أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عودة بشارات - بزوغ الفجر وفي عرض البحر














المزيد.....

بزوغ الفجر وفي عرض البحر


عودة بشارات

الحوار المتمدن-العدد: 3025 - 2010 / 6 / 5 - 11:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


1
في عرض البحر ومع بزوغ الفجر، ما بين الأحد والإثنين، في اليوم الأخير من أيار، حين كان يتم الاحتفاء بالتقاء أشعة الشمس الأولى وسطح البحر الأملس المائل للزرقة الداكنة.. بالضبط في هذا الالتقاء، المحفوف بنشوة الخلق، تخضّب لون الشمس والماء بدم أحمر لم يكن هنالك مبرر لحضوره في لحظة ملهمة كهذه. كان هنالك من اعتقد بأن ذلك الليل سيعقبه، كالعادة، نهار ولم يدرك أن دمًا زكيًا مراقًا سيفصل ذلك الليل عن ذلك النهار.. تحت ضوء الشمس المتسللة وفي عرض البحر كان الدم جزءًا آخر في مشهد بحري حزين.
حتى عرض البحر، في زاوية معزولة عن الجغرافيا. حتى عرض البحر، في خلسة زمن معزولة. حتى عرض البحر كان هنالك من يفتش عن فريسة، مواصلاً مسيرة التدمير في اليابسة.



2
إما أن الأمر قد اختلط على شمعون بيرس وإما أنه قد زُوِّد بمعلومات خاطئة. على كل حال يجب تنبيه رئيس الدولة، أن القتلى هم من صفوف المدنيين المشاركين في قافلة الحرية، وأنه لا يوجد قتلى في صفوف الجنود الإسرائيليين.
أقوال رئيس الدولة بيرس تثير الاستغراب فهو يحيي الجنود الذين تحلوا بضبط النفس، بالرغم من الاعتداء عليهم، ولم يردوا على "تهجمات ركاب السفينة".. فإذا كانت نتيجة ضبط النفس هذه إيقاع تسعة قتلى وعشرات الجرحى، فماذا سيكون الأمر لو لم يتمالك الجنود أعصابهم.



3الصرعة الأخيرة اليوم هي أن تكون ضحية. ومن هنا محاولات القيادة الاسرائيلية، وتؤيدها غالبية وسائل الإعلام الإسرائلية، للظهور بمظهر الضحية. ذهبت أيام الماتشو. ذهبت ايام عنتيبي. ذهبت أيام "داهود أمام جوليات". الآن، بالطول بالعرض، يريد هذا الجيش المدجج بالسلاح من رأسه حتى أخمص قدميه، ان يظهر بمظهر الضحية.
ولا غرابة في ذلك، فالصراع لكسب الرأي العام العالمي في مواجهة مدنيين عزل تطلب إظهار الجيش بمظهر الضحية والمدنيين بمظهر المعتدي.. كُن ضحية تكسب الرأي العام العالمي. ولا يهم أنها "ضحية" مدججة بالسلاح والطائرات والسفن الحربية.



4هذا السعي للظهور بمظهر الضحية ترافق بمساع غير مسبوقة لدمغ المشاركين في القافلة بالإرهاب. في اللحظة الأولى قال داني أيلون، نائب وزير الخارجية، إنهم وجدوا أسلحة في السفينة، ولكن في نفس اللحظة قال مصدر عسكري أن هذا السلاح تابع للجيش الإسرائيلي.
فيما بعد قيل أنهم وجدوا آلاف الدولارات في جيوب بعض المشاركين في القافلة، فأصبحوا، بقدرة قادر مرتزقة.. وكأن من يسافر للخارج محظور عليه أن يحمل الدولارات. وفيما بعد وضعوا السكاكين التي وجدوها في الباخرة، في صف عسكري مهيب، لإظهار ترسانة الأسلحة التي توفرت في السفينة. من يعاين هذه الترسانة سيدرك من النظرة الأولى أنها أكبر بقليل من محتويات مطبخ بيتي وأقل بكثير من محتويات مطعم أو قاعة أفراح..
وأخيرًا، والخير لقدام، عرضوا المقاليع. هكذا إذن جاء المشاركون لإخضاع الجيش الاسرائيلي بالمقاليع.. يا حيا الله.



5هذا النضال الشعبي السلمي هو النضال الذي نادينا به بكل قوة خلال السنين الماضية، لأن هذا النضال يضع الصورة الحقيقة للصراع القائم في المنطقة، شعب أعزل يحارب من أجل حقوقه في مواجهة آلة حرب صماء. والسعي المحموم للقيادة الإسرائيلية لدمغ هذا النضال الشعبي بالعنف والإرهاب، هو تعبير عن التطلعات والآمال الدفينة في صدورهم؛ إنهم يريدون سفن مسلحة ويريدون عمليات انتحارية من أجل إطلاق أياديهم ضد الشعب الفلسطيني.. وفيما بعد التباكي امام العالم أنهم الضحية، يقتلون ويتباكون. هذا الزمن كلنا نأمل أنه قد ولى..
ولا بد هنا من تسجيل الموقف الملتزم لحماس في غزة بعدم الانجرار وراء الاستفزاز الإسرائيلي، لأن الحلم الوردي للقيادة السياسة الإسرائيلية الآن .. وبالذات الآن، هو "فرج عربي" يتمثل بتفجير انتحاري ضد المدنيين.
إن هذه القافلة هي إضافة نوعية للنضال السلمي للشعب الفلسطيني. واليوم يخرج شعب بأكمله ليشارك في هذا النضال، من خلال مقاطعة بضائع المستوطنات، ومن خلال التصدي للجدار، ومن خلال التصدي للمستوطنين الفاشيين الذين يعيثون فسادًا في الأرض. وكل ذلك بمرافقة وتاييد الرأي العام العالمي الذي بدأ يعي بشكل غير مسبوق الصلف الاسرئيلي وتنكره لحقوق الشعب الفلسطيني. هذا هو الطريق لعزل هذه السياسة وأصحابها.
هذا هو نهجنا، نهج حزبنا وجبهتنا؛ النهج الذي دأبنا على طرحه، وبإصرار وفي أحلك الظروف، أصبح طريق شعبنا كله وطريق مناصريه العرب والأجانب.



#عودة_بشارات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلب العصفور
- المفتاح بيد حماس
- ملاحظات حول ورقة العمل التي اصدرها الحزب الشيوعي
- درويش لطوبي: معكم كانت حالتنا افضل
- تراث الحزب الشيوعي، والجبهة، والحفاظ على استمرارية نهجه هي م ...
- عندما يكون ظهرنا الى الحائط
- كلمة سكرتير عام الجبهة عودة بشارات: ماير فلنر بطل المعارضة ا ...
- يعرف الفلسطينيون ما يريدون


المزيد.....




- ريانا تتألق بإطلالة زرقاء ناعمة في فستان مستوحى من أزياء الس ...
- لماذا قد يُلوث هاتفك المحمول القديم تايلاند؟
- إسرائيل تريد التطبيع مع سوريا ولبنان لكنها -لن تتفاوض- بشأن ...
- رواية -نديم البحر- لحكيم بن رمضان: رحلة في أعماق الذات الإنس ...
- مصر.. تحذير السطات من ترند -الكركم- يثير الانتقادات!
- شاهد.. ملاكم يتعرض لصعقة كهربائية أثناء احتفاله بالفوز
- غزة وتشكيل لوبي عربي في سلم أولويات مؤتمر الجاليات العربية ب ...
- قصف هستيري على غزة يعيد مشاهد بداية العدوان الإسرائيلي
- ترامب: الولايات المتحدة لا تعرض على إيران شيئا
- إذاعة صوت أميركا.. من الحرب العالمية الثانية إلى عهد ترامب


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عودة بشارات - بزوغ الفجر وفي عرض البحر