خادم العائلة الفقيرة

عودة بشارات

الحوار المتمدن-العدد: 3037 - 2010 / 6 / 17 - 01:00
المحور: القضية الفلسطينية
    

عندما طلبت معلمة من التلاميذ تحضير موضوع إنشاء عن عائلة فقيرة، كتبت طالبة ابن عائلة غنية ما يلي: "كانت هنالك عائلة فقيرة جدًا، الأم فقيرة والأب فقير. كذلك الخادم فقير وسائق سيارة العائلة فقير والجنايني فقير".
تذكرت هذه النكتة المعبرة عندما اطلعت على التقرير بشأن الفروق في ميزانيات المساعدات الاجتماعية في البلاد، حيث تبين أن في مدينة مثل "هرتلسيا بيتواح" (إحدى أغنى المدن في البلاد) يبلغ معدل المخصصات للحالة الاجتماعية هناك، 4429 شيكل، بينما يبلغ المعدل في سخنين، 757 شيكل. وفي سفيون يبلغ المعدل 4195 شيكل للحالة، مقابل 282 شيكل في قرية الغجر.
وحسب معطيات تقرير مراقب الدولة للعام 2006، الواردة في مقال ميراف أرلوزروف في صحيفة "ذا-ماركر"، (2010/6/10)، فإن السلطات المحلية اليهودية تحصل من وزارة الرفاه، على مبلغ 2130 شيكل للحالة الاجتماعية الواحدة، بينما السلطات العربية تحصل على ما بين 850-1050 شيكل للحالة الاجتماعية الواحدة.
هكذا هي الحياة: الغني أشطر في تحصيل الأموال، بينما الفقير "ماكلها" من كل الجهات، حتى عندما يريدون مساعدته اجتماعيًا. ولو قررت الحكومة، أبيض على أسود، تقديم مساعدة، فقط للعائلات المستورة في سخنين مثلا، سيجد الأغنياء طرقهم الخاصة بهم لإيصال هذه الأموال لجيوبهم. كيف؟ سينقلون عناوينهم إلى هذه البلدة. "كلنا سخنينيون" سيهتفون في الشوارع.
وكل ذلك حسب القانون. فهذه الدولة دولة قانون، وسلب الفقراء حقوقهم يتم بواسطة القانون؛ فقد قررت وزارة الرفاه الاجتماعي، تحميل السلطة المحلية 25% من حصة الرفاه، والباقي تدفعه الوزارة. وهكذا نتج لدينا المشهد المثير، فمدينة غنية مثل سفيون، تدفع 1000 شيكل للحالة، فتحصل على ميزانية بقيمة أربعة آلاف شيكل. وبلدية مثل سخنين، ومثلها باقي السلطات المحلية العربية التي تعاني من عدم دفع المعاشات وأثمان المياه، لا تستطيع أن توفر للرفاه من ميزانيتها سوى أقل من مائتي شيكل للحالة. وكله حسب القانون.
أمام هذا التمييز الصارخ للسماء من الممكن، ويجب، إحداث هزة أرضية. ولطمأنة كل أولئك الذين نذروا أنفسهم للقضايا الوطنية العليا ويخشون من الانشغال في القضايا اليومية الصغيرة، نقول: إن التصدي لهذا التمييز هو قضية وطنية من الدرجة الأولى.

#عودة_بشارات (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات