أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وصفي احمد - الإجراءات القمعية لانقلابيي 8 شباط ضد الشيوعيين















المزيد.....

الإجراءات القمعية لانقلابيي 8 شباط ضد الشيوعيين


وصفي احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3184 - 2010 / 11 / 13 - 10:02
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بعد أيام من انقلاب 8 شباط 1963 قدم حسين أحمد الرضي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي تقييمه للانقلاب , وزع على لجان المناطق و اللجان المحلية دعاه (( ملاحظات أولية )) . و كانت هذه آخر رسالة يوجهها إلى الحزب , قال فيها : (( إن الانقلاب ( الردة ) في شباط قد بدأ فكريا و سياسيا و اقتصاديا منذ أواسط 1959 , حينما تصرف قاسم فيما يشبه الاستسلام للقوى السوداء التي أخذت تسترجع المواقع واحدا بعد آخر في الجيش و الدولة و المجتمع ......... و في 8 شباط 1963 أسقطت الفاشية حكم قاسم و استولت على الحكم ..... إن مشكلة قاسم و أجهزته و القوى التي تدين بالولاء له هي مشكلة البرجوازية الوطنية كطبقة . و نقاط ضعفه المدمرة هي نقاط الضعف المدمرة في الطبقة .......)).
و يحمل سلام عادل القوى التي ساعدت في ردة قاسم المسؤولية في درجات متفاوتة . فهو يحمل القوميين الأكراد مسؤولية خاصة كونهم أسهموا في تهيئة الظروف المناسبة للانقلاب , إلا أنه يحمل دكتاتورية قاسم المسؤولية الأولى و الأساسية . و ردا على الذين يتهمون الحزب الشيوعي في كونه دافع عن دكتاتورية قاسم قال : (( لم ندافع عن الدكتاتورية . دافعنا عن مكتسبات ( الثورة ) ضد الردة ... )) .
و يلاحظ أن الذين يتهمون قاسم بتفريق القوى الوطنية هم الذين انتهجوا منذ 14 تموز 1958 سياسة تمزيق الوحدة الوطنية . و كذب زعم المتآمرين بأن حركتهم هي امتداد ل ( ثورة ) 14 تموز . و أنها جاءت لتعديل الانحراف وقال إن أهداف حركة 14 تموز قد جسدتها أهداف جبهة الإتحاد الوطني . و إن القومين زاغوا عن هذه الأهداف . و سعوا إلى ادخال شعارات الوحدة و فرض الدكتاتورية و معاداة الشيوعية . و يفند القول بأن الحزب الشيوعي حاول الانفراد بال ( ثورة ) و حرفها و يقول : (( إنه الحزب الوحيد الذي لم يشارك في الحكومة من بين أحزاب الجبهة ......... )) . و نبه إلى أنهم يعادون الأشهر الأولى للحركة , و هي الفترة التي تحققت خلالها خيرة منجزات ( الثورة ) . و يستمر بالقول : (( إن الدكتاتورية السوداء الجديدة لم تأت للقضاء على الدكتاتورية كما تزعم , و لم تأت من أجل الوحدة و الحرية و الإشتراكية ....... و بطبيعتها هذه تخدم بالدرجة الأولى الاستعمار و الرجعية و الإقطاع )) .
بعد أن ضمن الانقلابيون نجاح إنقلابهم , سارعوا إلى تكوين مكتب خاص للتحقيق مع المتهمين بالشيوعية . و عهدوا إلى عضو القيادة القطرية لحزب البعث محسن الشيخ راضي بالاشراف عليه . و جمعوا في هذا المكتب عناصر عارية عن المؤهلات الفكرية و القانونية و كل ما كانوا يتمتعون به هو استعدادهم للقتل و التعذيب الفظ .و قد وصفهم طالب شبيب في مذكراته ب (( الرجال المعوجين )) . و قد أعطيت لهذا المكتب سلطات مطلقة في اعتقال و تعذيب من يشاءون . على غرار هذا المكتب تشكلت لجان من الحرس القومي في سائر أنحاء البلاد .
في البدء جرت الاعتقالات وفق قوائم معدة سلفا , جاء معظمها بدافع الانتقام الشخصي و الدس و الوقيعة . و كذلك وفق ما كان يدلي به المعتقلون ذاتهم في ظل ظروف التعذيب الوحشي الذي أستخدم لجمع المعلومات بسرعة حسب توجيهات قادة الانقلاب .
و من أجل تحاشي الضربة الموجعة . عمدت قيادة الحزب إلى مطالبة القادة و الكوادر بتغيير مناطق سكناهم و عمدت إلى تغير طرائق الاتصالات و مواعيدها .
و لكن شاءت الصدف أن يعتقل حمدي أيوب عضو لجنة بغداد و أحد الذين قادوا المقاومة المسلحة في الكاظمية أثناء نزوله من الحافلة في نقطة تفتيش للحرس القومي . و لكونه أحد قادة المقاومة فقد يعرض لتعذيب وحشي فانهار و دل على دار هادي هاشم الأعظمي , عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي .
وبعد إلقاء القبض عليه وضع هادي نفسه في خدمة الإنقلابيين و دل على جميع الدور الحزبية التي يعرفها القديمة و الجديدة , ومنها الدار التي انتقل إليها سلام عادل و جورج تلو و عبد الرحيم شريف و نافع يونس و محمد حسين أبو العيس , و البيت الذي أخفيت فيه مطبعة الحزب . ولم تسلم منه سوى الدار التي انتقل إليها جمال الحيدري و صالح العبلي عضوي المكتب السياسي
كان يشرف على تعذيب المعتقلين محسن الشيخ راضي , عضو القيادة القطرية لحزب البعث ,و كان يحضره قادة آخرين للحزب المذكور مثل حازم جواد و طالب شبيب و غيرهم من عسكريين و مدنيين . و رغم أن طالب حاول في مذكراته إلى تبرئة القيادة القطرية مما أرتكب من جرائم في أقبية التعذيب و حاول حصرها بالعسكريين خصوصا صالح مهدي عماش – إلا أنه لم يستطع أن يقطع بعدم دراية علي السعدي , أمين سر الحزب , و محسن الشيخ راضي بما كان يجري . ثم عاد وأعترف (( كنا نسمع عن جثث تطفوا على سطح دجلة )) . و عزا الأمر كله إلى مكتب التحقيق الخاص الذي تألف من رجال معوجين أمثال ناظم كزار و عمار علوش و عبد الكريم الشيخلي و غيرهم . و مع ذلك يعود في موضع آخر إلى الإقرار بأنه (( لم يكن هناك داخل القيادة في تلك الأيام الحاسمة أي ميل لاعتبار مثل هذه الأعمال غير قانونية أو جرمية ...و كان سبب استياء بعضنا يعود إلى الشعور بالإحراج السياسي الاقليمي و الدولي , مع المعسكر الاشتراكي و منظمات حقوق الإنسان.....)) .
بيد أن البعثيين لم ينقلوا في مذكراتهم صور الصمود البطولي الذي قابل به قادة الحزب الشيوعي ما صب عليهم من ألوان التعذيب الوحشي . إلا ما نقل عن هؤلاء القادة عن طريق من نجا من المعتقلين من الموت بصورة من الصور . يكفي للتعريف بالشجاعة الهائلة التي واجه بها سلام عادل الجلادين و هم يجربون معه ما أتقنوه من ألوان التعذيب الوحشي . فهل يتجرأ من بقي من رموز انقلاب 8 شباط على الحديث عن هذا الإنسان الرائع و ما جري له من تعذيب يفوق قدرة البشر دون أن يتفوه بكلمة وهم يقطعون أوصاله و يفقئون أعينه . أو كيف مزقوا أعصابه بالكلايب و واصلوا ضربه على رأسه حتى لفظ أنفاسه .
أو الثبات الذي لا يعرف الحد للدكتور محمد الجلبي و هو يتجرع الموت قطرة فقطرة , و كذلك الحال بالنسبة لنافع يونس و غيره من المعتقلين .
محاولات الإساءة للحزب الشيوعي العراقي
حاول انقلابيو 8 شباط الاساءة للحزب الشيوعي في أعين الناس بعرض (( الندوات التلفزيونية )) لبعض الذين لم يستطيعوا الصمود أمام التعذيب الوحشي من كوادر الحزب .
و على الرغم من هذه الأوضاع المأسوية , فقد ظل الحزب يقاوم ببسالة , فقد سلم بعض قادته من الاعتقال و صار يتلقى الدعم من أحرار العالم و كما أن خصومه سرعان ما دبت بينهم الخلافات الحادة لما واجهوه من عزلة داخلية و خارجية . و رغم و سائلهم القمعية لكنهم لم يتمكنوا من تدمير الحزب بسبب اتساع قاعدته و كثرة كوادره .
الحزب الشيوعي يلتقط نفاسه
في بغداد التي تعرضت منظمات الحزب فيها إلى أشد الضربات , فقد واصل قادة الحزب و كوادره ممن نجوا من الاعتقال عملهم المخلص لاعادة ترميم منظماته . فقد أفلت جمال الحيدري و محمد صالح العبلي عضوا المكتب السياسي , و كذلك الحال بالنسبة لعزيز أحمد الشيخ المرشح لعضوية المكتب السياسي و سلطان الملا علي المرشح للجنة المركزية وعبد الجبار وهبي الكاتب اللامع في (( إتحاد الشعب )) و الكادرالعمالي إبراهيم الياس و كاظم الصفار .
الحيدري و العبلي يمركزان العمل الحزبي
من الجانب الآخر كان جمال الحيدري و محمد صالح العبلي عضوا المكتب السياسي و معهما عبد لجبار وهبي , يعملون على مركزة العمل الحزبي و شرعا يقيما الصلات مع منظمة اقليم كردستان و الفرات الأوسط . و كانت توجهات عزيز الشيخ تختلف عن اوجهات العبلي و الحيدري , فالأول كان يرى أن الأمر استتب للإنقلابيين فلا جدوى من المقاومة , و أن المهمة التي تواجه الحزب هي إعادة تنظيمه . فيما كان الأخيران يدعوان إلى تنشيط المقاومة بكل أشكالها ضد الحكم الجديد و أثارة المتاعب بوجهه . و شجعا قادة فرع كردستان نحو رفع السلاح بوجه الانقلابيين .
وفي 8 نيسان 1963 أعتقل عزيز الشيخ و بعده سلطان الملا علي وبذا انتهى نشاطهما , فيما واصل مركز الحيدري – العبلي العمل , و بالتدريج شرعت تنظيمات الحزب في بغداد تترابط فيما بينها و بالمركز , و إن كان ذلك يجري بحذر و بطأ شديدين . و في ذات الوقت بدأت التناقضات بين أركان الحكم الجديد تطفوا على السطح , من ذلك الانشقاق الذي حصل بين البعثيين من جهة و القوميين و الناصريين من جهة أخرى . ففي أيار 1963 اتهم البعثيون القوميين و الناصريين بالتآمر على حكمهم في بغداد و لذلك قاموا بإغلاق صحفهم . وكانت أجهزة الدعاية المصرية قد شرعت, منذ فشل مباحثات الوحدة بين العاق و مصر و التي جرت في القاهرة في نيسان 1963 , في الهجوم على البعثيين في العراق . حتى أن عبد الناصر وصف علي صالح السعدي , قائد البعث ,برجل الملذات .و كذلك تصاعد سخط الجماهير على تجاوزات الحرس القومي . وقد زاد في ارتباك البعثيين و حفز الجماهير على النضال ضدهم , إندلاع الحرب بينهم و بين الفصائل المسلحة في كردستان العراق في 10 حزيران1963 , وقد كان الشيوعيون الأكراد قد ضموا قواهم إلى جانب القوى الكردية الثائرة .
وفي أواسط حزيران 1963 أصدر الحيدري و العبلي عددا من جريدة (( طريق الشعب )) الجريدة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وقد تضمن العدد بيانا بتوقيع اللجنة المركزية تحدث فيه عن حقيقة الانقلاب و ارتباطاته الخارجية .
أستطاع العبلي أن يفلت من الإعتقال المؤكد ثلاث مرات لسرعة بديهيته , ولكن الحرس القومي , جراء اعترافات أحد المعتقلين , استطاع الوصول اليه و اعتقاله هو و الحيدري و عبد الجبار وهبي و قد مورست ضدهم أقصى درجات التعذيب الوحشي حتى قضوا جراءه و قد أذيع بيان اعدامهم في تموز 1963 .
منظمات الحزب في كردستان العراق تتحرك
لم تتعرض منظمات الحزب في كردستان إلى أضرار كبيرة , و كانت قيادة الفرع هناك تتألف من عزيز محمد سكرتير الفرع و عضو المكتب السياسي للحزب و كريم أحمد الداود العضو المرشح للمكتب السياسي و عمرعلي الشيخ عضو اللجنة المركزية بالاضافةإلى عدد كبير من الكوادر . وحين حدث الانقلاب قرر مكتب فرع كردستان دعوة جميع أعضاء الحزب و مناصريه لحمل السلاح .
لم يكن تكوين نواتات العمل المسح بالأمر الهين في المنطقة الجبلية , لاسيما و أن استعدادا واسعا لم يجر بهذا الاتجاه على الرغم من إتخاذ الحزب قرارا بهذا الصدد في أواخر سنة 1962 بتنظيم الفرق المسلحة استعدادا للطواريء .
وقد أجرى عزيز محمد سكرتير الفرع عدد من اللقاءات مع الملا مصطفى البرزاني و قيادات البارتي لتوضيح طبيعة الانقلاب لهم . إلا أن العناصر القومية في البارتي كانت تهادن الأنقلابيين و تجري معهم المفاوضات حول اللامركزية و لم تكن ترحب بانضمام الشيوعيين للعمل المسلح , و رأت فيه عملا يلحق الضرر بما كانت تجريه من مفاوضات مع قادة الانقلاب . و عمم سكرتير البارتي برقية إلى تنظيمات حزبه لملاحقة الشيوعيين و اعتقالهم و قتلهم . غير أن الملا مصطفى كان يخالفه الرأي , إذ رحب بانضمام الشيوعيين إلى الثورة الكردية .
استطاع الشيوعيون الذين التجأوا إلى كردستان , أن ينجحوا في تكوين قاعدة لهم في هندرين و العديد من المراكز الأخرى لنشاطهم المسلح ضد النظام في عدد من أنحاء كردستان , وقد لجأ العديد من كوادر الحزب و أعضائه ممن أفلتوا من الاعتقال إلى هذه المراكز وقد تمكنوا من اقامة اتصال بالمركزالقيادي في بغداد الذي أقامه جمال الحيدري و العبلي قبل اعتقالهما , كما اتصل بمركز الحزب في الخارج .
في الفرات الأوسط
لم تتعرض منظمات الحزب في الفرات الأوسط إلى ضربات قاسية , إذ لجأت قياداتها إلى الأرياف و احتمت بالفلاحين الشيوعيين المسلحين , وكان من بين وادرها عدد من قيادات الحزب و على رسهم باقر إبراهيم الموسوي العضو المرشح للمكتب السياسي و عضو اللجنة المركزية صالح الرازقي و زكي خيري القيادي المخضرم .
و قد امكن للمنظمة الاتصال بالمركزين القيادين في بغداد وقد وقفت الجماهير الفلاحية موقفا متحفظا من الانقلاب حيث قاطعت المدن و الأسواق خوفا من الاعتقال .
خارج البلاد :
عندما حصل انقلاب 8 شباط 1963 , كان يعيش في الخارج عدد من قادة الحزب و كوادره المتميزيين , بعضهم لأغراض الدراسة و البعض الآخر أرسل إلى هناك لحمايتهم من الاعتقال . فكان هناك عبد السلام الناصري عضو المكتب السياسي و مسؤول منظمة بغداد و عامر عبد الله و ثابت حبيب العاني و آرا خاجادور القائد العملي البارز و عضو اللجنة المركزية عزيز الحاج و حسين سلطان و نزيهة الدليمي عضو اللجنة المركزية و رئيسة رابطة المرأة , وغيرهم من قادة و كوادر الحزب .
وقد نشط هؤلاء في الكشف عن طبيعة الانقلاب و ما ارتكبه بحق الشعب العرقي من جرائم مستغلين النابر التي يعملون فيها و تحركوا بحملة واسعة لتحفبز المنظمات و الأحزاب الديمقراطية وحركات التحرر الوكني للضغط على حكومة البعث و ارغامها هلى الكف عن اضطهاد الشعب و قد استطاعوا تحقيق خطوات ممتازة في هذا الاتجاه .
لجنة الدفاع عن الشعب العراقي :تأسست في براغ لجنة ديمقراطية عليا للدفاع عن الشعب العراقي برئاسة الجواهري و ضمت فيصل السامر و محمود صبري و نزيهة الدليمي و غيرهم . وكانت هذه اللجنة تدعى إلى المؤتمرات الدولية كمنظمة ديمقراطية عامة . و تألفت لها فروع في العديد من الاوربية نشطت في تعبئة الصحف و الإذاعات المحلية لنصرة الشعب العراقي .
و قد كان لهذه الحملة العالمية دورها الكبير في تعرية الانقلابيين و قد عبر قادتهم و في مقدمتهم ميشيل عفلق و أحمد حسن البكر و طالب شبيب و غيرهم عن إنزعاجهم الكبير من هذه الحملة . وقد أجبرتهم في حالات معينة على الكف عن قتل بعض الشيوعيين , كما هو الحال مع ليلى الرومي التي قادت الجماهير يوم 8 شباط للهجوم على دار الغذاعة في الصالحية بعد أن كان حكم عليها بالاعدام .
الانقلابيون يزدادون عزلة :
رغم كل الارهاب غير المعهود في تاريخ العراق حتى ذلك الوقت , الذي مارست فيه الأجهزة القمعية للانقلابيين , إلا أن حومتهم لم تلق أي تأييد من قبل الشعب . وقد عبر عدد من رجال الدين الشيعة عن إمتعاضهم من قتل الشيوعيين بهذه الدرجة . إلا أن ذبح الشيوعيين قد إستمر , إذ كلفوا عبد الغني الراوي عضو مجلس قيادة ( الثورة ) بتطبيق الشريعة بحق الشيوعيين بأعتبرهم كفرة طبقا للفتوى التي أصدرها محسن الحكيم في وقت سابق .
و مع مرور الأيام و إفتضاح سياسات الحكم تزايدت حدة التناقضات بين لقوى القومية خصوصا بعد فشل مفاوضات الوحدة , ف استقال ممثل حزب الاستقلال عبد الستار علي الحسين فحجزت أمواله و أموال محمد صديق شنشل و فرضت على الثاني الإقامة البرية .
انتفاضة معسكر الرشد ( حركة حسن سريع )
تشير المصادر إلى أن الحركة بدأت بمحاولة فردية قام بها شيوعيون على مستوى اللجان المحلية و مادونها لأستعادة التنظيم الحزبي . و يشار بوجه خاص إلى أن كادرا عماليا يدحى إبراهيم محمد علي الذي كان يعمل في اطار اللجنة المحلية للمشاريع العمالية الصغرى التابعة إلى منطقة بغداد هو الذي بدأ هذا النشاط و قاده . وقد مد هذا التنظيم نشاطه بحذر شديد إلى الطلاب و الجنود وكان يتسع بسرعة رغم الاجرائات القمعية الشديدة لقادة الانقلاب مما يوضح مدى عزلتهم عن الجماهير . و كان من بين أعضاء التنظيم , الذي بدأ نشاطه منذ آذار و نيسان 1963 محمد حبيب ( أبو سلام ) و هو عامل في مقهى , كما إنضم اليه الخياط حافظ لفتة و الطالب هاشم الآلوسي و كلهم أصبحوا من قادة التنظيم الذي عرف ب ( اللجنة الثورية ) التي حاولت الاتصال بالمركز القيادي مما تسبب ي اعتقال قائده محمد علي وقع في أسر الحرس القومي وواجه التعذيب الوحشي و لفظ أنفاسه دون أن يشي بأحد من أعضاء التنظيم .
و منذ بداية أيار 1963 , كما يذهب تقرير قدمه هاشم الآلوسي إلى الحزب فيما بعد أن منظموا المجموعة سعوا إلى الاتصال بجمال الحيدري الي نصحهم بالتريث و أعطاء الحزب الفرصة كي يعيد ترتيب أوضاعه . إلا أن المجموعة لم تقتنع و اتصلت بمنظمة الفرات الأوسط لتضمن تأييد الشيوعيين لما تنوي القيام به في حزيران 1963 . إلا أنه من كثرة تحركهم و الاستعجال تم إلقاء القبض على عريفين من قادة المنظمة , و خشية من أن يبوحا بخطط التحرك تحت التعذيب , سارع قادة المنظمة إلى تنفيذ خطتهم .
ففي فجر 3 تموز 1963 , أقدت مجوعة من الجنود و ضباط يناهز عددهم ال ( 300 ) يقودهم نائب العريف حسن السريع , الذي صارت الحركة تعرف بإسمه , على الاستيلاء على مشاجب سلاح سرايا الحراسة في معسكر الرشيد و سيطروا عليها و اعتقلوا ضباطها و احتلوا كتيبة الدبابات الأولى و حاولوا استعمالها لكنها كانت خالية من بطاريات التشغيل و اعتقلوا قائدها و هو برتبة مقدم و ضباطة الاربعة . و احتلوا مطالر معسكر الرشيد و جهزوا طياراته للطيران انتظارا لتحرير جمهرة الطيارين الشيوعيين المعتقلين في سجن رقم واحد في المعسكر ذاته و استخدامها . و استطاعت سرية منهم من احتلال بابي معسكر الرشيد و اعتقال من يحاول دخوله . وقد تمكن عدد من الجنود الثائرين من اعتفال بعض قادة حكومة الانقلاب و قائد الحرس القومي و مساعده وتوجهت مجموعة منهم لاحتلال السجن و تحرير الضباط الشيوعيين المسجونين فيه , لكنهم واجهوا مقاومة شديدة من حرس السجن و بذلك فشلت خطتهم و امكن لقادة الانقلاب قمع الحركة و أن يعيدوا سيطرتهم على المعسكر و يعتقلوا عدد كبير من الجنود و ضباط الصف الذين قاموا بالحركة و في مقدمتهم نائب العريف حسن السريع الذي واجه التعذيب بشجاعة مقطوعة النظير و قد تم اعدامهم , كما تم نقل الضباط إلى سجن نقرة السلمان الرهيب في ما عرف يومها بقطار الموت .
منقول عن كتاب عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي الجزء الثاني تأليف عزيز سباهي



#وصفي_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلقة السادسة: التناحر بين الأحزاب السياسية
- الصراع بين الاحزاب السياسية - الحلقة الخامسة من الحكم الهزيل
- الحكم الهزيل
- بغداد تستباح من جديد
- التذمر الجماهيري في العراق بين ضعف الوعي و غياب القيادة
- لنوقف الهجمة الحكومية على الطبقة العاملة
- الدولة العراقية الحديثة و اشكالبة التأسيس
- في سبيل بناء حركة شبابية – طلابية تحررية:
- الطبقة العاملة في العراق و متطلبات المرحلة
- حدث في مثل هذا اليوم
- التدخلات الخارجية وازمة تشكيل الحكومة
- من اجل اطلاق حملة ضد البطالة
- من المسؤول عن ازمة الكهرباء في العراق
- نظام الملالي في إيران بين مطرقة العقوبات الاقتصادية وسندان ا ...


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وصفي احمد - الإجراءات القمعية لانقلابيي 8 شباط ضد الشيوعيين