أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عودة بشارات - درويش لطوبي: معكم كانت حالتنا افضل















المزيد.....

درويش لطوبي: معكم كانت حالتنا افضل


عودة بشارات

الحوار المتمدن-العدد: 1713 - 2006 / 10 / 24 - 11:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"في وصف حالتنا"
الأثنين 23/10/2006
الحقيقة أن هنالك دورًا كبيرًا للأكاديميا في حياة الشعوب. الأكاديمي يوضح لنا، من خلال الدراسات ما هو وراء الشعار. يعني في أمريكا، هذه الدولة الأعظم بالعالم ألا يوجد باحثون وكتّاب سناريوهات مستقبلية لكل تحرك أمريكي؟ بما معناه، أنه عندما تم احتلال العراق وتم إضعاف السلطة المركزية وحل الجيش، ألم يكتب خبراء من الجيش والأكاديميا في الولايات المتحدة عن إسقاطات ذلك. كل عاقل يجب أن يتوقع ان هذا الفراغ في أية دولة هو كارثي. أنا متأكد أن هنالك أبحاث واضحة من مراكز الأبحاث الهائلة في امريكا التي تنبأت بذلك... ولذلك يمكن التأكيد ان جورج بوش سعى، عن سابق إصرار وترصّد، للوصول الى هذا الوضع في العراق. تحت غطاء الانتخابات وبناء العراق وما إلى ذلك.
كل الشعارات التي رفعها بوش هي شعارات جذابة: تعالوا انتخبوا، تعالوا ضعوا مصيركم بين أيديكم. ولكن واجب الأكاديميا، أكثر مما هو واجب السياسيين، هو تزويد الشعب ونظمه السياسية بالأدوات لتحليل القصد من وراء الشعار.
ولدى الشعب الفلسطيني، ألم يكن من الواضح أن أمريكا تدفع بالشعب الفلسطيني إلى الانتخابات، لغرض في نفس "كوندي" (وكوندي هو اسم الدلع لكوندليزا رايس الذي كان يطلقه عليه- دوبي- أي دوف فايسغلاس). ألم يكن واضحاً منذ زمن بعيد أن حماس في صعود نتيجة التذمر من فتح، وأن الأمريكيين، بهذه الانتخابات، أرادوا الحصول على "الأليبي" لعدم الاعتراف بالقيادة الفلسطينية. عرفات "اللا شريك" لم يعد موجوداً ففتشوا عن "لا شريك" آخر، فوجدوا في الانتخابات فرصتهم. وعندما لا ينفع ذلك سيحاولون إيجاد "لا شريك" آخر.
على كل حال اكتب هذه الكلمات بصدد مقال الأكاديمي البارز الدكتور أسعد غانم الذي نُشر في"كل العرب" الأسبوع الماضي، ليس من باب النقاش السياسي، بل لأن الدكتور غانم يناقش بصفة الأكاديمي، أي بصفة من يضع مواقف هي نتائج أبحاث، وتوقعت من الدكتور غانم، أن يقول لجمهورنا عندما يذهب للانتخابات ماذا ينتخب؟ هل ينتخب مؤسسة ذات إمكانيات مالية وعلى الجمهور أن يقرر سياسة من يجب أن تسود في تقسيم هذه الميزانية؟ أو هل نحن بصدد السعي لحكم ذاتي ندير من خلاله شؤون جماهيرنا في المجالات البلدية والاقتصادية والتعليمية والثقافية..؟ أم أننا بصدد انتخاب لجنة متابعة تحمل صلاحيات اللجنة الحالية؟
هذه أسئلة جوهرية وواجب الأكاديميا (التي اعتبرها، وبحق، من أهم الأدوات لصياغة وجه المجتمع) أن تضع لنا تصورات معينة. ويجب أن تطرح الأكاديميا لنا، في ظرف يتعمق فيه التحريض علينا من قبل المؤسسة الحاكمة، ما هي اتجاهات رد السلطة؟ هل ستقول لنا السلطة مثلاً: "بدكو تلعبوا لحالكو.. الله وعلي معاكو". أو أنها ستتصرف بشكل مغاير تماماً. وعلى ذكر السلطة، فغريب صمتها وصمت أبواقها في هذا الأمر. هل السلطة غافلة عما يجري، أم ان مراكز أبحاثها قد نضبت؟ أم انها تنتظر منا ان نقوم بخطوة ما من أجل أن تجبنا بسلسلة من الخطوات. نحن لا نعمل في فراغ. هنالك آلاف الدفاتر في جوارير السلطة وهنالك الاف "الترحيشات" ( من كلمة ترحيش بالعبرية وهي تعني السيناريوهات المحتملة) وهنالك مخططات الادراج لمواجهة كل حدث. اذاًً، لماذا هذا الصمت السلطوي المريب، وهم الذين يتهمونا ليل نهار اننا "غير مخلصين للدولة"؟
هنالاك أمور في هذا السياق بحاجة إلى تأمل. انظروا نموذج غزة-الضفة الآن! ألم تنجح مخططاتهم هناك؟ هم يقمعون ويقتلون ويحاصرون أما العنوان لمطالب الناس واحتياجاتها الإقتصادية والتعليمية والأمنية فهي السلطة الوطنية المخنوقة من قبل اسرائيل. ولدينا لماذا لا يفكرون بنموذج متشابه؟ ألا توجد ملامح لذلك في قرى لم تدفع مجالسها معاشات لعشرة اشهر؟ الا توجد محاولة لايجاد معايير اقتصادية مزدوجة في كل المجالات؟ الآن على الاقل عنواننا السلطة، فهل سيكون عنواننا غداً لجنة المتابعة و"بطيخ يكسر بعده". ولا يقولنّ لي أحد انني ابالغ. لا توجد مبالغات، قبل ثلاث سنوات لم يخطر على بال أحد ان يكون لدينا 4 عراقات (سني وشيعي وكردي واقليات..). اليوم اصبح ذلك واقعاً ملموساً.
ومن جهة اخرى لا توجد هنالك انصاف مسارات، الدخول في مسار الانتخابات له مدلولاته، واذا لم تكن لصاحب الفكرة مقاصد أخرى فهنالك مقاصد لاخرين لديهم أفكارهم الخاصة والمغرضة جداً، قد يكونون منا، ولكن اغلبيتهم يقعون في جانب السلطة. ولا يمكن أن نقول اننا نجري انتخابات هيك.. غندرة. أو أننا نجري الانتخابات كمجرد درس في الميدانيات عن الدمقراطية. لا شعبنا ساذج، وبالتأكيد السلطة مش ساذجة.
واجب من يقترح ذلك ان يقول لنا ماذا وراء القصد. لا يمكن القول ان هذه الانتخابات هي فقط مدنية. انها لعبة دومينو تبدأ بانتخابات داخلية بيننا وتتطور وبسرعة فائقة الى مدلولات سياسية اقتصادية وإقليمية. فما هو وضعنا اذا تتطلب الأمر منا ان نكون مستعدين للتحديات الاقتصادية المفروضة. ماذا سيكون وضعنا اذا قرر المجتمع اليهودي المجند ضدنا ان ينغقلق ولو قليلاً في وجهنا، وهويفعل ذلك بإشارة واحدة من فوق. تذكروا أن الشعب الفلسطيني الذي يناضل من اجل الاستقلال وإقامة دولته يعاني الويلات بسبب إغلاق الاقتصاد الإسرائيلي أمام العمالة الفلسطينية؟
وماذا مع اسقاطات ذلك على نضال شعبنا الفسطيني، الذي يخوض معركة من اجل الاستقلال، سيقولون: لا يكفيهم برلمان واحدد يرون برلمانين ولا يريدون دولة واحدة يريدون دولتين. منذ الآن ترتفع اصوات كهذه. لا حاجة لنا ان نفتح جبهات لا حاجة لنا فيها.
ثم حول الدمقراطية، وكأن لجنة المتابعة تنقصها التمثلية. بكل قوة يجب القول أن لجنة المتابعة بصيغتها الحالية هي أكثر تمثلية من أية صيغة أخرى، وهذه الصيغة التي تعتمد الإجماع، برأيي هي مثل يُحتذى لشعوب عديدة تواجه نفس الظروف. وتم اجتراح هذا النموذج الوحدوي من تحت إلى فوق، طوعاً بدون قسر وبدون إملاء ونتيجة تطور طبيعي، من لجنة رؤساء الذين هم الأكثر التصاقاً بقضايا جماهيرهم، إلى أعضاء كنيست المنتخبين على أساس سياسي، إلى الأحزاب التي تمثل الاتجاهات السياسية الفكرية لجماهيرنا. اليوم لجنة المتابعة هي محط إجماع، لأنها، أيضاً، ليست مبنية على مبدأ الأقلية والأكثرية، لأنه عندما يتم انتخاب لجنة متابعة، ستكون هنالك أكثرية، والسؤال هو أكثرية لصالح من؟ وستكون هنالك أقلية. أقلية ضد من؟
على كل حال لا حاجة للتوسع في الأسئلة المطروحة، لأنها بحاجة إلى بحث متكامل. ولكن حتى فيما يطرحه الآن الدكتور غانم فيه شيىء، أقل ما يمكن القول عنه هو خروج عن ثوابت هذا الشعب، وهذا ليس من باب القول انه لا توجد اتجاهات طائفية وإقليمية وعائلية في مجتمعنا. بالطبع، وللأسف، يوجد ذلك، ولكن للمرة الأولى يأتي باحث مرموق من عالم الأكاديميا ليشرعن ذلك. وإلا ماذ يعني الاقتراح بلجنة على أساس اقليمي (النقب، الجليل..)، والأخطر لجنة على أساس طائفي. (المسيحي والمسلم والدرزي).
يقولون أن الطائفية موجودة. نعم، هنالك أمراض لدينا، للاسف كما هوالحال في كل مجتمع، والسؤال هنا هل نكرس هذه الأمراض ونجعلها جزءاً من دستور مكتوب بيننا. هل هنالكتخصيص مقاعد في الكنيست للاشكناز والسفارديم؟ هنالك من يقول لنا ان الجبهة ايضاً تأخذ ذلك بعين الاعتبار. نحن في الجبهة، وبدون دستور مكتوب، يتم تشكيل قائمتنا لتطرح وحدة الجماهير، ولذلك عندما يتوجه البعض ويصعّبون علينا السؤال، لماذا بالذات ، الأول في قائمتكم مسلم والثاني مسيحي...؟ جوابي واضح أن هنالك، عميقاً عميقاً في وعي الرفاق، الذي هونتاج تراكم وطني دمقراطي انساني، هاجس يريد أن يعكس في هذه القائمة وحدة هذا الشعب. وهذا الهاجس الذي هو امتحان يومي لكل رفيق ولكل فرد منا ويجب أن يكون هو هو صمام الأمان لوحدة هذا الشعب. إذا تحول صمام الأمان إلى قانون جاف، فهذا يعني أننا فقدنا ثقتنا بأنفسنا وبقدرتنا على أن نصون وحدة شعبنا على كافة طوائفه.
ولذلك حينما يسألنا البعض ما هو بديلكم؟ نقول بديلنا هو الوضع الحالي الذي يجب تطويره وإطلاق الطاقات الكامنة فيه؟ وأقول، قبل فوات الأوان، أنني لا أريد أن نكتشف عظمة هذا البديل فقط بعد فقدانه وبعد أن يتم تدميره على مذبح "الجديد" غير المدروس، والذي منذ الآن تظهر أخطاره جلية. ونكون مثل الذي يتقدم في حقل من الوحل، كل خطوة تعمق ورطتنا. قالت العرب- بالعامية- "نط عا لِحمار أجا منّو وغاد. قال هيك بقينا". يا ريت! يا ريت ان نبقى كما كنا!. دخلنا معركة لتنظيم الجماهير بكل الشعارات الوطنية البراقة، فخرجنا منها طوائف وملل.
نعم، الطريق إلى جهنم ممتلئة بالنوايا الحسنة. وهنالك من أعداء هذا الشعب الذين لا تتوفر لديهم أية نية حسنة. وهذه الجماهير التي صمدت في أصعب الظروف، بعد نكبة ال 48 فعلت ذلك لأنها تعرف من أين تُؤكل الكتف!! وهكذا الآن واجبنا أن نصون هذه الطريق وسبر الحكمة التي من ورائه.
عندما أهدى الشاعر الكبير محمود درويش كتابه "في وصف حالتنا" لرفيقنا الجليل توفيق طوبي، كتب له في مقدمة الكتاب: "معكم كانت حالتنا افضل".. لا تعقيب.



#عودة_بشارات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراث الحزب الشيوعي، والجبهة، والحفاظ على استمرارية نهجه هي م ...
- عندما يكون ظهرنا الى الحائط
- كلمة سكرتير عام الجبهة عودة بشارات: ماير فلنر بطل المعارضة ا ...
- يعرف الفلسطينيون ما يريدون


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عودة بشارات - درويش لطوبي: معكم كانت حالتنا افضل