أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - مَن أنتم؟ هل كان القذافي محقا؟














المزيد.....

مَن أنتم؟ هل كان القذافي محقا؟


معتز حيسو

الحوار المتمدن-العدد: 5998 - 2018 / 9 / 18 - 15:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





ــ دأبت أنظمتنا العربية على استخدام الأيديولوجيا والعنف المؤدلج لتمكين الأحادية السياسية، وتأبيد هيمنتها على الدولة والمجتمع. وتزامن ذلك مع تقليص مساحة النشاط السياسي وتجفيف منابعه.
ــ تساوق اعتماد السلطة لآليات الاستبعاد السياسي، مع هشاشة نموذج الدولة الوطنية التي ما زال حكامها ينظرون للنقد الموجه إليهم على أنه مصوب للدولة ذاتها، وأن التعددية السياسية والديموقرطية، يساهم بتفكيك الوحدة الوطنية.
ــ إن احتكار السلطة للمجال العام، وإحكامها السيطرة على مؤسسات المجتمع المدني، وإخضاعها لمتطلبات الحاكم. أفقد السياسة معانيها وأهدافها وعمقها المجتمعي، وحوّلها لخطاب سلطوي أحادي الميل. وليس غريباً في هكذا ظروف أن يتمحور خطاب السلطة، وكذلك آليات اشتغالها حول تأبيد سيطرة الفئة الحاكمة، وإعادة إنتاج ذاتها السلطوية. وكان لذلك دور ملحوظ بتفريغ المجتمع من طاقاته الحية، وفي توسيع الفجوة بين السلطة والمجتمع، وبين خطاب السلطة والواقع المعاش.
بناءً على ما تقدم، لم يكن مستغرباً، أن يتساءل القذافي وغيره من حاكم بلدان «الربيع العربي» بلهجة الاستنكار والتشكيك وأيضاً التخوين عن هوية المنتفضين.«من أنتـــــــــــــــــــــــم». ومن أسباب ذلك إصرارهم على نكران حقوق المواطنة التي يجب أن يتمتع بها المجتمع «أفراد وكيانات». وأنهم ينظرون لمواطنيهم من منظار التزامهم بتقديم فروض الولاء والطاعة فقط. وعندما فوجئ هؤلاء الحكام، أن في مجتمعاتهم شرائح وفئات ما زالت تمتلك القدرة على الرفض. أيقنوا أنهم فشلوا باجتثاث بذور الحياة داخل مجتمعاتهم. وكان ذلك مبرراً من وجهة نظرهم لاستعمال كافة الوسائل والأدوات القمعية ضد من تجرأ بالمطالبة بحقوقه المهدورة. علماً أنهم لم يراجعوا يوماً سياساتهم التي أسست إلى أوضاعنا الراهنة، وأوصلت المجتمع إلى لحظة الانفجار.
يُضاف لذلك أنهم ينظرون لشعوبهم على أنها عاجزة عن إدراك مصالحها. ولا يمكنها أيضاً إدراك القضايا الكبرى. ما يعني أنها تحتاج لوصاية زعيم سوبرماني. وشكل ذلك غطاءً ومدخلاً لمنع الشعوب من التعبير عن ذاتها إلا بمشيئة الزعيم، وفي السياق الذي يريد، ووفق أشكال تُعلي من ذاته السلطوية المتضخمة. أما استعمال مصطلح الشعب فإنه ما زال يقترن بميول وظيفية يتجلى بعضها بتمكين احتكار السلطة، تعميم أشكال من الوعي يقبل ويبرر الخضوع والطاعة والانقياد الأعمى للحاكم. وذلك بدوره شكّل مدخلاَ لتذويب الفرد بالكل الجمعي المنصهر بالأنا السلطوية المهيمنة.
أيضاً فإن دهشة حاكمنا من مطالبة مواطنيهم بالحرية والكرامة، وتساؤلهم عن هوية المطالبين بحقوقهم المهدورة. يكشف عن عمق المأساة التي يعاني منها المواطن العربي، وأيضاً الفوقية والخفِّة التي يُعامل بها السواد الأعظم من الشعب. أما صدمة أولئك الحكام برفض شرائح من المجتمع لهم ولسلطتهم، أو أنهم يفكرون بالمشاركة في الحكم. فإنه يشير إلى إشكالية فكرية قوامها تمسّك الحاكم بمبدأ الهيمنة على الدولة والمجتمع، وإنكار حق الفرد بوجوده المستقل. وذلك يتقاطع مع تحويل السلطة لغاية بحد ذاتها، وأيضاً اختزال الدولة والمجتمع بالسلطة المندغمة بدورها بأنا الحاكم.
وإذا نظرنا من جانب آخر. نلحظ أن الشعوب تمتلك على الدوام إرادة كامنة يصعب على أي حاكم أن يقضي عليها، حتى لو استعمل أدوات القوة العارية وأساليبها كافة. وهي قادرة أيضاً، أي الشعوب، على ترميم وإعادة إنتاج ذاتها بأشكال تختلف عن الآليات التي يتَّبعها نظام الحكم لإعادة إنتاج ذاته المأزومة بنيوياً. بمعنى أن ما تعرضت له شعوبنا من تقتيل وتدمير وتفتيت، لن يقتل أملها بحياة أفضل، ولن يُخمد توقها للحرية والكرامة. وانكسارها مرة لا يعني هزيمتها المطلقة أبداً. فهي تستمد قوتها من الأرض، ومن المستقبل. وتنهض بعد كل انكسار أقوى مما كانت، إلى أن تنتصر لذاتها الحُرّة.
أما المعارضات السياسية فإنها في غير بلد عربي، ومنها بلدان الربيع العربي، تعاني من تناقضات تشبه لحد كبير التناقضات التي تعاني منها الأنظمة الحاكمة. وفاقم من ذلك عجزها طيلة سنوات الصراع، عن تجاوز إشكالية ضحالتها الفكرية والسياسية، وأيضاً التبعثر والترهل والتناقض. وعزز من ذلك انزلاق بعض مكوناتها إلى دوامة العنف الدائرة رحاه في غير بلد عربي، وانصهار خطابها بالخطاب الإسلاموي المتطرف، وارتهان إرادتها إلى جهات خارجية. ما أفقدها حرية القرار، وحوّلها إلى أدوات وظيفية.
أخيراً: إن أزمة نظام الحكم، وكذلك المعارضات السياسية. فاقم في سياق أزمتنا الراهنة من معاناة شعوبنا. وعزز من ذلك اختلال المنظومات القيمية دولياً، واشتغال دول كبرى على إعادة إنتاج أوضاعنا من منظور مصالحها التي تكرس مزيداً من الفوضى والتناقض. فهل ستبقى أنظمة الحكم العربية تنكر على شعوبها حقوقهم المشروعة؟ وإن حصل ذلك، وهو كذلك كما يبدو. متى ستكون شعوبنا قادرة على تجاوز أوضاعها الراهنة، وكيف؟
كاتب سوري



#معتز_حيسو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحوّلات الدولية وعلاقتها بمستقبل سوريا السياسي
- عن إشكالية التغيير السياسي في سوريا
- أنا الآخر؟!
- من تحديات إعادة الإعمار في سوريا.؟
- صراع الجهالات
- السوريون وتحديات المحافظة على السلم الأهلي
- الصراع من أجل الهيمنة
- من الحرية إلى انهيار الوحدة الوطنية
- عن علاقتنا كعرب بصناعة التاريخ
- سوريا والخريطة الجديدة للصراع بين القوى العظمى
- الأكراد بعد عفرين
- الأنظمة الشمولية وإشكالية التماثل البنيوي؟!
- إلى «سوتشي» دُر؟!
- معتز حيسو - باحث وكاتب وناشط يساري سوري - في حوار مفتوح مع ا ...
- على أنقاض «جنيف 8»: في إشكالية التمثيل السياسي السوري
- بخصوص أعداء دولة المواطنة؟.
- الهوية وعلاقتها بالاستعصاء الديموقراطي
- عن أوضاع النساء السوريات في ظل الحرب اكتب
- عن أوضاع النساء السوريات
- سوريا الآن: سباقات من نوع مختلف


المزيد.....




- ميغان ماركل تنشر فيديو -نادرا- لطفليها بمناسبة عيد الأب
- مصدر لـCNN: إيران تبلغ الوسطاء أنها لن تتفاوض مع أمريكا لحين ...
- منصة مصرية لإدارة الأمراض المزمنة والسمنة
- لماذا يستخدم الكثير من الأطفال السجائر الإلكترونية، وما مدى ...
- إسرائيل تستشيط غضبًا بعد إغلاق أربعة أجنحة تابعة لها في معرض ...
- إيران تهدد بالانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية وسط التصعيد م ...
- مفوض أممي يحث على إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة
- اكتشاف دور للسكر في حماية الدماغ من الشيخوخة
- طبيب يفند خرافات شائعة عن ورم البروستاتا الحميد
- ما الذي يسبب العدوانية غير المنضبطة؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - مَن أنتم؟ هل كان القذافي محقا؟