أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - أخذتنا البصرة على حين غرة














المزيد.....

أخذتنا البصرة على حين غرة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5988 - 2018 / 9 / 8 - 13:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يخرج البصراويون و يحرقون كل شيء من مقرات الأحزاب الدينية التي يراها كثيرون فوق البشر كأحزاب مسلحة بالله و السلاح , أي بكل ما يفترض أنه مقدس اليوم , إلى القنصلية الإيرانية و دوائر الحكم المنتخبة كما يفترض .. تأخذنا البصرة على حين غرة , تتحدى كل المسلمات , و ترسم صورا جديدة "ما أنزل الله بها من سلطان" .. عندما أصبح الحديث لا يدور عن بشر بل عن طوائف و جماعات بعينها انفجرت البصرة في وجوهنا جميعا من حيث لا ندري و لا نحتسب .. فحسب تصنيفات الكثيرين ليس الشيعة ببشر قادرين على الثورة , تستفزهم الحرية و يغضبهم فساد ساداتهم , هذا إن كان من الصحيح تصنيفهم أساسا كبشر .. في الكوميديا العبثية و التافهة للهستيريا الطائفية السائدة أصبحت الثورات عند الكثيرين حالة طائفية تقتصر على طائفة بعينها , أما الطوائف الأخرى فهي إما مضادة للثورة ( و للحرية ) أو معادية للطائفة الثورية .. بالنسبة لمعظم الثوار المهووسين بهوياتهم المبهمة و ماضيهم المندثر و بكل تأكيد بكراسي السلطة لم توجد إلا ثورات سنية ضد أقلية شيعية حاكمة أو ثورات شيعية ضد أقلية سنية حاكمة .. أما كيف يصبح السنة أو الشيعة وحدهم أحرارا فليس لك إلا أن تراجع يوميات طغاة كمعاوية و يزيد و الحجاج و اسماعيل الصفوي و الحاكم بأمر الله كي تفهم هذا .. تحترق البصرة في وقت تبدو فيه الهويات القطيعية فوق الفردية و النافية لإنسانية أفرادها و كأنها قانون مقدس من قوانين الشرق لا مفر منه , تماما كما ساد الاعتقاد عندما كانت الناس تصفق لعبد الناصر و هو يتحدث عن قطعان تقوم على تحطيم فردانية أفرادها و بالتالي إنسانيتهم بكل تفاصيلها من حق التفكير خارج القطيع و مخالفة السلطة و السائد إلى الحق في الوجود أساسا .. السجون لا تصنع شعوبا , قد تصنع "إمبراطوريات" و "مجدا" لا يبارى : جيوشا فتاكة همجية قادرة على استعباد الاخرين و أولا و قبل أي شيء استعباد "شعبها" هي بالذات , لكن اللافت أن أيا من الطغاة لم ينجح حتى اليوم باختراع أو إقامة سجون ذات أسوار منيعة على الحلم و الجنون .. كما أنه صحيح أيضا أن الجنون و الحلم لم ينتصرا بعد على كوابيس الجلادين و لا على قيود العبودية التي تقيد عقولنا و أحلامنا قبل أيادينا و أجسدنا .. يرفع شباب البصرة اليوم و هم يحرقون مقرات الأحزاب الشيعية رايات يا حسين , الحسين الذي طالما قال لهم من يسرقهم و يستعبدهم اليوم أنه كان ثورة على المستبدين .. و هنا بالذات يكمن خطر الهزيمة و النكوص كما كان الحال دائما في كل مهرجانات الجنون و المجون العامة التي يسمونها ثورات .. بعد تحطيم أسوار الباستيل و اقتياد لويس السادس عشر إلى المقصلة صارح دي ساد الفرنسيين أنه ما زال أمامهم خطوة واحدة لا بد منها كي يصبحوا "جمهوريين" فعلا : أن يعيدوا صياغة أفكارهم و معتقداتهم بحيث تتماشى مع حريتهم المنتزعة و لا تقودهم مرة أخرى للإيمان بروما , بإمبراطور أو مستبد جديد .. قال لهم دي ساد أن دين العبيد و قيمهم ليست جديرة بالأحرار .. لا لأديان العبيد , و لا لأخلاق العبيد و لا لكل إيديولوجيات الاستعباد , لا طريق آخر إلا أن نعيش كبشر نفكر و نعيش كما نريد لا كما يريد الآخرون ..



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من استبداد إلى استبداد و من سجن إلى آخر و من كذبة إلى أخرى
- 1793دي ساد : التماس لدعم ( ديانة ) عبادة العقل
- إيريكو مالاتيستا : فكرة الحكومة الجيدة
- أنطونين أرتو راثيا فان غوخ
- الإسلام صالح لكل زمان و مكان
- حلوا عن مي سكاف
- فلسطين التي لا تموت
- محاولة أنثروبولوجية للإجابة على سؤال : من نحن
- الثقافة العربية المعاصرة : ثقافة من دون سوبرمان
- نقاش في صفات الله و أسمائه الحسنى
- السلطويون
- بين القطيع و الفرد
- في انحطاط المعارضة السورية
- ما رأيته و تعلمته في معسكرات كوليما - فارلام شالاموف
- كل هذا العويل و الصراخ على كرونشتادت
- إذن أنا موجود
- لا أبرياء و لا مجرمين
- تعليق على افتتاحية موقع حزب الشعب الديمقراطي السوري -إسطوانة ...
- الجرائم بحق الروهينغا
- كي نصبح مثل إسرائيل - عن المحرقة السورية


المزيد.....




- -انطلقت ووصلت إلى هدفها-..الحوثيون يعرضون مشاهد من استهداف س ...
- الولايات المتحدة تواصل تشييد رصيف بحري عائم على شاطئ غزة
- الخارجية الأمريكية تصدر بيانا بشأن مباحثات الأمير محمد بن سل ...
- نتنياهو: سندخل رفح باتفاق أو بلا اتفاق
- الكونغرس يضغط على -الجنائية الدولية-
- حفل فني روسي في تونس
- هل استخراج الغاز حلال في أمريكا وحرام في إفريقيا؟ وزير الطاق ...
- الرئيس المصري وأمير الكويت يؤكدان ضرورة وقف إطلاق نار دائم ب ...
- السيول تجتاح مناطق عديدة في لبنان (فيديوهات + صور)
- -داعش- يعلن مسؤوليته عن هجوم على مسجد بأفغانستان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - أخذتنا البصرة على حين غرة