أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مازن كم الماز - 1793دي ساد : التماس لدعم ( ديانة ) عبادة العقل














المزيد.....

1793دي ساد : التماس لدعم ( ديانة ) عبادة العقل


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5967 - 2018 / 8 / 18 - 11:34
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


أيها المشرعون : أخيرا تمكن عصر الفلسفة من القضاء على عصر الدجل . أخيرا أصبح الإنسان متنورا , مدمرا بيد الألعاب التافهة للأديان السماوية و بانيا باليد الأخرى مذبحا للإله الأعز إلى قلبه . أخذ العقل أخيرا مكان مريم في معابدنا و البخور الذي طالما أحرق عند ركبتي امرأة زانية لن يحرق من جديد إلا عند أقدام الإلهة التي حطمت قيودنا . أيها المشرعون : لكن هذا يجب ألا يحجب عنا الحقيقة . تحقق هذا التقدم السريع نتيجة أعرافنا الجمهورية أكثر منه بسبب التقدم في تفكيرنا . إننا ندين بهذه الحيوية المتقدة فقط لطاقة حكومتنا . طالما سخرت الفلسفة من قبل من مومياءات الكاثوليكية , لكنها عندما تجرأت و رفعت صوتها كانت الحكومة تجبرها على التزام الصمت في زنازين الباستيل . و كيف لا يكون الطغيان حريصا على نشر الخرافة ؟ فالاثنان يولدان في نفس المهد , كلاهما ينشأ من التعصب الأعمى , و تخدمهما كائنات عديمة النفع يسمونها "كهنة" في المعابد و "ملوكا" على العروش : يقوم الاثنان على نفس الأسس و يحمون بعضهم البعض . وحدها الحكومة الجمهورية استطاعت أن تحطم تلك الصولجانات , أن تنهي بضربة واحدة الأديان الدموية التي طالما طعنت البشر بخناجرها المقدسة باسم الإله الذي آمنت به فقط لخدمة رغبات أتباعها الفاسدين . لا شك أنه يتعين علينا أن نتبنى دينا جديدا مع أخلاقنا الجديدة هذه , إن دين عبد الرومان اليهودي يناسب فقط أبناء سكافيولا ( بطل روماني ينسب إليه الرومان - المترجم ) . أيها المشرعون , لقد رسم الطريق . لنمض فيه بخطوات ثابتة , و قبل أي شيء لندع تلك الخليلة من الجليل ترتاح أخيرا من الأعباء التي تحملتها لنستمر بالاعتقاد طوال ثمانية عشر قرنا أنه يمكن لامرأة أن تنجب و هي عذراء . لنقيل فورا كل كهنتها : لنوقر سلبيسيوس ( سياسي و خطيب روماني ) , ( "القديس" ) بولس و مريم المجدلية و كاثرين ( قديسة مسيحية ) فقط في معابد ( عبادة ) العقل . دعونا نحرر النصب الثمينة التي لوثتها الأكاذيب و نضعها فورا في خدمة أشياء أكثر إجلالا : لنعبد الفضائل بدلا من الكائنات الخرافية , و لنضع رموز الفضيلة الأخلاقية في كل كنيسة على نفس المذبح الذي كانت تقدم عليه القرابين للخرافات . ريما تستطيع تلك الرموز أن تضرم النار في قلوبنا , أن تنقلنا فورا من عبادة الأصنام إلى الحكمة .

نقلا عن
https://www.marxists.org/history/france/revolution/1793/de-sade-petition.htm

عبادة العقل : "دين" إلحادي ظهر بعد الثورة الفرنسية كبديل عن الكاثوليكية دين الدولة الرسمي في فرنسا الملكية .. اعتبر مومورو أحد أبرز "دعاته" أن هدف "عبادة العقل" هي الوصول إلى الحقيقة و الحرية و أن أهم مبادئه هو الاعتماد على العقل ... اعتبر مومورو "الحرية , العقل , الحقيقة ليست .. آلهة , إذا توخينا الدقة , بل إنها جزء منا" .. و لخصه أنارشارسيس كلوتز في شعار "لا إله إلا الشعب" .. أفزعت هذه النزعة الإلحادية القوية روبسبير الذي كان يخشى الإلحاد و يكرهه أكثر من الكاثوليكية و الذي كثيرا ما كان يردد مقولة فولتير "إذا لم يكن الله موجودا لكان من الضروري أن نخلقه" و عارض "عبادة العقل" بعبادة الكائن الأسمى التي وضع شخصيا مبادئها القائلة بوجود إله حي و بخلود الروح البشرية .. خلافا لهربرت و مورمو و دي ساد , كان روبسبير يعتقد أن الإيمان "بإله حي و أخلاق سامية" ضرورية للمجتمع القائم على الجمهورية .. ضعف دين العقل كثيرا بإعدام هربرت و مومورو و غيرهم على يد روبسبير قبل أن يحظره نابليون .. أما دي ساد الذي كان مسجونا في الباستيل "لارتكابه جرائم أخلاقية" قبل الثورة فإن دوره في قيامها معروف عندما صرخ من نافذة زنزانته قائلا أنهم يقتلون السجناء في الباستيل مثيرا المارة .. هذا لم يكن صحيحا , حينها على الأقل , لكن كلماته أججت الغضب في ذوي السراويل الطويلة في باريس الذين اقتحموا الباستيل بعد ذلك بأيام مطلقين أعمق ثورة في التاريخ المعاصر .. رحب دي ساد بحماسة بقيام الجمهورية و سمى نفسه المواطن دي ساد و انتخب إلى البرلمان و كان عضوا في كتلة اليسار المتطرف فيه , كان موقفه من فترة الإرهاب الشهيرة متناقضا فمدح مارات بينما انتقد روبسبير الذي زجه في السجن .. ثم سجنه نابليون ليقضي ما تبقى من حياته في السجن أو مصح الأمراض العقلية حتى بعد عودة الملكية ليصح أن نقول أن دي ساد هو من القلة التي تطارد في كل العصور ..



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيريكو مالاتيستا : فكرة الحكومة الجيدة
- أنطونين أرتو راثيا فان غوخ
- الإسلام صالح لكل زمان و مكان
- حلوا عن مي سكاف
- فلسطين التي لا تموت
- محاولة أنثروبولوجية للإجابة على سؤال : من نحن
- الثقافة العربية المعاصرة : ثقافة من دون سوبرمان
- نقاش في صفات الله و أسمائه الحسنى
- السلطويون
- بين القطيع و الفرد
- في انحطاط المعارضة السورية
- ما رأيته و تعلمته في معسكرات كوليما - فارلام شالاموف
- كل هذا العويل و الصراخ على كرونشتادت
- إذن أنا موجود
- لا أبرياء و لا مجرمين
- تعليق على افتتاحية موقع حزب الشعب الديمقراطي السوري -إسطوانة ...
- الجرائم بحق الروهينغا
- كي نصبح مثل إسرائيل - عن المحرقة السورية
- الفرص الضائعة
- الأناركية كلاحاكمية


المزيد.....




- قادة جامعات أميركية يواجهون -دعوات للمحاسبة- بعد اعتقال متظا ...
- دعوات لسحب تأشيرات الطلاب الأجانب المتظاهرين في امريكا ضد عد ...
- “بأي حالٍ عُدت يا عيد”!.. العمال وأرشيف القهر
- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...
- صادق خان يفوز بولاية ثالثة لرئاسة بلدية لندن.. ويعزز انتصار ...
- الختان، قضية نسوية!
- جرائم الشرف، كوسيلة للإدامة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال ...
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مازن كم الماز - 1793دي ساد : التماس لدعم ( ديانة ) عبادة العقل