أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عودة بشارات - مجرمو قانون القومية إلى لاهاي














المزيد.....

مجرمو قانون القومية إلى لاهاي


عودة بشارات

الحوار المتمدن-العدد: 5965 - 2018 / 8 / 16 - 09:58
المحور: القضية الفلسطينية
    



إذا قام مُطهّر بوضع لافتة مرسوما عليها العضو الذكري على باب مكتبه، بهدف ترويج أعماله، فيمكن الافتراض أن ‏مصلحته ستغلق في اليوم نفسه وسيُعتبر السكان متسامحين جدًا إذا لم يطردوه من المدينة. هناك مهن وأعمال وأفكار لا ‏يعلن عنها إلا بالرموز. هل تلقيتم ذات مرة بطاقة تعريف من لص، هذا عنوانها: «فلان وأولاده- سرقة كل أنواع ‏السيارات والأدوات الكهربائية»؟ هل يمكن توقع أن يقوم شخص عنصري بالتعريف عن نفسه وباعتزاز: «أنا فلان ‏العنصري»؟ بالعكس، سيعرض نفسه كوطني فخور، وبأنه يعمل من أجل نقاء العرق.
ولكن في إسرائيل قرر اليمين، خلافًا لكل منطق، أن يحطم هذه القاعدة الفولاذية. ما الذي كان يضيره من الوضع القائم؟ ‏منذ سبعين سنة والدولة تفعل للعرب كل ما يخطر ببالها، وفي الوقت نفسه فإن من القادم إليها يتم استقباله بشعارات ‏باهرة عن دولة إنسانية؛ نور للأغيار تماما. الآن بعد سن قانون القومية، فإن دولة إسرائيل حسب تعريفها هي دولة ‏أبرتهايد، والدبلوماسي القديم ألون ليئيل يكتب في «تويتر» أن «الأبرتهايد في جنوب أفريقيا لم يسقط بسبب وجود ‏عنصرية هناك، بل لأن العنصرية كانت موجودة في قانون».
لا حاجة لمثال المُطهر من أجل فهم كيف يجب التصرف، يكفينا هنا تصرف الآباء المؤسسين للدولة. في السابق في كل ‏مرة رأيت فيها وثيقة الاستقلال كانت تصيبني الدهشة، لم افهم كيف من الممكن وخلال الاحداث الدموية في عام ‏‏1948، حلت روح التسامح على زعماء الحركة الصهيونية، وصاغوا وثيقة استقلال تقطر بمحبة الإنسان. وتعهدوا ‏‏«لأبناء الشعب العربي سكان دولة إسرائيل» بكل خير (وهو تعهد تبخر بالطبع بعد لحظة من توقيع الوثيقة). لسذاجتي ‏اعتقدت في حينه أن "الجين" الإنساني لدافيد بن غوريون قفز فجأة في لحظة من التسامي الروحي، بالضبط كما قفز ‏‏"الجين" الشرقي لبنيامين نتنياهو منذ فترة قصيرة.
اليوم اطلعت على نص كتبه رجل القانون إيهود أليآف، الذي يُظهر فيه العلاقة الوثيقة بين فقرة الحقوق المدنية في ‏وثيقة الاستقلال وبين الفقرة "ج" في قرار التقسيم للأمم المتحدة رقم 181. بن غوريون فهم ماذا يريد العالم منه، وعمل ‏بموجب ذلك. العالم عبر عن رضائه من النص وانتقل إلى نزاع دموي آخر. ويمكننا التقدير أنه إذا كانت الأمم المتحدة ‏طلبت من بن غوريون السماح بـ «تأجير الأرحام» للمثليين فإن بن غوريون لم يكن ليتردد في إدخال بند كهذا إلى ‏الوثيقة.
الفقرة "ج" تطلب من الدولتين المستقبليتين تبني مبادئ الحرية والمساواة والديمقراطية، وتم التأكيد فيها، ضمن أمور ‏أخرى، على «عدم مصادرة الأراضي» التي تعود لعربي في الدولة اليهودية وليهودي في الدولة العربية، «عدا ‏للأغراض العامة»، أين أخفوك يا حسنائي الجميلة، فقرة "ج"؟
كما ينص قرار الأمم المتحدة على أن «الشروط المشمولة في الاعلان تعتبر قوانين أساس للدولة… وأي قانون، تعديل ‏أو عمل رسمي لن تكون لها سارية المفعول اكثر من سريان مفعول هذه القوانين»؛ التعليمات التي تظهر في هذه الفقرة ‏الفقرة «يتم ضمانها من قبل الأمم المتحدة؛ وأية تعديلات عليها لن تجرى بدون موافقة الأمم المتحدة»؛ و«كل خلاف ‏يتعلق بتفسير هذا البيان يتم تقديمه بناء على طلب أحد الأطراف إلى محكمة دولية».
اليوم يأتي قانون القومية ليحل محل قانون أساس حظرة الأمم المتحدة التلاعب بهه. حسب رأيي، أولئك الذين سنوا ‏قانون القومية هم مخالفون للقانون، وليسوا مخالفين عاديين للقانون فحسب، إنهم مجرمون دوليون يجب تقديمهم لمحكمة ‏الجنايات الدولية في لاهاي. (لا احب استخدام هذا التعبير القاسي، «مجرمون»، لكن لأن اليمين لم يتردد في تسمية من ‏عملوا من أجل التوصل إلى سلام بهذا الوصف، مجرمو اوسلو، يبدو أنه لا مناص من ذلك). ومن جهة اخرى فالدولة ‏التي تتراجع عن إعلان استقلالها الذي يقوم على قرار الأمم المتحدة فإنها تقوض شرعيتها الدولية. وللعرب ‏والديمقراطيين في إسرائيل الحق في التوجه إلى الأمم المتحدة والمطالبة باتخاذ خطوات ضد الآباء المنكلين.
وفي هذا الصدد يمكن القول ايضًا: لا يمكن لنتنياهو اليوم، أن يطلب من العالم الاعتراف بإسرائيل كدولة القومية ‏اليهودية، ففي أعقاب هذا القانون من ذا الذي يستطيع الاعتراف بدولة أبرتهايد صريحة؟!
(نشر في "هآرتس"‏)



#عودة_بشارات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتمدوا القلب
- لكي لا نخجل من النظر إلى عيونهن
- خادم العائلة الفقيرة
- بزوغ الفجر وفي عرض البحر
- قلب العصفور
- المفتاح بيد حماس
- ملاحظات حول ورقة العمل التي اصدرها الحزب الشيوعي
- درويش لطوبي: معكم كانت حالتنا افضل
- تراث الحزب الشيوعي، والجبهة، والحفاظ على استمرارية نهجه هي م ...
- عندما يكون ظهرنا الى الحائط
- كلمة سكرتير عام الجبهة عودة بشارات: ماير فلنر بطل المعارضة ا ...
- يعرف الفلسطينيون ما يريدون


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عودة بشارات - مجرمو قانون القومية إلى لاهاي