أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - حال العرب والمسلمين(6) ...شيعيُّ شيوعي ، بين كاترينا وناتاليا














المزيد.....

حال العرب والمسلمين(6) ...شيعيُّ شيوعي ، بين كاترينا وناتاليا


هاتف بشبوش

الحوار المتمدن-العدد: 5983 - 2018 / 9 / 3 - 02:35
المحور: الادب والفن
    


حال العرب والمسلمين(6) ...شيعيُّ شيوعي ، بين كاترينا وناتاليا


كنتُ طالبا لغرض التأهيل اللغوي الدنماركي . وبالرغم من كوني قد أنهيت البكالوريا وأصبحتُ مهندساً في العراق لكنني شعرت وأنا في الصف المدرسي الدنماركي كطالبٍ حقيقي مراهقٍ ونزق ، ويتوجب عليه أن ينظر الى معلمه أو معلمته من باب( قم للمعلّم وفّه التبجيلا ) . في الصف الدراسي كنتُ أجلسُ بين طالبتين زميلتين ، كاترينا وناتاليا . كاترينا فنلنديةعشرينية ذات شعر يتطاولُ في الإستفزاز الجميل من تحت قبعةٍ ٍترتديها في الشتاء لتقيها من لسعة بردٍ إسكندنافيّة ، ولغرضٍ آخرٍ كموديلٍ للرومانسية الكلاسيكية الحالمة ، فكانت تبدو وكأنها قديسة بهالةٍ إلهيةٍ عظيمة ، أو كأميرةٍ جاءت على حصانٍ وترجلت فعليك أن تمسكها خوفا من الوقوع ثم تعينها على الجلوس فوق كرسيها المدرسي بكل هداوةٍ ورقّة متعالية . ثم ناتاليا الروسية وماأدراك ما ناتاليا ، تلك التي يُضافُ لخفتها حلاوة الريق والمبسم ، وأنا تفضحني شرقيتي المتخلّفة في التحديق لزيقها الزمرّدي الأبيض ، مما جعلها تضربُ كتفي مازحةَ ًبوداد عظيم وتقول بعد غمز عينيها ..وبما معناه ..ياوقح أنت.. يا أنت.. ياهاتف .. هذه هي ناتاليا .. وإذا فغرَ الفاه أصبح الخدان تفاحتين شاميتين عند الضحك الطويل الذي فضحنا ذات يوم مما أدى الى طردنا من الدرس نحن الثلاثة صاغرين طائعين . كنا نضحكُ لأنني قلتُ لنتاليا من باب المزاح : كيف لي أن أرى جسمك عارياً من خلف زجاج ، فأنتِ لايمكن أن ينظر لك بشرُّ على المباشر بل يتوجب عليه التمرين في النظر لأكثر من مرّة ومرة ، فقالت الفنلندية كاترينا التي كانت تضحك برئتيها وشفاهها معاً ، هذا الأمر في غاية البساطة ، أنا وهي في عطلة الإسبوع نذهب الى مسبح المدينة ، فبإمكانك أن تأتي فتسبح معنا وترى على المباشر دون حرجٍ ولاهم يحزنون . فقلتُ للنفس حينها : يا إله الماءِ (أنكي) عجّل في أمرِك.
بينما كنا نضحك نحن الثلاث ، طفقت طالبةُّ صومالية مسلمة مثل حظي الأغبر، محجبة من أخمص نعلها حتى آخر شعرةٍ في رأسها قد تعرّقت ونحن في زمهرير ديسمبر من كثرة ماترتديه من أرديةٍ لتغطي جسمها المسلم . ربما أضاقها مشهدنا ونحن فرحين مجنحين وينقصنا أن نطير فرحاً وسعادة ، هكذا هو الطالب . بينماهي قد تحجّررأسها كما البسطال العراقي القديم لمافيه من أوساخِ من تأسلمَ وأصبح متطرفاً حد اللعنة . قالت موجهةً سمومها الدينية لي ونحن في أعظم بلد علماني في العالم إستطاع أن يأويها ويأوي كل عائلتها المتخلّفة ورغم ذلك تنعتهم بالكفار والزنادقة بينما هي لن تجد رغيفا في الصومال تأكله وهذا حسب ما كنا نراه في شاشات التلفزة كل يوم والى يومنا هذا نسمع عن الصومال الجائع والذي يَظهر أطفاله المساكين عبارة عن هياكل عظمية ينخر بها الجوع حد العظام نتيجة النظام العالمي الظالم .
قالت الصومالية لي : هل أنت مسلم : قلتُ نعم : شيعيُّ أم سني : قلتُ شيعي : قالت وبدون أي خجلٍ او مواربةٍ ... يعني أنك لست مسلماً ..أنت كافر .. كافر ... كافر ..قلت لها أنا شيعيُّ لكنني شيوعي .. لم تفهم ما أعنيه لجهلها ولحسن حظي ، لأنها لوتداركت حتما سترفع رأسها للباري ترتجيه أن يشويني في الحال بنارِ جهنمٍ شيّا ...لم أقل شيئاً غير أنني التفتُ الى كاترينا وناتاليا وقلت ماقالتهُ هذه المتوحشة عقلاً وزياً وأخلاقاً سمجة..وبدورهن ولأجل الضحك الذي طُردنا بسببه من الحصة الدراسية ، قلن لي وبالعربي ... كافر ... كافر ... وظلّت هذه الكلمة على السنتهنّ لأجل الهزار حتى إنتهت لذاذة عيشي معهنّ بإنتهاء الفصل الدراسي ولم أرهنّ بعدها حتى هذه اللحظة التي خلّفت ورائها ذكرى نعومة خدودهن حين كنت أمرر أصابعي عليهن بخفة عالية لنتف ( حَف) زغب وجناتهن الأشهب بالخيط الرفيع حيث كانت لي خبرة في مجال الحلاقة تعلمتها في جيش القادسية اللعينة رغماً عني . كنتُ أفعل ذلك لأكثر من طالبةٍ في الفرصة الدراسية وكان هذا مثارا للهزار والضحك الجميل نظرا لعدم وجود هكذا ثقافة لدى الأوربيات في نتف زغب وجناتهن فكان الأمر يبدو غريباً عليهن .
اليوم أنا واثقً من أنّ ناتاليا وكاترينا في حياةٍ إنسانيةٍ عاريةٍ راقصةٍ تتغلغلُ بين المقاصف والمطاعم الشهيرة والإستجمام والرياضة وحب الناس والحياة . بينما شعوبنا في ظل ثقافة متردية كما هذه الصومالية القميئة ، في أسوأ حال ، بل تتطاحن عراكا وحروبا بين السنة والشيعة .



#هاتف_بشبوش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ينصحُ هاتف بشبوش كلّ من لا يستطيع التخلّص من قصيدة العمود أن ...
- نساء( 23) ........
- عهدُ التميمي ، ربيعُّ فلسطينيُّ بعيد
- مامن أحدٍ يستطيع إختيارمصيره(2)
- حال العرب والمسلمين (5) ...إحتقار الذات
- بنادقُ الرّب
- حسين رشيد في روشيرو (3)....
- حالُ العربِ والمسلمين (5) ...الشعراءُ والتديّن
- حسين خلف..وداعُّ شيوعيُّ مبكرُّ
- مامن أحدٍ يستطيع إختيارمصيره .... Apocalypto
- اليومَ تسكرُ سيسيليا
- حسين رشيد في روشيرو(2) ......
- نساء (22) .......
- أنا صائمُّ وحسبي
- حسين رشيد في روشيرو (1)....
- حال العرب والمسلمين (3) ... في إحتقار الكلب
- حميد الحريزي ومحطات مظلوم (3)........
- معها.. في الواحدِ من آيار..
- حميد الحريزي ومحطات مظلوم (2)
- أزمة الكسكس المغربي اللذيذ


المزيد.....




- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...
- برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع التخصصات عبر ...
- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة
- تصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا: معركة ضد مشروع استعماري متجدد ...
- انطلاق أولى جلسات صالون الجامعة العربية الثقافي حول دور السي ...
- محمد حليقاوي: الاستشراق الغربي والصهيوني اندمجا لإلغاء الهوي ...
- بعد 35 عاما من أول ترشّح.. توم كروز يُمنح جائزة الأوسكار أخي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - حال العرب والمسلمين(6) ...شيعيُّ شيوعي ، بين كاترينا وناتاليا