أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وصفي احمد - الصراع بين الاحزاب السياسية - الحلقة الخامسة من الحكم الهزيل















المزيد.....

الصراع بين الاحزاب السياسية - الحلقة الخامسة من الحكم الهزيل


وصفي احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3179 - 2010 / 11 / 8 - 09:05
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


جاء 14 تموز 1958 و جبهة الاتحاد الوطني التي سبق و أن تألفت سنة 1957 من الحزب الشيوعي و حزب البعث و الوطني الديمقراطي و الاستقلال و بعض الشخصيات الديمقراطية التي وضعت لها برنامج عمل مشترك لإقامة نظام حكم وطني و ديمقراطي متحرر . رغم أنها كانت تعمل في الخفاء , لكنها استطاعت أن تستقطب حولها جماهير واسعة . وقد كانت الجبهة على إتصال و تنسيق مع حركة الضباط الأحرار بحبث يمكن القول أن هذه الأخيرة كانت بمثابة القوة الضاربة للجبهة .
كان طموح أحزاب الجبهة , بعد الإطاحة بالنظام الملكي , إقامة نظام سياسي ديمقراطي يضمن الحريات العامة للشعب ,و القيام بإصلاحات اقتصادية لتحسين الاوضاع المعاشية المتردية للجماقير الفقيرة في الريف و المدينة داخليا , و خارجيا اقامة علاقات متوازنة مع الدول العربية و الأجنبية قائمة على قدم المساواة .
على الرغم من حفاظ أطراف الجبهة على علاقاتها الجيدة خلال الأربعة أو الخمسة أشهر من عمر الحركة بحيث تمكنت من تثبيت أركان الحكم الجديد و درأ الأخطار عنه .
غير أن الخلافات بين أطرافها بدأت تطفوا على السطح , فهي كانت في البداية طفيفة ثم إستفحلت عندما اشتد الصراع بين عبد الكريم و عبد السلام . كان في مقدمة هذه الخلافات و أخطرها هو موضوع (( الوحدة الفورية )) مع الجمهورية العربية المتحدة , أذ تزعم هذا الاتجاه عبد السلام عارف و يسانده في ذلك حزب البعث و الإستقلال و العناصر القومية الآخرى . في حين ذهب الاتجاه الذي تزعمه عبد الكريم قاسم إلى تحقيق الاتحاد الفدرالي و سانده في ذلك الحزب الشيوعي و الوطني الديمقراطي و العناصر الديمقراطية .
و قد وضع الحزب الشيوعي ثقله إلى جانب قاسم , و ربما كانت البرقية التي بعث بها صباح 14 تموز 1958 مهنئا و كذلك البرقية الإيضاحية حول السياسة التي ينبغي الأخذ بها في قيادة الحركة تعبر إلى حد كبير عن موقف الحزب من الحركة و قد جاء في المذكرة :
أولا – سياسة وطنية واضحة و حازمة , وهذا يستوجب في الظرف الراهن اعلان إنسحاب العراق من ميثاق بغداد و الغاء الاتفاقية الثنائية مع بريطانيا , و اعان الإتحاد الفدرالي مع الجمهورية العربية المتحدة و اليمن و إعادة النظر في سياسة العراق الخارجية على أساس مستقل , و تبادل التمثيل الدبلوماسي مع الاتحاد السوفيتي و الكتلة الشرقية .
ثانيا – سياسة تعتمد الثقة بالشعب و على يقظته و وعيه و طاقاته الخلاقة و هذا يقتضي إطلاق حرية النشر و التنظيم و الاجتماع للشعب و إطلاق سراح السجناء السياسيين و تشجيع قيام اللجان الشعبية للدفاع عن الجمهورية و تسليحها حالا .
ثالثا – فرض رقابة سريعة و حازمة على مؤسسات شركات النفط و البنوك و المؤسسات الاقتصادية الكبرى غايتها حماية ( ثورتنا ) و اقتصادنا الوطني و قطع الطريق أمام المامرات ......
رابعا – إن تجربة اليوم الأول من قيام الجمهورية تؤكد على ضرورة إتخاذ تدابير سريعة أيضا في نطاق التوجيه و الإذاعة بما يضمن تعبيرها تعبيرا صحيحا عن أهداف الحركة ومحتواها الزطني الديمقراطي و تجنب كل ما من شأنه فتح ثغرات في صفوف الشعب . وقد لاحظنا خلال اليوم الأول تجاهل صارخا للشعب الكردي .
و عليه فأن انحياز عبد الكريم قاسم إلى الحزب الشيوعي و التفاف بعض اعضاء اللجنة المركزية للحزب حوله على نحو و أخر , اقتضته ظروف الصراع مع التيار الذي كان يتزعمه عارف من أجل الاستحواذ على السلطة .
أما حزب البعث و العناصر القومية الأخرى فقد وضعت ثقلها إلى جانب عبد السلام بهدف تحقيق الوحدة قبل تحقيق أي هدف آخر , ولهذا كان فؤاد الركابي أمين سر القيادة القطرية لحزب البعث ملازما لعبد السلام في جولاته التي كان يقوم بها .
و إزداد الصراع بين التيارين , فخرجت مظاهرات صاخبة نظمها الحزب الشيوعي في 5 آب 1958 في بغداد , وهي تحمل شعار (( إتحاد فدرالي – صداقة سوفيتية )) . وقد رفع هذا الشعار فيما بعد لمواجهة شعار (( الوحدة الفورية مع الجمهورية العربية المتحدة )) عندما كانت تحصل تجمعات لأنصار التيارين .
و مع ذلك لم تصل الأمور إلى حد القطيعة , وقد سعت أطراف الجبهة , على نحو أو آخر , إلى تجاوز الخلافات و ضبط النفس , و بهذا المعنى أصدرت القيادة القطرية لحزب البعث في اواخر شهر آب من نفس السنة بيانا أكد على : (( ضرورة التعاون مع الحركات الوطنية الآخرى من أجل تحقيق أهداف الثورة )) .
و مع أن الحزبين الشيوعي و البعث سعيا إلى السيطرة على الشارع و توجيه الثورة من خلاله حينا و من خلال العسكريين حينا آخر. في حين اقتصرنشاط الحزبين الاستقلال و الوطني الديمقراطي على تركيزجهودهما في داخل مجلس الوزراء من أجل تحقيق بعض المكاسب الحزبية لهما . غير أن الخلافات أخذت تتعمق فأصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي بيانا في 3 ايلول 1958بعنوان ((حول الإتحاد مع الجمهورية العربية المتحدة و اليمن )) . الذي كان بمثابة الفتيل الذي أشعل نار الصراع بين أحزاب الجبهة , لأنه أدان الوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة و دعاته امما حدى بالأحزاب القومية و الجمهورية العربية المتحدة بالرد على البيان الذي جاء فيه (( إن حزبنا و القوى الديمقراطيةالآخرى , و أوساط وطنية مختلفة و جماهير شعبية غفيرة قد أبدت رأيها حتى الان باعتبار الاتحاد الفدرالي مع الجمهورية العربية المتحدة و اليمن , هي خير خطوة يعمل من أجلها العراق في كفاحه القومي نحو الوحدة العربية الشاملة )) .
2 – و أكد البيان على ( ( إن جمهوريتنا العراقية الفتية تحمل معها الان آمال جماهير شعبنا العراقي بعربه و أكراده و بمختلف طبقاته الاجتماعية و تعطشها إلى الحريات الديمقراطية التي حرمها منها الإستعمار طوال عشرات السنين .... وهي عندما تسمع بالانضمام للجمهورية العربية المتحدة تقلق أشد القلق على مصير حقوقها الديمقراطية بسبب انعدام حرية التنظيم الحزبي و الاجتماعي و حرية إبداء الرأي في الجمهورية العربية المتحدة و لا يهون عليها أن تستسلم لمستقبل لا يضمن لها حرية النشاط الوطني السياسي و الاجتماعي و الفكري ..... )) .
3 – (( و الشعب الكردي الذي امتزجت دماء ابنائه الشجعان بدماء أبناء الشعب العربي الميامين في الكفاح ضد عهود الظلم و الطغيان , هو الآخر قلق على مصير حقوقه القومية كشعب لنفسه بحق أسباب التقدم و الرفاه )) .
4 – و أكد البيان (( إن بلادنا ذات ثروات طبيعية و خيرات وافرة ينبغي أن يعاد النظر في استثمارها و استغلالها .. و ان التفكير في الانضمام للجمهورية العربية المتحدة يقلق و التطور ...... )) .
طرح هذا البيان في نفس الوقت الذي كانت فيه أطراف الجبهة مجتمعة للاتفاق على صيغة ميثاق للعمل الجبهوي .و بالرغم من توقيع الأحزاب الخمسة آنفة الذكر على الميثاق في أوائل تشرين الثاني 1958 , إلا أن الصراعات إشتدت على أثر صدور البيان المذكور . فأصبح كل حزب , بعد ذلك , يسعى إلى السيطرة على الحكم و اضعاف الاحزاب الآخرى ..و رفع الحزب الشيوعي مذكرة آخرى إلى الزعيم عبد الكريم في 5 تشرين الثاني اتهم فيها بعض الوزراء القوميين بعدم الإخلاص للجمهورية ولقاسم و دعاه إلى الاعتماد على الحزب الشيوعي و الوطني الديمقراطي و إلى إسناد المناصب المهمة لهذين الحزبين .
أدت هذه الخلافات سواء بين الضباط الأحرار أو بين الأحزاب إلى تهديد الوضع في العراق , لذلك بذلت جهود واسعة لبعث الحياة في جبهة الاتحاد الوطني وقدم على أثرها كل حزب مشروع ميثاق عمل طرح للبحث و امناقشة , وتوصلت هذه الأحزاب إلى وضع ميثاق مشترك , و إنظم اليها الحزب الديمقراطي الكردستاني عند التوقيع عليه في تشرين الثاني 1958 . وقد تضمن النقاط الاتية :
1- إن العراق جزء من الامة العربية و أنه سيسعى إلى بلوغ أفضل الروابط مع الجمهورية العربية المتحدة في المستقبل و ذلك لتحقيق الوحدة العربية الشاملة .
2- إن الجبهة ستسعى لتطبيق ما جاء في الدستور المؤقت الصادر في 27 تموز 1958 الخاص بالحقوق القومية للشعب الكردي .
3- ضرورة إتباع سياسة وطنية من قبل الحكومة و تحقيق مطالب الشعب بالتحرر السياسي و الاقتصادي من الإستعمار .
4- أكد الميثاق على دعم ( الثورة ) و على ضرورة قيام حياة ديمقراطية سليمة تعطي الأحزاب حق العمل السياسي العلني .
وقد جرت محاولات آخرى لاعادة نشاطات الجبهة الا أن هذه المحاولات كانت شكلية بحتة و لم تحقق شيئا في الواقع . ومن ذلك جاءالاحتفال ا لجماهيري في ملعب الكشافة ببغداد في مساء 27 كانون الثاني 1959 من أجل احياء ذكرى الوثبة الذي حضره ممثلون عن الأحزاب الوطنية بالإضافة إلى جماهير غفيرة . ألقى فيه عبد الستار الدوري كلمة حزب البعث أكد فيها على ضرورة وحدة الصف الوطني كما ألقى زكي جميل حافظ كلمة حزب الاستقلال و عبد القادر اسماعيل كلمة الحزب الشيوعي و ابراهيم أحمد كلمة البارتي و الشاعر محمد مهدي الجواهري كلمة المستقلين الديمقراطيين أكد فيها جميعهم على صيانة الجمهورية و إقامة الديمقراطية في البلاد . و إنتهى الاجتماع بمقررات أجمعت عليها جميع الأحزاب الخمسة .
و تطورت الأحداث فيما بعد إلى جانب مصلحة الحزب الشيوعي , فأعتقل عبد السلام عارف و أحيل إلى المحكمة , كما اعتقل رشيد عالي الكيلاني و عدد من الضباط القومين بتهمة التآمر على الجمهورية و قاسم بالتعاون مع الجمهورية العربية المتحدة . وكان ذلك ضربة لدعاة القومية العربية لذلك طالب الوزراء القوميون بعدة مطالب :
1 – فسح المجال لاحزاب الجبهة بممارسة نشاطاتها السياسية بحرية , و السماح لها باصدار الصحف التي تعبر عن مواقفها إسوة بالحزب لشيوعي الذي كان يصدر جريدة (( إتحاد الشعب ) ) .
2 –ضرورة وضع سياسة واضحة للحكومة أثناء الفترة الاتقالية داخليا و خارجيا .
3 – وجوب توضيح موقف الحكومة من الدول العربية و خصوصا الجمهورية العربية المتحدة .
4 – أن يكون لمجلس الوزراء الحق في بحث موضوع الوحدة أو الإتحاد الفدرالي .
غير أن عبد الكريم قاسم لم يعر هذه المطالب أي إهتمام لذلك قدم كل من ناجي طالب ووزير الشؤون الإجتماعية و الدكتور عبد الجبار الجومرد وزير الخارجية و بابا علي الشيخ وزير المواصلات و الأشغال و الدكتور محمد صالح محمود وزير الصحة إستقالاتهم في 5 شباط 1959 . ثم أعقب ذلك استقالة محمد صديق شنشل وزير الإرشاد و فؤاد الركابي وزير الدولة في اليوم التالي . وقد بذل الأخيران جهدا كبيرا لإقناع ممثلي الحزب الوطني الديمقراطي للانسحاب من الحكومة دون جدوى . وفي الوقت نفسه قدم محمد مهدي كبة استقالته من مجلس السيادة . ثم تألفت وزارة جديدة في 7 شباط كان أغلب أعضائها من الحزب الوطني الديمقراطي و مؤيديه .
كانت إستقالة الوزراء الحزبيين فرصة لعبد الكريم قاسم لتحقيق مخططه في الإنفراد بالسلطة .و قد اعتمد في تنفيذ هذا المخطط على سياستين الأولى في الداخل , وهي إعلانه المستمر عن قرب انتهاء الفترة الانتقالية , والثانية في الخارج وهي تبنيه سياسة تحررية في الظاهر تقوم على التعاون مع القوى الاشتراكية والسلم في العالم .
وقد جرت محاولات لإعادة نشاط جبهة الإتحاد الوطني , إلا إن هذه المحاولات إستبعدت القوى القومية . فلقد وجهت جريدة (( إتحاد الشعب )) الناطقة بلسان الحزب الشيوعي في 22 حزيران 1959 نداء إلى القوى الوطنية من أجل قيام جبهة وطنية موحدة . و كانت المفاوضات تجرية قبل هذا التاريخ بين ممثلي الحزب الشيوعي و الوطني الديمقراطي و الديمقراطي الكردستاني حول إسس بناء هذه الجبهة , إلا أن هذا الاتفاق لم يتم بين ممثلي الحزب الشيوعي و كامل الجادرجي رئيس الحزب الوطني الديمقراطي الذي أصر على بحث المسائل الاساسية قبل الإتفاق على ميثاق الجبهة و من هذه المسائل المقاومة الشعبية و كيفية قيامها ... إلا أن ممثلي الحزب الشيوعي أوضحوا له أن الدخول في هذه المسائل لا يؤدي إلى نتيجة و أصروا على ضرورة الأسراع بالاتفاق على المشروع الذي قدمه الحزب الشيوعي الذي يتلخص في :
1 – الجبهة تضم الأحزاب الخمسة الشيوعي و الوطني الديمقراطي و البارتي و المستقليين الديمقراطيين و القوميين ممن لا يعادون الجمهورية و قاسم .
2 – تعلن الجبهة و أحزابها علنيتها و تبدأ بالعمل على هذا الأساس فورا .
3 – 4 – اشراك المنظمات الجماهيرية و الإجتماعية في الجبهة لإعطاء قوة لتنفيذ القرارات و لتقوية التزام الجماهير بالاتجاه المشترك لأطراف الجبهة .
5- يعطى للأحزاب إمتياز داخل الجبهة مثل حق الاعتراض و الرفض ( الفيتو ) .
عقدت عدة اجتماعات للمداولة حول أسس الجبهة و ميثاقها غير أنها باءت بالفشل بسبب الاختلاف في وجهات النظر و محاولات الحزب الشيوعي فرض وجهات نظره على الأحزاب الآخرى .
غير أن الحزب الشيوعي إستطاع أن يتوصل في 28 حزيران 1959 إلى وضع ميثاق لجبهة جديدة مع كل من الجناح اليساري للحزب الديمقراطي الكردستاني و الوطني الديمقراطي نشرته جريدة إتحادالشعب في اليوم التالي , ثم رفعت هذه الجبهة مذكرة إلى عبد الكريم وقد تضمن ميثاق الجبهة الجديدة . وقد تضمن ميثاقها الاهداف و المباديء الأتية :
1- (( صيانة الجمهورية و توطيدها و السير بحزم في تطهير جميع مؤسسات الدولة العسكرية و المدنية من العناصر الفاسدة و المعادية لل ( ثورة ) و إحلال عناصر مخلصة محلها .
2- التضامن العربي مع كافة البلدان و الشعوب العربية .
3- سياسة الحياد الأيجابي و مقاومة الإستعمار .
4- الإخوة العربية - الكردية و تقوية أواصر الوحدة الوطنية .
5- الأخذ بمبدأ الديمقراطية الموجهة و توسيع الحريات الديمقراطية و خصوصا حرية التنظيم السياسي و الإجتماعي و المهني و العمل الحزبي و حرية العقيدة لكل القوى المدافعة عن الجمهورية .......)) .
الا أن قاسم تجاهل هذه المذكرة و ميثاه الجبهة المشار اليها إنسياقا وراء مخططه السابق في ضرب الأحزاب السياسية و تحقيق دكتاتوريته العسكرية متسترا وراء الشعارات التي رفعها في أواسط 1959 كشعار (( التوازن بين اليمين و اليسار )) و شعار (( فوق الميول و الإتجاهات ) ) و ما إلى ذلك من الشعارات التي تعكس نيته للانفراد بالسلطة .
و الواقع ان قاسم كان يمهد لالغاء الحياة الحزبية في البلاد أو على الأقل إضعافها و الحد من نشاطها , و لذلك طلب اليها أن تجمد نشاطها السياسي فانصاع له الحزب الوطني الديمقراطي وحده في غياب رئيسه كامل الجادرجي . ثم أعلن قاسم بعد ذلك في إحتفلات الذكرة الأولى لحركة تموز عن قرب إنتهاء الفترة الاتنقالية و عودة الأمور الطبيعية إلى البلاد .
أثار تجميد الحزب الوطني الديمقراطي لنشاطاته ردود فعل عنيفة لدى الأحزاب الأخرى خصوصا الشيوعي الذي اعتبره ضربة للحياة الحزبية و هاجم هذا التجميد على صدر صحيفته الرسمية (( إتحاد الشعب )) كما أصدر مكتبه السياسي بيانا في 22 آذار 1959 شجب فيه موقف الحزب الوطني الديمقراطي هذا و دعاه إلى التراجع عنه .
أصبح الحزب الشيوعي وحده في الساحة بعد أن فشلت جهوده في اعادة الحياة لجبهة الإتحاد الوطني .
و جاء تاسيس الأحزاب السياسية في 6 كانون الثاني 1960 لمزاولة العمل العلني , إلا أن الحزب الشيوعي لم يجز من قبل وزارة الداخلية , وبقي نشاط الأحزاب التي أجيزت بشكل فردي و فشلت جميع المحاولات لإقامة جبهة وطنية , و كان آخر هذه المحاولات في تشرين الثاني 1962 لإحياء الجبهة بين الأحزاب الثلاثة الشيوعي و الوطني الديمقراطي و الوطني التقدمي , إلا أن هذه المحاولة فشلت أيضا لامتناع محمد حديد الدخول فيها حيث أكد بأنه من المستحيل إقامة جبهة مع من يعملون من وراء ظهر الأحزاب , مما جعل الحزب الشيوعي يهاجمه بشدة و يتهمه بالإنتهازية .



#وصفي_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكم الهزيل
- بغداد تستباح من جديد
- التذمر الجماهيري في العراق بين ضعف الوعي و غياب القيادة
- لنوقف الهجمة الحكومية على الطبقة العاملة
- الدولة العراقية الحديثة و اشكالبة التأسيس
- في سبيل بناء حركة شبابية – طلابية تحررية:
- الطبقة العاملة في العراق و متطلبات المرحلة
- حدث في مثل هذا اليوم
- التدخلات الخارجية وازمة تشكيل الحكومة
- من اجل اطلاق حملة ضد البطالة
- من المسؤول عن ازمة الكهرباء في العراق
- نظام الملالي في إيران بين مطرقة العقوبات الاقتصادية وسندان ا ...


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وصفي احمد - الصراع بين الاحزاب السياسية - الحلقة الخامسة من الحكم الهزيل