وصفي احمد
الحوار المتمدن-العدد: 5977 - 2018 / 8 / 28 - 19:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في البداية سأفترض حسن النية وسوف أتفق مع ما تطرحونه على وسائل الإعلام من أنكم شكلتم محوركم (الوطني ) في مسعى من حضراتكم لبناء كتلة برلمانية كبيرة وقوية تمكنكم من الدفاع عن مصالح مكونكم من خلال إعادة اعمار مدنكم المدمرة جراء الحرب على الارهاب ـ الذي يتهم طيف واسع من جماهير محافظتكم أنكم كنتم السبب في الخراب الذي حل بهم ( أو لنقل الفاعلين منكم ) ـ ومن ثم الحصول على حقوق هذه الجماهير في الوظائف الحساسة .
وأن ذلك لم يكن من أجل حصولكم على المغانم من كعكة السلطة ـ التي باتت مهددة بالسقوط بسبب فشل كل الكتل والأحزاب التي تصدت للمشهد العراقي ولستم مستثنيين من ذلك ـ والدليل على ما نقوله أن معظم اجتماعاتكم كان تدور حول من يتولى رئاسة مجلس النواب كاستحقاق للسنة .
وأنكم غير مستعدين للتحالف مع من تتهمونهم بالتسبب في سقوط مدنكم بيد داعش وما رافقته من تهجير الملايين منهم , والذي التجأ الكثير منهم إلى المحافظات المصنفة ( شيعية ) , وما تبعه من دمار بسبب الحرب التي جرت على أراضيكم من قبل القوات التي تطالبون الحكومة بإخراجها من أراضيكم لاتهامكم إياها ( أو لنقل بعض غير المنضبطين منهم ) بانتهاكهم حقوق الإنسان وما إلى ذلك من الاتهامات .
أخواتي .. إخواني
ألا تتفقون معي أن هذه الوصفة ( وصفة الاصطفاف الطائفي والقومي ) لم تأت أكلها , ودليلنا على ذلك أن معظم الفائزين منكم ومن لم يفوزا كانوا نجوم الفضائيات وكانوا يرفعون أصواتهم بما حل بالسنة من ظلم بعد 2003 .
خلاصة القول , لا حل للشعب العراقي عامة ( وليس السنة فقط) سوى التخلص من الطائفية السياسية وإعادة الإعتبار إلى المواطنة التي من دونها سيبقى جمهوركم مواطنين من الدرجة الثانية , وستبقون أنتم ترفعون عقيرتكم بالدفاع عن مصالحهم في العلن , بينما تعملون على تحقيق مصالحكم الضيقة وليذهب الشعب العراقي إلى الجحيم .
#وصفي_احمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟