إنتخابات السودان

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

الحوار المتمدن-العدد: 5959 - 2018 / 8 / 10 - 18:59
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

ماذا ستفعلون بعد إختيار الإنقاذيون رئيسهم عمر البشير مرشحا لرئاسة السودان:


الإنقاذيون إختاروا تقديم البشير مرة آخرى للإنتخابات القادمة، متجاوزين بذلك دستور 2005 المعدل، وسيعدل الدستور مرة ثانية ليوائم طموح الطغاة البغاة، وستتم بموجبه عملية تنصيب البشير بالقوة رئيسا لدورة آخرى رغم رفضه داخل وخارج حزبه.

ونرى أن ساسة المعارضة المتشبثة بخط وخطاب إسقاط النظام ما زالوا يغالطون أنفسهم، وكأنهم يقولون للناس (سنخلصكم بأحلام ظلوط) وهم لا يصنعون وسائل الخلاص ولا يقبلون بوسائل الآخريين، وقد أجاد الرفيق مبارك أردول في وصفه لتلك الحالة عندما إختار لمنشوره النقدي صباح اليوم عنوان (بارعون في تبديد الفرص) فالآن فرصة الخروج إلي الشارع متوفرة بالدليل والبرهان والحجة البائنة، والمناخ الشعبي مهيئ لخوض معارك التغيير والتحرير ويمكن إكتنازها للإحتجاج علي ترشح رأس النظام.

الإنتخابات وخرق الدستور لإعادة تنصيب البشير قضية مقرونة بالحريات والسلام والديمقراطية ومرتبطة عضويا بالمستقبل، وهذه المعارك لا يمكن أن تدار في ميادين منفصلة عن بعضها البعض، ولا يمكن أن تخوضها معارضة صامتة بمقاطعة ساكنة، وإن لم يكن الوقت مناسب لتنظيم حراك جماهيري واسع لرفض إستبداد البشير وإستلاب الحقوق فمتى يكون.

السؤال الذي يجب الإجابة عليه قبل بلوغ إنتخابات 2020م هو ماذا سنفعل حيال التزوير المبكر لإرادة الشعب؟ فهذا السؤال يجب أن تخرج إجابته من داخل (صندوق بريد المعارضة) لأن الصمت والسكون لا يجلبان حلول، وليتم التخطيط لعمل ثوري يناهض مهازل النظام لا بد من توحيد منصة المعارضة السودانية وتجاوز الخلافات من أجل مصلحة البلاد.

فالمرحلة القادمة ستكون من أصعب المراحل التي يمر بها سوداننا، وبقاء هذا النظام سيكلف الوطن والمواطن ثمن الإستمرار في الإنهيار السياسي والإقتصادي والأمني، وسيرتفع ثمن الإستثمار الإسلاموعسكري في الحرب والفساد والعنصرية، ولن تتوقف السلطة الحاكمة عن تنفيذ سياساتها الإستنزافية لموارد الدولة والقفز بالسلطة نحو المزيد من الإستبداد وتقزيم دور المعارضة الوطنية ومنع التنوير للتغيير والتحرر، فالوقت للثورة ولا خيار أمام القوى السياسية إلا منازلة النظام الفاشي الفاشل في ميدان عام وإنتزاع كافة الحقوق السياسية والمدنية وبناء نظام ديمقراطي لسودان جديد حر وموحد.

#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات