أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرزاق دحنون - نصُّ وقصيدة للمفكر العراقي هادي العلوي















المزيد.....

نصُّ وقصيدة للمفكر العراقي هادي العلوي


عبدالرزاق دحنون
كاتب وباحث سوري


الحوار المتمدن-العدد: 6008 - 2018 / 9 / 29 - 15:09
المحور: الادب والفن
    


عرفتُ النبراس الهادي "هادي العلوي" أول مرة من خلال مقالاته التي كان ينشرها في مجلة "الحريَّة" التي كانت تصدر في بيروت مُناصفة بين حزب العمل الشيوعي "محسن إبراهيم" والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين "نايف حواتمة" أواخر العقد السابع من القرن العشرين. كان يُتحفنا على صفحاتها بما تيسر "من قاموس التراث" في حلقات أسبوعيَّة ومن ثمَّ مقالات وأبحاث متفرقة لعلَّ أميزها وأندرها والتي لم تُنشر في كتبه: ارتقاء النبوة وتناسخها, لينين فيلسوفاً, مُلاحظات على رسالة الخميني إلى غورباتشوف, الحسين بن منصور, حكاية جدي لألفة الإدلبي, قصيدة "على عتبة المؤتمر" وغيرها الكثير الذي ما زال طيَّ "الحريَّة".
وقد هممتُ بها لجمعها وتوثيقها ونشرها في كتاب في الذكرى العشرين لرحيل النبراس الهادي لكن المقتلة التي ألمَّت بوطني سورية قتلت كل الأحلام و رمت بنا بعيداً عن ركن كُتبنا ومراجعنا وأرشيف معلوماتنا التي نألفها وتألفنا وها نحن عراة إلا من ذاكرة واهنة تتشبث بما تبقى من مَجمع المعرفة.
وحسب محمود مراد في مقاله هادي العلوي حلاج القرن العشرين ومشروع المزاوجة بين التراث والماركسية: "لم يكن هادي العلوي مجرد مفكر صاحب مشروع نظري في قراءة التراث الإسلامي، وإنما حمل الرجل معه آلام الفقراء والمهمشين والمشردين في كل بقاع العالم ضمن همومه اليومية، ووقف معهم في نفس موقعهم الطبقي ضد سلطة أصحاب المال وأرباب الدولة ورجال الدين، و هؤلاء بنظر العلوي هم مصدر الشقاء والبؤس وممارسة القهر ضد الجماهير وتزييف وعي الناس وإرضاخهم إلى الأمر الواقع سعيًا إلى تأبيده وتأمين مصالحهم".
وهذا النصُّ الذي أنقله كاملاً هُنا نُشر في أواخر ثمانينيات القرن العشرين في أحد أعداد مجلَّة "الحريَّة" التي خرج الشارع العربي من أجلها بعد مقتل محمد بوعزيزي صاحب عربة الخضار في تونس. سَلِمَ النصُّ من القتل لأنه كان مخفياً في "فلاشة" هي كل ما حملتُ من مكتبتي في "إدلب" إلى ديار الهجرة على شاطئ بحر إيجة.
...
نصُّ من مجلَّة الحريَّة
"الحسين بن منصور"
هادي العلوي
متزملاً بالاسم الأعظم أتملى وجهك السماوي لكي تراني أتطلع الرؤية غايتي هي سبب غربتي وانقطاعي تسألني كيف مشيت وراء ذي القرنين حتى مطلع الشمس؟ هلك الهالك بالحسرة وتزود الغريب من زاد القرب وتواردت عليه الأحوال فرفعته إلى مقام الخواص ثم جاء مستفيداً من حامد بن العباس حتى يكمل الطواف حولي
مر علي زمان كنت أسـتوطن الريح أبحث عن وجوه لا أراها صائماً كالنهار في هجير الصحراء ليس لصومي ميقات ومن أُصلي له مات فلمن أصلي؟ قطعت صلاتي وصار ذكري تمتمة خلعت رداء الأرض مشيت عارياً حتى المغيب فلم يسترني الظلام عدت إلى مطلع الشمس فلم أر من السور إلا الحجارة تيممت الشمال فزوى وجهه عني تجردت من علائق الحضور فاشتعلت النار في ثيابي غبت عن نفسي فلم أتجرد رجعت إليها فرأيتها تركض في الغابات نهرتها فلم تسمعني ألقيت عليها ذراعي فلم ترجع أحسست حينها أني بلا ذراعين
أردت الخروج كما خرجت أنت من أقطار العقيدة إلى أقطار الحقيقة فقالوا لا تخرج إلا بسلطان وإنما غايتهم أن يقطعوا عنك عارفيك فلا تبقى لهم من المعرفة إلا اللغة ومن الكشف إلا البصر ومن الذوق إلا الحواس حتى لقد قال قائلهم إن قبرك مهجور في فلاة مهجورة ولو نظروا إليه بعيوننا لرأونا من حولك نطوف ونسأل
يا حسين بن منصور لا صمت لمن تأخذه يداك لا انقطاع لمن حملته النجوم إليك لا انطفاء لمن يشتعل بنارك الأبدية أيها الباحث عن المستقر بكل أرض لو استعبدتك المطامع لما قتلوك لكنه كيد التنين وغفلة من ينادمه في عز الصيف فخذ مني العهد أن لا أنادمه وأن أرفض الشرب من كأسه ما دمت مترعاً بكأسك وأن لا أقر بالواسطة بعد أن علمتني أنّ الحق لا يؤخذ من غير الحق ولن يكون دليلي بشراً يأكل الناس من يديه
وقد خرجت من شرط الإيمان إلى شرط العلم ثم تخلصت منه إلى شرط المعرفة فشربت من أسرار الوجود ما أغرقني في بحار الاستغراق ولما غرقت في البحر لقيت الذين سبقوني إلى قراره فأخذوا بيدي إلى مقام الصعود وقالوا المالك للشيء مملوك له ومن أراد الحرية فليخرج من ملكوت الرغبة وبيوت الأغنياء لا تصح فيها الصلاة ومن استمع إليهم لم تدخل الحكمة إلى قلبه
قلت لهم أجوع مع الجائعين فذلك هو شرط المعرفة وألتحف بالمنافي فذلك هو شرط الحرية وإذا رضي عني الحسين بن منصور فليغضب علي كل سلاطين العالم
...
"على عتبة المؤتمر"

هذه القصيدة نشرها هادي العلوي أول مرة في مجلة "الحريَّة" في بيروت يوم 3/11/1991

"اعز مكان في الدنى سرج سابح "
المتنبي
...
متى ترفُ بأرض القدس يا علمُ
حليفُك الخنجرُ المسموم واللغَمُ
وسحرك العبوةُ الحمراء يحملها
في القادمين أُباة الضيم لا الغَنمُ
والسائرون على آثار مِدفَعِهم
حيث الصفوف على المتراس تنتظمُ
لا الحاملون إلى المجهول أمتعة
في جوفها ورقٌ من فوقه قلمُ
إنّا النزيرُ لأهل الأرضِ أن يَرثوا
أرضاً بعز الشظايا الحمرِ تضرمُ
وأن يعودوا إليها مثلما خرجوا
ويَهزِموا واغلاً من بعد ما هُزموا
وإن من يرتجي نَبْضَ الثرى فإلى
سلاحه, لا إلى الاعداء, يحتكمُ
ولا إلى حاكم في القصرِ مُنكسرٍ
ولا إلى قائدٍ بالسلم يعتصمُ
سر يا أسير إلى الدنيا بمَحْرَقَةٍ
لا السلمُ يُنجيكَ من أسرٍ ولا الأممُ
ومن ورائك آلافُ مؤلفة
طعامها النار والحرمان والقِيمُ
لم يُفسدوها بإغراءٍ كما فَسَدوا
ولم تَخُرْ مثلما خارت لهم هممُ
ولا تصدّقْ بشحّاذٍ فَقَدْ عَظُمَتْ
فيك الجنايةُ حتى استُرخِصَ القسمُ
ساحاتكُ الكوكب المعمورُ أجمعُهُ
لا صاحب القصر في مَنأى ولا الحشمُ
وما الشهامةُ في الاسم الذي صَنَعوا
بل الحسينيُّ عبدُالقادر الشَهمُ
إن كان للسائح الجوًال مَكرُمةُ
فشيخُ جَبْلةَ بركانُ له قِمَمُ
وليس مَن سيفُه البتّار من خشبٍ
كمَن عواصفُه في الجَوِّ تزدحمُ
عُدْ للسلاح ولا تقرأْ صحائفهُم
فقد تناثرت الاوراق والذممُ
...
فَجِّرْ فأنت على التفجير مقتدرٌ
واحذر مصائدَ ما حلّوا وما بَرَموا
تخافكَ الأرضُ أشباحاً مُفَخَّخةً
وتزدريكَ خطاباً سائباً أُمَمُ
ويشتريكَ إذا ما بعْت مؤتمرٌ
ويصطفيكَ لمعنى العز مُقْتَحَمُ
ولا تعلَّق على "القانون" أمنية
إن السلاحَ وجودٌ والمُنى عَدَمُ
ومجلسُ الامن ليس الامنُ غايتَهُ
وما له في كتاب العدلِ مُرْتَسَمُ
وإن سألتَ الامينَ العام عن سببٍ
فالحق عند الامين العام منقسِمُ
وكم جنحتَ إلى سلمٍ فما جَنَحوا
وكم ندمتَ على شيء وما ندموا
سيُهْزَمُ الجمعُ مذعوراً إذا نَطَقتْ
لك المدافع وانحلّت بك الظُلَمُ
وليس للعم سامٍ ولا سما شَرَفٌ
وليس للسامريِّ العجل ما يسمُ
أولاء إن سَمِعوا ضاداً تَقَسَّمَهُمُ
رعبٌ, وزلَّت بهم في الحلبة القَدَمُ
وإنما يتداعى خَلفَهم ضَبعٌ
خَسّ المطالب راضٍ بالذي قَسَموا
وما حياةٌ سوى بالموت آمنةٌ
وما حقوق سوى بالقتل تحترمُ
...
خُطَّتْ على عتبات البائعين ولم
تَنْفُقْ بساحتك الامثالُ والحِكَمُ
وليس أحكمُ من لغمٍ تُفجِّره
وليس من نارٍ لها حِمَمُ
من كان يكذِبني ان الحياة مُنىً
فليس يكْذبني أن الحياة دمُ
ملاحظة من هادي العلوي: الشطر الأول من المطلع هو الشطر الأول من مطلع قصيدة كتبها شاعر بغدادي أوائل الخمسينات. والبيت الأخير من قصيدة للرصافي.



#عبدالرزاق_دحنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشرون عاماً على رحيل المفكر العراقي هادي العلوي ...سلامٌ علي ...
- إلى أين نحن ماضون؟
- تغريدات ناجي العلي القاتلة...أخي المواطن من ضربك على خدك الأ ...
- إنَّ الكلامَ معَاقِلُ الأَشْرافِ
- مكتبة -إبلا- في إدلب من أقدم مكتبات العالم
- دفاتر شيوعية
- شفان...في أجمل أغنية عن الزوجة في العالم
- الصورة التي كادت تتسبب في طردي من الحزب الشيوعي
- الصَّحفيَّة دي...شيوعيَّة
- ريجيس دوبريه...خمسون عاماً على كتاب -ثورة في الثورة-
- لينين و الانتفاضة
- الشيوعيون...أصحاب اللّحف المُقَطَّعة
- ساعتان مع الشيوعي النبيل نبيه رشيدات
- بنطال كارل ماركس
- الماركسية-اللينينية في أربعة صناديق من الكرتون
- الأسطورة في وعي كارل ماركس
- كارل ماركس مفكراً
- كارل ماركس ما زال حيَّاً
- الوقوع في حُبِّ كارل ماركس
- مشاعيَّة كارل ماركس


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرزاق دحنون - نصُّ وقصيدة للمفكر العراقي هادي العلوي