم الزراعية في ظل نظام جديد يضمن لهم حق التصرف بالأراضي وان حيازتها باتت حقاً للجميع.
كما حلت ضريبة الأرض التي أخذ تحصيلها يجري لمصلحة الحكومة الوطنية بديلاً للمدفوعات الاقطاعية او التي كان الاقطاعيون السابقون يحصلون عليها من الفلاحين، ما جعل غالبية الإيرادات الحكومية تأتي من ضريبة الأرض في السنوات الممتدة بين الاعوام 1870 الى 1879 ميلادية.
أما على الصعيد العسكري، فقد حل التجنيد الإجباري محل قوات الساموراي (وهي القوات التي كانت تحتكر لنفسها حمل السلاح وقوامها وقت ذاك أقل من مليوني مقاتل، إذ جرى تسريحهم بعد تعويضهم بسندات الحكومة اليابانية). كما اُدخلت العقيدة الأوروبية في التسليح والإعداد والتدريب على الجيش الياباني الجديد.
ويلحظ ان اليابان اعتمدت أول دستور مكتوب لها في العام 1890 ميلادية والذي تبنى الملكية وعلى وفق النمط البروسي (الألماني) السائد في ذلك الوقت. وعلى الرغم من روح الحداثة التي اعتمدتها اليابان في عصر (الميجي) لكنها واجهت مشكلة طريفة وحساسة في الوقت نفسه تتعلق بقياس الوقت أو الزمن. إذ كانت الساعة اليابانية التقليدية تقسم الوقت الى مجموعتين: الأولى، قوامها ست ساعات وتبدأ من شروق الشمس حتى مغيبها، أما الأخرى، فتبتدأ من غروب الشمس حتى شروقها وتتألف من ست ساعات ايضاً!. وبناءً على ذلك، أضحت ساعات الليل والنهار تختلف عن العالم في مدتها. كما أن مدة الوقت تختلف على مدار العام ايضاً، الأمر الذي وضع اليابان في سلسلة زمنية وتوقيتات أشبه ما باللغز في تفسير الزمن!.
انتهت اليابان في العام 1873 ميلادية من بناء أول شبكة للنقل بالسكك الحديد، حيث واجهت حكومة الميجي مشكلة إطلاق جداول مواعيد وصول ومغادرة قطاراتها في توقيتات غريبة شديدة التبدل على مدار السنة!!. وعليه، قررت الحكومة اليابانية إلغاء نظام التوقيت الياباني التقليدي ليحل محله نظام التوقيت الغربي القائم على أن اليوم الواحد يساوي 24 ساعة. إذ علت الساعة اللاتينية محطة قطارات طوكيو للمرة الأولى في التاريخ الزمني لهذه البلاد.
حالفني الحظ قبل سنوات بالوقوف أمام صخرة وضعت في مكان عام وسط العاصمة اليابانية طوكيو في محلة تسمى (نوهان باشي) أي (قرص الشمس) حين أخبرني الدليل السياحي بأن تلك الصخرة تحمل إشارة مفادها بأن الوقت يعد صفراً في هذا الموقع الجغرافي من الأرض، ليأخذ بعدها الزمن مداه في التقدم او التباطؤ بين غرب الأرض وشرقها. وهي تماثل من حيث المبدأ موقع غرنتش في لندن من حيث تصفير الوقت بين شرق العالم وغربه.
ختاماً، أدركت أن شعار اليابان (أمة غنية وجيش قوي) في القرن التاسع عشر الميلادي، استلزم التقدم في زمن غير محنط وقطار سريع لا يغفل الوقت وهو يطارد المستقبل لبلوغ الساعة 24!!



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خريف طوكيو:افطار من رز
- الراية الملكية وكؤوس الفوز المقلوبة..!
- وزارة السعادة...!
- العبادي :رجل الدولة في آسيا الديمقراطية.
- العراقي الاشقر : نقمة ام نعمة
- شجرة البرتقال المغتربة
- ماسح المدخنة
- حوت في قلب السوق..!
- غلطة واقعية في هارفرد...!!
- عمتي و الملك
- الصراع السلمي لرأس المال:الفارس الأبيض
- تدخل الدولة في خلق السوق:-بوسكو - انموذجاً
- رصيف شارع المتنبي :قبضة اليد وأنامل الرحمة
- غرائب اقتصادية:الجنس الأسود والرجل الأبيض
- الصندوق السيادي الغاطس وضمانات التنمية الاقتصادية : العراق ا ...
- متلازمة الاحتياطيات الأجنبية وتمويل التجارة الخارجية في العر ...
- متلازمة الاحتياطيات الأجنبية وتمويل التجارة الخارجية في العر ...
- متلازمة الاحتياطيات الأجنبية وتمويل التجارة الخارجية في العر ...
- النار الأزلية !
- عجلة اليسار الاقتصادي ويمينه


المزيد.....




- السعودية.. الداخلية تعلن تنفيذ -حد الحرابة- بحق مصري الجنسية ...
- زلزال قوي قبالة كامتشاتكا وتحذيرات من تسونامي
- إيران تعود إلى طاولة المفاوضات النووية مع -الترويكا الأوروبي ...
- اليابان تختتم مهرجان -هاكاتا جيون ياماكاسا- بسباق عوامات يزن ...
- الإعصار -ويفا- يضرب هونغ كونغ ورياح عاتية تؤثر على أجزاء من ...
- ما القصور الوريدي المزمن الذي شخص به ترامب؟
- مراسل الجزيرة يرصد سفنا متضامنة مع السفينة -حنظلة- لكسر حصار ...
- عاجل | حماس: ما يجري في غزة تطهير عرقي ممنهج يستخدم فيه القت ...
- الإعلام الحكومي بغزة: القطاع يقترب من مرحلة -الموت الجماعي- ...
- معاريف: لسنا قريبين من النصر وحان الوقت لإنهاء الحرب


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مظهر محمد صالح - اليابان تتقدم نحو الساعة ٢٤